• 396
  • أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي عَامِرٍ أَتَى أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ فَقَالَ : يَا أَبَا أُمَامَةَ ، إِنَّكَ رَجُلٌ عَرَبِيٌّ ؛ إِذَا وَصَفْتَ شَيْئًا أَشْفَيْتَ مِنْهُ فَصِفْ لِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كَأَنَّنِي أَرَاهُ ، فَقَالَ أَبُو أُمَامَةَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْيَضَ تَعْلُوهُ حُمْرَةٌ ، أَدْعَجَ الْعَيْنَيْنِ ، أَهْدَبَ الْأَشْفَارِ ، ضَخْمَ الْمَنَاكِبِ ، أَشْعُرَ الذِّرَاعَيْنِ وَالصَّدْرِ ، شَثْنَ الْأَطْرَافِ ذَا مَسْرُبَةٍ ، فِي الرِّجَالِ أَطْوَلُ مِنْهُ وَفِي الرِّجَالِ أَقْصَرُ مِنْهُ ، عَلَيْهِ سُحُولِيَّيْنِ ، إِزَارُهُ تَحْتَ رُكْبَتَيْهِ ثَلَاثَ أَصَابِعٍ ، أَوْ أَرْبَعَ أَصَابِعٍ ، إِذَا تَعَطَّفَ بِرِدَائِهِ لَمْ يَحُطَّ بِهِ فَهُوَ مُتَأَبِّطُهُ تَحْتِ إِبْطِهِ ، إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ كَأَنَّهُ يَمْشِي فِي صُعُودٍ ، وَإِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا ، بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ ، قَالَ الْعَامِرِيُّ : قَدْ وَصَفْتَهُ لِي صِفَةً لَوْ كَانَ فِي جَمِيعِ النَّاسِ لَعَرَفْتُهُ ، فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ يَسْتَقْرِئُ الْمَوَاكِبَ حَتَّى طَلَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَرَفَهُ ، وَهُوَ نَائِمٌ ، وَفِي يَدِ بِلَالٍ جَرِيدَةٌ مَعْقُودٌ فِيهَا ثَوْبٌ يَسْتُرُهُ مِنَ الشَّمْسِ ، فَلَمَّا رَآهُ الرَّجُلُ دَخَلَ فِي مَوْكِبِهِ فَسَأَلَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، مَنْ هَذَا الرَّجُلُ ؟ فَانْتَهَرَهُ وَنَهَرَهُ ، فَقَالَ : هَلْ تَعْرِفُهُ ؟ ، قَالَ : لَا وَاللَّهِ ، إِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ بَدَوِيٌّ مَا قَدِمْتُ هَذِهِ الْبِلَادَ قَطُّ ، قَالَ : فَهَذَا رَسُولُ اللَّهِ ، فَعَجِلَ الرَّجُلُ فَأَقْبَلَ يَعْدُو حَتَّى أَخَذَ بِزِمَامِ نَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفَزِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَرَبَهُ بِسَوْطِهِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا جِئْتُ لِأَبْغِيكَ بِسُوءٍ ، فَفَرَّعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاحِلَتَهُ فَبَرَكَتْ ، ثُمَّ نَزَلَ عَنْهَا ، قَالَ قُدَامَةُ : حَدَّثَنِي مِنْ هَاهُنَا غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ أُمِّي ، عَنْ خَشْرَمٍ ، عَنِ الْعَامِرِيِّ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، وَالْبَقِيَّةُ سَمِعْتُهُ مِنْ أُمِّي وَوَضَعَ رِدَاءَهُ وَأَعْطَاهُ السَّوْطَ فَقَالَ : " اسْتَقِدْ مِنِّي " ، قَالَ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ ، وَلَوْ فَعَلْتَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنَّمَا جِئْتُ لِأَسْأَلَكَ عَنْ عَمَلٍ أَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ ، قَالَ : " قُلِ الْعَدْلَ وَأَعْطِ الْفَضْلَ " ، قَالَ : لَا أَسْتَطِيعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " فَأَطِبِ الْكَلَامَ ، وَأَفْشِ السَّلَامَ " . قَالَ : لَا أَسْتَطِيعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " فَهَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ ؟ ، قَالَ : نَعَمْ . ثَلَاثُ رَكَائِبَ أُظْعِنُ عَلَيْهِنَّ أَهْلِي وَأَنْقَلِبُ عَلَيْهِنَّ ، قَالَ : " فَاعْمِدْ إِلَى بَعِيرٍ مِنْ إِبِلِكَ ، ثُمَّ اعْمِدْ إِلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَشْرَبُونَ الْمَاءَ غِبًّا ، فَارْوِهِمْ ، فَإِنَّ بَعِيرَكَ لَا يَنْقُصُ وَسِقَاءَكَ لَا يَنْشَقُّ حَتَّى يُوجِبَ اللَّهُ لَكَ الْجَنَّةَ " ، فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ وَهُوَ يَقُولُ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَأَفْعَلَنَّهُ ، فَبَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ فَعَلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ قُتِلَ شَهِيدًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ

    نَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ ، نَا قُدَامَةُ قَالَ : حَدَّثَتْنِي أُمِّي فَاطِمَةُ بِنْتُ مُضَرَ ، عَنْ جَدِّهَا خَشْرَمِ بْنِ يَسَارٍ ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي عَامِرٍ أَتَى أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ فَقَالَ : يَا أَبَا أُمَامَةَ ، إِنَّكَ رَجُلٌ عَرَبِيٌّ ؛ إِذَا وَصَفْتَ شَيْئًا أَشْفَيْتَ مِنْهُ فَصِفْ لِي رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حَتَّى كَأَنَّنِي أَرَاهُ ، فَقَالَ أَبُو أُمَامَةَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَبْيَضَ تَعْلُوهُ حُمْرَةٌ ، أَدْعَجَ الْعَيْنَيْنِ ، أَهْدَبَ الْأَشْفَارِ ، ضَخْمَ الْمَنَاكِبِ ، أَشْعُرَ الذِّرَاعَيْنِ وَالصَّدْرِ ، شَثْنَ الْأَطْرَافِ ذَا مَسْرُبَةٍ ، فِي الرِّجَالِ أَطْوَلُ مِنْهُ وَفِي الرِّجَالِ أَقْصَرُ مِنْهُ ، عَلَيْهِ سُحُولِيَّيْنِ ، إِزَارُهُ تَحْتَ رُكْبَتَيْهِ ثَلَاثَ أَصَابِعٍ ، أَوْ أَرْبَعَ أَصَابِعٍ ، إِذَا تَعَطَّفَ بِرِدَائِهِ لَمْ يَحُطَّ بِهِ فَهُوَ مُتَأَبِّطُهُ تَحْتِ إِبْطِهِ ، إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ كَأَنَّهُ يَمْشِي فِي صُعُودٍ ، وَإِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا ، بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ ، قَالَ الْعَامِرِيُّ : قَدْ وَصَفْتَهُ لِي صِفَةً لَوْ كَانَ فِي جَمِيعِ النَّاسِ لَعَرَفْتُهُ ، فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ يَسْتَقْرِئُ الْمَوَاكِبَ حَتَّى طَلَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَعَرَفَهُ ، وَهُوَ نَائِمٌ ، وَفِي يَدِ بِلَالٍ جَرِيدَةٌ مَعْقُودٌ فِيهَا ثَوْبٌ يَسْتُرُهُ مِنَ الشَّمْسِ ، فَلَمَّا رَآهُ الرَّجُلُ دَخَلَ فِي مَوْكِبِهِ فَسَأَلَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، مَنْ هَذَا الرَّجُلُ ؟ فَانْتَهَرَهُ وَنَهَرَهُ ، فَقَالَ : هَلْ تَعْرِفُهُ ؟ ، قَالَ : لَا وَاللَّهِ ، إِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ بَدَوِيٌّ مَا قَدِمْتُ هَذِهِ الْبِلَادَ قَطُّ ، قَالَ : فَهَذَا رَسُولُ اللَّهِ ، فَعَجِلَ الرَّجُلُ فَأَقْبَلَ يَعْدُو حَتَّى أَخَذَ بِزِمَامِ نَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَفَزِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَضَرَبَهُ بِسَوْطِهِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا جِئْتُ لِأَبْغِيكَ بِسُوءٍ ، فَفَرَّعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ رَاحِلَتَهُ فَبَرَكَتْ ، ثُمَّ نَزَلَ عَنْهَا ، قَالَ قُدَامَةُ : حَدَّثَنِي مِنْ هَاهُنَا غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ أُمِّي ، عَنْ خَشْرَمٍ ، عَنِ الْعَامِرِيِّ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، وَالْبَقِيَّةُ سَمِعْتُهُ مِنْ أُمِّي وَوَضَعَ رِدَاءَهُ وَأَعْطَاهُ السَّوْطَ فَقَالَ : اسْتَقِدْ مِنِّي ، قَالَ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ ، وَلَوْ فَعَلْتَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنَّمَا جِئْتُ لِأَسْأَلَكَ عَنْ عَمَلٍ أَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ ، قَالَ : قُلِ الْعَدْلَ وَأَعْطِ الْفَضْلَ ، قَالَ : لَا أَسْتَطِيعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : فَأَطِبِ الْكَلَامَ ، وَأَفْشِ السَّلَامَ . قَالَ : لَا أَسْتَطِيعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : فَهَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ ؟ ، قَالَ : نَعَمْ . ثَلَاثُ رَكَائِبَ أُظْعِنُ عَلَيْهِنَّ أَهْلِي وَأَنْقَلِبُ عَلَيْهِنَّ ، قَالَ : فَاعْمِدْ إِلَى بَعِيرٍ مِنْ إِبِلِكَ ، ثُمَّ اعْمِدْ إِلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَشْرَبُونَ الْمَاءَ غِبًّا ، فَارْوِهِمْ ، فَإِنَّ بَعِيرَكَ لَا يَنْقُصُ وَسِقَاءَكَ لَا يَنْشَقُّ حَتَّى يُوجِبَ اللَّهُ لَكَ الْجَنَّةَ ، فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ وَهُوَ يَقُولُ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَأَفْعَلَنَّهُ ، فَبَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ فَعَلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ قُتِلَ شَهِيدًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ

    أدعج: الدعج : شدة سواد العينين مع سعتهما
    شثن: الشثن : الغليظ الخشن
    مسربة: المسربة : شعر دقيق من الصدر إلى السرة
    سحوليين: السحول : الثوب الأبيض من القطن
    غبا: الغِبُّ مِن أوْرَاد الإبِل : أنْ تَرِدَ الماء يَوماً وتَدَعَه يوما ثم تَعُودَ، فَنقَله إلى الزِّيارة وإنْ جاء بعد أيام ، ويدل على فعل الأمر والقيام به حينا بعد حين
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات