إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَّرَ بَعْدَ غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ غُلَامٌ فَأُسِرِ فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ نَاسٌ كَثِيرٌ مِنَ الْعَرَبِ وَسُبُوا , فَانْتَدَبَ فِي بَعْثِ أُسَامَةَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ , وَالزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَمْضِيَ ذَلِكَ الْجَيْشُ , فَأَنْفَذَهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أُسَامَةُ لِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ بُويِعَ لَهُ وَلَمْ يرَحْ أُسَامَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى بُويِعَ لِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ : إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَّهَنِي لِمَا وَجَّهَنِي لَهُ , وَإِنِّي أَخَافُ أَنْ تَرْتَدَّ الْعَرَبُ , فَإِنْ شِئْتَ كُنْتُ قَرِيبًا حَتَّى تَنْظُرَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : لَا أَرُدُّ أَمْرًا أَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَلَكِنْ إِنْ شِئْتَ أَنْ تَأْذَنَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَافْعَلْ فَأَذِنَ لَهُ , فَانْطَلَقَ أُسَامَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى أَتَى الْمَكَانَ الَّذِي أَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذَتْهُمُ الضَّبَابَةُ حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ لَا يَكَادُ يُبْصِرَ صَاحِبَهُ قَالَ : فَوَجَدُوا رَجُلًا مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الْبِلَادِ فَأَخَذُوهُ فَدَلَّهُمْ عَلَى الطَّرِيقِ حَيْثُ أَرَادُوا ، فَأَغَارُوا عَلَى الْمَكَانِ الَّذِي أُمِرُوا فَسَمِعَ بِذَلِكَ النَّاسُ فَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ لِبَعْضٍ : أَتَزْعُمُونَ أَنَّ الْعَرَبَ قَدِ اخْتَلَفَتْ وَخُيُولُهُمْ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا فَرَدَّ اللَّهُ بِذَلِكَ عَنِ الْمُسْلِمِينَ فَكَانَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ يُدْعَى بِالْإِمَارَةِ حَتَّى مَاتَ يَقُولُونَ : بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ لَمْ يَنْزِعْهُ حَتَّى مَاتَ . قَالَ الزُّهْرِيُّ : وَلَمَّا بَعَثَ أَبُو بَكْرٍ لِقِتَالِ أَهْلِ الرِّدَّةِ قَالَ : تَثَبَّتُوا فَأَيُّمَا مَحِلَّةٍ سَمِعْتُمْ فِيهِمُ الْأَذَانَ فَكُفُّوا ؛ فَإِنَّ الْأَذَانَ شِعَارُ الْإِيمَانِ . قَالَ مَعْمَرٌ : وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ كَانَ أَهْلُ الرِّدَّةِ يَأْتُونَ أَبَا بَكْرٍ يَقُولُونَ : أَعْطِنَا سِلَاحًا نُقَاتِلْ فَيُعْطِيهمُ السِّلَاحَ فَيُقَاتِلُونَهُ , فَقَالَ عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ الْأَسْلَمِيُّ : {
} أَوَتَأْخُذُونَ سِلَاحَهُ لِقِتَالِهِ {
}فِي ذَاكُمُ عِنْدَ الْإِلَهِ آثَامُ {
}"
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , أنا مَعْمَرٌ , عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَمَّرَ بَعْدَ غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ غُلَامٌ فَأُسِرِ فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ نَاسٌ كَثِيرٌ مِنَ الْعَرَبِ وَسُبُوا , فَانْتَدَبَ فِي بَعْثِ أُسَامَةَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ , وَالزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَمْضِيَ ذَلِكَ الْجَيْشُ , فَأَنْفَذَهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ أُسَامَةُ لِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ بُويِعَ لَهُ وَلَمْ يرَحْ أُسَامَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى بُويِعَ لِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ : إِنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَجَّهَنِي لِمَا وَجَّهَنِي لَهُ , وَإِنِّي أَخَافُ أَنْ تَرْتَدَّ الْعَرَبُ , فَإِنْ شِئْتَ كُنْتُ قَرِيبًا حَتَّى تَنْظُرَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : لَا أَرُدُّ أَمْرًا أَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , وَلَكِنْ إِنْ شِئْتَ أَنْ تَأْذَنَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَافْعَلْ فَأَذِنَ لَهُ , فَانْطَلَقَ أُسَامَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى أَتَى الْمَكَانَ الَّذِي أَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَأَخَذَتْهُمُ الضَّبَابَةُ حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ لَا يَكَادُ يُبْصِرَ صَاحِبَهُ قَالَ : فَوَجَدُوا رَجُلًا مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الْبِلَادِ فَأَخَذُوهُ فَدَلَّهُمْ عَلَى الطَّرِيقِ حَيْثُ أَرَادُوا ، فَأَغَارُوا عَلَى الْمَكَانِ الَّذِي أُمِرُوا فَسَمِعَ بِذَلِكَ النَّاسُ فَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ لِبَعْضٍ : أَتَزْعُمُونَ أَنَّ الْعَرَبَ قَدِ اخْتَلَفَتْ وَخُيُولُهُمْ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا فَرَدَّ اللَّهُ بِذَلِكَ عَنِ الْمُسْلِمِينَ فَكَانَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ يُدْعَى بِالْإِمَارَةِ حَتَّى مَاتَ يَقُولُونَ : بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ثُمَّ لَمْ يَنْزِعْهُ حَتَّى مَاتَ . قَالَ الزُّهْرِيُّ : وَلَمَّا بَعَثَ أَبُو بَكْرٍ لِقِتَالِ أَهْلِ الرِّدَّةِ قَالَ : تَثَبَّتُوا فَأَيُّمَا مَحِلَّةٍ سَمِعْتُمْ فِيهِمُ الْأَذَانَ فَكُفُّوا ؛ فَإِنَّ الْأَذَانَ شِعَارُ الْإِيمَانِ . قَالَ مَعْمَرٌ : وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ كَانَ أَهْلُ الرِّدَّةِ يَأْتُونَ أَبَا بَكْرٍ يَقُولُونَ : أَعْطِنَا سِلَاحًا نُقَاتِلْ فَيُعْطِيهمُ السِّلَاحَ فَيُقَاتِلُونَهُ , فَقَالَ عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ الْأَسْلَمِيُّ : أَوَتَأْخُذُونَ سِلَاحَهُ لِقِتَالِهِ فِي ذَاكُمُ عِنْدَ الْإِلَهِ آثَامُ