عَنْ مَنِيعَةَ بِنْتِ زَرْبِيٍّ قَالَ : " كُنْتُ بِمَكَّةَ مَعَ مَوْلَايَ ، فَإِذَا امْرَأَةٌ عَلَيْهَا النَّاسُ مُجْتَمِعُونَ ، يَسْأَلُونَهَا ، وَامْرَأَةٌ تَسْأَلُهَا ، فَقَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ : مَا لِي أَرَى يَدَكِ شَلَّاءَ ؟ قَالَتْ : أَنَا أُخْبِرُكِ ، كَانَ لِي أَبَوَانِ ، أَمَّا أَبِي فَكَانَ رَجُلًا سَخِيًّا كَثِيرَ الْمَعْرُوفِ ، وَكَانَتْ أُمِّي شَحِيحَةً ، لَمْ أَرَهَا صَنَعْتَ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا قَطُّ ، إِلَّا أَنَّ أَبِي ذَبَحَ بَقَرَةً فَرَأَيْتُهَا تَصَدَّقَتْ مِنْهَا بِشَحْمَةٍ ، وَرَأَيْتُهَا تَصَدَّقَتْ يَوْمًا بِخِرْقَةٍ فَهَلَكَ أَبَوَايَ ، فَرَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ ، كَأَنَّ أَبِي عَلَى حَوْضٍ كَبِيرٍ كَثِيرِ الْآنِيَةِ ، يَسْقِي النَّاسَ الْمَاءَ ، فَالْتَفَتُّ وَرَائِي ، فَإِذَا أُمِّي مُسْتَلْقِيَةٌ عَلَى ظَهْرِهَا ، وَفِي فَمِهَا تِلْكَ الشَّحْمَةُ بِعَيْنِهَا أَعْرِفُهَا ، وَتِلْكَ الْخِرْقَةُ عَلَى فَرْجِهَا ، وَهِيَ تَقْطَعُ الشَّحْمَةَ بِأُصْبُعِهَا ، وَتَقُولُ وَاعَطَشِي فَقُلْتُ : هَذِهِ أُمِّي عَطْشَى ، وَهَذَا أَبِي يَسْقِي النَّاسَ الْمَاءَ ، فَلَوْ أَتَيْتُ أَنَا مِنْ هَذِهِ الْآنِيَةِ فَسَقَيْتُ أُمِّي ، فَاغْتَرَفْتُ بِإِنَاءٍ مِنْهَا ، فَأَتَيْتُهَا لِأَسْقِيَهَا ، فَسَمِعْتُ مُنَادِيًا مِنَ السَّمَاءِ : أَلَا مَنْ سَقَاهَا شَلَّتْ يَمِينُهُ فَأَصْبَحَتْ وَيَدِي كَمَا تَرَيْنَ "
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ سِنَانٍ ، عَنْ مَنِيعَةَ بِنْتِ زَرْبِيٍّ قَالَ : كُنْتُ بِمَكَّةَ مَعَ مَوْلَايَ ، فَإِذَا امْرَأَةٌ عَلَيْهَا النَّاسُ مُجْتَمِعُونَ ، يَسْأَلُونَهَا ، وَامْرَأَةٌ تَسْأَلُهَا ، فَقَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ : مَا لِي أَرَى يَدَكِ شَلَّاءَ ؟ قَالَتْ : أَنَا أُخْبِرُكِ ، كَانَ لِي أَبَوَانِ ، أَمَّا أَبِي فَكَانَ رَجُلًا سَخِيًّا كَثِيرَ الْمَعْرُوفِ ، وَكَانَتْ أُمِّي شَحِيحَةً ، لَمْ أَرَهَا صَنَعْتَ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا قَطُّ ، إِلَّا أَنَّ أَبِي ذَبَحَ بَقَرَةً فَرَأَيْتُهَا تَصَدَّقَتْ مِنْهَا بِشَحْمَةٍ ، وَرَأَيْتُهَا تَصَدَّقَتْ يَوْمًا بِخِرْقَةٍ فَهَلَكَ أَبَوَايَ ، فَرَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ ، كَأَنَّ أَبِي عَلَى حَوْضٍ كَبِيرٍ كَثِيرِ الْآنِيَةِ ، يَسْقِي النَّاسَ الْمَاءَ ، فَالْتَفَتُّ وَرَائِي ، فَإِذَا أُمِّي مُسْتَلْقِيَةٌ عَلَى ظَهْرِهَا ، وَفِي فَمِهَا تِلْكَ الشَّحْمَةُ بِعَيْنِهَا أَعْرِفُهَا ، وَتِلْكَ الْخِرْقَةُ عَلَى فَرْجِهَا ، وَهِيَ تَقْطَعُ الشَّحْمَةَ بِأُصْبُعِهَا ، وَتَقُولُ وَاعَطَشِي فَقُلْتُ : هَذِهِ أُمِّي عَطْشَى ، وَهَذَا أَبِي يَسْقِي النَّاسَ الْمَاءَ ، فَلَوْ أَتَيْتُ أَنَا مِنْ هَذِهِ الْآنِيَةِ فَسَقَيْتُ أُمِّي ، فَاغْتَرَفْتُ بِإِنَاءٍ مِنْهَا ، فَأَتَيْتُهَا لِأَسْقِيَهَا ، فَسَمِعْتُ مُنَادِيًا مِنَ السَّمَاءِ : أَلَا مَنْ سَقَاهَا شَلَّتْ يَمِينُهُ فَأَصْبَحَتْ وَيَدِي كَمَا تَرَيْنَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَدَّادِ ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ ، عَنْ وَاصِلٍ ، مَوْلَى ابْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ ، قَالَتْ : كُنْتُ عِنْدَ عَائِشَةَ ، فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ مُشْتَمِلَةٌ عَلَى شَيْءٍ ، فَجَعَلَ النِّسَاءُ يَطْعَنَّ بِهَا ، فَجَعَلَتْ لَا تُخْرِجُ يَدَهَا ، فَنَهْنَهَتْ عَائِشَةُ عَنْهَا قَالَتِ الْمَرْأَةُ : وَاللَّهِ مَا أَتَيْتُكِ إِلَّا فِي شَأْنِ يَدِي هَذِهِ ، إِنِّي رَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ ، فَذَكَرَتْ نَحْوَهُ