• 533
  • " لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ الْتَقَى الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ فَوَلَّى الْمُسْلِمُونَ يَوْمَئِذٍ , فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا مَعَهُ أَحَدٌ إِلَّا أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَخَذَ بِغَرْزِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالنَّبِيُّ مَا يَأْلُو مَا أَسْرَعَ نَحْوَ الْمُشْرِكِينَ , قَالَ : فَأَتَيْتُهُ حَتَّى أَخَذْتُ بِلِجَامِهِ وَهُوَ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ شَهْبَاءَ ، فَقَالَ : " يَا عَبَّاسُ ، نَادِ يَا أَصْحَابَ السَّمُرَةِ " ، قَالَ : وَكُنْتُ رَجُلًا صَيِّتًا ، فَنَادَيْتُ بِصَوْتِيَ الْأَعْلَى : أَيْنَ أَصْحَابُ السَّمُرَةَ ؟ فَأَقْبَلُوا كَأَنَّهُمُ الْإِبِلُ إِذَا حَنَّتْ إِلَى أَوْلَادِهَا : يَا لَبَّيْكَ ، يَا لَبَّيْكَ ، يَا لَبَّيْكَ , وَأَقْبَلَ الْمُشْرِكُونَ فَالْتَقَوْا هُمْ وَالْمُسْلِمُونَ ، وَنَادَتِ الْأَنْصَارُ : يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ مَرَّتَيْنِ ، ثُمَّ قُصِرَتِ الدَّعْوَى فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ فَنَادَوْا : يَا بَنِي الْحَارِثِ بْنَ الْخَزْرَجِ ، فَنَظَرَ النَّبِيُّ وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ كَالْمُتَطَاوِلِ إِلَى قِتَالِهِمْ ، فَقَالَ : " هَذَا حِينَ حَمِيَ الْوَطِيسُ " ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهِ مِنَ الْحَصَى فَرَمَاهُمْ بِهَا ثُمَّ قَالَ : " انْهَزَمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ " قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا زَالَ أَمَرُهُمْ مُدْبِرًا وَ حَدُّهُمْ كَلِيلًا حَتَّى هَزَمَهُمُ اللَّهُ ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْكُضُ خَلْفَهُمْ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ "

    أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ الْتَقَى الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ فَوَلَّى الْمُسْلِمُونَ يَوْمَئِذٍ , فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا مَعَهُ أَحَدٌ إِلَّا أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَخَذَ بِغَرْزِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالنَّبِيُّ مَا يَأْلُو مَا أَسْرَعَ نَحْوَ الْمُشْرِكِينَ , قَالَ : فَأَتَيْتُهُ حَتَّى أَخَذْتُ بِلِجَامِهِ وَهُوَ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ شَهْبَاءَ ، فَقَالَ : يَا عَبَّاسُ ، نَادِ يَا أَصْحَابَ السَّمُرَةِ ، قَالَ : وَكُنْتُ رَجُلًا صَيِّتًا ، فَنَادَيْتُ بِصَوْتِيَ الْأَعْلَى : أَيْنَ أَصْحَابُ السَّمُرَةَ ؟ فَأَقْبَلُوا كَأَنَّهُمُ الْإِبِلُ إِذَا حَنَّتْ إِلَى أَوْلَادِهَا : يَا لَبَّيْكَ ، يَا لَبَّيْكَ ، يَا لَبَّيْكَ , وَأَقْبَلَ الْمُشْرِكُونَ فَالْتَقَوْا هُمْ وَالْمُسْلِمُونَ ، وَنَادَتِ الْأَنْصَارُ : يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ مَرَّتَيْنِ ، ثُمَّ قُصِرَتِ الدَّعْوَى فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ فَنَادَوْا : يَا بَنِي الْحَارِثِ بْنَ الْخَزْرَجِ ، فَنَظَرَ النَّبِيُّ وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ كَالْمُتَطَاوِلِ إِلَى قِتَالِهِمْ ، فَقَالَ : هَذَا حِينَ حَمِيَ الْوَطِيسُ ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهِ مِنَ الْحَصَى فَرَمَاهُمْ بِهَا ثُمَّ قَالَ : انْهَزَمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا زَالَ أَمَرُهُمْ مُدْبِرًا وَ حَدُّهُمْ كَلِيلًا حَتَّى هَزَمَهُمُ اللَّهُ ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْكُضُ خَلْفَهُمْ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ

    يألو: يألو : يقصر
    بلجامه: اللجام : الحديدة التي توضع في فم الفرس وما يتصل بها من سيور
    شهباء: الشهباء : البيضاء التي يخالطها قليل سواد
    السمرة: السَّمُر : هو ضربٌ من شجَرَ الطَّلح، الواحدة سَمُرة
    صيتا: الصيت : قوي الصوت
    حنت: الحنين : الشوق وتوقان النفس وقد يصحبه صوت
    حدهم: الحَدّ والحُدُود : محَارم اللّه وعُقُوبَاتُه المحددة الَّتي قرَنَها بالذُّنوب
    نَادِ يَا أَصْحَابَ السَّمُرَةِ " ، قَالَ : وَكُنْتُ رَجُلًا صَيِّتًا
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات