سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ , يَقُولُ : قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ : " إِذَا اسْتَلْجَجَ أَحَدُكُمْ بِالْيَمِينِ فِي أَهْلِهِ , فَإِنَّهُ آثِمٌ , لَهُ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْكَفَّارَةِ الَّتِي أَمَرَهُ بِهَا "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ , عَنْ هَمَّامٍ , سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ , يَقُولُ : قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ : إِذَا اسْتَلْجَجَ أَحَدُكُمْ بِالْيَمِينِ فِي أَهْلِهِ , فَإِنَّهُ آثِمٌ , لَهُ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْكَفَّارَةِ الَّتِي أَمَرَهُ بِهَا أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ : اللَّجْلَاجُ الَّذِي يُرَدِّدُ الْكَلِمَةَ , فَلَا يُخْرِجُهَا مِنْ ثِقَلِ لِسَانِهِ قَالَ : فَلَمْ تُلْفِنِي فَهًّا وَلَمْ تُلْفَ حُجَّتِي مُلَجْلَجَةً أَبْغِي لَهَا مَنْ يُقِيمُهَا وَقَالَ آخَرُ : يُلَجْلِجُ مُضْغَةً فِيهَا أَنِيضٌ أَصَلَّتْ فَهِيَ تَحْتَ الْكَشْحِ دَاءُ قَوْلُهُ : وَاللُّجُّ عَلَى قَفَايَ : هُوَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ السَّيْفِ , يُسَمَّى الْمِخْذَمَ , وَالْعَاصِبَ , وَالْمُصَمِّمَ , وَالْمُنْصُلَ , وَالْهُذَامُ : الْقَاطِعُ , وَالْمَهْوُ : الرَّقِيقُ , وَالْمِخْضَلُ : الْقَطَّاعُ , وَالْمُطَبِّقُ : الَّذِي يُصِيبُ الْمَفَاصِلَ قَوْلُهُ : وَلَجَّ بِهِمُ الْمِرَاءُ : لَجَّ يَلِجُّ لَجَاجًا , وَهُوَ التَّمَادِي قَالَ الشَّمَّاخُ : أَلَا لَا تُذَكِّرْهُ عَلَى النَّأْيِ إِنَّهُ مَتَى مَا تُذَكِّرْهُ عَلَى النَّأْيِ يَلْجَجِ قَوْلُهُ : فَكَانُوا فِي لُجَّةِ الْبَحْرِ , لُجَّتُهُ : حَيْثُ لَا يُرَى طَرَفَاهُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : {{ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ }} أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ : بَحْرٌ لُجِّيٌّ مُضَافٌ إِلَى اللُّجَّةِ , وَهِيَ مُعْظَمُ الْبَحْرِ أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ : بَحْرُ لُجَّيٌّ , وَلُجِّيٌّ : بِكَسْرِ اللَّامِ وَضَمِّهَا . وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ : وَمُخْدِرُ الْأَبْصَارِ أَخْدَرِيُّ لُجٌّ كَأَنَّ ثِنْيَهُ مَثْنِيُّ وَصَفَ اللَّيْلَ فَقَالَ : مُخْدِرٌ , أَرَادَ لَيْلًا مُظْلِمًا , أَخْدَرِيٌّ : مِنَ الْخَدَرِ , يُقَالُ : عُقَابٌ خُدَارِيَّةٌ , أَيْ سَوْدَاءُ . وَلُّجٌّ , يَعْنِي : اللَّيْلَ كَأَنَّهُ لُجَّةٌ مِنْ ظُلْمَتِهِ , قَدْ ثُنِيَ : صَارَ لَهُ طَرِيقَتَانِ قَوْلُهُ : مَنْ تَلَجَّأَ مِنْهُمْ , يَقُولُ : صَارَ إِلَى غَيْرِهِمْ , لَجَأَ فُلَانٌ إِلَى فُلَانٍ , لَجْأً وَمَلْجَأً قَوْلُهُ : أَأَلِجُ ؟ وَالْوُلُوجُ : الدُّخُولُ , وَلَجَ يَلِجُ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ : الْوَلَجَةُ : مَوْضِعٌ مِنَ الرَّمَلِ , يَضِيقُ , ثُمَّ يَنْفَتِحُ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ : الْوَالِجَةُ : الدُّبَيْلَةُ , يُقَالُ : هُوَ مَوْلُوجٌ قَالَ الْأَحْمَرُ بْنُ شُجَاعٍ : كَأَنَّ هَادِيَهُ مِمَّا تَفَثَّجَهُ إِذَا تَكَلَّمَ فِي الْإِدْلَاجِ مَوْلُوجُ قَالَ أَبُو زَيْدٍ : أَلَجَّ الْقَوْمُ إِلْجَاجًا إِذَا ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمْ , وَالِاسْمُ اللُّجَّةُ وَسَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ قَالَ : اللُّجَّةُ : اخْتِلَاطُ الصَّوْتِ . وَأَنْشَدَنَا : تَدَافَعَ الشَّيْبُ وَلَمْ تَقَتَّلِ فِي لَجَّةٍ أَمْسِكْ فُلَانًا عَنْ فُلِ تَدَافَعَ الشَّيْبُ وَلَمْ تقتل : وَصَفَ إِبِلًا عِطَاشًا وَرَدَتْ حَوْضًا , يُشَبِّهُ ازْدِحَامَهَا عَلَى الْمَاءِ بِتَدَافُعِ شُيُوخٍ - وَهُمُ الشِّيبُ - وَلَمْ تُقْتَلْ - مِنَ الْقِتَالِ - , والْأَصْلُ تَقْتَتِلُ , يَقُولُ : وَلَمْ يَبْلُغُوا الْقِتَالَ , إِنَّمَا كَانَ تَدَافُعٌ , يَقُولُ : فَهَذِهِ الْإِبِلُ اسْتَقَلَّتْ بِشُرْبِ الْمَاءِ مِنْ عَطَشِهَا , فَسَمِعْتُ أَصْوَاتَ هَذِهِ الْإِبِلِ , كَأَصْوَاتِ شُيُوخٍ تَقُولُ : أَمْسِكْ فُلَانًا عَنْ فُلِ , وَجَعَلَهُمْ شُيُوخًا , لِأَنَّ الشَّبَابَ فِيهِمْ تُسْرِعُ . وَاللُّجَّةُ : اخْتِلَاطُ الصَّوْتِ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ : أَهْلُ الْحِجَازِ يَقُولُونَ : لَا تَوْجَلْ , وَتَمِيمٌ , وَقَيْسٌ : لَا تَيْجَلْ , إِذَا لَمْ يَسْتَيْقِنُوا الْخَبَرَ قَالَ اللَّهُ : {{ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ }} أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ : {{ وَجِلُونَ }} خَائِفُونَ {{ قَالُوا لَا تَوْجَلْ }} . وَيُقَالُ : لَا تَيْجَلْ , وَلَا تَاجَلْ بِغَيْرِ هَمْزٍ . وَلَا تَأْجَلْ : بِهَمْزٍ , يَجْتَلِبُونَ فِيهَا الْهَمْزَةَ . وَكَذَلِكَ مَا كَانَ مِنْ جِنْسِ وَجِلَ يَوْجَلُ , وَوَحِلَ يَوْحَلُ , وَوَسِخَ يَوْسَخُ أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكِسَائِيِّ : {{ وَجِلُونَ }} وَلَوْ قَالَ : وَاجِلُونَ عَلَى وَجْهِ الْفِعْلِ كَانَ صَوَابًا وَقَوْلُهُ : إِذَا اسْتَلْجَجَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّجَاجِ , وَهُوَ تَكْرِيرُ الْيَمِينِ , وَتَوْكِيدُهَا , وَالْإِقَامَةُ عَلَيْهَا , كَمَا قَالَ حُجَيَّةُ بْنُ مُضَرِّبٍ : لَجَجْنَا وَلَجَّتْ هَذِهِ فِي التَّجَنُّبِ بِشَدِّ اللِّثَامِ دُونَنَا وَالتَّنَقُّبِ وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ : فَقَدْ لَجَجْنَا فِي هَوَاكَ لَجَجَا وَأَنْشَدَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ لِرَجُلٍ مِنْ طَيِّئٍ : قَالَتْ : بِعَيْشِ أَخِي , وَنِعْمَةِ وَالِدِي لَأُنَبِّهَنَّ الْحَيَّ إِنْ لَمْ تَخْرُجِ فَخَرَجْتُ خِيفَةَ قَوْلِهَا فَتَبَسَّمَتْ فَعَلِمْتُ أَنَّ يَمِينَهَا لَمْ تَلْجَجِ فَلَثَمْتُ فَاهَا قَابِضًا بِقُرُونِهَا شُرْبَ الْحَمِيِّ بِبَرْدِ مَاءِ الْحَشْرَجِ يَقُولُ : فَإِذَا كَانَتْ يَمِينُهُ عَلَى لَجَاجٍ , وَتَأْكِيدٍ , وَغَيْرِ اسْتِثْنَاءٍ , فَعَلَيْهِ إِثْمٌ عَظِيمٌ , وَلَيْسَ تُغْنِي الْكَفَّارَةُ عَنْهُ , مِنَ الْإِثْمِ الَّذِي أَصَابَهُ وَإِنَّمَا الْكَفَّارَةُ عَلَى الَّذِي عَلَى غَيْرِ تَأْكِيدٍ وَلَا لَجَاجٍ , وَيَنْدَمُ فَيَفْعَلُ وَيُكَفِّرُ . وَكَذَلِكَ حَدِيثُ مَعْمَرٍ : هِيَ آثَمُ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْكَفَّارَةِ الَّتِي أَمَرَهُ بِهَا أَلَا تَرَى قَوْلَهُ : فَعَلِمْتُ أَنَّ يَمِينَهَا لَمْ تَلْجَجِ , يَقُولُ : لَمْ تَخْرُجْ عَلَى تَأْكِيدٍ , وَعَقْدٍ , وَلَجَاجٍ , وَإِنَّمَا حَلَفَتْ عَلَى جِهَةِ اللَّغْوِ وَالْمَزْحِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ : اللَّجُوجُ : الرِّيحُ تَكُونُ فِي كُلِّ زَمَانٍ . وَأَكْثَرُ مَا تَكُونُ إِذَا وَلَّى الْقَيْظُ , وَالرِّيحُ اللَّجُوجُ : الدَّائِمَةُ الْهُبُوبِ , وَالرِّيحُ الْجَيْلَانُ : الَّتِي تُجِيلُ الْحَصَى , وَتُدِيرُهُ , وَقَالَ : وَمَا الْعَفْوُ إِلَّا لِامْرِئٍ ذِي حفِيظَةٍ مَتَى تَعْفُ عَنْ ذَنْبِ امْرِئِ السُّوءِ يَلْجَجِ وَقَالَ الْفَرَّاءُ : وَقَعُوا فِي ايتِلَاجٍ أَيْ : اخْتِلَاطٍ قَالَ أَبُو زَيْدٍ : ارْتَثَأَ عَلَيْهِمْ أَمْرُهُمْ , أَيْ : اخْتَلَطَ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ : ارْتَجَنَ أَمْرُهُمْ . وَيُقَالُ : غَيَّقَ فِي رَأْيِهِ : إِذَا اخْتَلَطَ وَذَهَبَ فِي أَمْرِهِ وَرَوَى عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ قَالَ : الْمُسْتَجَالُ : الذَّاهِبُ الْعَقْلِ قَالَ أُمَيَّةُ بْنُ عَائِذٍ الْهُذَلِيُّ : فَصَاحَ بِتَعْشِيرِهِ وَانْتَحَى جَوَائِلَهَا وَهُوَ كَالْمُسْتَجَالِ وَصَفَ حِمَارًا مَعَهُ أُتُنٌ , فَصَاحَ بِتَعْشِيرِهِ : رَدَّدَهُ عَشْرًا , وَكَذَا يَفْعَلُ كَثِيرًا قَالَ : لَعَمْرِي , لَئِنْ عَشَّرْتُ مِنْ خِيفَةِ الرَّدَى نَهِيقَ الْحِمَارِ إِنَّنِي لَجَزُوعُ وَانْتَحَى : اعْتَمَدَ , جَوَائِلَهَا : مَا جَالَ مِنْهَا , فَلَمْ يَعْلَقْ , فَهُوَ كَالْمُسْتَجَالِ مِنَ الْهِيَاجِ وَالْغَيْرَةِ , كَالذَّاهِبِ الْعَقْلِ