خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي تُجَّارِ الشَّامِ ، وَمَعَهُمْ ذَهَبَةٌ ، فَلَمَّا كَانُوا فِي آخِرِ الْحِجَازِ ، وَأَوَّلِ الشَّامِ مَرُّوا بِزِنْبَاعِ بْنِ رَوْحٍ ، وَكَانَ يَعْشُرُ مَنْ مَرَّ بِهِ ، فَأَرَادَ أَنْ يَعْشُرَهُمْ ، فَلَمْ يَجِدْ مَعَهُمْ شَيْئًا ، ثُمَّ رَاجَعَ نَفْسَهُ ، فَقَالَ : تُجَّارٌ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ يُرِيدُونَ الشَّامَ ، هَذَا بَاطِلٌ ، فَقَامَ فَطَافَ بِإِبِلِهِمْ ، وَقَدْ كَانُوا أَخَذُوا الذَّهَبَةَ ، فَجَعَلُوهَا فِي دَبِيلٍ ، وَأَلْقَمُوهَا شَارِفًا لَهُمْ ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا تَذْرفُ عَيْنَاهَا ، قَالَ : إِنَّ لَهَا شَأْنًا ، انْحَرُوهَا ، فَإِنْ تَكُنْ بُغْيَتُنَا فِي بَطْنِهَا ، فَهُمْ جَنَوْا عَلَيْهَا ، وَإِلَّا غَرِمْنَا قِيمَتَهَا ، فَوَجَدُوا الذَّهَبَةَ ، فَأَعْشَرَهَا ، ثُمَّ خَلَّى عَنْهُمْ ، فَقَالَ عُمَرُ : {
} مَتَى أَلْقَ زِبْنَاعَ بْنَ رَوْحٍ بِبَلْدَةٍ {
}لِيَ النِّصْفُ مِنْهُ يَقْرَعُ السِّنَّ مِنْ نَدَمٍ {
}فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرُ الْخِلَافَةَ كَبِرَ زِنْبَاعُ بْنُ رَوْحٍ ، وَضَعُفَ بَصَرُهُ ، فَجَاءَ وَمَعَهُ ابْنُهُ رَوْحُ بْنُ زِبْنَاعٍ ، فَدَخَلُوا عَلَى عُمَرَ ، فَسَأَلَاهُ ، فَمَارَهُمْ وَأَعْطَاهُمْ ، فَلَمَّا خَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ ، قَالَ رَوْحٌ لِزِنْبَاعٍ : يَا أَبَهْ ، تَعْرِفُ الرَّجُلَ ؟ قَالَ : لَا وَاللَّهِ قَالَ : هَذَا الَّذِي كَانَتْ مَعَهُ الذَّهَبَةُ ، فَعَشَرْتَهَا ، فَقَالَ زِنْبَاعٌ : وَاسَوْأَتَاهُ ، أَمَ وَاللَّهِ لَوْ عَلِمْتُ ، مَا دَخَلْتُ عَلَيْهِ ، وَلَا سَأَلْتُهُ "
أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ : خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي تُجَّارِ الشَّامِ ، وَمَعَهُمْ ذَهَبَةٌ ، فَلَمَّا كَانُوا فِي آخِرِ الْحِجَازِ ، وَأَوَّلِ الشَّامِ مَرُّوا بِزِنْبَاعِ بْنِ رَوْحٍ ، وَكَانَ يَعْشُرُ مَنْ مَرَّ بِهِ ، فَأَرَادَ أَنْ يَعْشُرَهُمْ ، فَلَمْ يَجِدْ مَعَهُمْ شَيْئًا ، ثُمَّ رَاجَعَ نَفْسَهُ ، فَقَالَ : تُجَّارٌ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ يُرِيدُونَ الشَّامَ ، هَذَا بَاطِلٌ ، فَقَامَ فَطَافَ بِإِبِلِهِمْ ، وَقَدْ كَانُوا