قَدِمَ عَلَيَّ ابْنُ عَمٍّ لِي مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ ، فَقَالَ : إِنَّ ابْنَ أَخٍ لِي أَصَابَ دَمًا عَمْدًا ، فَطَلَبْتُ إِلَى أَهْلِ الدَّمِ أَنْ يَقْبَلُوا مِنِّي الْعَقْلَ فَفَعَلُوا ، فَأَسْلَمَتْنِي عَشِيرَتِي وَأَبَوْا أَنْ يَحْمِلُوا مَعِي ، وَقَالُوا : إِنَّمَا نَحْمِلُ الْخَطَأَ ، فَأَمَّا الْعَمْدُ فَلَا ، فَقَدِمْتُ أَلْتَمِسُ الْمَعُونَةَ مِنْ هَذَا الْحَيِّ مِنْ قُرَيْشٍ ، فَأَمَرْتُ لَهُ بِخَزِيرَةٍ فَصُنِعَتْ فَغَدَّيْنَاهُ مِنْهَا ، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ : انْطَلِقْ بِنَا إِلَى خَيْرِ الْقَوْمِ وَسَيِّدِهِمُ ابْنِ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا فَخَرَجْنَا نَلْتَمِسُهُ فِي بَيْتِهِ فَلَمْ نَجِدْهُ ، فَخَرَجْنَا فَلَقِينَاهُ بِالْبَلَاطِ ، فَقُلْتُ : عِنْدَكَ الرَّجُلُ ، فَاسْتَوْقَفْنَاهُ ، فَوَقَفَ وَاسْتَنَدَ إِلَى الْجِدَارِ ، فَقُلْتُ : يَا ابْنَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ ابْنَ أَخٍ لِي أَصَابَ دَمًا - فَقَصَّ قِصَّتَهُ - وَقَدِمْتُ أَسْتَعِينُ هَذَا الْحَيَّ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى دِيَتِهِ ، فَرَأَيْتُ أَنْ أَبْدَأَ بِكَ ، فَقَالَ : " وَاللَّهِ الَّذِي نَفْسُ حُسَيْنٍ بِيَدِهِ ، مَا أَصْبَحَ فِي بَيْتِي دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ ، وَمَا غَدَوْتُ إِلَى السُّوقِ إِلَّا لِأَلْتَمِسَ الْعِينَةَ فِي بَعْضِ نَفَقَاتِنَا وَمَا لَا بُدَّ مِنْهُ ، وَلَكِنِّي أَرَاكَ رَجُلًا جَلْدًا وَقَدْ حَانَ حَصَادُ مَالِي بِذِي الْمَرْوَةِ عَيْنِ يُحَنَّسَ ، فَاخْرُجْ إِلَيْهَا ، فَقُمْ عَلَيْهَا بِعُمَّالِهَا ، ثُمَّ احْصُدْ وَدُقَّ وَبِعْ ، فَإِنَّهَا مُوَدِّيَةٌ عَنْكَ ، وَلَا تَسْأَلْ أَحَدًا شَيْئًا " . فَقَالَ : أَفْعَلُ بِأَبِي وَأُمِّي ، وَكَتَبَ إِلَى قَيِّمِهِ : " انْظُرْ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ فَخَلِّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ حَصَادِ أَرْضِكَ ، فَإِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُهُ إِيَّاهُ " ، فَخَرَجَ فَحَصَدَهَا ، فَبَاعَ مِنْهَا بِعِشْرِينَ أَلْفِ دِرْهَمٍ ، فَأَدَّى اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا ، وَاسْتَفْضَلَ ثَمَانِيَةَ آلَافٍ
قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ ، نا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ، نا ابنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي وَالِدِي إِسْحَاقُ بْنُ يَسَارٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي شَيْخٌ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ ، قَالَ : قَدِمَ عَلَيَّ ابْنُ عَمٍّ لِي مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ ، فَقَالَ : إِنَّ ابْنَ أَخٍ لِي أَصَابَ دَمًا عَمْدًا ، فَطَلَبْتُ إِلَى أَهْلِ الدَّمِ أَنْ يَقْبَلُوا مِنِّي الْعَقْلَ فَفَعَلُوا ، فَأَسْلَمَتْنِي عَشِيرَتِي وَأَبَوْا أَنْ يَحْمِلُوا مَعِي ، وَقَالُوا : إِنَّمَا نَحْمِلُ الْخَطَأَ ، فَأَمَّا الْعَمْدُ فَلَا ، فَقَدِمْتُ أَلْتَمِسُ الْمَعُونَةَ مِنْ هَذَا الْحَيِّ مِنْ قُرَيْشٍ ، فَأَمَرْتُ لَهُ بِخَزِيرَةٍ فَصُنِعَتْ فَغَدَّيْنَاهُ مِنْهَا ، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ : انْطَلِقْ بِنَا إِلَى خَيْرِ الْقَوْمِ وَسَيِّدِهِمُ ابْنِ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا فَخَرَجْنَا نَلْتَمِسُهُ فِي بَيْتِهِ فَلَمْ نَجِدْهُ ، فَخَرَجْنَا فَلَقِينَاهُ بِالْبَلَاطِ ، فَقُلْتُ : عِنْدَكَ الرَّجُلُ ، فَاسْتَوْقَفْنَاهُ ، فَوَقَفَ وَاسْتَنَدَ إِلَى الْجِدَارِ ، فَقُلْتُ : يَا ابْنَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِنَّ ابْنَ أَخٍ لِي أَصَابَ دَمًا - فَقَصَّ قِصَّتَهُ - وَقَدِمْتُ أَسْتَعِينُ هَذَا الْحَيَّ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى دِيَتِهِ ، فَرَأَيْتُ أَنْ أَبْدَأَ بِكَ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ الَّذِي نَفْسُ حُسَيْنٍ بِيَدِهِ ، مَا أَصْبَحَ فِي بَيْتِي دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ ، وَمَا غَدَوْتُ إِلَى السُّوقِ إِلَّا لِأَلْتَمِسَ الْعِينَةَ فِي بَعْضِ نَفَقَاتِنَا وَمَا لَا بُدَّ مِنْهُ ، وَلَكِنِّي أَرَاكَ رَجُلًا جَلْدًا وَقَدْ حَانَ حَصَادُ مَالِي بِذِي الْمَرْوَةِ عَيْنِ يُحَنَّسَ ، فَاخْرُجْ إِلَيْهَا ، فَقُمْ عَلَيْهَا بِعُمَّالِهَا ، ثُمَّ احْصُدْ وَدُقَّ وَبِعْ ، فَإِنَّهَا مُوَدِّيَةٌ عَنْكَ ، وَلَا تَسْأَلْ أَحَدًا شَيْئًا . فَقَالَ : أَفْعَلُ بِأَبِي وَأُمِّي ، وَكَتَبَ إِلَى قَيِّمِهِ : انْظُرْ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ فَخَلِّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ حَصَادِ أَرْضِكَ ، فَإِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُهُ إِيَّاهُ ، فَخَرَجَ فَحَصَدَهَا ، فَبَاعَ مِنْهَا بِعِشْرِينَ أَلْفِ دِرْهَمٍ ، فَأَدَّى اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا ، وَاسْتَفْضَلَ ثَمَانِيَةَ آلَافٍ