سَمِعَ عِكْرِمَةَ يَقُولُ : " مَكَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً ، مِنْهَا أَرْبَعٌ أَوْ خَمْسٌ يَدْعُو إِلَى الْإِسْلَامِ سِرًّا ، وَهُوَ خَائِفٌ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ عَلَى الرِّجَالِ الَّذِينَ أَنْزَلَ فِيهِمْ {{ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ }} {{ الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ }} وَالْعِضِينَ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ : السِّحَرُ يُقَالُ لِلسَّاحِرَةِ : عَاضِهَةٌ ـ فَأَمَرَ بِعَدَاوَتِهِمْ فَقَالَ : " اصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ " ثُمَّ أُمِرَ بِالْخُرُوجِ إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَقَدِمَ فِي ثَمَانِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ ، ثُمَّ كَانَتْ وَقْعَةُ بَدْرٍ ، فَفِيهِمْ أَنْزَلَ اللَّهُ : {{ وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ }} وَفِيهِمْ نَزَلَتْ {{ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ }} وَفِيهِمْ نَزَلَتْ {{ حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ }} وَفِيهِمْ نَزَلَتْ {{ لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا }} ، وَفِيهِمْ نَزَلَتْ {{ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ }} أَرَادَ اللَّهُ الْقَوْمَ ، وَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِيرَ ، وَفِيهِمْ نَزَلَتْ {{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا }} الْآيَةُ ، وَفِيهِمْ نَزَلَتْ {{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ }} الْآيَةُ ، وَفِيهِمْ نَزَلَتْ {{ قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا }} فِي شَأْنِ الْعِيرِ {{ وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ }} أَخَذُوا أَسْفَلَ الْوَادِي ، هَذَا كُلُّهُ فِي أَهْلِ بَدْرٍ ، وَكَانَتْ قَبْلَ بَدْرٍ بِشَهْرَيْنِ سَرِيَّةٌ ، يَوْمَ قُتِلَ الْحَضْرَمِيُّ ، ثُمَّ كَانَتْ أُحُدٌ ، ثُمَّ يَوْمُ الْأَحْزَابِ بَعْدَ أُحُدٍ بِسَنَتَيْنِ ، ثُمَّ كَانَتِ الْحُدَيْبِيَةُ ، وَهُوَ يَوْمُ الشَّجَرَةِ ، فَصَالَحَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَنْ يَعْتَمِرَ فِي عَامِ قَابِلٍ فِي هَذَا الشَّهْرِ ، فَفِيهَا أُنْزِلَتْ {{ الشَّهْرُ الْحَرَامِ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ }} فَشَهْرُ عَامِ الْأَوَّلِ بِشَهْرِ الْعَامِ الثَّانِي فَكَانَتِ {{ الحُرُمَاتُ قِصَاصٌ }} ثُمَّ كَانَتِ الْفَتْحُ بَعْدَ الْعُمْرَةِ ، فَفِيهَا نَزَلَتْ : {{ حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ }} وَذَلِكَ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزَاهُمْ ، وَلَمْ يَكُونُوا أَعَدُّوا لَهُ أُهْبَةَ الْقِتَالِ ، وَلَقَدْ قُتِلَ مِنْ قُرَيْشٍ أَرْبَعَةُ رَهْطٍ ، وَمِنْ حُلَفَائِهِمْ مِنْ بَنِي بَكْرٍ خَمْسِينَ أَوْ زِيَادَةٌ ، وَفِيهِمْ نَزَلَتْ لَمَّا دَخَلُوا فِي دِينِ اللَّهِ {{ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ }} ثُمَّ خَرَجَ إِلَى حُنَيْنٍ بَعْدَ عِشْرِينَ لَيْلَةٍ ، ثُمَّ إِلَى الطَّائِفِ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، ثُمَّ أَمَّرَ أَبَا بَكْرٍ عَلَى الْحَجِّ ثُمَّ حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَامَ الْمُقْبِلَ ، ثُمَّ وَدَّعَ النَّاسَ ، ثُمَّ رَجَعَ فَتُوُفِّيَ فِي لَيْلَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ ، وَلَمَّا رَجَعَ أَبُو بَكْرٍ مِنَ الْحَجِّ غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبُوكَ "
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي مَنْ ، سَمِعَ عِكْرِمَةَ يَقُولُ : مَكَثَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِمَكَّةَ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً ، مِنْهَا أَرْبَعٌ أَوْ خَمْسٌ يَدْعُو إِلَى الْإِسْلَامِ سِرًّا ، وَهُوَ خَائِفٌ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ عَلَى الرِّجَالِ الَّذِينَ أَنْزَلَ فِيهِمْ {{ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ }} {{ الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ }} وَالْعِضِينَ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ : السِّحَرُ يُقَالُ لِلسَّاحِرَةِ : عَاضِهَةٌ ـ فَأَمَرَ بِعَدَاوَتِهِمْ فَقَالَ : اصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ أُمِرَ بِالْخُرُوجِ إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَقَدِمَ فِي ثَمَانِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ ، ثُمَّ كَانَتْ وَقْعَةُ بَدْرٍ ، فَفِيهِمْ أَنْزَلَ اللَّهُ : {{ وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ }} وَفِيهِمْ نَزَلَتْ {{ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ }} وَفِيهِمْ نَزَلَتْ {{ حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ }} وَفِيهِمْ نَزَلَتْ {{ لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا }} ، وَفِيهِمْ نَزَلَتْ {{ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ }} أَرَادَ اللَّهُ الْقَوْمَ ، وَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الْعِيرَ ، وَفِيهِمْ نَزَلَتْ {{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا }} الْآيَةُ ، وَفِيهِمْ نَزَلَتْ {{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ }} الْآيَةُ ، وَفِيهِمْ نَزَلَتْ {{ قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا }} فِي شَأْنِ الْعِيرِ {{ وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ }} أَخَذُوا أَسْفَلَ الْوَادِي ، هَذَا كُلُّهُ فِي أَهْلِ بَدْرٍ ، وَكَانَتْ قَبْلَ بَدْرٍ بِشَهْرَيْنِ سَرِيَّةٌ ، يَوْمَ قُتِلَ الْحَضْرَمِيُّ ، ثُمَّ كَانَتْ أُحُدٌ ، ثُمَّ يَوْمُ الْأَحْزَابِ بَعْدَ أُحُدٍ بِسَنَتَيْنِ ، ثُمَّ كَانَتِ الْحُدَيْبِيَةُ ، وَهُوَ يَوْمُ الشَّجَرَةِ ، فَصَالَحَهُمُ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَلَى أَنْ يَعْتَمِرَ فِي عَامِ قَابِلٍ فِي هَذَا الشَّهْرِ ، فَفِيهَا أُنْزِلَتْ {{ الشَّهْرُ الْحَرَامِ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ }} فَشَهْرُ عَامِ الْأَوَّلِ بِشَهْرِ الْعَامِ الثَّانِي فَكَانَتِ {{ الحُرُمَاتُ قِصَاصٌ }} ثُمَّ كَانَتِ الْفَتْحُ بَعْدَ الْعُمْرَةِ ، فَفِيهَا نَزَلَتْ : {{ حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ }} وَذَلِكَ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ غَزَاهُمْ ، وَلَمْ يَكُونُوا أَعَدُّوا لَهُ أُهْبَةَ الْقِتَالِ ، وَلَقَدْ قُتِلَ مِنْ قُرَيْشٍ أَرْبَعَةُ رَهْطٍ ، وَمِنْ حُلَفَائِهِمْ مِنْ بَنِي بَكْرٍ خَمْسِينَ أَوْ زِيَادَةٌ ، وَفِيهِمْ نَزَلَتْ لَمَّا دَخَلُوا فِي دِينِ اللَّهِ {{ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ }} ثُمَّ خَرَجَ إِلَى حُنَيْنٍ بَعْدَ عِشْرِينَ لَيْلَةٍ ، ثُمَّ إِلَى الطَّائِفِ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، ثُمَّ أَمَّرَ أَبَا بَكْرٍ عَلَى الْحَجِّ ثُمَّ حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الْعَامَ الْمُقْبِلَ ، ثُمَّ وَدَّعَ النَّاسَ ، ثُمَّ رَجَعَ فَتُوُفِّيَ فِي لَيْلَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ ، وَلَمَّا رَجَعَ أَبُو بَكْرٍ مِنَ الْحَجِّ غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ تَبُوكَ