حَدَّثَنِي الْعُرْيَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ : " كَانَ أَبِي عُثْمَانِيًّا ، وَشَبَثُ بْنُ رِبْعِيٍّ عَلَوِيًّا ، وَكَانَا مُتَصَافَّيْنِ . فَلَمَّا مَرِضَ شَبَثٌ مَرَضَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ ، بَعَثَنِي أَبِي إِلَيْهِ ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَعِنْدَهُ ابْنَتَاهُ تَسْنِدَانِهِ ، فَقُلْتُ : أَبِي يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَيَقُولُ : كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ قَالَ : أَجِدُنِي فِي آخِرِ يَوْمِ الدُّنْيَا ، وَأَوَّلِ يَوْمٍ مِنَ الْآخِرَةِ ، فَأَقْرِئْ أَبَاكَ السَّلَامَ . ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى ابْنَتَيْهِ ، فَقَالَ مُتَمَثِّلًا بِقَوْلِ لَبِيدٍ : {
} تَمَنَّى ابْنَتَايَ أَنْ يَعِيشَ أَبُوهُمَا {
}وَهَلْ أَنَا إِلَّا مِنْ رَبِيعَةَ أَوْ مُضَرْ {
}{
} فَقُومَا فَقُولَا بِالَّذِي قَدْ عَلِمْتُمَا {
}وَلَا تَخْمُشَا وَجْهًا وَلَا تَحْلِقَا الشَّعَرْ {
}{
} وَقُولَا هُوَ الْمَرْءُ الَّذِي لَا صَدِيقَهُ {
}أَضَاعَ وَلَا خَانَ الْأَمِيرَ وَلَا غَدَرْ {
}قَالَ : ثُمَّ نَهَضْتُ ، فَمَا خَرَجْتُ مِنْ أَبْيَاتِ بَنِي يَرْبُوعٍ حَتَّى سَمِعْتُ الْوَاعِيَةَ عَلَيْهِ "
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ أَبِي يَحْيَى ، عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : حَدَّثَنِي الْعُرْيَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ : كَانَ أَبِي عُثْمَانِيًّا ، وَشَبَثُ بْنُ رِبْعِيٍّ عَلَوِيًّا ، وَكَانَا مُتَصَافَّيْنِ . فَلَمَّا مَرِضَ شَبَثٌ مَرَضَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ ، بَعَثَنِي أَبِي إِلَيْهِ ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَعِنْدَهُ ابْنَتَاهُ تَسْنِدَانِهِ ، فَقُلْتُ : أَبِي يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَيَقُولُ : كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ قَالَ : أَجِدُنِي فِي آخِرِ يَوْمِ الدُّنْيَا ، وَأَوَّلِ يَوْمٍ مِنَ الْآخِرَةِ ، فَأَقْرِئْ أَبَاكَ السَّلَامَ . ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى ابْنَتَيْهِ ، فَقَالَ مُتَمَثِّلًا بِقَوْلِ لَبِيدٍ : تَمَنَّى ابْنَتَايَ أَنْ يَعِيشَ أَبُوهُمَا وَهَلْ أَنَا إِلَّا مِنْ رَبِيعَةَ أَوْ مُضَرْ فَقُومَا فَقُولَا بِالَّذِي قَدْ عَلِمْتُمَا وَلَا تَخْمُشَا وَجْهًا وَلَا تَحْلِقَا الشَّعَرْ وَقُولَا هُوَ الْمَرْءُ الَّذِي لَا صَدِيقَهُ أَضَاعَ وَلَا خَانَ الْأَمِيرَ وَلَا غَدَرْ قَالَ : ثُمَّ نَهَضْتُ ، فَمَا خَرَجْتُ مِنْ أَبْيَاتِ بَنِي يَرْبُوعٍ حَتَّى سَمِعْتُ الْوَاعِيَةَ عَلَيْهِ