عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ : " لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا حَتَّى يُرِيَهُ خَيْرٌ مِنْ أَنِّ يَمْتَلِئَ شِعْرًا "
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ : لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا حَتَّى يُرِيَهُ خَيْرٌ مِنْ أَنِّ يَمْتَلِئَ شِعْرًا قَوْلُهُ : حَتَّى يُرِيَهُ خَيْرٌ : سَمِعْتُ ابْنَ عَائِشَةَ يَقُولُ : يُرِيَهُ , يَقُولُ : يُفْسِدُ رِئَتَهُ , بِمَنْزِلَةِ يَكْبِدُهُ يَصِلُ إِلَى كَبِدِهِ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ : الْوَرْيُ مِنَ الْمُورِيِّ , وَهُوَ مَرَضٌ يَأْخُذُ فِي رِئَتِهِ فَيَهْلِسُ عَنْهُ , وَلَيْسَ مِنَ الْعَطَشِ , يُقَالُ : هُوَ يَسْعُلُ سُعَالَ الْمُورِيَاتِ , وَهِيَ الْبَهْمُ يَأْخُذُهَا الْوَرْيُ , وَالْوَرْيُ : دَاءٌ يَأْخُذُ عَنْ شُرْبِ الْمَاءِ الْبَارِدِ فِي الشِّتَاءِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَوْلُهُ : حَتَّى يُرِيَهُ مِنَ الْوَرْيِ , يُقَالُ : رَجُلٌ مَوْرِيٌّ غَيْرُ مَهْمُوزٍ وَهُوَ أَنْ يَدْوَى جَوْفُهُ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ الْوَالِبِيِّ : الْوَرْيُ مِنَ الْمُورِيِّ وَهُوَ مِنَ الْغيْظِ وَالْحَسَدِ وَالْعَطَشِ , يُقَالُ : وَارَاهُ الْغيْظُ وَالْحَسَدُ إِذَا أَدْوَاهُ وَقَدْ وَرِيَتِ الشَّاةُ , وَهُوَ أَنْ يَمْتَلِئَ قَصَبُ رِئَتِهَا قَيْحًا , وَإِنَّمَا يَكُونُ مِنَ الشَّرَقِ وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ : رَأَيْتُهُ مِنَ الرِّئَةِ , وَرَجَلْتُهُ مِنْ رِجْلِهِ , وَيَدَيْتُهُ مِنْ يَدِهِ , وَطَحَلْتُهُ وَعَضَدْتُهُ , وَرَأَسْتُهُ , وَفَأَدْتُهُ , وَكَبَدْتُهُ , وَأَنَفْتُهُ , أَصَبْتُ أَنْفَهُ , وَلَا يُقَالُ مِنَ الْجَسَدِ غَيْرُ هَذَا وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ : بَيْنَ الطِّرَاقَيْنِ وَيَفْلِينَ الشَّعَرْ عَنْ قُلُبٍ ضُجْمٍ تُوَرِّي مَنْ سَبَرْ يَقُولُ : إِنْ سَبَرَ أَحَدَ هَذِهِ الْجِرَاحِ الَّتِي كَأَنَّهَا قُلُبٌ يَعْنِي آبَارًا ضُجُمَ مَائِلَةً فَقَاسَهَا بِمِسْبَارٍ : يَعْنِي مِيلًا لِيَعْرِفَ عُمْقَهَا أَصَابَهُ الْوَرْيُ مِنْ هَوْلِهَا وَقَالَ : كَمْ تَرَى مِنْ شَانِئٍ يَحْسُدُنِي قَدْ وَرَاهُ الْغيْظُ ذِي صَدْرٍ وَغِرْ وَقَالَ جَمِيلٌ : وَرَاهُنَّ رَبِّي مِثْلَ مَا قَدْ وَرَيْتَنِي وَأَحْمَى عَلَى أَكْبَادِهِنَّ الْمَكَاوِيَا وَقَالَ فِي هَذَا الْمَعْنَى : رَمَى اللَّهُ فِي عَيْنَيْ بُثَيْنَةَ بِالْقَذَى وَفِي الْغُرِّ أَنْيَابَهَا بِالْقَوَادِحِ وَقَالَ آخَرُ : قَالَتْ لَهُ وَرْيًا إِذَا تَنَحْنَحْ وَقَالَ فِيهِ : شِفَاءَ الْوَارِيَاتِ مِنَ السَّقَامِ وَأَرْيُ النَّحْلِ : عَمَلُهُ وَأَرْيُ النَّحْلِ : جَمْعُهَا لِلْعَسَلِ , وَقَدْ جَعَلُوا الْعَسَلَ أَرْيًا : كَأَنَّ الْقَرَنْفُلَ وَالزَّنْجَبِيـ ـلَ بَاتَا بِفِيهَا وَأَرْيَا مُشَارَا وَقَالَ آخَرُ : بِأَرْيِ الَّتِي تَهْوِي إِلَى كُلِّ مُغْرِبٍ إِذَا اصْفَرَّ لِيطُ الشَّمْسِ حَانَ انْقِلَابُهَا جَوَارِسُهَا تَأْرِي الشُّعُوفَ دَوَائِبًا وَتَنْصَبُّ أَلْهَابًا مَصِيفًا شِعَابُهَا الْأَرْيُ : عَمَلُ النَّحْلُ , الَّتِي تَهْوِي : تَطِيرُ وَمَغْرِبٍ : مَوْضِعٌ لَا يُعْرَفُ مَا وَرَاءَهُ وَلِيطُ الشَّمْسِ : لَوْنُهَا , وَاللِّيطُ : الْقِشْرُ وَانْقِلَابُهَا : رُجُوعُهَا وَجَوارِسُهَا : تَجْرِسُ تَأْكُلُ الشُّعُوفُ : رُءُوسُ الْجِبَالِ وَالْأَلْهَابُ : الشُّقُوقُ فِي الْجِبَالِ تَعْسِلُ فِيهِ وَيُقَالُ : بَيْنَهُمَا أَرْيٌ أَيْ عَدَاوَةٌ وَجَعَلَ زُهَيْرٌ عَمَلَ الْجَنُوبِ وَتَلْقِيحَهَا أَرْيَا كَعَمَلِ النَّحْلِ وَقَالَ : يَشِمْنَ بُرُوقَهُ وَيُرِشُّ أَرْيَ الْـ جَنُوبِ عَلَى حَوَاجِبِهَا الْعَمَاءُ ذَكَرَ بَقَرًا رَأَتْ سَحَابًا , فَقَالَ : يَشِمْنَ : يَنْظُرْنَ بُرُوقَهُ أَيْنَ يَقَعُ الْمَطَرُ وَأَرْيُ الْجَنُوبِ : عَمَلُهَا وَيُرِشُّ : يَعْنِي الْمَطَرَ عَلَى حَوَاجِبِهَا الْعَمَاءُ : السَّحَابُ