• 1176
  • قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ : شَهِدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ ، فَلَزِمْتُ أَنَا وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمْ نُفَارِقْهُ ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ بَيْضَاءَ أَهْدَاهَا لَهُ فَرْوَةُ بْنُ نُفَاثَةَ الْجُذَامِيُّ ، فَلَمَّا الْتَقَى الْمُسْلِمُونَ وَالْكُفَّارَ وَلَّى الْمُسْلِمُونَ مُدْبِرِينَ فَطَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرْكِضُ بَغْلَتَهُ نَحْوَ الْكُفَّارِ ، قَالَ الْعَبَّاسُ : وَأَنَا آخِذٌ بِخِطَامِ بَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكُفُّهَا إِرَادَةَ أَنْ لَا تُسْرِعَ وَأَبُو سُفْيَانَ آخِذٌ بِرِكَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَيْ عَبَّاسُ نَادِ أَصْحَابَ السَّمُرَةِ " ، قَالَ الْعَبَّاسُ : وَكُنْتُ رَجُلًا صَيِّتًا ، فَقُلْتُ بِأَعْلَى صَوْتِي : أَيْنَ أَصْحَابُ السَّمُرَةِ ؟ ، قَالَ : وَاللَّهِ لَكَأَنِّي عَطَفْتُهُمْ حِينَ سَمِعُوا صَوْتِي عَطْفَ الْبَقَرِ عَلَى أَوْلَادِهَا ، فَقَالُوا : لَبَّيْكَ يَا لَبَّيْكَ ، قَالَ : فَاقْتَتَلُوا هُمْ وَالْكُفَّارُ ، وَالدَّعْوَةُ فِي الْأَنْصَارِ : يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ ، ثُمَّ قُصِرَتِ الدَّعْوَةُ عَلَى بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ، فَقَالُوا : يَا بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ كَالْمُتَطَوِّلِ عَلَيْهَا إِلَى قِتَالِهِمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " هَذَا حِينَ حَمِيَ الْوَطِيسُ " ، قَالَ : ثُمَّ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَصَيَاتٍ فَرَمَى بِهِنَّ وجُوهَ الْكُفَّارِ ، ثُمَّ قَالَ : " انْهَزَمُوا وَرَبِّ مُحَمَّدٍ " ، فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ فَإِذَا الْقِتَالُ عَلَى هَيْئَتِهِ عَلَى مَا أَرَى ، قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَمَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَصَيَاتِهِ فَمَا زِلْتُ أَرَى حَدَّهُمْ كَلِيلًا وَأَمَرَهُمْ مُدْبِرًا

    حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ، قَالَ : أَنْبَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، قَالَ : قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ : شَهِدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ ، فَلَزِمْتُ أَنَا وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمْ نُفَارِقْهُ ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ بَيْضَاءَ أَهْدَاهَا لَهُ فَرْوَةُ بْنُ نُفَاثَةَ الْجُذَامِيُّ ، فَلَمَّا الْتَقَى الْمُسْلِمُونَ وَالْكُفَّارَ وَلَّى الْمُسْلِمُونَ مُدْبِرِينَ فَطَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرْكِضُ بَغْلَتَهُ نَحْوَ الْكُفَّارِ ، قَالَ الْعَبَّاسُ : وَأَنَا آخِذٌ بِخِطَامِ بَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكُفُّهَا إِرَادَةَ أَنْ لَا تُسْرِعَ وَأَبُو سُفْيَانَ آخِذٌ بِرِكَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيْ عَبَّاسُ نَادِ أَصْحَابَ السَّمُرَةِ ، قَالَ الْعَبَّاسُ : وَكُنْتُ رَجُلًا صَيِّتًا ، فَقُلْتُ بِأَعْلَى صَوْتِي : أَيْنَ أَصْحَابُ السَّمُرَةِ ؟ ، قَالَ : وَاللَّهِ لَكَأَنِّي عَطَفْتُهُمْ حِينَ سَمِعُوا صَوْتِي عَطْفَ الْبَقَرِ عَلَى أَوْلَادِهَا ، فَقَالُوا : لَبَّيْكَ يَا لَبَّيْكَ ، قَالَ : فَاقْتَتَلُوا هُمْ وَالْكُفَّارُ ، وَالدَّعْوَةُ فِي الْأَنْصَارِ : يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ ، ثُمَّ قُصِرَتِ الدَّعْوَةُ عَلَى بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ، فَقَالُوا : يَا بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ كَالْمُتَطَوِّلِ عَلَيْهَا إِلَى قِتَالِهِمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَذَا حِينَ حَمِيَ الْوَطِيسُ ، قَالَ : ثُمَّ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَصَيَاتٍ فَرَمَى بِهِنَّ وجُوهَ الْكُفَّارِ ، ثُمَّ قَالَ : انْهَزَمُوا وَرَبِّ مُحَمَّدٍ ، فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ فَإِذَا الْقِتَالُ عَلَى هَيْئَتِهِ عَلَى مَا أَرَى ، قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَمَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَصَيَاتِهِ فَمَا زِلْتُ أَرَى حَدَّهُمْ كَلِيلًا وَأَمَرَهُمْ مُدْبِرًا

    ولى: وَلّى الشيءُ وتَولّى : إذا ذَهَب هاربا ومُدْبراً، وتَولّى عنه، إذا أعْرَض
    فطفق: طفق يفعل الشيء : أخذ في فعله واستمر فيه
    يركض: يركض الدابة : يضرب جَنْبَيْها برجليه لتسرع
    بغلته: البغلة : المتولدة من بين الحمار والفرس ، وهي عقيمة
    بخطام: الخطام : كل ما وُضِعَ على أنف البعير ليُقتادَ به
    أكفها: الكف : المنع
    صيتا: الصيت : قوي الصوت
    حصيات: الحصيات : جمع حصاة وهي الصغيرة من الحجارة
    بحصياته: الحصى : الحجارة الصغيرة
    حدهم: الحَدّ والحُدُود : محَارم اللّه وعُقُوبَاتُه المحددة الَّتي قرَنَها بالذُّنوب
    كليلا: الكليل : الضعيف
    شَهِدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ ، فَلَزِمْتُ أَنَا
    حديث رقم: 3411 في صحيح مسلم كِتَابُ الْجِهَادِ وَالسِّيَرِ بَابٌ فِي غَزْوَةِ حُنَيْنٍ
    حديث رقم: 1722 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدِ بَنِي هَاشِمٍ حَدِيثُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    حديث رقم: 7174 في صحيح ابن حبان كِتَابُ إِخْبَارِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مَنَاقِبِ الصَّحَابَةِ ، رِجَالِهُمْ ذِكْرُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 8377 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ السِّيَرِ الرَّجُلُ يَكُونُ لَهُ الْمَالُ عِنْدَ الْمُشْرِكِينَ فَيَقُولُ : شَيْئًا يَخْرُجُ
    حديث رقم: 8383 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ السِّيَرِ رَمْيُ الْحَصَاةِ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ
    حديث رقم: 5427 في المستدرك على الصحيحين كِتَابُ مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ذِكْرُ إِسْلَامِ الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَاخْتِلَافُ الرِّوَايَاتِ فِي وَقْتِ
    حديث رقم: 5111 في المستدرك على الصحيحين كِتَابُ مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ذِكْرُ مَنَاقِبِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ
    حديث رقم: 9437 في مصنّف عبد الرزاق كِتَابُ الْمَغَازِي وَقْعَةُ حُنَيْنٍ
    حديث رقم: 446 في مسند الحميدي مسند الحميدي أَحَادِيثُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 3445 في شرح معاني الآثار للطحاوي كِتَابُ السِّيَرِ بَابُ إِنْزَاءِ الْحَمِيرِ عَلَى الْخَيْلِ
    حديث رقم: 1663 في الطبقات الكبير لابن سعد المجلد الثاني غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حُنَيْنٍ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حُنَيْنٍ وَهِيَ غَزْوَةُ هَوَازِنَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَحُنَيْنٌ وَادٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَكَّةَ ثَلَاثُ لَيَالٍ ، قَالُوا : لَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ مَشَتْ أَشْرَافُ هَوَازِنَ وَثَقِيفٍ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ وَحَشَدُوا وَبَغَوْا وَجَمَعَ أَمَرَهُمْ مَالِكُ بْنُ عَوْفٍ النَّصْرِيُّ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ ثَلَاثِينَ سَنَةً , وَأَمَرَهُمْ فَجَاءُوا مَعَهُمْ بِأَمْوَالِهِمْ وَنِسَائِهِمْ وَأَبْنَائِهِمْ حَتَّى نَزَلُوا بِأَوْطَاسٍ وَجَعَلَتِ الْأَمْدَادُ تَأْتِيهِمْ فَأَجْمِعُوا الْمَسِيرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ يَوْمَ السَّبْتِ لِسِتِّ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَوَّالٍ فِي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ , عَشَرَةُ آلَافٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , وَأَلْفَانِ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : لَا نُغْلَبُ الْيَوْمَ مِنْ قِلَّةٍ ، وَخَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاسٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَعَارَ مِنْهُ مِائَةَ دِرْعٍ بِأَدَاتِهَا فَانْتَهَى إِلَى حُنَيْنٍ مَسَاءَ لَيْلَةِ الثُّلَاثَاءِ لِعَشْرِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَوَّالٍ فَبَعَثَ مَالِكُ بْنُ عَوْفٍ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ يَأْتُونَهُ بِخَبَرِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَرَجَعُوا إِلَيْهِ وَقَدْ تَفَرَّقَتْ أَوْصَالُهُمْ مِنَ الرُّعْبِ وَوَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي حَدْرَدٍ الْأَسْلَمَيَّ فَدَخَلَ عَسْكَرَهُمْ فَطَافَ بِهِ وَجَاءَ بِخَبَرِهِمْ فَلَمَّا كَانَ مِنَ اللَّيْلِ عَمَدَ مَالِكُ بْنُ عَوْفٍ إِلَى أَصْحَابِهِ فَعَبَّأَهُمْ فِي وَادِي حُنَيْنٍ فَأَوْعَزَ إِلَيْهِمْ أَنْ يَحْمِلُوا عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ حَمَلَةً وَاحِدَةً وَعَبَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ فِي السَّحَرِ وَصَفَّهُمْ صُفُوفًا وَوَضَعَ الْأَلْوِيَةَ وَالرَّايَاتِ فِي أَهْلِهَا , مَعَ الْمُهَاجِرِينَ لِوَاءٌ يَحْمِلُهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ , وَرَايَةٌ يَحْمِلُهَا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ , وَرَايَةٌ يَحْمِلُهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , وَلِوَاءُ الْخَزْرَجِ يَحْمِلُهُ حُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ وَيُقَالُ لِوَاءُ الْخَزْرَجِ الْآخَرِ مَعَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ , وَلِوَاءُ الْأَوْسِ مَعَ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ وَفِي كُلِّ بَطْنٍ مِنَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ لِوَاءٌ أَوْ رَايَةٌ يَحْمِلُهَا رَجُلٌ مِنْهُمْ مُسَمًّى , وَقَبَائِلُ الْعَرَبِ فِيهِمُ الْأَلْوِيَةُ وَالرَّايَاتُ يَحْمِلُهَا قَوْمٌ مِنْهُمْ مُسَمَّوْنَ , وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَدَّمَ سُلَيْمًا مِنْ يَوْمِ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فَلَمْ يَزَلْ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ حَتَّى وَرَدَ الْجِعْرَانَةَ وَانْحَدَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَادِي الْحُنَيْنِ عَلَى تَعْبِئَةٍ وَرَكِبَ بَغْلَتَهُ الْبَيْضَاءَ دُلْدُلَ وَلَبِسَ دِرْعَيْنِ وَالْمِغْفَرَ وَالْبَيْضَةَ فَاسْتَقْبَلَهُمْ مِنْ هَوَازِنَ شَيْءٌ لَمْ يَرَوْا مِثْلَهُ قَطُّ مِنَ السَّوَادِ وَالْكَثْرَةِ وَذَلِكَ فِي غَبَشِ الصُّبْحِ وَخَرَجَتِ الْكَتَائِبُ مِنْ مَضِيقِ الْوَادِي وَشُعَبِهِ فَحَمَلُوا حَمَلَةً وَاحِدَةً وَانْكَشَفَتِ الْخَيْلُ خَيْلُ بَنِي سُلَيْمٍ مُوَلِّيَةً وَتَبِعَهُم أَهْلُ مَكَّةَ وَتَبِعَهُمُ النَّاسُ مُنْهَزِمِينَ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : يَا أَنْصَارَ اللَّهِ ، وَأَنْصَارَ رَسُولِهِ ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ . وَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْعَسْكَرِ وَثَّابَ إِلَيْهِ مَنِ انْهَزَمَ وَثَبَتَ مَعَهُ يَوْمَئِذٍ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَالْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ ، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَرَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَأَبُو بَكْرٍ ، وَعُمَرُ ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ فِي أُنَاسٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَأَصْحَابِهِ ، وَجَعَلَ يَقُولُ لِلْعَبَّاسِ : نَادِ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ ، يَا أَصْحَابَ السَّمُرَةِ ، يَا أَصْحَابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ , فَنَادَى وَكَانَ صَيِّتًا ، فَأَقْبَلُوا كَأَنَّهُمُ الْإِبِلُ إِذَا حَنَّتْ عَلَى أَوْلَادِهَا ، يَقُولُونَ : يَا لَبَّيْكَ ، يَا لَبَّيْكَ ، فَحَمَلُوا عَلَى الْمُشْرِكِينَ فَأَشْرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَظَرَ إِلَى قِتَالِهِمْ فَقَالَ : الْآنَ حَمِيَ الْوَطِيسُ ، أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ , أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ ، ثُمَّ قَالَ لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ : نَاوِلْنِي حَصَيَاتٍ فَنَاوَلْتُهُ حَصَيَاتٍ مِنَ الْأَرْضِ ثُمَّ قَالَ : شَاهَتِ الْوُجُوهُ وَرَمَى بِهَا وُجُوهَ الْمُشْرِكِينَ وَقَالَ : انْهَزَمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ، وَقَذْفَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ وَانْهَزَمُوا لَا يَلْوِي أَحَدٌ مِنْهُمْ عَلَى أَحَدٍ ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَنْ يُقْتَلَ مَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ , فَحَنَقَ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِمْ يَقْتُلُونَهُمْ حَتَّى قَتَلُوا الذُّرِّيَّةَ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَهَى عَنْ قَتْلِ الذُّرِّيَّةِ وَكَانَ سِيمَاءُ الْمَلَائِكَةِ يَوْمَ حُنَيْنٍ , عَمَائِمُ حُمْرٌ قَدْ أَرْخَوْهَا بَيْنَ أَكْتَافِهِمْ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ فَلَهُ سَلَبُهُ وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِطَلَبِ الْعَدُوَّ ، فَانْتَهَى بَعْضُهُمْ إِلَى الطَّائِفِ وَبَعْضُهُمْ نَحْوَ نَخْلَةَ وَتَوَجَّهَ قَوْمٌ مِنْهُمْ إِلَى أَوْطَاسٍ فَعَقَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي عَامِرٍ الْأَشْعَرِيِّ لِوَاءً وَوَجَّهَهُ فِي طَلَبِهِمْ وَكَانَ مَعَهُ سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ فَانْتَهَى إِلَى عَسْكَرِهِمْ فَإِذَا هُمْ مُمْتَنِعُونَ فَقَتَلَ مِنْهُمْ أَبُو عَامِرٍ تِسْعَةً مُبَارَزَةً ثُمَّ بَرَزَ لَهُ الْعَاشِرُ مُعَلَّمًا بِعِمَامَةٍ صَفْرَاءَ فَضَرَبَ أَبَا عَامِرٍ فَقَتَلَهُ وَاسْتَخْلَفَ أَبُو عَامِرٍ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ ، وَقَتَلَ قَاتَلَ أَبِي عَامِرٍ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَبِي عَامِرٍ وَاجْعَلْهُ مِنْ أَعْلَى أُمَّتِي فِي الْجَنَّةِ ، وَدَعَا لِأَبِي مُوسَى أَيْضًا . وَقُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَيْضًا أَيْمَنُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدٍ الْخَزْرَجِيُّ وَهُوَ ابْنُ أُمِّ أَيْمَنَ ، أَخُو أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ لِأُمِّهِ , وَسُرَاقَةُ بْنُ الْحَارِثِ ، وَرُقَيْمُ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ ، وَاسْتَحَرَّ الْقِتَالُ فِي بَنِي نَصْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ ثُمَّ فِي بَنِي رَبَابٍ ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ وَكَانَ مُسْلِمًا : هَلَكَتْ بَنُو رَبَابٍ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اللَّهُمَّ اَجْبِرْ مُصِيبَتَهُمْ وَوَقَفَ مَالِكُ بْنُ عَوْفٍ عَلَى ثَنِيَّةٍ مِنَ الثَّنَايَا حَتَّى مَضَى ضُعَفَاءُ أَصْحَابِهِ وَتَتَامَّ آخِرُهُمْ ، ثُمَّ هَرَبَ فَتَحَصَّنَ فِي قَصْرِ بَلِيَّةَ وَيُقَالُ دَخَلَ حِصْنَ ثَقِيفٍ ، وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسَّبْيِ وَالْغَنَائِمِ تُجْمَعُ , فَجُمِعَ ذَلِكَ كُلُّهُ وَحَدَرُوهُ إِلَى الْجِعْرَانَةِ ، فَوَقَفَ بِهَا إِلَى أَنِ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الطَّائِفِ وَهُمْ فِي حَظَائِرِهِمْ يَسْتَظِلُّونَ بِهَا مِنَ الشَّمْسِ وَكَانَ السَّبْيُ سِتَّةَ آلَافِ رَأْسٍ وَالْإِبِلُ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ أَلْفَ بَعِيرٍ وَالْغَنَمُ أَكْثَرُ مِنْ أَرْبَعِينَ أَلْفِ شَاةٍ , وَأَرْبَعَةُ آلَافِ أُوقِيَّةِ فِضَّةٍ , فَاسْتَأْنَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسَّبْيِ أَنْ يَقْدَمَ عَلَيْهِ وَفْدُهُمْ وَبَدَأَ بِالْأَمْوَالِ فَقَسَمَهَا وَأَعْطَى الْمُؤَلَّفَةَ قُلُوبُهُمْ أَوَّلَ النَّاسِ فَأَعْطَى أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً وَمِائَةً مِنَ الْإِبِلِ , قَالَ : ابْنِي يَزِيدَ قَالَ : أَعْطُوهُ أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً وَمِائَةً مِنَ الْإِبِلِ قَالَ : ابْنِي مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : أَعْطُوهُ أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً وَمِائَةً مِنَ الْإِبِلِ ، وَأَعْطَى حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ ، ثُمَّ سَأَلَهُ مِائَةً أُخْرَى فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا وَأَعْطَى حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ ، ثُمَّ سَأَلَهُ مِائَةً أُخْرَى فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا ، وَأَعْطَى النَّصْرَ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ كَلَدَةَ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ , وَأَعْطَى أُسَيْدَ بْنَ جَارِيَةَ الثَّقَفِيَّ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ وَأَعْطَى الْعَلَاءَ بْنَ حَارِثَةَ الثَّقَفِيَّ خَمْسِينَ بَعِيرًا وَأَعْطَى مَخْرَمَةَ بْنَ نَوْفَلٍ خَمْسِينَ بَعِيرًا وَأَعْطَى الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ وَأَعْطَى سَعِيدَ بْنَ يَرْبُوعَ خَمْسِينَ مِنَ الْإِبِلِ وَأَعْطَى صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ وَأَعْطَى قَيْسَ بْنَ عَدِيٍّ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ وَأَعْطَى عُثْمَانَ بْنَ وَهْبٍ خَمْسِينَ مِنَ الْإِبِلِ وَأَعْطَى سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ وَأَعْطَى حُوَيْطِبَ بْنَ عَبْدِ الْعُزَّى مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ وَأَعْطَى هِشَامَ بْنَ عَمْرٍو الْعَامِرِيَّ خَمْسِينَ مِنَ الْإِبِلِ وَأَعْطَى الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ التَّمِيمِيَّ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ وَأَعْطَى عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ وَأَعْطَى مَالِكَ بْنَ عَوْفٍ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ وَأَعْطَى الْعَبَّاسَ بْنَ مِرْدَاسٍ أَرْبَعِينَ مِنَ الْإِبِلِ فَقَالَ فِي ذَلِكَ شَعَرًا فَأَعْطَاهُ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ ، وَيُقَالُ خَمْسِينَ وَأَعْطَى ذَلِكَ كُلَّهُ مِنَ الْخُمُسِ , وَهُوَ أَثْبَتُ الْأَقَاوِيلِ عِنْدَنَا , ثُمَّ أَمَرَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ بِإِحْصَاءِ النَّاسِ وَالْغَنَائِمِ ثُمَّ فَضَّهَا عَلَى النَّاسِ فَكَانَتْ سِهَامُهُمْ لِكُلِّ رَجُلٍ أَرْبَعٌ مِنَ الْإِبِلِ وَأَرْبَعُونَ شَاةً , فَإِنْ كَانَ فَارِسًا أَخَذَ اثْنَيْ عَشَرَ مِنَ الْإِبِلِ وَعِشْرِينَ وَمِائَةَ شَاةٍ وَإِنْ كَانَ مَعَهُ أَكْثَرَ مِنْ فَرَسٍ لَمْ يُسْهَمْ لَهُ . وَقَدِمَ وَفْدُ هَوَازِنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلًا وَرَأَسَهُمْ زُهَيْرُ بْنُ صُرَدٍ , وَفِيهِمْ أَبُو بُرْقَانَ عَمُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الرَّضَاعَةِ ، فَسَأَلُوهُ أَنْ يَمُنَّ عَلَيْهِمْ بِالسَّبْيِ فَقَالَ : أَبْنَاؤُكُمْ وَنِسَاؤُكُمْ أَحَبُّ إِلَيْكُمْ أَمْ أَمْوَالُكُمْ ؟ قَالُوا : مَا كُنَّا نَعْدِلُ بِالْأَحْسَابِ شَيْئًا . فَقَالَ : أَمَّا مَا لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ ، وَسَأَسْأَلُ لَكُمُ النَّاسَ فَقَالَ : الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ : مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ : أَمَّا أَنَا وَبَنُو تَمِيمٍ فَلَا ، وَقَالَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ : أَمَّا أَنَا وَبَنُو فَزَارَةَ فَلَا ، وَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ : أَمَّا أَنَا وَبَنُو سُلَيْمٍ فَلَا ، وَقَالَتْ بَنُو سُلَيْمٍ : مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ : وَهَّنْتُمُونِي وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ جَاءُوا مُسْلِمَيْنِ , وَقَدْ كُنْتُ اسْتَأْنَيْتُ بِسَبْيِهِمْ وَقَدْ خَيَّرْتُهُمْ فَلَمْ يَعْدِلُوا بِالْأَبْنَاءِ وَالنِّسَاءِ شَيْئًا فَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنْهُمْ شَيْءٌ فَطَابَتْ نَفْسُهُ أَنْ يَرُدَّهُ فَسَبِيلُ ذَلِكَ , وَمَنْ أَبَى فَلْيَرُدَّ عَلَيْهِمْ وَلْيَكُنْ ذَلِكَ قَرْضًا عَلَيْنَا سِتَّ فَرَائِضَ مِنْ أَوَّلِ مَا يُفِيءُ اللَّهُ عَلَيْنَا ، قَالُوا : رَضِينَا وَسَلَّمْنَا فَرَدُّوا عَلَيْهِمْ نِسَاءَهُمْ وَأَبْنَاءَهُمْ وَلَمْ يَخْتَلِفْ مِنْهُمْ أَحَدٌ غَيْرُ عُيَيْنَةَ بْنُ حِصْنٍ فَإِنَّهُ أَبَى أَنْ يَرُدَّ عَجُوزًا صَارَتْ فِي يَدِهِ مِنْهُمْ ثُمَّ رَدَّهَا بَعْدَ ذَلِكَ ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ كَسَا السَّبْيَ قُبْطِيَّةً قُبْطِيَّةً ، قَالُوا : فَلَمَّا رَأَتِ الْأَنْصَارُ مَا أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قُرَيْشٍ وَالْعَرَبِ تَكَلَّمُوا فِي ذَلِكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ ، أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَرْجِعَ النَّاسُ بِالشَّاءِ وَالْبَعِيرِ وَتَرْجِعُوا بِرَسُولِ اللَّهِ إِلَى رِحَالِكُمْ ؟ قَالُوا : رَضِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ بِكَ حَظًّا وَقَسْمًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اللَّهُمَّ ارْحَمِ الْأَنْصَارَ ، وَأَبْنَاءَ الْأَنْصَارِ ، وَأَبْنَاءَ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ . وَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَفَرَّقُوا وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْتَهَى إِلَى الْجِعْرَانَةِ لَيْلَةَ الْخَمِيسِ لِخَمْسِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ فَأَقَامَ بِهَا ثَلَاثَ عَشْرَةَ لَيْلَةً فَلَمَّا أَرَادَ الِانْصِرَافَ إِلَى الْمَدِينَةِ خَرَجَ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ بَقِيَتْ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ لَيْلًا , فَأَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ وَدَخَلَ مَكَّةَ فَطَافَ وَسَعَى وَحَلَقَ رَأْسَهُ وَرَجَعَ إِلَى الْجِعْرَانَةِ مِنْ لَيْلَتِهِ كَبَائِتٍ ثُمَّ غَدَا يَوْمَ الْخَمِيسِ فَانْصَرَفَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَسَلَكَ فِي وَادِي الْجِعْرَانَةِ حَتَّى خَرَجَ عَلَى سَرِفَ ثُمَّ أَخَذَ الطَّرِيقَ إِلَى مَرِّ الظَّهْرَانِ ثُمَّ إِلَى الْمَدِينَةِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    حديث رقم: 4387 في الطبقات الكبير لابن سعد المجلد الرابع الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعْدِ بْنِ عَدْنَانَ وَأُمُّ الْعَبَّاسِ نُتَيْلَةُ بِنْتُ جَنَابِ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زَيْدٍ مَنَاةَ بْنِ عَامِرٍ ، وَهُوَ الضَّحْيَانُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ تَيْمِ اللَّهِ بْنِ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطِ بْنِ هِنْبِ بْنِ أَفْصَى بْنِ دُعْمِيِّ بْنِ جَدِيلَةَ بْنِ أَسَدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعْدِ بْنِ عَدْنَانَ وَكَانَ الْعَبَّاسُ يُكْنَى أَبَا الْفَضْلِ
    حديث رقم: 1719 في فضائل الصحابة لابن حنبل فَضَائِلُ أَبِي الْفَضْلِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى فَضَائِلُ أَبِي الْفَضْلِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
    حديث رقم: 5408 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ كِتَابِ الْجِهَادِ بَيَانُ مُحَارَبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ حُنَيْنٍ
    حديث رقم: 5411 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ كِتَابِ الْجِهَادِ بَيَانُ مُحَارَبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ حُنَيْنٍ
    حديث رقم: 1715 في فضائل الصحابة لابن حنبل فَضَائِلُ أَبِي الْفَضْلِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى فَضَائِلُ أَبِي الْفَضْلِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
    حديث رقم: 1720 في فضائل الصحابة لابن حنبل فَضَائِلُ أَبِي الْفَضْلِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى فَضَائِلُ أَبِي الْفَضْلِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
    حديث رقم: 332 في الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ
    حديث رقم: 5413 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ كِتَابِ الْجِهَادِ بَيَانُ مُحَارَبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ حُنَيْنٍ
    حديث رقم: 3688 في مُشكِل الآثار للطحاوي مُشكِل الآثار للطحاوي بَابُ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات