عَنِ الْحَسَنِ ، أَنَّ رَجُلًا ضَلَّ فَعَوَى لِتَنْبَحَهُ الْكِلَابُ ، كَانَتِ الْعَرَبُ تُضَيِّفُ أَحْسَنَ مَا يَكُونُ مِنَ الضِّيَافَةِ ، فَنَبَحَهُ كَلْبٌ ، فَقَصَدَ نَحْوَهُ ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْكَلْبِ ، فَخَرَجَ الْكَلْبُ يَسْعَى بَيْنَ يَدَيْهِ حَتَّى انْتَهَى بِهِ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي بِهِ مَوْلَاهُ ، فَإِذَا شَيْخٌ بِفِنَائِهِ ، يَنْتَظِرُ مَا يَجِيءُ بِهِ الْكَلْبُ ، فَلَمَّا رَآهُ رَحَّبَ بِهِ ، وَأَوْقَدَ نَارًا وَذَبَحَ لَهُ ، فَأَكَلَ ثُمَّ حَلَبَ لَهُ فَشَرِبَ ، فَلَمَّا شَبِعَ وَرَوِيَ وَدَّ فِي مَنَامٍ فَعَمَدَ إِلَى كِسَاءٍ لَهُ ، فَأَلْقَاهُ عَلَيْهِ ، وَقَعَدَ الشَّيْخُ يُوقِدُ ، فَخَرَجَتِ ابْنَةٌ لِلشَّيْخِ كَالشَّمْسِ فَرَفَعَ الضَّيْفُ رَأْسَهُ فَرَآهَا فَقَالَ الشَّيْخُ : نَمْ ، قَالَ : النَّوْمُ لَا يَأْخُذُنِي مَا دُمْتَ قَاعِدًا فَقَامَ الشَّيْخُ وَأَطْفَأَ النَّارَ ، فَلَمَّا غَطَّ ، قَامَ الضَّيْفُ إِلَى الْجَارِيَةِ فَأَخَذَ بِقَدَمِهَا ، قَالَتْ : يَا أَبَتِ ، قَالَ : لَبَّيْكِ ، فَقَامَ فَرَأَى الْكَلْبَ رَابِضًا وَالْبُهْمَ عَلَى حَالِهَا ، وَقَالَتِ : الْكَلْبُ ، وَرَجَعَ الضَّيْفُ إِلَى مَضْجَعِهِ ، فَدَخَلَ الشَّيْخُ وَقَالَ : نَامِي لَا بَأْسَ عَلَيْكِ ، فَنَامَتْ وَعَاوَدَ الشَّيْخُ النَّوْمَ ، فَقَالَ الضَّيْفُ : فَزِعَتْ ، وَلَوْ عَلِمَتْ لَمْ تَصِحْ ، فَعَادَ إِلَيْهَا فَأَخَذَ بِقَدَمِهَا ، فَقَالَتْ : يَا أَبَتِ ، قَالَ : لَبَّيْكِ ، قَالَتِ : الْبُهْمُ ، فَصَنَعَ مِثْلَ صُنْعِهِ الْأَوَّلِ ، وَصَنَعَ الضَّيْفُ مِثْلَ ذَلِكَ ، وَقَالَ الضَّيْفُ فِي نَفْسِهِ : فَزِعَتْ وَأَنَا وَاللَّهِ مِوَاقِعُهَا عَلَى مَا خُيِّلَتْ ، فَقَامَ إِلَيْهَا فَأَخَذَ بِقَدَمِهَا فَقَالَتْ : يَا أَبَتِ ، قَالَ : لَبَّيْكِ ، مَا شَأْنُكِ ؟ قَالَتِ : الضَّيْفُ ، فَقَعَدَ الشَّيْخُ ، وَرَجَعَ الضَّيْفُ إِلَى مَضْجَعِهِ ، فَنَكَّسَ الشَّيْخُ طَوِيلًا ، ثُمَّ قَالَ : يَا بُنَيَّةُ ، أَمَا تَحْمَدِينَ رَبَّكِ إِذَا بَاتَ ضَيْفُكِ شَبْعَانَ رَيَّانَ دَفْآنَ لَا هِمَّةَ لَهُ إِلَّا لِلْبَاهِ فَبَاتَ يَحْرُسُهَا حَتَّى أَصْبَحَ فَفَارَقَهُ وَلَمْ يَكُنْ مِنْهُ إِلَيْهِ شَيْءٌ "
