سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، يَقُولُ فِي كَلَامِهِ : " قَطَعَتْنَا غَفْلَةُ الْآمَالِ عَنْ مُبَادَرَةِ الْآجَالِ ، فَنَحْنُ فِي الدُّنْيَا حَيَارَى ، لَا نَنْتَبِهُ مِنْ رَقْدَةٍ إِلَّا أَعْقَبَتْنَا فِي أَثَرِهَا غَفْلَةٌ ، فَيَا إِخْوَتَاهْ نَشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ ، هَلْ تَعْلَمُونَ مُؤْمِنًا بِاللَّهِ أَغَرَّ ، وَلِنِقَمِهِ أَقَلَّ حَذَرًا ، مِنْ قَوْمٍ هَجَمَتْ بِهِمُ الْعِبَرُ عَلَى مَصَارِعِ النَّادِمِينَ ، فَطَاشَتْ عُقُولُهُمْ ، وَضَلَّتْ حُلُومُهُمْ عِنْدَمَا رَأَوْا مِنَ الْعِبَرِ وَالْأَمْثَالِ ، ثُمَّ رَجَعُوا عَنْ ذَلِكَ إِلَى غَيْرِ قَلْعَةٍ وَلَا نَقْلَةٍ ؟ فَبِاللَّهِ يَا إِخْوَاتَاهْ ، هَلْ رَأَيْتُمْ عَاقِلًا رَضِيَ مِنْ حَالِهِ لِنَفْسِهِ بِمِثْلِ هَذِهِ حَالًا ؟ وَاللَّهِ عِبَادَ اللَّهِ لَتَبْلُغُنَّ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ رِضَاهُ أَوْ لَتُنْكِرُنَّ مَا تَعْرِفُونَ مِنْ حُسْنِ بَلَائِهِ ، وَتَوَاتُرِ نَعْمَائِهِ . إِنْ تُحْسِنْ أَيُّهَا الْمَرْءُ يُحْسَنْ إِلَيْكَ ، وَإِنْ تُسِئْ فَعَلَى نَفْسِكَ بِالْعَتْبِ فَارْجِعْ ، فَقَدْ بَيَّنَ وَأَعْذَرَ وَأَنْذَرَ ، فَمَا لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ، {{ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا }} "
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، يَقُولُ فِي كَلَامِهِ : قَطَعَتْنَا غَفْلَةُ الْآمَالِ عَنْ مُبَادَرَةِ الْآجَالِ ، فَنَحْنُ فِي الدُّنْيَا حَيَارَى ، لَا نَنْتَبِهُ مِنْ رَقْدَةٍ إِلَّا أَعْقَبَتْنَا فِي أَثَرِهَا غَفْلَةٌ ، فَيَا إِخْوَتَاهْ نَشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ ، هَلْ تَعْلَمُونَ مُؤْمِنًا بِاللَّهِ أَغَرَّ ، وَلِنِقَمِهِ أَقَلَّ حَذَرًا ، مِنْ قَوْمٍ هَجَمَتْ بِهِمُ الْعِبَرُ عَلَى مَصَارِعِ النَّادِمِينَ ، فَطَاشَتْ عُقُولُهُمْ ، وَضَلَّتْ حُلُومُهُمْ عِنْدَمَا رَأَوْا مِنَ الْعِبَرِ وَالْأَمْثَالِ ، ثُمَّ رَجَعُوا عَنْ ذَلِكَ إِلَى غَيْرِ قَلْعَةٍ وَلَا نَقْلَةٍ ؟ فَبِاللَّهِ يَا إِخْوَاتَاهْ ، هَلْ رَأَيْتُمْ عَاقِلًا رَضِيَ مِنْ حَالِهِ لِنَفْسِهِ بِمِثْلِ هَذِهِ حَالًا ؟ وَاللَّهِ عِبَادَ اللَّهِ لَتَبْلُغُنَّ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ رِضَاهُ أَوْ لَتُنْكِرُنَّ مَا تَعْرِفُونَ مِنْ حُسْنِ بَلَائِهِ ، وَتَوَاتُرِ نَعْمَائِهِ . إِنْ تُحْسِنْ أَيُّهَا الْمَرْءُ يُحْسَنْ إِلَيْكَ ، وَإِنْ تُسِئْ فَعَلَى نَفْسِكَ بِالْعَتْبِ فَارْجِعْ ، فَقَدْ بَيَّنَ وَأَعْذَرَ وَأَنْذَرَ ، فَمَا لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ، {{ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا }}