ثنا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ : " كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِشَاءَ ثُمَّ يَرْجِعُ فَيُصَلِّيهَا بِقَوْمِهِ بَنِي سَلَمَةَ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : ثنا الْحُمَيْدِيُّ ، قَالَ : ثنا سُفْيَانُ ، قَالَ : ثنا عَمْرٌو ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ ، كَمْ شَاءَ اللَّهُ ، قَالَا : ثنا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ : كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الْعِشَاءَ ثُمَّ يَرْجِعُ فَيُصَلِّيهَا بِقَوْمِهِ بَنِي سَلَمَةَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَفِي مِثْلِ هَذَا الْمَعْنَى حَدِيثُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ صَلَّى صَلَاةَ الْخَوْفِ بِطَائِفَةٍ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ تَأَخَّرُوا فَصَلَّى بِالطَّائِفَةِ الْأُخْرَى رَكْعَتَيْنِ ، فَكَانَتْ لِلنَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَلِلنَّاسِ رَكْعَتَيْنِ ، وَأَنَا ذَاكِرٌ إِسْنَادَ خَبَرِ جَابِرٍ فِي كِتَابِ صَلَاةِ الْخَوْفِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ . وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي هَذَا الْبَابِ فَقَالَتْ طَائِفَةٌ بِظَاهِرِ هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ ، وَمِمَّنْ قَالَ ذَلِكَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ ، وَطَاوُسٌ ، وَبِهِ قَالَ الشَّافِعِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، وَأَبُو ثَوْرٍ ، وَقَالَ بِمِثْلِ هَذَا الْمَعْنَى الْأَوْزَاعِيُّ . وَقَالَتْ طَائِفَةٌ : كُلُّ مَنْ خَالَفَتْ نِيَّتُهُ بِنِيَّةِ الْإِمَامِ فِي شَيْءٍ مِنَ الصَّلَاةِ لَمْ يَعْتَدَّ بِمَا صَلَّى مَعَهُ ، وَاسْتَأْنَفَ ، هَذَا قَوْلُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ، وَرُوِيَ مَعْنَى ذَلِكَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ ، وَأَبِي قِلَابَةَ ، وَبِهِ قَالَ الزُّهْرِيُّ ، وَرَبِيعَةُ ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، وَحَكَى أَبُو ثَوْرٍ عَنِ الْكُوفِيِّ أَنَّهُ قَالَ : إِنْ كَانَ الْإِمَامُ مُتَطَوِّعًا لَمْ يُجِزْ مَنْ خَلْفَهُ الْفَرِيضَةُ ، وَإِنْ كَانَ الْإِمَامُ مُفْتَرِضًا وَكَانَ مَنْ خَلْفَهُ مُتَطَوِّعًا كَانَتْ صَلَاتُهُمْ جَائِزَةً . قَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَكَانَ عَطَاءٌ ، وَطَاوُسٌ يَقُولَانِ فِي الرَّجُلِ يَأْتِي إِلَى النَّاسِ وَهُمْ فِي قِيَامِ رَمَضَانَ وَلَمْ يَكُنْ صَلَّى الْمَكْتُوبَةَ قَالَا : يُصَلِّي مَعَهُمْ رَكْعَتَيْنِ فَيَبْنِي عَلَيْهِمَا رَكْعَتَيْنِ وَيُعْتَدُّ بِهِ مِنَ الْعَتَمَةِ ، وَأَبَى ذَلِكَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ ، وَالزُّهْرِيُّ وَقَالَا : يُصَلِّي مَعَهُمْ ، ثُمَّ يُصَلِّي الْعِشَاءَ وَحْدَهُ ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَبِالَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ خَبَرُ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، وَخَبَرُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ نَقُولُهُ ، وَكَانَ مُؤَدِّيًا مَا نَوَى ، وَلَا تَفْسُدُ صَلَاتِي بِصَلَاةِ غَيْرِي ، وَلَا تَنْفَعُنِي نِيَّةُ غَيْرِي . وَإِذَا قَالَ قَائِلٌ : إِنَّ الْإِمَامَ يَكُونُ جُنُبًا فَلَا يَضُرُّ ذَلِكَ الْقَوْمَ فَلَا يَكُونُ عَلَيْهِمْ إِعَادَةٌ ، وَيُصَلِّي الْمُقِيمُ خَلْفَ الْمُسَافِرِ وَإِنِ اخْتَلَفَتْ نِيَّاتُهُمَا ، فَالَّذِي دَلَّتْ عَلَيْهِ السُّنَّةُ وَدَلَّ عَلَيْهِ النَّظَرُ أَوْلَى ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