عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ ، أَنَّهُ قَالَ : " خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْأَرْضَ يَوْمَ الْأَحَدِ وَالِاثْنَيْنِ وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا ، وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مَنْ فَوْقِهَا يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ وَالْأَرْبِعَاءِ ، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَخَلَقَهَا يَوْمَ الْخَمِيسِ وَيَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ، وَخَلَقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ عَلَى عَجَلٍ ، ثُمَّ تَرَكَهُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَيَقُولُ : {{ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ }} ، ثُمَّ نَفَخَ فِيهِ مَنْ رُوحِهِ ، فَلَمَّا دَخَلَ فِي بَعْضِهِ الرُّوحُ وَذَهَبَ لِيَجْلِسَ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {{ خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ }} ، فَلَمَّا تَتَابَعَ فِيهِ الرُّوحُ عَطَسَ ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ : قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ، فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : يَرْحَمُكَ رَبُّكَ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : اذْهَبْ إِلَى أَهْلِ ذَلِكَ الْمَجْلِسِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ ، فَفَعَلَ ، فَقَالَ : هَذِهِ تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ ، ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَهُ بِيَدَيْهِ فَأَخْرَجَ مِنْهَا مَنْ هُوَ خَالِقٌ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ ثُمَّ قَبَضَ يَدَيْهِ وَقَالَ : اخْتَرْ يَا آدَمُ ، فَقَالَ : اخْتَرْتُ يَمِينَكَ يَا رَبِّ وَكِلْتَا يَدَيْكَ يَمِينٌ ، فَبَسَطَهَا فَإِذَا فِيهَا ذُرِّيَّتُهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَقَالَ : مَا هَؤُلَاءِ يَا رَبِّ ؟ قَالَ : هُمْ مَنْ قَضَيْتُ أَنْ أَخْلُقَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ ، فَإِذَا فِيهِمْ مَنْ لَهُ وَبِيصٌ ، فَقَالَ : مَنْ هَؤُلَاءِ يَا رَبِّ ؟ قَالَ : هُمُ الْأَنْبِيَاءُ ، قَالَ : فَمَنْ هَذَا الَّذِي كَانَ لَهُ فَضْلٌ وَبِيصٌ ؟ قَالَ : هُوَ ابْنُكَ دَاوُدُ ، قَالَ : فَكَمْ جَعَلْتَ عُمُرَهُ ؟ قَالَ : سِتِّينَ سَنَةً ، قَالَ : فَكَمْ عُمُرِي ؟ قَالَ : أَلْفُ سَنَةٍ ، قَالَ : فَزِدْهُ يَا رَبِّ مِنْ عُمُرِي أَرْبَعِينَ سَنَةً ، قَالَ : إِنْ شِئْتَ ، قَالَ : فَقَدْ شِئْتُ ، قَالَ : إِذَنْ يُكْتَبُ ثُمَّ يُخْتَمُ ثُمَّ لَا يُبَدَّلُ ، ثُمَّ رَأَى مِنْ آخِرِ كَفِّ الرَّحْمَنِ مِنْهُمْ آخَرُ لَهُ فَضْلٌ وَبِيصٌ ، قَالَ : فَمَنْ هَذَا يَا رَبِّ ؟ قَالَ : هَذَا مُحَمَّدٌ ، هُوَ آخِرُهُمْ وَأَوَّلُهُمْ أُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ ، فَلَمَّا أَتَاهُ مَلَكُ الْمَوْتِ لِيَقْبِضَ نَفْسَهُ ، قَالَ : إِنَّهُ قَدْ بَقِيَ مِنْ عُمُرِي أَرْبَعُونَ سَنَةً ، قَالَ : أَوَلَمْ تَكُنْ وَهَبْتَهَا لِابْنِكَ دَاوُدَ ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : فَنَسِيَ آدَمُ فَنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُهُ ، وَجَحَدَ آدَمُ فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ ، وَعَصَى آدَمُ فَعَصَتْ ذُرِّيَّتُهُ ، وَذَلِكَ أَوَّلُ يَوْمٍ أُمِرَ بِالشُّهَدَاءِ "
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ بَالَوَيْهِ بْنِ فَهْرَوَيْهِ الْمَخْرَمِيُّ ، ثنا أَبُو بَكْرٍ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْمُسْتَفَاضِ الْفِرْيَابِيُّ ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ ، أَنَّهُ قَالَ : خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْأَرْضَ يَوْمَ الْأَحَدِ وَالِاثْنَيْنِ وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا ، وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مَنْ فَوْقِهَا يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ وَالْأَرْبِعَاءِ ، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَخَلَقَهَا يَوْمَ الْخَمِيسِ وَيَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ، وَخَلَقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ عَلَى عَجَلٍ ، ثُمَّ تَرَكَهُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَيَقُولُ : {{ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ }} ، ثُمَّ نَفَخَ فِيهِ مَنْ رُوحِهِ ، فَلَمَّا دَخَلَ فِي بَعْضِهِ الرُّوحُ وَذَهَبَ لِيَجْلِسَ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {{ خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ }} ، فَلَمَّا تَتَابَعَ فِيهِ الرُّوحُ عَطَسَ ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ : قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ، فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : يَرْحَمُكَ رَبُّكَ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : اذْهَبْ إِلَى أَهْلِ ذَلِكَ الْمَجْلِسِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ ، فَفَعَلَ ، فَقَالَ : هَذِهِ تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ ، ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَهُ بِيَدَيْهِ فَأَخْرَجَ مِنْهَا مَنْ هُوَ خَالِقٌ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ ثُمَّ قَبَضَ يَدَيْهِ وَقَالَ : اخْتَرْ يَا آدَمُ ، فَقَالَ : اخْتَرْتُ يَمِينَكَ يَا رَبِّ وَكِلْتَا يَدَيْكَ يَمِينٌ ، فَبَسَطَهَا فَإِذَا فِيهَا ذُرِّيَّتُهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَقَالَ : مَا هَؤُلَاءِ يَا رَبِّ ؟ قَالَ : هُمْ مَنْ قَضَيْتُ أَنْ أَخْلُقَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ ، فَإِذَا فِيهِمْ مَنْ لَهُ وَبِيصٌ ، فَقَالَ : مَنْ هَؤُلَاءِ يَا رَبِّ ؟ قَالَ : هُمُ الْأَنْبِيَاءُ ، قَالَ : فَمَنْ هَذَا الَّذِي كَانَ لَهُ فَضْلٌ وَبِيصٌ ؟ قَالَ : هُوَ ابْنُكَ دَاوُدُ ، قَالَ : فَكَمْ جَعَلْتَ عُمُرَهُ ؟ قَالَ : سِتِّينَ سَنَةً ، قَالَ : فَكَمْ عُمُرِي ؟ قَالَ : أَلْفُ سَنَةٍ ، قَالَ : فَزِدْهُ يَا رَبِّ مِنْ عُمُرِي أَرْبَعِينَ سَنَةً ، قَالَ : إِنْ شِئْتَ ، قَالَ : فَقَدْ شِئْتُ ، قَالَ : إِذَنْ يُكْتَبُ ثُمَّ يُخْتَمُ ثُمَّ لَا يُبَدَّلُ ، ثُمَّ رَأَى مِنْ آخِرِ كَفِّ الرَّحْمَنِ مِنْهُمْ آخَرُ لَهُ فَضْلٌ وَبِيصٌ ، قَالَ : فَمَنْ هَذَا يَا رَبِّ ؟ قَالَ : هَذَا مُحَمَّدٌ ، هُوَ آخِرُهُمْ وَأَوَّلُهُمْ أُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ ، فَلَمَّا أَتَاهُ مَلَكُ الْمَوْتِ لِيَقْبِضَ نَفْسَهُ ، قَالَ : إِنَّهُ قَدْ بَقِيَ مِنْ عُمُرِي أَرْبَعُونَ سَنَةً ، قَالَ : أَوَلَمْ تَكُنْ وَهَبْتَهَا لِابْنِكَ دَاوُدَ ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : فَنَسِيَ آدَمُ فَنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُهُ ، وَجَحَدَ آدَمُ فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ ، وَعَصَى آدَمُ فَعَصَتْ ذُرِّيَّتُهُ ، وَذَلِكَ أَوَّلُ يَوْمٍ أُمِرَ بِالشُّهَدَاءِ