عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : كَانَ " رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ ضَعِيفًا ، وَكَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَرَادَ أَنْ يَلْقَاهُ عَلَى خَلَاءٍ ، فَيُبْدِيَ لَهُ حَاجَتَهُ ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَسْكِرًا بِالْبَطْحَاءِ ، وَكَانَ يَجِيءُ مِنَ اللَّيْلِ ، فَيَطُوفُ بِالْبَيْتِ ، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي وَجْهِ الْفَجْرِ رَجَعَ ، فَصَلَّى بِأَصْحَابِهِ صَلَاةَ الْغَدَاةِ قَالَ : فَحَبَسَهُ الطَّوَافُ ذَاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى أَصْبَحَ ، فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَى رَاحِلَتِهِ ، عَرَضَ لَهُ الرَّجُلُ ، فَأَخَذَ بِخِطَامِ نَاقَتِهِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً فَقَالَ : " إِنَّكَ سَتُدْرِكُ حَاجَتَكَ " فَأَبَى ، فَلَمَّا خَشِيَ أَنْ يَحْبِسَهُ ، خَفْقَهُ بِالسَّوْطِ خَفْقَةً ، ثُمَّ مَضَى ، فَصَلَّى بِهِمْ صَلَاةَ الْغَدَاةِ ، فَلَمَّا انْفَتَلَ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَلَى الْقَوْمِ - وَكَانَ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ عَرَفُوا أَنَّهُ حَدَثَ أَمْرٌ - فَاجْتَمَعَ الْقَوْمُ حَوْلَهُ ، فَقَالَ : " أَيْنَ الَّذِي خَفَقْتُ آنِفًا " ؟ فَأَعَادَهَا : " إِنْ كَانَ فِي الْقَوْمِ فَلْيَقُمْ " قَالَ : فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَقُولُ : أَعُوذُ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ يَقُولُ : " ادْنُهْ " " ادْنُهْ " حَتَّى دَنَا مِنْهُ ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَنَاوَلَهُ السَّوْطَ ، فَقَالَ : " خُذْ لِمَجْلَدِكَ ، فَاقْتَصَّ " فَقَالَ : أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَجْلِدَ نَبِيَّهُ , قَالَ : " خُذْ بِمَجْلَدِكَ ، فَمَا بَأْسٌ عَلَيْكَ " قَالَ : أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَجْلِدَ نَبِيَّهُ قَالَ : " لَا ، إِلَّا أَنْ تَعْفُوَ " قَالَ : فَأَلْقَى السَّوْطَ ، وَقَالَ : قَدْ عَفَوْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَامَ أَبُو ذَرٍّ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، تَذْكُرُ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ ؟ كُنْتُ أَسُوقُ بِكَ ، وَكُنْتَ نَائِمًا ، وَكُنْتُ إِذَا أَبْطَأْتُ ، وَإِذَا أَخَذْتُ بِخِطَامِهَا ، أَعْرَضْتَ ، فَخَفَقْتُكَ خَفْقَةً بِالسَّوْطِ ، فَقُلْتُ : قَدْ أَتَاكَ الْقَوْمُ ، فَقُلْتَ : " لَا بَأْسَ عَلَيْكَ " ، خُذْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَاقْتَصَّ قَالَ : " قَدْ عَفَوْتُ " قَالَ : اقْتَصَّ ؛ فَإِنَّهُ أَحَبُّ إِلَيَّ فَجَلَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَتَضَوَّرُ مِنْهَا ، ثُمَّ قَالَ : " أَيُّهَا النَّاسُ ، اتَّقُوا اللَّهَ ، فَوَاللَّهِ لَا يَظْلِمُ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنًا ، إِلَّا انْتَقَمَ اللَّهُ لَهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "
قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ ضَعِيفًا ، وَكَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَأَرَادَ أَنْ يَلْقَاهُ عَلَى خَلَاءٍ ، فَيُبْدِيَ لَهُ حَاجَتَهُ ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مُعَسْكِرًا بِالْبَطْحَاءِ ، وَكَانَ يَجِيءُ مِنَ اللَّيْلِ ، فَيَطُوفُ بِالْبَيْتِ ، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي وَجْهِ الْفَجْرِ رَجَعَ ، فَصَلَّى بِأَصْحَابِهِ صَلَاةَ الْغَدَاةِ قَالَ : فَحَبَسَهُ الطَّوَافُ ذَاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى أَصْبَحَ ، فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَى رَاحِلَتِهِ ، عَرَضَ لَهُ الرَّجُلُ ، فَأَخَذَ بِخِطَامِ نَاقَتِهِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً فَقَالَ : إِنَّكَ سَتُدْرِكُ حَاجَتَكَ فَأَبَى ، فَلَمَّا خَشِيَ أَنْ يَحْبِسَهُ ، خَفْقَهُ بِالسَّوْطِ خَفْقَةً ، ثُمَّ مَضَى ، فَصَلَّى بِهِمْ صَلَاةَ الْغَدَاةِ ، فَلَمَّا انْفَتَلَ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَلَى الْقَوْمِ - وَكَانَ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ عَرَفُوا أَنَّهُ حَدَثَ أَمْرٌ - فَاجْتَمَعَ الْقَوْمُ حَوْلَهُ ، فَقَالَ : أَيْنَ الَّذِي خَفَقْتُ آنِفًا ؟ فَأَعَادَهَا : إِنْ كَانَ فِي الْقَوْمِ فَلْيَقُمْ قَالَ : فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَقُولُ : أَعُوذُ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ يَقُولُ : ادْنُهْ ادْنُهْ حَتَّى دَنَا مِنْهُ ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَنَاوَلَهُ السَّوْطَ ، فَقَالَ : خُذْ لِمَجْلَدِكَ ، فَاقْتَصَّ فَقَالَ : أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَجْلِدَ نَبِيَّهُ , قَالَ : خُذْ بِمَجْلَدِكَ ، فَمَا بَأْسٌ عَلَيْكَ قَالَ : أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَجْلِدَ نَبِيَّهُ قَالَ : لَا ، إِلَّا أَنْ تَعْفُوَ قَالَ : فَأَلْقَى السَّوْطَ ، وَقَالَ : قَدْ عَفَوْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَامَ أَبُو ذَرٍّ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، تَذْكُرُ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ ؟ كُنْتُ أَسُوقُ بِكَ ، وَكُنْتَ نَائِمًا ، وَكُنْتُ إِذَا أَبْطَأْتُ ، وَإِذَا أَخَذْتُ بِخِطَامِهَا ، أَعْرَضْتَ ، فَخَفَقْتُكَ خَفْقَةً بِالسَّوْطِ ، فَقُلْتُ : قَدْ أَتَاكَ الْقَوْمُ ، فَقُلْتَ : لَا بَأْسَ عَلَيْكَ ، خُذْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَاقْتَصَّ قَالَ : قَدْ عَفَوْتُ قَالَ : اقْتَصَّ ؛ فَإِنَّهُ أَحَبُّ إِلَيَّ فَجَلَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَتَضَوَّرُ مِنْهَا ، ثُمَّ قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، اتَّقُوا اللَّهَ ، فَوَاللَّهِ لَا يَظْلِمُ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنًا ، إِلَّا انْتَقَمَ اللَّهُ لَهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