عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : خَرَجَ عِبْدَانٌ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ قَبْلَ الصُّلْحِ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ مَوَالِيهِمْ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، فَأَبَى أَنْ يَرُدَّهُمْ ، وَقَالَ : " هُمْ عُتَقَاءُ اللَّهِ "
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى أَبُو الْأَصْبَغِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ رِبْعِيٍّ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : خَرَجَ عِبْدَانٌ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ قَبْلَ الصُّلْحِ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ مَوَالِيهِمْ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، فَأَبَى أَنْ يَرُدَّهُمْ ، وَقَالَ : هُمْ عُتَقَاءُ اللَّهِ وَكَانَ الشَّافِعِيُّ يَقُولُ بِظَاهِرِ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ : الْعَبْدُ يَجِيءُ فَيُسْلِمُ ، ثُمَّ يَجِيءُ سَيِّدَهُ بَعْدُ ، فَيُسَلِّمُ ، قَالَ : لَا يُرَدُّ إِلَيْهِ ، وَوَلَاؤُهُ لِلْمُسْلِمِينَ ، فَإِنْ جَاءَ السَّيِّدُ فَأَسْلَمَ ، ثُمَّ جَاءَ الْعَبْدُ فَأَسْلَمَ ، رُدَّ إِلَى سَيِّدِهِ ، وَكَذَلِكَ قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ . وَقَالَ الْأَوْزَاعِيُّ : فَإِنْ أَسْلَمَ عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِ الْعَدُوِّ ، ثُمَّ أَصَابَهُ الْمُسْلِمُونَ فِي بِلَادِهِمْ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَيْنَا ، قَالَ : هُوَ حُرٌّ وَهُوَ أَخُوهُمْ . وَقَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ فِي الْعَبْدِ مِنْ عَبِيدِ الْعَدُوِّ إِلَى الْمُسْلِمِينَ وَيُسْلِمُ ، قَالَ اللَّيْثُ هُوَ حُرٌّ ، وَإِنْ أَبَى أَنْ يُسْلِمَ وَرَضِيَ بِالْخَيْرِيَّةِ ، فَذَلِكَ لَهُ ، وَيُتْرَكُ مَا أَرَادَ . وَقَالَ النُّعْمَانُ : إِذَا أَسْلَمَ عَبْدُ الْحَرْبِيِّ فِي دَارِ الْحَرْبِ ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْنَا فَهُوَ حُرٌّ . قَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَأَجْمَعَ كُلُّ مَنْ أَحْفَظُ عَنْهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى أَنَّ رَقِيقَ أَهْلِ الذِّمَّةِ ، إِنْ أَسْلَمُوا أَنَّ بَيْعَهُمْ يَجِبُ عَلَيْهِمْ ، وَمِمَّنْ حَفِظْنَا ذَلِكَ عَنْهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ ، وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، وَالشَّافِعِيُّ ، وَأَحْمَدُ ، وَأَبُو ثَوْرٍ ، وَأَصْحَابُ الرَّأْيِ وَكَانَ مَالِكٌ ، وَالشَّافِعِيُّ ، يَقُولَانِ : إِذَا أَسَرَ النَّصْرَانِيُّ عَبْدًا مُسْلِمًا ، فَالشِّرَاءُ جَائِزٌ ، وَيُبَاعُ عَلَيْهِ . وَقَالَ النُّعْمَانُ فِي الْحَرْبِيِّ يَدْخُلُ إِلَيْنَا بِأَمَانٍ ، فَيَشْتَرِي عَبْدًا مُسْلِمًا ثُمَّ يُدْخِلُهُ مَعَهُ دَارَ الْحَرْبِ ، قَالَ : يَعْتِقُ الْعَبْدُ ، وَقَالَ يَعْقُوبُ وَمُحَمَّدٌ : لَا يَعْتِقُ . وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَهَذَا لَا يَعْتِقُ ، وَلَكِنَّهُ إِذَا صَارَ إِلَيْنَا بِأَمَانِ أَوْ غَيْرِهِ بِيعَ عَلَيْهِ