أَنَّ عُمَرَ قَدِمَ مَكَّةَ , فَأُخْبِرَ أَنَّ لِمَوْلًى لِعَمْرٍو إِبِلًا جَلَّالَةً , فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الْحَرَمِ . فَقَالَ : " إِنَّا نَحْتَطِبُ عَلَيْهَا . فَقَالَ عُمَرُ : لَا تَحُجَّ عَلَيْهَا وَلَا تَعْتَمِرْ "
فِيمَا حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ , عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عُبَيْد الله بْنِ أَبَى يَزِيدَ , عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُمَرَ قَدِمَ مَكَّةَ , فَأُخْبِرَ أَنَّ لِمَوْلًى لِعَمْرٍو إِبِلًا جَلَّالَةً , فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الْحَرَمِ . فَقَالَ : إِنَّا نَحْتَطِبُ عَلَيْهَا . فَقَالَ عُمَرُ : لَا تَحُجَّ عَلَيْهَا وَلَا تَعْتَمِرْ فَكَأَنَّهُ رَخَّصَ فِي الْحَمْلِ عَلَيْهَا , وَكَرِهَ رُكُوبَهَا قَوْلُهُ : كَرِهْتُ لَكُمْ جَوَالَّ الْقَرْيَةِ , يَعْنِي : الَّتِي تَجُولُ فِي الْقَرْيَةِ , تَذْهَبُ وَتَجِيءُ لِأَكْلِ الْعَذِرَةِ وَقَوْلُهُ : جُلُّ مَالِي فِي الْحُمُرِ , يَقُولُ : أَكْثَرُهُ وَأَعْظَمُهُ وَأَخَذْتُ جُلَّ مَالِهِ , أَيْ : مُعْظَمَهُ , قَالَ الْحُطَيْئَةُ : وَإِنْ قَالَ مَوْلَاهُمْ عَلَى جُلِّ حَادِثٍ مِنَ الدَّهْرِ رُدُّوا فَضْلَ أَحْلَامِكُمْ رَدُّوا قَوْلُهُ : فَجَلَّلَهُ بُرْدًا , أَيْ : أَلْبَسَهُ إِيَّاهُ , وَجَعَلَهُ جِلَّالَةً قَالَ أَبُو زُبَيْدٍ : وَأَبْصَرُهُ رَكْبٌ يَرُوحُ عَشِيَّةً فَقَالُوا : أَبَعْلٌ مَائِلُ الْجُلِّ أَشْقَرُ قَوْلُهُ : أَخَذْتُ جُلَّةَ أَمْوَالِهِمْ الْجِلَّةُ : الْعِظَامُ مِنَ الْإِبِلِ , وَجِلُّ كُلِّ شَيْءٍ : عُظْمُهُ , يُقَالُ : مَا لَهُ دِقٌّ وَلَا جِلٌّ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ : جَلَّ الرَّجُلُ , يَجِلُّ , إِذَا ضَخُمَ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو عَنْ أَبِيهِ يُقَالُ : رَأَيْتُ أَرْضًا حَمَلَتْ دِقَّ الْمَالِ , وَجِلَّهُ : يَعْنِي الشَّاءَ وَالْإِبِلَ قَوْلُهُ : يَجْلِي امْرَأَتَهُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ : جَلَوْتُ الْعَرُوسَ , أَجْلُوهَا جِلَاءً , مَمْدُودٌ , وَجَلَاهَا زَوْجُهَا وَصِيفًا إِذَا : أَعْطَاهَا , وَيُقَالُ : مَا جِلْوَتُهَا ؟ قَالَ كَذَا أَخْبَرَنَا أَبُو سَلَمَةَ , عَنِ الْفَرَّاءِ يُقَالُ : جَلَوْتُ الْعَرُوسَ جِلْوَةً , وَجَلَوْتُ السَّيْفَ جِلَاءً قَالَ الْأَخْطَلُ : عَذْرَاءُ لَمْ يَجْتَلِ الْخُطَّابُ بَهْجَتَهَا حَتَّى اجْتَلَاهَا عِبَادِيٌّ بِدِينَارِ وَصَفَ خَمْرًا فَقَالَ : لَمْ يَجْتَلِ الْخُطَّابُ : الْمُشْتَرُونَ . بَهْجَتُهَا : حُسْنَهَا , حَتَّى اشْتَرَاهَا الْعِبَادِيُّ وَقَالَ : فَلَمَّا جَلَاهَا بِالْإِيَامِ تَحَيَّزَتْ ثُبَاتٍ عَلَيْهَا ذُلُّهَا وَاكْتِئَابُهَا وَصَفَ مُشْتَارَ عَسَلٍ , جَاءَ إِلَى كُوَّارَةِ نَحْلٍ , فَدَخَّنَ عَلَيْهَا لِيَخْرُجَ , فَيَأْخُذَ الْعَسَلَ قَالَ : فَلَمَّا جَلَاهَا : أَخْرَجَهَا بِالْإِيَامِ : الدُّخَانِ . تَحَيَّزَتْ : تَفَرَّقَتْ . ثُبَاتٍ : جَمْعُ ثُبَةٍ . وَهِيَ قِطْعَةٌ مِنَ الْقَوْمِ , مِنْ قَوْلِ اللَّهِ - تَعَالَى - : {{ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا }} . قَوْلُهُ : عَلَيْهَا ذُلُّهَا : ذَلَّتْ لَمَّا أَخْرَجَهَا الدُّخَانُ . وَاكْتَأَبَتْ : حَزِنَتْ , يَعْنِي : النَّحْلَ قَوْلُهُ : تَجْلُو الْبَصَرَ : أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ : جَلَوْتُ بَصَرِي بِالْكُحْلِ جَلْوًا , وَجَلَوْتُ السَّيْفَ جِلَاءً مَمْدُودٌ , وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : تَخْرُجُ الدَّابَّةُ مَعَهَا عَصَا مُوسَى , تَجْلُو بِهَا وَجْهَ الْمُؤْمِنِ قَالَ الْهُذَلِيُّ : وَأَكْحُلْكَ بِالصَّابِ أَوْ بِالْجَلَا فَفَقِّحْ لِذَلِكَ أَوْ غَمِّضِ قَوْلُهُ : فَقِّحْ : افْتَحْ عَيْنَكَ . وَيُقَالُ : جَلَّى اللَّهُ الصُّبْحَ . قَالَ : كَالصُّبْحِ جَلَّاهُ الْمُجَلِّي فَانْجَلَى وَقَوْلُهُ : مِنْ إِكْرَامِ جَلَالِ اللَّهِ يُقَالُ : جَلَّ فِي عَيْنِي , صَارَ جَلِيلًا , وَأَجْلَلْتُهُ : رَأَيْتُهُ جَلِيلًا وَقَوْلُهُ : فَصَلُّوا حَتَّى تَنْجَلِيَ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ : انْجَلَى الْقَمَرُ انْجِلَاءً . وَجَلَوْتَ عَنِّي هَمِّي جَلْوًا , إِذَا أَذْهَبْتَهُ وَأَجْلَيْتُ الْعِمَامَةَ عَنْ رَأْسِي : رَفَعْتُهَا مَعَ طَيِّهَا عَنْ جَبِينِي , وَانْجَلَى الظَّلَامُ : انْكَشَفَ قَالَ : بِأَطْيَبَ مِنْ فِيهَا إِذَا جِئْتَ طَارِقًا وَلَمْ يَتَبَيَّنْ سَاطِعُ الْأُفُقِ الْمُجْلِي وَقَالَ آخَرُ : أَلَا أَيُّهَا اللَّيْلُ الطَّوِيلُ أَلَا انْجَلِ بِصُبْحٍ , وَمَا الْإِصْبَاحُ مِنْكَ بِأَمْثَلِ وَقَوْلُهُ : امْرَأَةً قَدْ تَجَالَّتْ , أَيْ : أَسَنَّتْ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ مَشْيَخَةٌ جِلَّةٌ , أَيْ : مَسَانٌّ . الْوَاحِدُ : جَلِيلٌ , وَمِنْهُ : نَاقَةٌ قَدْ جَلَّتْ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ : الْجِلَّةُ : الْمَسَانُّ . وَأَنْشَدَنَا : قَدْ كُنْتُ رَاعِيَ أَبْكَارٍ مُنَعَّمَةٍ فَالْيَوْمَ أَصْبَحْتُ أَرْعَى جِلَّةً شُرُفَا قَوْلُهُ : فَلَمَّا جَالَتِ الْخَيْلُ , جَالُوا فِي الْحَرْبِ جَوْلَةً , وَفِي الطَّوَفَانِ جَوَلَانًا , وَجَوَّلْتُ فِي الْأَرْضِ تَجْوِيلًا