عَنْ أَبِيهَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ : " جَمَعَ زِيَادٌ أَهْلَ الْكُوفَةِ ، فَمَلَأَ مِنْهُمُ الْمَسْجِدَ وَالرَّحْبَةَ وَالْقَصْرَ لِيَعْرِضَهُمْ عَلَى الْبَرَاءَةِ مِنْ عَلِيٍّ . قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : فَإِنِّي لَمَعَ نَفَرٍ مِنَ الْأَنْصَارِ ، وَالنَّاسُ فِي أَمْرٍ عَظِيمٍ ، قَالَ : فَهَوَّمْتُ تَهْوِيمَةً ، فَرَأَيْتُ شَيْئًا أَقْبَلَ طَوِيلَ الْعُنُقِ ، مِثْلَ عُنُقِ الْبَعِيرِ ، أَهْدَبَ أَهْزَلَ ، فَقُلْتُ : مَا أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا النُّقَادُ ذُو الرَّقَبَةِ ، بُعِثْتُ إِلَى صَاحِبِ الْقَصْرِ . فَاسْتَيْقَظْتُ فَزِعًا فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي : هَلْ رَأَيْتُمْ مَا رَأَيْتُ ؟ قَالُوا : لَا . فَأَخْبَرْتُهُمْ . قَالَ : وَيَخْرُجُ عَلَيْنَا خَارِجٌ مِنَ الْقَصْرِ فَقَالَ : إِنَّ الْأَمِيرَ يَقُولُ لَكُمُ : انْصَرِفُوا فَإِنِّي عَنْكُمْ مَشْغُولٌ . وَإِذَا الْفَالِجُ قَدْ ضَرَبَهُ فَأَنْشَأَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ السَّائِبِ يَقُولُ : {
} مَا كَانَ مُنْتَهِيًا عَمَّا أَرَادَ بِنَا {
}حَتَّى تَنَاوَلَهُ النُّقَادُ ذُو الرَّقَبَةْ {
}{
} فَأَثْبَتَ الشِّقُّ مِنْهُ ضَرْبَةً ثَبَتَتْ {
}كَمَا تَنَاوَلَ ظُلْمًا صَاحِبُ الرَّحَبَةْ {
}"
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو الْمُقَوِّمِ الْأَنْصَارِيُّ يَحْيَى بْنُ ثَعْلَبَةَ ، عَنْ أُمِّهِ عَائِشَةَ ، عَنْ أَبِيهَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ : جَمَعَ زِيَادٌ أَهْلَ الْكُوفَةِ ، فَمَلَأَ مِنْهُمُ الْمَسْجِدَ وَالرَّحْبَةَ وَالْقَصْرَ لِيَعْرِضَهُمْ عَلَى الْبَرَاءَةِ مِنْ عَلِيٍّ . قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : فَإِنِّي لَمَعَ نَفَرٍ مِنَ الْأَنْصَارِ ، وَالنَّاسُ فِي أَمْرٍ عَظِيمٍ ، قَالَ : فَهَوَّمْتُ تَهْوِيمَةً ، فَرَأَيْتُ شَيْئًا أَقْبَلَ طَوِيلَ الْعُنُقِ ، مِثْلَ عُنُقِ الْبَعِيرِ ، أَهْدَبَ أَهْزَلَ ، فَقُلْتُ : مَا أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا النُّقَادُ ذُو الرَّقَبَةِ ، بُعِثْتُ إِلَى صَاحِبِ الْقَصْرِ . فَاسْتَيْقَظْتُ فَزِعًا فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي : هَلْ رَأَيْتُمْ مَا رَأَيْتُ ؟ قَالُوا : لَا . فَأَخْبَرْتُهُمْ . قَالَ : وَيَخْرُجُ عَلَيْنَا خَارِجٌ مِنَ الْقَصْرِ فَقَالَ : إِنَّ الْأَمِيرَ يَقُولُ لَكُمُ : انْصَرِفُوا فَإِنِّي عَنْكُمْ مَشْغُولٌ . وَإِذَا الْفَالِجُ قَدْ ضَرَبَهُ فَأَنْشَأَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ السَّائِبِ يَقُولُ : مَا كَانَ مُنْتَهِيًا عَمَّا أَرَادَ بِنَا حَتَّى تَنَاوَلَهُ النُّقَادُ ذُو الرَّقَبَةْ فَأَثْبَتَ الشِّقُّ مِنْهُ ضَرْبَةً ثَبَتَتْ كَمَا تَنَاوَلَ ظُلْمًا صَاحِبُ الرَّحَبَةْ