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَعْيَنَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَرْوَزِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ ، عَنِ الْحَسَنِ ، أَنَّ رَجُلًا ضَلَّ فَعَوَى لِتَنْبَحَهُ الْكِلَابُ ، كَانَتِ الْعَرَبُ تُضَيِّفُ أَحْسَنَ مَا يَكُونُ مِنَ الضِّيَافَةِ ، فَنَبَحَهُ كَلْبٌ ، فَقَصَدَ نَحْوَهُ ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْكَلْبِ ، فَخَرَجَ الْكَلْبُ يَسْعَى بَيْنَ يَدَيْهِ حَتَّى انْتَهَى بِهِ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي بِهِ مَوْلَاهُ ، فَإِذَا شَيْخٌ بِفِنَائِهِ ، يَنْتَظِرُ مَا يَجِيءُ بِهِ الْكَلْبُ ، فَلَمَّا رَآهُ رَحَّبَ بِهِ ، وَأَوْقَدَ نَارًا وَذَبَحَ لَهُ ، فَأَكَلَ ثُمَّ حَلَبَ لَهُ فَشَرِبَ ، فَلَمَّا شَبِعَ وَرَوِيَ وَدَّ فِي مَنَامٍ فَعَمَدَ إِلَى كِسَاءٍ لَهُ ، فَأَلْقَاهُ عَلَيْهِ ، وَقَعَدَ الشَّيْخُ يُوقِدُ ، فَخَرَجَتِ ابْنَةٌ لِلشَّيْخِ كَالشَّمْسِ فَرَفَعَ الضَّيْفُ رَأْسَهُ فَرَآهَا فَقَالَ الشَّيْخُ : نَمْ ، قَالَ : النَّوْمُ لَا يَأْخُذُنِي مَا دُمْتَ قَاعِدًا فَقَامَ الشَّيْخُ وَأَطْفَأَ النَّارَ ، فَلَمَّا غَطَّ ، قَامَ الضَّيْفُ إِلَى الْجَارِيَةِ فَأَخَذَ بِقَدَمِهَا ، قَالَتْ : يَا أَبَتِ ، قَالَ : لَبَّيْكِ ، فَقَامَ فَرَأَى الْكَلْبَ رَابِضًا وَالْبُهْمَ عَلَى حَالِهَا ، وَقَالَتِ : الْكَلْبُ ، وَرَجَعَ الضَّيْفُ إِلَى مَضْجَعِهِ ، فَدَخَلَ الشَّيْخُ وَقَالَ : نَامِي لَا بَأْسَ عَلَيْكِ ، فَنَامَتْ وَعَاوَدَ الشَّيْخُ النَّوْمَ ، فَقَالَ الضَّيْفُ : فَزِعَتْ ، وَلَوْ عَلِمَتْ لَمْ تَصِحْ ، فَعَادَ إِلَيْهَا فَأَخَذَ بِقَدَمِهَا ، فَقَالَتْ : يَا أَبَتِ ، قَالَ : لَبَّيْكِ ، قَالَتِ : الْبُهْمُ ، فَصَنَعَ مِثْلَ صُنْعِهِ الْأَوَّلِ ، وَصَنَعَ الضَّيْفُ مِثْلَ ذَلِكَ ، وَقَالَ الضَّيْفُ فِي نَفْسِهِ : فَزِعَتْ وَأَنَا وَاللَّهِ مِوَاقِعُهَا عَلَى مَا خُيِّلَتْ ، فَقَامَ إِلَيْهَا فَأَخَذَ بِقَدَمِهَا فَقَالَتْ : يَا أَبَتِ ، قَالَ : لَبَّيْكِ ، مَا شَأْنُكِ ؟ قَالَتِ : الضَّيْفُ ، فَقَعَدَ الشَّيْخُ ، وَرَجَعَ الضَّيْفُ إِلَى مَضْجَعِهِ ، فَنَكَّسَ الشَّيْخُ طَوِيلًا ، ثُمَّ قَالَ : يَا بُنَيَّةُ ، أَمَا تَحْمَدِينَ رَبَّكِ إِذَا بَاتَ ضَيْفُكِ شَبْعَانَ رَيَّانَ دَفْآنَ لَا هِمَّةَ لَهُ إِلَّا لِلْبَاهِ فَبَاتَ يَحْرُسُهَا حَتَّى أَصْبَحَ فَفَارَقَهُ وَلَمْ يَكُنْ مِنْهُ إِلَيْهِ شَيْءٌ