عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ ، قَالَ : لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ ذَعَرَنِي ذَلِكَ ذُعْرًا شَدِيدًا ، وَكَانَ سَلُّ السَّيْفِ فِينَا عَظِيمًا ، فَجَلَسْتُ فِي بَيْتِي ، فَكَانَتْ لِي حَاجَةٌ ، فَانْطَلَقْتُ إِلَى السُّوقِ ، فَإِذَا أَنَا بِنَفَرٍ فِي ظِلِّ الْقَصْرِ جُلُوسًا نَحْوَ أَرْبَعِينَ رَجُلًا ، وَإِذَا سِلْسِلَةٌ قَدْ عُرِضَتْ عَلَى الْبَابِ ، فَقُلْتُ : لَأَدْخُلَنَّ ، فَذَهَبْتُ أَدْخُلُ ، فَمَنَعَنِي الْبَوَّابُ ، فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ : دَعْهُ ، وَيْحَكَ فَذَهَبْتُ ، فَإِذَا أَشْرَافُ النَّاسِ ، وَإِذَا وِسَادَةٌ ، فَجَاءَ - عَلِيٌّ - رَجُلٌ جَمِيلٌ فِي حُلَّةٍ لَهُ ، لَيْسَ عَلَيْهِ قَمِيصٌ وَلَا عِمَامَةٌ ، فَسَلَّمَ ، ثُمَّ جَلَسَ ، فَلَمْ يُنْكِرْ مِنَ الْقَوْمِ غَيْرِي ، فَقَالَ : " سَلُونِي عَمَّا شِئْتُمْ ، وَلَا تَسْأَلُونِي إِلَّا عَمَّا يَنْفَعُ وَلَا يَضُرُّ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : مَا قُلْتَ حَتَّى أَحْبَبْتَ أَنْ نَقُولَ لَكَ ، فَأَسْأَلَكَ فَقَالَ : سَلْنِي عَمَّا شِئْتَ فَقَالَ : مَا الذَّارِيَاتُ ذَرْوًا ؟ فَقَالَ : أَمَا تَسْأَلُ عَنْ غَيْرِ هَذَا ؟ فَقَالَ : أَنَا أَسْأَلُكَ عَمَّا أُرِيدُ قَالَ : الرِّيَاحُ قَالَ : فَمَا الْحَامِلَاتُ وِقْرًا ؟ قَالَ : السَّحَابُ قَالَ : فَمَا الْجَارِيَاتُ يُسْرًا ؟ قَالَ : السُّفُنُ قَالَ : فَمَا الْمُقَسِّمَاتُ أَمْرًا ؟ قَالَ : الْمَلَائِكَةُ "
وَقَالَ إِسْحَاقُ : أنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ ، قَالَ : لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ ذَعَرَنِي ذَلِكَ ذُعْرًا شَدِيدًا ، وَكَانَ سَلُّ السَّيْفِ فِينَا عَظِيمًا ، فَجَلَسْتُ فِي بَيْتِي ، فَكَانَتْ لِي حَاجَةٌ ، فَانْطَلَقْتُ إِلَى السُّوقِ ، فَإِذَا أَنَا بِنَفَرٍ فِي ظِلِّ الْقَصْرِ جُلُوسًا نَحْوَ أَرْبَعِينَ رَجُلًا ، وَإِذَا سِلْسِلَةٌ قَدْ عُرِضَتْ عَلَى الْبَابِ ، فَقُلْتُ : لَأَدْخُلَنَّ ، فَذَهَبْتُ أَدْخُلُ ، فَمَنَعَنِي الْبَوَّابُ ، فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ : دَعْهُ ، وَيْحَكَ فَذَهَبْتُ ، فَإِذَا أَشْرَافُ النَّاسِ ، وَإِذَا وِسَادَةٌ ، فَجَاءَ - عَلِيٌّ - رَجُلٌ جَمِيلٌ فِي حُلَّةٍ لَهُ ، لَيْسَ عَلَيْهِ قَمِيصٌ وَلَا عِمَامَةٌ ، فَسَلَّمَ ، ثُمَّ جَلَسَ ، فَلَمْ يُنْكِرْ مِنَ الْقَوْمِ غَيْرِي ، فَقَالَ : سَلُونِي عَمَّا شِئْتُمْ ، وَلَا تَسْأَلُونِي إِلَّا عَمَّا يَنْفَعُ وَلَا يَضُرُّ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : مَا قُلْتَ حَتَّى أَحْبَبْتَ أَنْ نَقُولَ لَكَ ، فَأَسْأَلَكَ فَقَالَ : سَلْنِي عَمَّا شِئْتَ فَقَالَ : مَا الذَّارِيَاتُ ذَرْوًا ؟ فَقَالَ : أَمَا تَسْأَلُ عَنْ غَيْرِ هَذَا ؟ فَقَالَ : أَنَا أَسْأَلُكَ عَمَّا أُرِيدُ قَالَ : الرِّيَاحُ قَالَ : فَمَا الْحَامِلَاتُ وِقْرًا ؟ قَالَ : السَّحَابُ قَالَ : فَمَا الْجَارِيَاتُ يُسْرًا ؟ قَالَ : السُّفُنُ قَالَ : فَمَا الْمُقَسِّمَاتُ أَمْرًا ؟ قَالَ : الْمَلَائِكَةُ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ ، وَفِيهِ أَنَّ الْمَسْئُولَ عَلِيٌّ وَقَالَ الْحَارِثُ : ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْأَزْرَقِ الْعَبْدِيُّ ، إِمْلَاءً بِبَغْدَادَ - وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ - ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ فَذَكَرَهُ بِطُولِهِ وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : ثنا الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ ، عَنْ أَبِي حَرْبٍ ، عَنِ الْأَسْوَدِ ، ح ، وَعَنْ رَجُلٍ ، عَنْ زَاذَانَ ، قَالَ : بَيْنَا النَّاسُ ذَاتَ يَوْمٍ عِنْدَ عَلِيٍّ إِذْ وَافَقُوا مِنْهُ نَفْسًا طَيِّبَةً ، فَقَالُوا : حَدِّثْنَا عَنْ أَصْحَابِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ : فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْكَوَّاءِ الْأَعْوَرُ - رَجُلٌ مِنْ بَنِي بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ - فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا الذَّارِيَاتُ ذَرْوًا فَذَكَرَ مِثْلَهُ ، وَزَادَ قَالَ : فَمَا السَّمَاءُ ذَاتُ الْحُبُكِ ؟ قَالَ : ذَاتُ الْخَلْقِ الْحَسَنِ وَزَادَ فِيهِ أَيْضًا : وَلَا تَعُدْ لِمِثْلِ هَذَا ، لَا تَسْأَلْنِي عَنْ مِثْلِ هَذَا هَذَا طَرَفٌ مِنْ حَدِيثٍ سَاقَهُ بِطُولِهِ ، وَفَرَّقْتُهُ فِي أَبْوَابِهِ