أَخَذُوا الذَّهَبَةَ ، فَجَعَلُوهَا فِي دَبِيلٍ ، وَأَلْقَمُوهَا شَارِفًا لَهُمْ ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا تَذْرفُ عَيْنَاهَا ، قَالَ : إِنَّ لَهَا شَأْنًا ، انْحَرُوهَا ، فَإِنْ تَكُنْ بُغْيَتُنَا فِي بَطْنِهَا ، فَهُمْ جَنَوْا عَلَيْهَا ، وَإِلَّا غَرِمْنَا قِيمَتَهَا ، فَوَجَدُوا الذَّهَبَةَ ، فَأَعْشَرَهَا ، ثُمَّ خَلَّى عَنْهُمْ ، فَقَالَ عُمَرُ : مَتَى أَلْقَ زِبْنَاعَ بْنَ رَوْحٍ بِبَلْدَةٍ لِيَ النِّصْفُ مِنْهُ يَقْرَعُ السِّنَّ مِنْ نَدَمٍ فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرُ الْخِلَافَةَ كَبِرَ زِنْبَاعُ بْنُ رَوْحٍ ، وَضَعُفَ بَصَرُهُ ، فَجَاءَ وَمَعَهُ ابْنُهُ رَوْحُ بْنُ زِبْنَاعٍ ، فَدَخَلُوا عَلَى عُمَرَ ، فَسَأَلَاهُ ، فَمَارَهُمْ وَأَعْطَاهُمْ ، فَلَمَّا خَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ ، قَالَ رَوْحٌ لِزِنْبَاعٍ : يَا أَبَهْ ، تَعْرِفُ الرَّجُلَ ؟ قَالَ : لَا وَاللَّهِ قَالَ : هَذَا الَّذِي كَانَتْ مَعَهُ الذَّهَبَةُ ، فَعَشَرْتَهَا ، فَقَالَ زِنْبَاعٌ : وَاسَوْأَتَاهُ ، أَمَ وَاللَّهِ لَوْ عَلِمْتُ ، مَا دَخَلْتُ عَلَيْهِ ، وَلَا سَأَلْتُهُ قَالَ أَبُو عَمْرٍو : الْقِرَاعُ : أَنْ يَأْخُذَ الرَّجُلُ النَّاقَةَ الصَّعْبَةَ ، فَيَأْبِضَهَا لِلْفَحْلِ ، فَيَبْسُرَهَا أَيْ : يُكْرِهُهَا : يُقَالُ : قَرِّعْ لِجَمَلِكَ ، وَقَرِيعَةُ الْإِبِلِ ، وَالْمُقَرَّعُ : الْفَحْلُ مِنَ الْإِبِلِ يَعْقِلُ ، فَلَا يَتْرُكُ أَنْ يَضْرِبَ الْإِبِلَ رَغْبَةً عَنْهُ ، وَتَمِيمٌ تَقُولُ : خُفَّانِ مُقْرَعَانِ ، أَيْ مُنَقَّلَانِ ، وَالْقَرِيعُ مِنَ الْإِبِلِ الَّذِي يَأْخُذُ بِذِرَاعِ النَّاقَةِ فَيُنِيخُهَا ، وَأَقْرَعْتُ نَعْلِي وَخُفِّي : إِذَا جَعَلْتُ عَلَيْهَا رُقْعَةً كَثِيفَةً ، وَقَعَّرَ فِي كَلَامِهِ ، أَيْ تَكَلَّمَ بِأَقْصَى فَمِهِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ : إِذَا أَسْرَعَتِ النَّاقَةُ اللَّقَحَ ، فَهِيَ مِقْرَاعٌ ، قَالَ : تَرَى كُلَّ مِقْرَاعٍ سَرِيعٍ لِقَاحُهَا تُسِرُّ لِقَاحَ الْفَحْلِ سَاعَةَ تُقْرَعُ قَالَ غَيْرُهُ : قَرَعَ التَّيْسُ الْعَنْزَ ، وَسَفَدَ يَسْفِدُ ، وَقَفَطَ يَقْفِطُ ، وَذَقَطَ يَذْقِطُ ، وَفِي الطَّيْرِ : قَمَطَ وَنَزَا ، وَفِي الْكَلْبِ عَاظَلَ ، وَالْجَرَادِ ، وَالْقَطَا عَاظَلَ أَيْضًا