• 2885
  • قَدِمَ عَلَيْنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ أَمِيرًا إِمْرَةَ مُعَاوِيَةَ ، فَقَدِمَ غُلَامٌ سَفِيهٌ حَدَثُ السِّنِّ يَسْفِكُ الدِّمَاءَ سَفْكًا شَدِيدًا وَفِينَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَ أَحَدَ الْعَشَرَةِ الَّذِينَ بَعَثَهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُعَلِّمُونَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ دَارَهُ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَقَالَ لَهُ : انْتَهِ عَمَّا أَرَاكَ تَصْنَعُ ، فَإِنَّ شَرَّ الرُّعَاةِ الْحُطَمَةُ ، فَقَالَ : وَمَا أَنْتَ إِلَّا مِنْ حُثَالَةِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : وَهَلْ كَانَتْ فِيهِمْ حُثَالَةٌ لَا أُمَّ لَكَ ؟ كَانُوا أَهْلَ بُيُوتَاتٍ وَشَرَفٍ مِمَّنْ كَانُوا مِنْهُ , أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " لَا يَبِيتُ إِمَامٌ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ لَيْلَةَ سَوْدٍ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ " ، فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى الْمَسْجِدَ فَجَلَسَ فِيهِ وَنَحْنُ قَعُودٌ حَوْلَهُ ، وَنَحْنُ نَعْرِفُ فِي وَجْهِهِ مَا قَدْ لَقِيَ مِنْهُ ، فَقُلْنَا : يَغْفِرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَكَ يَا أَبَا زِيَادٍ ، مَا كُنْتَ تَصْنَعُ بِكَلَامِ هَذَا السَّفِيهِ عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ ؟ فَقَالَ : إِنَّهُ كَانَ عِنْدِي خَفِيٌّ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَحْبَبْتُ أَنْ لَا أَمُوتَ حَتَّى أَقُومَ عَلَانِيَةً ، فَوَدِدْتُ أَنَّ دَارَهُ وَسِعَتْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَاجْتَمَعُوا فِيهَا حَتَّى يَسْمَعُوا مَقَالَتِي وَمَقَالَتَهُ ، ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا فَقَالَ : بَيْنَا أَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ وَأَنَا آخِذٌ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا أَنْ تُؤْذِيَهُ إِذْ قَالَ : " إِنَّ الْكِلَابَ أُمَّةٌ مِنَ الْأُمَمِ ، وَلَوْلَا أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُفْنِيهَا لَأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا ، فَاقْتُلُوا مِنْهَا كُلَّ أَسْوَدَ بَهِيمٍ ، فَإِنَّهُ شَيْطَانٌ ، وَلَا تُصَلُّوا فِي أَعْطَانِ الْإِبِلِ ، فَإِنَّهَا مِنَ الْجِنِّ خُلِقَتْ ، أَلَا تَرَوْنَ إِلَى هُبَابِهَا وَعُيُونِهَا إِذَا نَفَرَتْ وَصَلَّوْا فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ ، فَإِنَّهَا أَقْرَبُ مِنَ الرَّحْمَةِ " ، قَالَ : ثُمَّ تَفَرَّقْنَا فَلَمْ يَلْبَثِ الشَّيْخُ أَنْ مَرِضَ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ ، فَعَادَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ فَقَالَ : أَتَعْهَدُ شَيْئًا نَفْعَلُ فِيهِ الَّذِي تُحِبُّ ؟ قَالَ : أَفَاعِلٌ أَنْتَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَإِنَّى أَسْأَلُكَ أَنْ لَا تُصَلِّيَ عَلَيَّ ، وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِي ، وَخَلِّ بَيْنِي وَبَيْنَ بَقِيَّةِ أَصْحَابِي ، فَيَكُونُوا هُمُ الَّذِينَ يَلُونَ ذَلِكَ مِنِّي ، قَالَ : وَكَانَ ابْنُ زِيَادٍ رَجُلًا جَبَانًا ، وَكَانَ يَرْكَبُ كُلَّ غَدَاةٍ ، فَرَكِبَ ذَاتَ غَدَاةٍ فَرَأَى النَّاسَ فِي السِّكَكِ ، فَقَالَ : مَا شَأْنُ النَّاسِ ؟ قَالُوا : مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيُّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَوَقَفَ حَتَّى مَرَّ بِسَرِيرِهِ فَقَالَ : لَوْلَا أَنَّهُ سَأَلَنَا أَمْرًا فَأَعْطَيْنَاهُ لَسِرْنَا مَعَهُ حَتَّى نُصَلِّيَ عَلَيْهِ ، وَنَقُومَ عَلَى قَبْرِهِ

    حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَالِدٍ أَبُو أَيُّوبَ الرَّقِّيُّ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كُرَيْزٍ ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ قَالَ : قَدِمَ عَلَيْنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ أَمِيرًا إِمْرَةَ مُعَاوِيَةَ ، فَقَدِمَ غُلَامٌ سَفِيهٌ حَدَثُ السِّنِّ يَسْفِكُ الدِّمَاءَ سَفْكًا شَدِيدًا وَفِينَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَكَانَ أَحَدَ الْعَشَرَةِ الَّذِينَ بَعَثَهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُعَلِّمُونَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ دَارَهُ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَقَالَ لَهُ : انْتَهِ عَمَّا أَرَاكَ تَصْنَعُ ، فَإِنَّ شَرَّ الرُّعَاةِ الْحُطَمَةُ ، فَقَالَ : وَمَا أَنْتَ إِلَّا مِنْ حُثَالَةِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : وَهَلْ كَانَتْ فِيهِمْ حُثَالَةٌ لَا أُمَّ لَكَ ؟ كَانُوا أَهْلَ بُيُوتَاتٍ وَشَرَفٍ مِمَّنْ كَانُوا مِنْهُ , أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : لَا يَبِيتُ إِمَامٌ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ لَيْلَةَ سَوْدٍ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ ، فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى الْمَسْجِدَ فَجَلَسَ فِيهِ وَنَحْنُ قَعُودٌ حَوْلَهُ ، وَنَحْنُ نَعْرِفُ فِي وَجْهِهِ مَا قَدْ لَقِيَ مِنْهُ ، فَقُلْنَا : يَغْفِرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَكَ يَا أَبَا زِيَادٍ ، مَا كُنْتَ تَصْنَعُ بِكَلَامِ هَذَا السَّفِيهِ عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ ؟ فَقَالَ : إِنَّهُ كَانَ عِنْدِي خَفِيٌّ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَأَحْبَبْتُ أَنْ لَا أَمُوتَ حَتَّى أَقُومَ عَلَانِيَةً ، فَوَدِدْتُ أَنَّ دَارَهُ وَسِعَتْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَاجْتَمَعُوا فِيهَا حَتَّى يَسْمَعُوا مَقَالَتِي وَمَقَالَتَهُ ، ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا فَقَالَ : بَيْنَا أَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَهُوَ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ وَأَنَا آخِذٌ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا أَنْ تُؤْذِيَهُ إِذْ قَالَ : إِنَّ الْكِلَابَ أُمَّةٌ مِنَ الْأُمَمِ ، وَلَوْلَا أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُفْنِيهَا لَأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا ، فَاقْتُلُوا مِنْهَا كُلَّ أَسْوَدَ بَهِيمٍ ، فَإِنَّهُ شَيْطَانٌ ، وَلَا تُصَلُّوا فِي أَعْطَانِ الْإِبِلِ ، فَإِنَّهَا مِنَ الْجِنِّ خُلِقَتْ ، أَلَا تَرَوْنَ إِلَى هُبَابِهَا وَعُيُونِهَا إِذَا نَفَرَتْ وَصَلَّوْا فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ ، فَإِنَّهَا أَقْرَبُ مِنَ الرَّحْمَةِ ، قَالَ : ثُمَّ تَفَرَّقْنَا فَلَمْ يَلْبَثِ الشَّيْخُ أَنْ مَرِضَ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ ، فَعَادَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ فَقَالَ : أَتَعْهَدُ شَيْئًا نَفْعَلُ فِيهِ الَّذِي تُحِبُّ ؟ قَالَ : أَفَاعِلٌ أَنْتَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَإِنَّى أَسْأَلُكَ أَنْ لَا تُصَلِّيَ عَلَيَّ ، وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِي ، وَخَلِّ بَيْنِي وَبَيْنَ بَقِيَّةِ أَصْحَابِي ، فَيَكُونُوا هُمُ الَّذِينَ يَلُونَ ذَلِكَ مِنِّي ، قَالَ : وَكَانَ ابْنُ زِيَادٍ رَجُلًا جَبَانًا ، وَكَانَ يَرْكَبُ كُلَّ غَدَاةٍ ، فَرَكِبَ ذَاتَ غَدَاةٍ فَرَأَى النَّاسَ فِي السِّكَكِ ، فَقَالَ : مَا شَأْنُ النَّاسِ ؟ قَالُوا : مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيُّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَوَقَفَ حَتَّى مَرَّ بِسَرِيرِهِ فَقَالَ : لَوْلَا أَنَّهُ سَأَلَنَا أَمْرًا فَأَعْطَيْنَاهُ لَسِرْنَا مَعَهُ حَتَّى نُصَلِّيَ عَلَيْهِ ، وَنَقُومَ عَلَى قَبْرِهِ

    سفيه: السَّفَه : الخفّة والطيشُ، وسَفِه رأيُه إذا كان مَضْطربا لا اسِتقامَةَ له، والسفيه : الجاهلُ
    الحطمة: الحطمة : الذي يظلم رعيته ولا يرحمهم ، من الحطم وهو الكسر
    حثالة: الحثالة : الرديء من كل شيء
    السفيه: السَّفَه : الخفّة والطيشُ، وسَفِه رأيُه إذا كان مَضْطربا لا اسِتقامَةَ له، والسفيه : الجاهلُ
    بهيم: البهيم : الأسود الخالص
    أعطان: الأعطان : جمع عطن وهو موضع بروك الإبل حول الماء
    نفرت: نفر من المكان : تركه إلى غيره ، والمراد : هربت وتفلتت
    مرابض: المربض : مأوى الماشية
    فعاده: العيادة : زيارة الغير
    غداة: الغداة : ما بين الفجر وطلوع الشمس
    " لَا يَبِيتُ إِمَامٌ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ لَيْلَةَ سَوْدٍ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات