أَكْرَيْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فِي الْحَجِّ ، فَقَدِمَ عَلَى عُمَرَ فَسَاءَلَهُ عَنْ أَشْيَاءَ ، فَكَانَ مِمَّا سَأَلَهُ قَالَ : كَيْفَ وَجَدْتَ نِسَاءَكَ ؟ قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُقَبِّلَ امْرَأَةً مِنْهُنَّ فِي غَيْرِ يَوْمِهَا إِلَّا اتَّهَمَتْنِي ، وَمَا خَرَجْتُ لِحَاجَةٍ إِلَّا قَالَتْ : كُنْتَ عِنْدَ فُلَانَةَ ، كُنْتَ عِنْدَ فُلَانَةَ ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُنَّ لَا يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ ، وَلَا يُؤْمِنَّ لِلْمُؤْمِنِينَ ، وَلَعَلَّ أَحَدًا مَا يَكُونُ فِي حَاجَةِ بَعْضِهِنَّ ، أَوْ يَأْتِي السُّوقَ فَيَشْتَرِي الْحَاجَةَ لِبَعْضِهِنَّ فَيَتَّهِمْنَهُ ، فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ شَكَى إِلَى اللَّهِ ذَرَبًا فِي خُلُقِ سَارَةَ ، فَقَالَ لَهُ : " إِنَّ الْمَرْأَةَ كَالضِّلْعِ ، إِنْ تَرَكْتَهَا اعْوَجَّتْ ، وَإِنْ قَوَّمْتَهُ كُسِرَتْ ، فَاسْتَمْتِعْ بِهَا عَلَى مَا فِيهَا " ، فَضَرَبَ عُمَرُ بَيْنَ كَتِفَيِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَقَالَ : لَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ فِي قَلْبِكَ يَا ابْنَ مَسْعُودٍ مِنَ الْعِلْمِ غَيْرَ قَلِيلٍ ؟ " . فَأَقَرَّ بِهِ أَبُو أُسَامَةَ ، وَقَالَ : نَعَمْ "
قَالَ إِسْحَاقُ : قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ : أَحَدَّثَكُمْ أَبُو طَلْقٍ ، عَنْ حَنْظَلَةَ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ أَوْسِ بْنِ ثُرَيْبٍ الثَّعْلَبِيِّ قَالَ : أَكْرَيْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فِي الْحَجِّ ، فَقَدِمَ عَلَى عُمَرَ فَسَاءَلَهُ عَنْ أَشْيَاءَ ، فَكَانَ مِمَّا سَأَلَهُ قَالَ : كَيْفَ وَجَدْتَ نِسَاءَكَ ؟ قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُقَبِّلَ امْرَأَةً مِنْهُنَّ فِي غَيْرِ يَوْمِهَا إِلَّا اتَّهَمَتْنِي ، وَمَا خَرَجْتُ لِحَاجَةٍ إِلَّا قَالَتْ : كُنْتَ عِنْدَ فُلَانَةَ ، كُنْتَ عِنْدَ فُلَانَةَ ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُنَّ لَا يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ ، وَلَا يُؤْمِنَّ لِلْمُؤْمِنِينَ ، وَلَعَلَّ أَحَدًا مَا يَكُونُ فِي حَاجَةِ بَعْضِهِنَّ ، أَوْ يَأْتِي السُّوقَ فَيَشْتَرِي الْحَاجَةَ لِبَعْضِهِنَّ فَيَتَّهِمْنَهُ ، فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ شَكَى إِلَى اللَّهِ ذَرَبًا فِي خُلُقِ سَارَةَ ، فَقَالَ لَهُ : إِنَّ الْمَرْأَةَ كَالضِّلْعِ ، إِنْ تَرَكْتَهَا اعْوَجَّتْ ، وَإِنْ قَوَّمْتَهُ كُسِرَتْ ، فَاسْتَمْتِعْ بِهَا عَلَى مَا فِيهَا ، فَضَرَبَ عُمَرُ بَيْنَ كَتِفَيِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَقَالَ : لَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ فِي قَلْبِكَ يَا ابْنَ مَسْعُودٍ مِنَ الْعِلْمِ غَيْرَ قَلِيلٍ ؟ . فَأَقَرَّ بِهِ أَبُو أُسَامَةَ ، وَقَالَ : نَعَمْ . وَقَالَ إِسْحَاقُ : أَخْبَرَنَا الْمَخْزُومِيُّ ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ، ثنا أَبُو طَلْقٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي حَنْظَلَةُ بْنُ نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنِي ثُرَيْبٌ أَوِ ابْنُ ثُرَيْبٌ ، قَالَ : أَكْرَيْتُ فِي الْحَجِّ فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَاعِدٌ ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِي نَاسٍ ، فَقَالَ عُمَرُ لِجَرِيرٍ ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً ، وَقَالَ : دَرَأً فِي خُلُقِ سَارَةَ . وَقَالَ إِسْحَاقُ : أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنِ الرُّكَيْنِ ، وَأَبِي طَلْقٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ جَرِيرٍ ، يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ ، فَذَكَرَ نَحْوَ هَذَا