عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَوْلُهُ : " {{ قَمْطَرِيرًا }} ، قَالَ : تَقَبُّضُ مَا بَيْنَ الْعَيْنَيْنِ ، فَقَدْ فَسَّرَ ابْنُ عَبَّاسٍ بِقَوْلِهِ : تَقَبُّضُ مَا بَيْنَ الْعَيْنَيْنِ "
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَوْلُهُ : {{ قَمْطَرِيرًا }} ، قَالَ : تَقَبُّضُ مَا بَيْنَ الْعَيْنَيْنِ ، فَقَدْ فَسَّرَ ابْنُ عَبَّاسٍ بِقَوْلِهِ : تَقَبُّضُ مَا بَيْنَ الْعَيْنَيْنِ وَقَالَ الضَّحَّاكُ : تُزْوَى مِنْهُ الْوُجُوهُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ : وَقَالَ طَارِقُ بْنُ دَيْسَقٍ أَحَدُ بَنِي يَرْبُوعٍ لِابْنِهِ مَذْعُورٍ ، وَكَانَ يُوعِدُهُ بِمُفَارَقَتِهِ ، وَأَنْ يَغْزُوَ ، فَقَالَ : أَمَذْعُورُ مَا يُدْرِيكَ أَنْ رُبَّ لَيْلَةٍ كَشَفْتُ آذَاهَا عَنْكَ وَهْيَ عَسِيرُ شَآمِيَّةٌ تَزْوِي الْوُجُوهَ كَأَنَّهَا عَلَى النَّاسِ جَيْشٌ لَا يُرَدُّ مُغِيرُ وَأَنْشَدَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْبَيْتَ الثَّانِي : شَآمِيَّةٌ هَبَّتْ بَلِيلًا كَأَنَّهَا عَلَى النَّاسِ جَيْشٌ لَا يُرَدُّ مُغِيرُ وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ لِلْأَعْشَى : يَزِيدُ يَغُضُّ الطَّرْفَ عَنِّي كَأَنَّمَا زَوَى بَيْنَ عَيْنَيْهِ عَلَيَّ الْمَحَاجِمُ فَلَا يَنْبَسِطْ مِنْ بَيْنِ عَيْنَيْكَ مَا انْزَوَى وَلَا تَلْقَنِي إِلَّا وَأَنْفُكَ رَاغِمُ وَقَالَ آخَرُ : وَمَاءٍ كَمَاءِ السُّخْدِ لَيْسَ لِجَوْفِهِ سَوَاءَ الْحَمَامِ الْوُرْقِ عَهْدٌ بِحَاضِرِ صَرًى آسِنٌ يَزْوِي لَهُ الْمَرْءُ وَجْهَهُ وَلَوْ ذَاقَهُ ظَمْآنُ فِي شَهْرِ نَاجِرِ يَقُولُ : أَيْ وَرُبَّ مَاءٍ كَمَاءِ السُّخْدِ ، وَالسُّخْدُ : جِلْدَةٌ فِيهَا مَاءٌ أَصْفَرُ يَنْشَقُّ عَنْ رَأْسِ الْوَلَدِ ، لَيْسَ لِجَوْفِ هَذَا الْمَاءِ عَهْدٌ بِحَاضِرٍ لِمَنْ يَحْضُرُهُ غَيْرَ الْحَمَامِ صَرًى : طَالَ مُكْثُهُ ، وَتَغَيَّرَ ، فَمَنْ ذَاقَهُ يُقَبِّضُ وَجْهَهُ ، وَلَوْ ذَاقَهُ وَهُوَ ظَمْآنُ ، يَقُولُ : عَطْشَانُ وَشَهْرُ نَاجِرٍ : شَهْرُ تَمُوزَ وَالْوَجْهُ الثَّانِي مِنْ الِانْزِوَاءِ : هُوَ التَّنَحِّي وَالتَّبَاعُدُ ، فَهُوَ مَعْنَى قَوْلِ عُمَرَ : قُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ : عَجِبْتُ لِمَا زُوِيَ عَنْكَ ، يَقُولُ : نُحِّيَ عَنْكَ ، وَبُوعِدَ مِنْكَ وَمِثْلُهُ قَوْلُ مُعَاذٍ : أَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ ، وَزَوَى عَنِّي وَاحِدَةً ، نَحَّاهَا عَنِّي ، وَلَمْ يُجِبْنِي إِلَيْهَا وَحَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ أَنَّ نَبِيًّا قَالَ : يَا رَبِّ ، عَبْدُكَ الْمُؤْمِنُ تَزْوِي عَنْهُ الدُّنْيَا ، مِثْلُهُ ، وَقَوْلُ صَالِحِ بْنِ مِسْمَارٍ : نِعْمَةُ اللَّهِ فِيمَا زَوَى عَنَّا ، يَقُولُ : نَحَّى عَنَّا وَلَمْ يُعْطِنَا وَيُقَالُ : زَوَيْتُ الشَيْءَ عَنْ مَوْضِعِهِ : نَحَّيْتُهُ ، وَزَوَى فُلَانٌ عَنِّي هَذَا الشَيْءَ يَزْوِيهِ ، وَلَا يَجُوزُ عِنْدَ النَّحْوِيِّينَ أَزْوَى وَالْوَجْهُ الثَّالِثُ مِنَ الِانْزِوَاءِ : قَوْلُ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ : كَانَتْ لِابْنِ عُمَرَ أَرْضٌ قَدْ زَوَتْهَا أَرْضٌ أُخْرَى ، وَسَأَلْتُ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ ، قَالَ : قَرُبَتْ مِنْهَا فَضَيَّقَتْهَا أَخْبَرَنَا عَمْرٌو ، عَنْ أَبِيهِ : يُقَالُ : تَأَزَّى الْقَوْمُ فِي حِلَّتِهِمْ : إِذَا تَقَارَبُوا فِي مَنْزِلَتِهِمْ سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ يَقُولُ : زَوَتْهَا أَرْضٌ أُخْرَى : قَرُبَتْ مِنْهَا وَأَحَاطَتْ بِهَا وَجَمَعَتْهَا وَقَالَ الْأَخْفَشُ : الْعَرَبُ تَقُولُ : فُلَانٌ لَا يُزْوَى عَلَيْهِ مَا يُرِيدُ : يَعْنُونَ عَنْهُ وَأَنْشَدَنِي لِأَبِي خِرَاشٍ : وَلَمْ أَنْسَ أَيَّامًا لَنَا وَلَيَالِيًا بِحَلْبَةَ إِذْ نُعْطَى بِهَا مَا نُحَاوِلُ إِذِ النَّاسُ نَاسٌ وَالْبِلَادُ بِغُرَّةٍ وَإِذْ نَحْنُ لَا تُزْوَى عَلَيْنَا الْمَدَاخِلُ يَعْنِي : عَنَّا أَخْبَرَنَا عَمْرٌو ، عَنْ أَبِيهِ : آزَيْتُ الْحَوْضَ أُؤَازِيهِ : جَعَلْتُ لَهُ إِزَاءً قَالَ إِبْرَاهِيمُ : وَهَذَا الَّذِي أَخْبَرْتُكَ لَمْ يَجِئْ فِيهِ رَاوِيَةٌ ، إِلَّا مَا لَمْ يَبْلُغْنِي