خَرَجْنَا إِلَى الشَّامِ فَرُفِعَ لَنَا قَصْرٌ , فَمِلْنَا إِلَيْهِ , فَإِذَا الْبَابُ قَدِ انْفَرَجَ عَنْ مِثْلِ الْغَزَالِ , ثُمَّ شَجَّ الْبَابَ بِيَدَيْهِ , فَقَالَ : يَا فَتَيَانُ , مِمَّنِ الْقَوْمُ ؟ قُلْنَا : أَضَامِيمُ مِنْ هَهُنَا قَالَتْ : هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ فَأَنْشَأَتْ تَقُولُ : {
} مَنْ كَانَ يَسْأَلُ عَنَّا أَيْنَ مَنْزِلُنَا {
}فَالْأُقْحُوَانَةُ مِنَّا مَنْزِلٌ قَمِنُ {
}{
} إِذْ نَلْبَسُ الْعَيْشَ صَفْوًا لَا يُكَدِّرُهُ {
}قَوْلُ الْوُشَاةِ وَلَا يَنْبُو بِنَا الزَّمَنُ {
}{
} مَنْ كَانَ ذَا شَجَنٍ بِالشَّامِ يَحْبِسُهُ {
}فَإِنَّ غَيْرِي مَنْ أَمْسَى لَهُ شَجَنُ {
}{
} وَإِنَّ ذَا الْقَصْرَ حَقًّا مَا بِهِ وَطَنِي {
}لَكِنْ بِمَكَّةَ حَقُّ الدَّارِ وَالْوَطَنُ {
}ثُمَّ شَهِقَتْ شَهْقَةً , فَسَقَطَتْ , فَخَرَجَتِ امْرَأَةٌ مُتَجَالَّةٌ , فَقَالَتْ : لَكِ فِي كُلِّ يَوْمٍ هَذَا مَرَّاتٍ , وَاللَّهِ لَلْمَوْتُ خَيْرٌ لَكِ مِنْ هَذَا
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ , عَنْ هِشَامِ بْنِ الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِيِّ , حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنَّا : خَرَجْنَا إِلَى الشَّامِ فَرُفِعَ لَنَا قَصْرٌ , فَمِلْنَا إِلَيْهِ , فَإِذَا الْبَابُ قَدِ انْفَرَجَ عَنْ مِثْلِ الْغَزَالِ , ثُمَّ شَجَّ الْبَابَ بِيَدَيْهِ , فَقَالَ : يَا فَتَيَانُ , مِمَّنِ الْقَوْمُ ؟ قُلْنَا : أَضَامِيمُ مِنْ هَهُنَا قَالَتْ : هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ فَأَنْشَأَتْ تَقُولُ : مَنْ كَانَ يَسْأَلُ عَنَّا أَيْنَ مَنْزِلُنَا فَالْأُقْحُوَانَةُ مِنَّا مَنْزِلٌ قَمِنُ إِذْ نَلْبَسُ الْعَيْشَ صَفْوًا لَا يُكَدِّرُهُ قَوْلُ الْوُشَاةِ وَلَا يَنْبُو بِنَا الزَّمَنُ مَنْ كَانَ ذَا شَجَنٍ بِالشَّامِ يَحْبِسُهُ فَإِنَّ غَيْرِي مَنْ أَمْسَى لَهُ شَجَنُ وَإِنَّ ذَا الْقَصْرَ حَقًّا مَا بِهِ وَطَنِي لَكِنْ بِمَكَّةَ حَقُّ الدَّارِ وَالْوَطَنُ ثُمَّ شَهِقَتْ شَهْقَةً , فَسَقَطَتْ , فَخَرَجَتِ امْرَأَةٌ مُتَجَالَّةٌ , فَقَالَتْ : لَكِ فِي كُلِّ يَوْمٍ هَذَا مَرَّاتٍ , وَاللَّهِ لَلْمَوْتُ خَيْرٌ لَكِ مِنْ هَذَا قَالَ إِبْرَاهِيمُ : هَذَا الشِّعْرُ لَيْسَ لَهَا إِنَّمَا تَمَثَّلَتْ بِهِ , وَهُوَ لِلْحَارِثِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ كَانَ مِنْ وُجُوهِ بَنِي مَخْزُومٍ , اسْتَعْمَلَهُ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَلَى مَكَّةَ , ثُمَّ عَزَلَهُ لِشَيْءٍ بَلَغَهُ عَنْهُ وَقَالَ آخَرُ : إِذَا جَاوَزَ الِاثْنَيْنِ سِرٌّ فَإِنَّهُ بِنَثِّ وَتَكْثِيرِ الْوُشَاةِ قَمِينُ وَقَالَ الشَّمَّاخُ : بِهَمْهَمَةٍ يُرَدِّدُهَا حَشَاهُ قَمِينٌ أَنْ تَتِمَّ عَلَى اللَّهَاةِ