" أَنَّهُمْ خَرَجُوا إِلَى مَكَّةَ فَنَزَلُوا مَنْزِلًا ، فَجَاءَهُمْ رَجُلٌ لَيْسَ مَعَهُ إِدَاوَةٌ وَلَا حِذَاءٌ ، فَقَالَ : أَتُرِيدُونَ أَنْ أُجِيئَكُمْ بِمَاءٍ ؟ فَأَعْطَوهُ إِدَاوَاتِهِمْ ، فَجَاءَهُمْ بِمَاءٍ ، فَنَاوَلَهُ بَعْضُهُمْ رَغِيفًا ، فَأَخَذَهُ ، فَقَامَ غَيْرَ بَعِيدٍ ، فَأَكَلَهُ ، ثُمَّ غَطَّى رَأْسَهُ ، فَنَامَ . فَزَوَّلَهُ صَاحِبُ الرَّغِيفِ وَكَانُوا قَدْ طَعِمُوا فَعَمَدَ إِلَى رَغِيفَيْنِ ، فَجَعَلَ بَيْنَهُمَا لَحْمًا ، ثُمَّ أَتَاهُ ، فَأَيْقَظَهُ ، فَقَالَ : قُمْ فَكُلْ . فَقَالَ : لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ . فَحَرَصَ بِهِ ، فَأَبَى فَقَالَ لَهُ الْمُعْطِي : لَمَّا اسْتَغْرَقَ أَهْلُ الْوَلَايَةِ الْوَلَايَةَ . قَالَ : يَقُولُ لَهُ الرَّجُلُ : لَعَلَّكَ تُرِيدُ أَنْ تَقُولَ : بِمَا اسْتَتَمَّ بِهِ . قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : بِقَطْعِهِمُ الْأَمَلَ . قَالَ : وَكَيْفَ قَدِرُوا عَلَى قَطْعِ الْأَمَلِ ؟ ، قَالَ : بِقِلَّةِ الِادِّخَارِ . قَالَ : وَكَيْفَ قَدِرُوا عَلَى قِلَّةِ الِادِّخَارِ ؟ قَالَ : بِأَخْذِهِمُ الشَّيْءَ عَلَى الْحَاجَةِ . قَالَ : فَيَكُونُ الْعَطَاءُ وَالْمَنْعُ عِنْدَكَ وَاحِدًا ؟ قَالَ : لَوْ زَادَ أَحَدُهُمْ عَلَى الْآخَرِ مِقْيَاسَ شُعَيْرَةٍ لَمْ يَكُنْ ثَمَّ رِضًا , ثُمَّ مَضَى نَحْوَ مَكَّةَ ، وَتَرَكَ الرَّغِيفَيْنِ . قَالَ : فَبَيْنَا أَنَا أَطُوفُ ، إِذَا هُوَ فِي الطَّوَافِ ، فَعَرَفَنِي ، فَقَالَ : صَاحِبُ الرَّغِيفَيْنِ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ . قَالَ : الْأَمْرُ وَاللَّهِ عَلَى مَا قُلْتَ . ثُمَّ غَابَ فِي الزِّحَامِ ، فَلَمْ أَرَهُ "
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْحَنَّاطُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَرْثَدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا أَنَّهُمْ خَرَجُوا إِلَى مَكَّةَ فَنَزَلُوا مَنْزِلًا ، فَجَاءَهُمْ رَجُلٌ لَيْسَ مَعَهُ إِدَاوَةٌ وَلَا حِذَاءٌ ، فَقَالَ : أَتُرِيدُونَ أَنْ أُجِيئَكُمْ بِمَاءٍ ؟ فَأَعْطَوهُ إِدَاوَاتِهِمْ ، فَجَاءَهُمْ بِمَاءٍ ، فَنَاوَلَهُ بَعْضُهُمْ رَغِيفًا ، فَأَخَذَهُ ، فَقَامَ غَيْرَ بَعِيدٍ ، فَأَكَلَهُ ، ثُمَّ غَطَّى رَأْسَهُ ، فَنَامَ . فَزَوَّلَهُ صَاحِبُ الرَّغِيفِ وَكَانُوا قَدْ طَعِمُوا فَعَمَدَ إِلَى رَغِيفَيْنِ ، فَجَعَلَ بَيْنَهُمَا لَحْمًا ، ثُمَّ أَتَاهُ ، فَأَيْقَظَهُ ، فَقَالَ : قُمْ فَكُلْ . فَقَالَ : لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ . فَحَرَصَ بِهِ ، فَأَبَى فَقَالَ لَهُ الْمُعْطِي : لَمَّا اسْتَغْرَقَ أَهْلُ الْوَلَايَةِ الْوَلَايَةَ . قَالَ : يَقُولُ لَهُ الرَّجُلُ : لَعَلَّكَ تُرِيدُ أَنْ تَقُولَ : بِمَا اسْتَتَمَّ بِهِ . قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : بِقَطْعِهِمُ الْأَمَلَ . قَالَ : وَكَيْفَ قَدِرُوا عَلَى قَطْعِ الْأَمَلِ ؟ ، قَالَ : بِقِلَّةِ الِادِّخَارِ . قَالَ : وَكَيْفَ قَدِرُوا عَلَى قِلَّةِ الِادِّخَارِ ؟ قَالَ : بِأَخْذِهِمُ الشَّيْءَ عَلَى الْحَاجَةِ . قَالَ : فَيَكُونُ الْعَطَاءُ وَالْمَنْعُ عِنْدَكَ وَاحِدًا ؟ قَالَ : لَوْ زَادَ أَحَدُهُمْ عَلَى الْآخَرِ مِقْيَاسَ شُعَيْرَةٍ لَمْ يَكُنْ ثَمَّ رِضًا , ثُمَّ مَضَى نَحْوَ مَكَّةَ ، وَتَرَكَ الرَّغِيفَيْنِ . قَالَ : فَبَيْنَا أَنَا أَطُوفُ ، إِذَا هُوَ فِي الطَّوَافِ ، فَعَرَفَنِي ، فَقَالَ : صَاحِبُ الرَّغِيفَيْنِ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ . قَالَ : الْأَمْرُ وَاللَّهِ عَلَى مَا قُلْتَ . ثُمَّ غَابَ فِي الزِّحَامِ ، فَلَمْ أَرَهُ