• 1041
  • قُلْتُ لِلْحَسَنِ : كُنَّ نِسَاءُ الْمُهَاجِرِينَ يَصْنَعْنَ مَا يُصْنَعُ الْيَوْمَ ؟ قَالَ : " لَا ، هَاهُنَا خَمْشُ وُجُوهٍ ، وَشَقُّ جُيُوبٍ ، وَنَتْفُ أَشْعَارٍ ، وَمَزَامِيرُ شَيْطَانٍ ، صَوْتَانِ قَبِيحَانِ فَاحِشَانِ : عِنْدَ هَذِهِ النِّعْمَةِ ، وَعِنْدَ هَذَا الْبَلَاءِ ، ذَكَرَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ : {{ وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ }} وَجَعَلْتُمْ فِي أَمْوَالِكُمْ حَقًّا مَعْلُومًا لِلْمُغَنِّيَةِ عِنْدَ هَذِهِ النِّعْمَةِ وَالنَّائِحَةِ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ , يَمُوتُ الْمَيِّتُ عَلَيْهِ الدَّيْنُ وَعِنْدَهُ الْأَمَانَةُ وَيُوصِي بِالْوَصِيَّةِ فَيَأْتِي الشَّيْطَانُ أَهْلَهُ فَيَقُولُ : وَاللَّهِ لَا تُنَفِّذُونَ لَهُ تَرِكَةً ، وَلَا تُؤَدُّونَ لَهُ أَمَانَةً ، وَلَا تَقْضُونَ دَيْنَهُ ، وَلَا تُمْضُونَ وَصِيَّتَهُ حَتَّى تَبْدَأُونَ بِحَقِّي ، فَتَشْتَرُونَ ثِيَابًا جُدُدًا ، ثُمَّ تُشَقُّ عَمْدًا ، وَتَجِيئُونَ بِهَا بَيْضَاءَ ثُمَّ تُصْبَغُ ، ثُمَّ تُخَلَّى لَهَا سُرَادِقُ فِي دَارِهِ ، فَتَأْتُونَ بِأَمَةٍ مُسْتَأْجَرَةٍ ، تَبْكِي بِعَيْنِ شَجْوِهَا ، وَتَبِيعُ عَبْرَتَهَا بِدَرَاهِمِهِمْ ، وَمَنْ دَعَاهَا بَكَتْ لَهُ بِأَجْرٍ ، تُغْنِي أَحْيَاءَهُمْ فِي دُورِهِمْ ، وَتُؤْذِي أَمْوَاتَهُمْ فِي قُبُورِهِمْ ، تَمْنَعُهُمْ أَجْرَهُمْ بِمَا يُعْطُونَهَا مِنْ أَجْرِهَا مِنَ الدُّنْيَا ، وَمَا عَسَى أَنْ تَقُولَ النَّائِحَةُ ؟ تَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنِّي آمُرُكُمْ بِمَا نَهَاكُمُ اللَّهُ عَنْهُ , أَلَا إِنَّ اللَّهَ أَمَرَكُمْ بِالصَّبِرِ وَأَنَا أَنْهَاكُمْ أَنْ تَصْبِرُوا , وَإِنَّ اللَّهَ نَهَاكُمْ عَنِ الْجَزَعِ وَأَنَا آمُرُكُمْ أَنْ تَجْزَعُوا ، فَيُقَالَ : اعْرِفُوا لَهَا حَقَّهَا ، فَيُبَرَّدُ لَهَا الشَّرَابُ ، وَتُكْسَى الثِّيَابَ ، وَتُحْمَلُ عَلَى الدَّوَابِّ , فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ , مَا كُنْتُ أَخْشَى أَنْ أُعَمَّرَ فِي أُمَّةٍ يَكُونُ هَذَا فِيهِمْ "

    حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي اللَّيْثِ ، ثنا الْحَجَّاجُ الْأَعْوَرُ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ قَالَ : قُلْتُ لِلْحَسَنِ : كُنَّ نِسَاءُ الْمُهَاجِرِينَ يَصْنَعْنَ مَا يُصْنَعُ الْيَوْمَ ؟ قَالَ : لَا ، هَاهُنَا خَمْشُ وُجُوهٍ ، وَشَقُّ جُيُوبٍ ، وَنَتْفُ أَشْعَارٍ ، وَمَزَامِيرُ شَيْطَانٍ ، صَوْتَانِ قَبِيحَانِ فَاحِشَانِ : عِنْدَ هَذِهِ النِّعْمَةِ ، وَعِنْدَ هَذَا الْبَلَاءِ ، ذَكَرَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ : {{ وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ }} وَجَعَلْتُمْ فِي أَمْوَالِكُمْ حَقًّا مَعْلُومًا لِلْمُغَنِّيَةِ عِنْدَ هَذِهِ النِّعْمَةِ وَالنَّائِحَةِ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ , يَمُوتُ الْمَيِّتُ عَلَيْهِ الدَّيْنُ وَعِنْدَهُ الْأَمَانَةُ وَيُوصِي بِالْوَصِيَّةِ فَيَأْتِي الشَّيْطَانُ أَهْلَهُ فَيَقُولُ : وَاللَّهِ لَا تُنَفِّذُونَ لَهُ تَرِكَةً ، وَلَا تُؤَدُّونَ لَهُ أَمَانَةً ، وَلَا تَقْضُونَ دَيْنَهُ ، وَلَا تُمْضُونَ وَصِيَّتَهُ حَتَّى تَبْدَأُونَ بِحَقِّي ، فَتَشْتَرُونَ ثِيَابًا جُدُدًا ، ثُمَّ تُشَقُّ عَمْدًا ، وَتَجِيئُونَ بِهَا بَيْضَاءَ ثُمَّ تُصْبَغُ ، ثُمَّ تُخَلَّى لَهَا سُرَادِقُ فِي دَارِهِ ، فَتَأْتُونَ بِأَمَةٍ مُسْتَأْجَرَةٍ ، تَبْكِي بِعَيْنِ شَجْوِهَا ، وَتَبِيعُ عَبْرَتَهَا بِدَرَاهِمِهِمْ ، وَمَنْ دَعَاهَا بَكَتْ لَهُ بِأَجْرٍ ، تُغْنِي أَحْيَاءَهُمْ فِي دُورِهِمْ ، وَتُؤْذِي أَمْوَاتَهُمْ فِي قُبُورِهِمْ ، تَمْنَعُهُمْ أَجْرَهُمْ بِمَا يُعْطُونَهَا مِنْ أَجْرِهَا مِنَ الدُّنْيَا ، وَمَا عَسَى أَنْ تَقُولَ النَّائِحَةُ ؟ تَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنِّي آمُرُكُمْ بِمَا نَهَاكُمُ اللَّهُ عَنْهُ , أَلَا إِنَّ اللَّهَ أَمَرَكُمْ بِالصَّبِرِ وَأَنَا أَنْهَاكُمْ أَنْ تَصْبِرُوا , وَإِنَّ اللَّهَ نَهَاكُمْ عَنِ الْجَزَعِ وَأَنَا آمُرُكُمْ أَنْ تَجْزَعُوا ، فَيُقَالَ : اعْرِفُوا لَهَا حَقَّهَا ، فَيُبَرَّدُ لَهَا الشَّرَابُ ، وَتُكْسَى الثِّيَابَ ، وَتُحْمَلُ عَلَى الدَّوَابِّ , فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ , مَا كُنْتُ أَخْشَى أَنْ أُعَمَّرَ فِي أُمَّةٍ يَكُونُ هَذَا فِيهِمْ قُلْتُ : وَيَأْتِي بَقِيَّتُهُ فِي الْأَدَبِ فِي بَابٍ فِي الْمُخَنَّثِينَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ ، ثنا أَبُو الْجُلَاسِ ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ شَمَّاخٍ ، وَكَانَ ابْنَ أَخِي سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ : مَاتَ ابْنٌ لِسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَدْ سَعَى قَالَ : فَسَمِعَ بُكَاءً فَقَالَ : مَا هَذَا الْبُكَاءُ ؟ قَالُوا عَلَى فُلَانٍ , فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ قُلْتُ : فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَيَأْتِي تَمَامُهُ فِي بَابِ مَا يَقُولُ إِذَا أُدْخِلَ الْمَيِّتُ الْقَبْرَ

    جيوب: الجيب : فتحة أعلى الثوب يدخل منه الرأس عند لبسه
    بأمة: الأمة : الجارية المملوكة
    عبرتها: العبرة : الدمعة
    النائحة: النائحة : الباكية على الميت بجزع وعويل لها أو لغيرها
    الجزع: الجزع : الخوف والفزع وعدم الصبر والحزن
    " لَا ، هَاهُنَا خَمْشُ وُجُوهٍ ، وَشَقُّ جُيُوبٍ ، وَنَتْفُ
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات