عَنِ ابْنِ عُمَرَ : " " أَنَّهُ كَرِهَ السُّلْتَ الَّذِي يُجْعَلُ بِالْعَذِرَةِ " "
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الْأَسْوَدِ , عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ : أَنَّهُ كَرِهَ السُّلْتَ الَّذِي يُجْعَلُ بِالْعَذِرَةِ قَوْلُهُ : لَيُفْضِي فِي الْغَدَاةِ إِلَى مِائَةِ عَذْرَاءَ هِيَ الَّتِي لَمْ يَمَسَّهَا رَجُلٌ حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ : يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا افْتَضَّ الْجَارِيَةَ : هُوَ أَبُو عُذْرِهَا قَوْلُهُ : قَدْ أَعْلَقَتْ عَلَيْهِ مِنَ الْعُذْرَةِ سَمِعْتُ مُصْعَبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ : الْعُذْرَةُ : قُرْحَةٌ تَخْرُجُ فِي الْخُرْمِ الَّذِي بَيْنَ آخِرِ الْأَنْفِ وَأَصْلِ اللَّهَاةِ يُصِيبُ الصِّبْيَانَ عِنْدَ طُلُوعِ الْعُذْرَةِ , فَتَعْمِدُ الْمَرْأَةُ إِلَى خِرْقَةٍ فَتَفْتِلُهَا فَتْلًا شَدِيدًا , وَتُدْخِلُهَا فِي أَنْفِهِ فَتَطْعَنُ ذَلِكَ الْمَوْضِعَ فَيَنْفَجِرُ مِنْهُ دَمٌ أَسْوَدُ , وَرُبَّمَا أَقْرَحَ الطَّعْنُ ذَلِكَ الْمَوْضِعَ , وَذَلِكَ الطَّعْنُ هُوَ الدَّغْرُ وَالدَّغْرُ : أَنْ يَدْفَعَ يَدَهُ فِي الطَّعَامِ , وَكَانَ عَلِيٌّ لَا يَقْطَعُ فِي الدَّغْرَةِ , وَكَانُوا بَعْدَ أَنْ يَفْعَلُوا بِالصَّبِيِّ ذَلِكَ يُعَلِّقُونَ عَلَيْهِ عِلَاقًا , فَلَمَّا رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ذَلِكَ الْعِلَاقَ عَلَى ابْنِ أُمِّ قَيْسٍ عَلِمَ أَنَّهُ قَدْ دُغِرَ فَكَرِهَ الْعِلَاقَ أَيْضًا ؛ لِأَنَّهُ لَا مَعْنَى لَهُ , وَلَا يُغْنِي عَنِ الْمَعْذُورِ شَيْئًا , وَأَمَرَهَا أَنْ تُسْعِطَهُ بِمَاءِ الْعُودِ الْهِنْدِيِّ , وَهُوَ الْقُسْطُ فِي أَنْفِهِ ؛ لِأَنَّهُ يَصِلُ إِلَى الْعُذْرَةِ فَيَقْبِضُهَا ؛ لِأَنَّهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ وَيُلَدُّ بِهِ مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ وَهِيَ : الدُّبَيْلَةُ وَاللَّدُودُ : السَّعُوطُ فِي أَحَدِ شِقَّيِ الْفَمِ ، وَالْوَجُورُ فِي وَسَطِ الْفَمِ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ : الْعُذْرَةُ : وَجَعٌ فِي الْحَلْقِ وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ : قَوْلُهُ : يُصِيبُ الصِّبْيَانَ عِنْدَ طُلُوعِ الْعُذْرَةَ , وَهِيَ خَمْسُ كَوَاكِبَ عَلَى إِثْرِ الشِّعْرَى ؛ الْعَبُورِ , وَالشِّعْرَى الشَّامِيَّةِ وَهِيَ مُتَفَرِّقَةٌ تُسَمَّى الْعَذَارَى , وَهِيَ بِحِذَاءِ الزُّبْرَةِ , وَهِيَ تَطْلُعُ فِي الْحَرِّ . وَالْعُذْرَةُ : الْخُصْلَةُ مِنَ الشَّعْرِ , وَمِنْ عُرْفِ الْفَرَسِ قَوْلُهُ : الْوَلِيمَةُ فِي الْإِعْذَارِ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى , عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ : الْإِعْذَارُ : الْخِتَانُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ : الْإِعْذَارُ : الْخِتَانُ , أَعْذَرَتِ الْغُلَامَ إِعْذَارًا , وَغُلَامٌ مُعْذَرٌ , وَأُعْذِرَ الْغُلَامُ , وَيُقَالُ لِلْجَارِيَةِ : أُعْذِرَتْ وَخُفِضَتْ , وَالْخِتَانَةُ مَعْذِرَةٌ , وَكُنَّا فِي إِعْذَارِ بَنِي فُلَانٍ , وَهُوَ الطَّعَامُ عِنْدَ الْخِتَانِ . وَأَنْشَدَنَا : فَأُخِذْنَ أَبْكَارًا وَهُنَّ بِآمَةٍ أَعْجَلْنَهُنَّ مَظِنَّةَ الْإِعْذَارِ قَوْلُهُ : بِآمَةٍ : يَعْنِي الْعَيْبَ . وَقَالَ آخَرُ : كُلُّ الطَّعَامِ تَشْتَهِي رَبِيعَهْ الْخُرْسَ وَالْإِعْذَارَ وَالنَّقِيعَهْ وَمِنْ ذَلِكَ : كُنَّا إِعْذَارَ عَامٍ وَاحِدٍ : أَيْ خُتِنَّا فِي عَامٍ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ : أَعْذَرْتُ وَعذَرْتُ الْغُلَامَ وَالْجَارِيَةَ , وَأَنْشَدَ : تَلْوِيَةَ الْخَاتِنِ زُبَّ الْمُعْذَرِ وَقَالَ : غَمَزَ ابْنُ مُرَّةَ يَا فَرَزْدَقُ كَيْنَهَا غَمْزَ الطَّبِيبِ نَغَانِغَ الْمَعْذُورِ قَوْلُهُ : مِنَ الْعِذَارِ عَلَى خَدِّ الْفَرَسِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ : الْمُعَذَّرُ : الْعِذَارُ مِنَ الْفَرَسِ , وَعَذَّرَ دَابَّتَهُ وَهُوَ مُعَذِّرٌ إِذَا شَدَّ عَلَيْهِ الْعِذَارَ , وَالْعُذْرَةُ : مَا تَحْتَ ذِفْرَيَيْهِ بِشِبْرٍ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ , قَالَتْ خَنْسَاءُ : فَرَاحَ يُبَارِي أَعْوَجِيًّا مُصَدَّرًا طَوِيلَ عِذَارِ الْخَدِّ جُؤْجُؤُهُ رَحْبُ وَفُلَانٌ مُنْقَطِعُ الْعِذَارِ : إِذَا لَمْ تَتَّصِلْ لِحْيَتُهُ مِنْ عَارِضَيْهِ , وَالْعِذَارَانِ : الْعَارِضَانِ , يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا خَفَّ ذَلِكَ مِنْهُ إِنَّهُ لَخَفِيفُ الْعِذَارَيْنِ قَوْلُهُ : حَتَّى يُعْذِرُوا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَقُولُ : تُكْثَرُ ذُنُوبُهُمْ فَيُعْذِرُوا مَنْ أَهْلَكَهُمْ بِالْعُقُوبَةِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ : أَعْذَرَ الرَّجُلُ : إِذَا جَاءَ بِعُذْرٍ , وَعَذِيرُكَ مِنْ فُلَانٍ يَعْذِرُ مِنْهُ قَوْلُهُ : لَقَدْ أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَى عَبْدٍ أَخَّرَ أَجَلَهُ وَقَوْلُ صَفِيَّةَ : فَمَا زَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَعْتَذِرُ إِلَيَّ وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ : الْعُذْرُ وَالْمَعْذُورُ , وَالْعُذْرَى وَالْعِذْرَةُ , مَا لَكَ عُذْرٌ وَلَا عُذْرَى وَلَا مَعْذِرَةٌ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ : سَمِعْتُ التَّمِيمِيِّينَ , وَالطَّائِيِّينَ يَقُولُونَ : تَعَذَّرْتُ إِلَى الرَّجُلِ تَعُذُّرًا فِي مَعْنَى اعْتَذَرْتُ أَخْبَرَنِي عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ , يُقَالُ : تَعَذَّرَ أَيْ : اعْتَذَرَ وَأَنْشَدَنَا : وَإِنِّي لَأَسْتَحْيِي وَفِي الْحَقِّ مُسْتَحًى إِذَا جَاءَ بَاغِي الْعُرْفِ أَنْ أَتَعَذَّرَا وَعَذَرْتُ مِنْ نَفْسِي , وَلَا يُقَالُ : أَعْذَرْتُ . وَأَنْشَدَ : فَإِنْ تَكُ حَرْبُ ابْنَيْ نِزَارٍ تَوَاضَعَتْ فَقَدْ عَذَرَتْنَا فِي كِلَابٍ وَفَى كَعْبِ قَوْلُهُ تَعَذَّرَ عَلَيْنَا الْعَيْشُ يُقَالُ : تَعَذَّرَ عَلَيَّ هَذَا الْأَمْرُ إِذَا لَمْ يَسْتَقِمْ لَكَ , وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ : وَيَوْمًا عَلَى ظَهْرِ الْكَثِيبِ تَعَذَّرَتْ عَلَيَّ وَآلَتْ حَلْفَةً لَمْ تَحَلَّلِ الْكَثِيبُ : رَمَلٌ مُجْتَمِعٌ وَتَعَذَّرَتْ : تَشَدَّدَتْ . وَتَعَذَّرَتِ الْحَوَائِجُ عِنْدَ فُلَانٍ : تَعَسَّرَتْ , وَآلَتْ حَلِفَةً لَمْ تَحَلَّلِ : لَمْ تَسْتَثْنِ , أَنْشَدَنِي أَبُو نَصْرٍ : هَا إِنَّ ذَا عِذْرَةٍ إِنْ لَا تَكُنْ نَفَعَتْ فَإِنَّ صَاحِبَهَا قَدْ تَاهَ فِي الْبَلَدِ وَعَذَّرَ تَعْذِيرًا : إِذَا لَمْ يُبَالِغْ , وَهُوَ يُرِيكَ أَنَّهُ يُبَالِغُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : {{ وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ }} يَعْنِي الْمُعْتَذِرُونَ , فَأَدْغَمَ التَّاءَ عِنْدَ الذَّالِ , وَهُمُ الَّذِينَ لَهُمْ عُذْرٌ , وَالْمُعَذِّرُ عَلَى جِهَةِ الْمُفَعِّلِ هُوَ الَّذِي يَعْتَذِرُ بِغَيْرِ عُذْرٍ , كَذَا أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكِسَائِيِّ وَأَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ : الْمُعَذِّرُونَ : أَيْ مَنْ يُعَذِّرُ وَلَيْسَ بِجَادٍّ يُظْهِرُ غَيْرَ مَا فِي نَفْسِهِ , وَأَكْثَرُ الْقُرَّاءِ عَلَى التَّشْدِيدِ وَقَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ : الْمُعْذِرُونَ مُخَفَّفَةً , وَالْمَعْنَى فِيمَا أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ : الَّذِي قَدْ بَلَغَ جَهْدُهُ أَقْصَى الْعُذْرِ , وَقَالَ الْخَلِيلُ : الْمُعْذِرُونَ : الَّذِينَ لَهُمْ عُذْرٌ , وَالْمُعَذِّرُونَ : لَا عُذْرَ لَهُمْ يَتَكَلَّفُونَ عُذْرًا أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ : الْمُعْتَذِرُ يَكُونُ مُحِقًّا لَهُ عُذْرٌ , وَيَكُونُ لَا عُذْرَ لَهُ كَمَا قَالَ اللَّهُ {{ يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ }} ثُمَّ قَالَ : {{ قُلْ لَا تَعْتَذِرُوا }} أَيْ لَا عُذْرَ لَكُمْ . قَالَ الشَّاعِرُ : فَقُومَا فَقُولَا بِالَّذِي قَدْ عَلِمْتُمَا وَلَا تَخْمِشَا وَجْهًا وَلَا تَحْلِقَا الشَّعَرْ إِلَى الْحَوْلِ ثُمَّ اسْمُ السَّلَامِ عَلَيْكُمَا وَمَنْ يَبْكِ حَوْلًا كَامِلًا فَقَدِ اعْتَذَرْ يَقُولُ : قَدْ أَعْذَرَ , وَالْعُذْرُ جَمِيعُ عِذْرَةٍ وَعِذْرَى وَمَعْذِرَةٍ . وَمِنَ الْأَمْثَالِ : أَبَى الْحَقِينُ الْعِذْرَةَ , هَذَا رَجُلٌ ضَافَ قَوْمًا فَاعْتَذَرُوا إِلَيْهِ وَهُوَ يَرَى أَوْطَابَ اللَّبَنِ يَعْنِي حَقَنُوا اللَّبَنَ فِي الْأَوْطَابِ . وَقَالَ : عَذِيرُ الْحَيِّ مِنْ عَدْوَا نَ كَانُوا حَيَّةَ الْأَرْضِ . وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ : الْعَذِرَةُ : فِنَاءُ الدَّارِ , يُقَالُ : لَا تَطُورَنَّ بِعَذِرَتِي , وَالْجَمِيعُ الْعَذِرَاتُ . وَمِثْلُهُ عَقْوَتِي , وَجَنَابِي , وَنَاحِيَتِي , وَسُمِّيَتِ الْعَذِرَةَ ؛ لِأَنَّهَا كَانَتْ تُلْقَى بِالْأَفْنِيَةِ قَوْلُهُ : السُّلْتَ الَّذِي يُجْعَلُ بِعَذِرَةِ النَّاسِ هُوَ مَا أَثْفَلَهُ الْإِنْسَانُ , يُقَالُ : أَعْذَرَ الرَّجُلُ إِذَا بَدَا ذَاكَ مِنْهُ سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ يَقُولُ : الْعَذِيرُ : الْحَالُ وَأَنْشَدَنَا : جَارِيَ لَا تَسْتَنْكِرِي عَذِيرِي سَعْيِي وَإِشْفَاقِي عَلَى بَعِيرِي