لَمَّا افْتَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ مَكَّةَ فَكَانَ أَوَّلَ بَيْتٍ دَخَلَهُ بَيْتُ أُمِّ هَانِئٍ فَدَعَا بِمَاءٍ فَشَرِبَ ، وَكَانَتْ أُمُّ هَانِئٍ عَنْ يَمِينِهِ فَدَفَعَ فَضْلَهُ إِلَى أُمِّ هَانِئٍ فَشَرِبَتْهُ أُمُّ هَانِئٍ ثُمَّ قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَاللَّهِ لَقَدْ فَعَلْتُ فَعْلَةً ، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَصَبْتُ أَمْ لَا ، إِنِّي شَرِبْتُ فَضْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " أَقَضَاءٌ مِنْ رَمَضَانَ أَوْ تَطَوُّعٍ ؟ " قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بَلْ تَطَوُّعٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ الْمُتَطَوِّعَ بِالْخِيَارِ إِنْ شَاءَ صَامَ وَإِنْ شَاءَ أَفْطَرَ "
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا حَاتِمٌ ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ : لَمَّا افْتَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ مَكَّةَ فَكَانَ أَوَّلَ بَيْتٍ دَخَلَهُ بَيْتُ أُمِّ هَانِئٍ فَدَعَا بِمَاءٍ فَشَرِبَ ، وَكَانَتْ أُمُّ هَانِئٍ عَنْ يَمِينِهِ فَدَفَعَ فَضْلَهُ إِلَى أُمِّ هَانِئٍ فَشَرِبَتْهُ أُمُّ هَانِئٍ ثُمَّ قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَاللَّهِ لَقَدْ فَعَلْتُ فَعْلَةً ، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَصَبْتُ أَمْ لَا ، إِنِّي شَرِبْتُ فَضْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ : أَقَضَاءٌ مِنْ رَمَضَانَ أَوْ تَطَوُّعٍ ؟ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بَلْ تَطَوُّعٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّ الْمُتَطَوِّعَ بِالْخِيَارِ إِنْ شَاءَ صَامَ وَإِنْ شَاءَ أَفْطَرَ قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ : هَذَا الْحَدِيثُ مُضْطَرِبٌ ، وَالْأَوَّلُ مِثْلُهُ ، أَمَّا حَدِيثُ عُرْوَةَ فَزُمَيْلٌ لَيْسَ بِالْمَشْهُورِ ، وَأَمَّا حَدِيثُ الزُّهْرِيِّ الَّذِي أَسْنَدَهُ جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ ، وَسُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ فَلَيْسَا بِالْقَوِيَّيْنِ فِي الزُّهْرِيِّ خَاصَّةً ، وَقَدْ خَالَفَهُمَا مَالِكٌ ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، وَهَؤُلَاءِ أَثْبَتُ وَأَحْفَظُ مِنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ وَمِنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ ، وَأَمَّا حَدِيثُ أُمِّ هَانِئٍ فَقَدِ اخْتُلِفَ عَلَى سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ فِيهِ ، وَسِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ لَيْسَ مِمَّنْ يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ إِذَا انْفَرَدَ بِالْحَدِيثِ لِأَنَّهُ كَانَ يَقْبَلُ التَّلْقِينَ ، وَأَمَّا حَدِيثُ جَعْدَةَ فَإِنَّهُ لَمْ يَسْمَعْهُ مِنْ أُمِّ هَانِئٍ ، ذَكَرَهُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أُمِّ هَانِئٍ ، وَأَبُو صَالِحٍ هَذَا اسْمُهُ بَاذَانُ وَقِيلَ مَاذَامُ ، وَهُوَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ وَهُوَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ ، وَهُوَ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ الْكَلْبِيُّ ، وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ : كُنَّا نُسَمِّي أَبَا صَالِحٍ دُرْوَزَنْ ، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ كَذَّابٌ ، إِلَّا أَنَّ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ لَمْ يَتْرُكْهُ ، وَقَدْ حَدَّثَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْهُ ، وَقَدْ رُوِيَ أَنَّهُ قَالَ فِي مَرَضِهِ : كُلُّ شَيْءٍ حَدَّثْتُكُمْ بِهِ ، فَهُوَ كَذِبٌ وَأَبُو صَالِحٍ وَالِدُ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ اسْمُهُ ذَكْوَانُ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ ، وَأَمَّا حَدِيثُ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِمَّنْ يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ وَعِنْدَهُ غَيْرُ حَدِيثٍ مُنْكَرٍ