عَنِ الْعَبَّاسِ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقَعْقَاعَ بْنَ أَبِي حَدْرَدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَأْتِيهِ بِالْخَبَرِ ، فَذَهَبَ إِلَيْهِمْ فَإِذَا مَالِكُ بْنُ عَوْفٍ النَّصْرِيُّ فِي جَمْعٍ كَثِيرٍ مِنْ هَوَازِنَ ، وَهُوَ يُحَرِّضْهُمْ عَلَى الْجِهَادِ ، وَيَقُولُ : الْقَوْهُمْ بِالسُّيوفِ صَلْتَةً ، وَلَا تَلْقَوْهُمْ بِسَهْمٍ وَلَا بِرُمْحٍ ، فَإِنَّ مُنْهَزِمَهُمْ لَا يَرُدَّهُ شَيْءٌ دُونَ النَّحْرِ ، فَرَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَدَخَلَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنْ ذَلِكَ رُعْبٌ شَدِيدٌ ، وَقَالَ عُمَرُ : كَذِبَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ سُفْيَانُ : وَإِنَّمَا قَالَ عُمَرُ : كَذِبَ لَمَّا رَأَى الْمُسْلِمِينَ قَدْ دَخَلَهُمْ ، فَقَالَ الْقَعْقَاعُ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ : لَئِنْ كَذَّبْتَنِي يَا ابْنَ الْخَطَّابِ لَرُبَّمَا كَذَبْتَ بِالْحَقِّ ، فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ لِي هَذَا ؟ ، قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " قَدْ كُنْتَ ضَالًّا فَهَدَاكَ اللَّهُ " ، قَالَ : وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ فِي نَحْوٍ مِنْ عَشْرَةِ آلَافٍ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا نُغْلَبَ الْيَوْمَ مِنْ قِلَّةٍ فَابْتُلُوا بِكَلِمَتِهِ ، فَانْهَزَمُوا حَتَّى لَمْ يَبْقَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا الْعَبَّاسُ وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ الْعَبَّاسُ : وَكُنْتُ آخِذًا بِلِجَامِ بَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ يَمِينِهِ وَأَبُو سُفْيَانَ آخِذٌ بِرِكَابِهِ عَنْ يَسَارِهِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا عَبَّاسُ نَادِ فِي النَّاسِ يَا أَصْحَابَ السَّمُرَةِ ، يَا أَصْحَابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ " ، قَالَ سُفْيَانُ : يُذَكِّرُهُمُ الْبَيْعَةَ الَّتِي بَايَعُوهُ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ، وَالشَّجَرَةِ سَمُرَةَ بَايَعُوهُ تَحْتَهَا عَلَى أَنْ لَا يَفِرُّوا ، قَالَ الْعَبَّاسُ : فَنَادَيْتُ فَخَلُصَتِ الدَّعْوَةُ إِلَى الْأَنْصَارِ إِلَى بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ، فَأَقْبَلُوا وَلَهُمْ حَنِينٌ كَحَنِينِ الْإِبِلِ ، فَقَالُوا : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَسَعْدَيْكَ ، فَلَمَّا رَآهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَقْبَلُوا ، قَالَ : " هِيهْ عَطْفَةُ الْبَقَرَةِ عَلَى أَوْلَادِهَا ، الْآنَ حَمِيَ الْوَطِيسُ " ، فَأَخَذَ كَفًّا مِنْ حَصًى فَضَرَبَ بِهَا وجُوهَ الْمُشْرِكِينَ وَقَالَ : " شَاهَتِ الْوجُوهُ " ، فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ وَأَعَزَّ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَزَلَ الْقُرْآنُ : {{ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ }} الْآيَةُ
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ الدَّيْرُعَاقُولِيُّ ، قثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ ، قثنا سُفْيَانُ ، قَالَ : سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ ، يَقُولُ : أَخْبَرَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبَّاسٍ ، عَنِ الْعَبَّاسِ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الْقَعْقَاعَ بْنَ أَبِي حَدْرَدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَأْتِيهِ بِالْخَبَرِ ، فَذَهَبَ إِلَيْهِمْ فَإِذَا مَالِكُ بْنُ عَوْفٍ النَّصْرِيُّ فِي جَمْعٍ كَثِيرٍ مِنْ هَوَازِنَ ، وَهُوَ يُحَرِّضْهُمْ عَلَى الْجِهَادِ ، وَيَقُولُ : الْقَوْهُمْ بِالسُّيوفِ صَلْتَةً ، وَلَا تَلْقَوْهُمْ بِسَهْمٍ وَلَا بِرُمْحٍ ، فَإِنَّ مُنْهَزِمَهُمْ لَا يَرُدَّهُ شَيْءٌ دُونَ النَّحْرِ ، فَرَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَدَخَلَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنْ ذَلِكَ رُعْبٌ شَدِيدٌ ، وَقَالَ عُمَرُ : كَذِبَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ سُفْيَانُ : وَإِنَّمَا قَالَ عُمَرُ : كَذِبَ لَمَّا رَأَى الْمُسْلِمِينَ قَدْ دَخَلَهُمْ ، فَقَالَ الْقَعْقَاعُ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ : لَئِنْ كَذَّبْتَنِي يَا ابْنَ الْخَطَّابِ لَرُبَّمَا كَذَبْتَ بِالْحَقِّ ، فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ لِي هَذَا ؟ ، قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : قَدْ كُنْتَ ضَالًّا فَهَدَاكَ اللَّهُ ، قَالَ : وَكَانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ فِي نَحْوٍ مِنْ عَشْرَةِ آلَافٍ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لَا نُغْلَبَ الْيَوْمَ مِنْ قِلَّةٍ فَابْتُلُوا بِكَلِمَتِهِ ، فَانْهَزَمُوا حَتَّى لَمْ يَبْقَ مَعَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَّا الْعَبَّاسُ وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ الْعَبَّاسُ : وَكُنْتُ آخِذًا بِلِجَامِ بَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَنْ يَمِينِهِ وَأَبُو سُفْيَانَ آخِذٌ بِرِكَابِهِ عَنْ يَسَارِهِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : يَا عَبَّاسُ نَادِ فِي النَّاسِ يَا أَصْحَابَ السَّمُرَةِ ، يَا أَصْحَابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ ، قَالَ سُفْيَانُ : يُذَكِّرُهُمُ الْبَيْعَةَ الَّتِي بَايَعُوهُ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ، وَالشَّجَرَةِ سَمُرَةَ بَايَعُوهُ تَحْتَهَا عَلَى أَنْ لَا يَفِرُّوا ، قَالَ الْعَبَّاسُ : فَنَادَيْتُ فَخَلُصَتِ الدَّعْوَةُ إِلَى الْأَنْصَارِ إِلَى بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ، فَأَقْبَلُوا وَلَهُمْ حَنِينٌ كَحَنِينِ الْإِبِلِ ، فَقَالُوا : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَسَعْدَيْكَ ، فَلَمَّا رَآهُمُ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَدْ أَقْبَلُوا ، قَالَ : هِيهْ عَطْفَةُ الْبَقَرَةِ عَلَى أَوْلَادِهَا ، الْآنَ حَمِيَ الْوَطِيسُ ، فَأَخَذَ كَفًّا مِنْ حَصًى فَضَرَبَ بِهَا وجُوهَ الْمُشْرِكِينَ وَقَالَ : شَاهَتِ الْوجُوهُ ، فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ وَأَعَزَّ نَبِيَّهُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَنَزَلَ الْقُرْآنُ : {{ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ }} الْآيَةُ