عَنْ سَالِمٍ كَاتَبِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ : " خَرَجَ عَلَيْنَا هِشَامٌ يَوْمًا ، فَأَدْنَى عُنُقَهُ ، مُرْخِيًا عَنَانَ دَابَّتِهِ ، مُسْتَرْخِيَةٌ ثِيَابُهُ عَلَيْهِ . فَسَارَ قَلِيلًا ، ثُمَّ كأنه انْتَبَهَ ، فَجَذَبَ عَنَانَ بَرْذُونِهِ ، وَسَوَّى عَلَيْهِ ثِيَابَهُ ، ثُمَّ قَالَ لِلرَّبِيعِ - وَكَانَ عَلَى حَرَسِهِ - : ادْعُ الْأَبْرَشَ بْنَ الْوَلِيدِ الْكَلْبِيَّ ، قَالَ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ - مَوْلَى هِشَامٍ - : فَاكْتَنَفَاهُ ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ الْأَبْرَشُ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، لَقَدْ رَأَيْتُ الْيَوْمَ مِنْكَ شَيْئًا قَالَ : وَمَا هُوَ ؟ فَأَخْبَرَهُ بِحَالِهِ الَّتِي خَرَجَ عَلَيْهِمْ فِيهَا قَالَ : وَيْحَكَ يَا أَبْرَشُ كَأَنْ لَا يَكُونُ ذَاكَ ؟ وَزَعَمَ أَهْلُ الْعِلْمِ وَالنُّجُومِ أَنِّي أَمُوتُ إِلَى ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ يَوْمًا ، فَلَمَّا سَمِعْتُ ذَاكَ جَذَبْتُ عَنَانَ بَغْلَتِي ، وَدَعَوْتُ بَعْضَ كُتَّابِي ، فَأَتَانِي بِدَوَاةٍ وَقِرْطَاسٍ ، فَكَتَبْتُ : ذَكَرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهُ يُسَافِرُ إِلَى ثَلَاثَةٍ وَثَلَاثِينَ يَوْمًا مِنْ يَوْمِي هَذَا . وَأَدْرَجَتُ الْكِتَابَ وَخَتَمْتُهُ . فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي صَبِيحَتُهَا ثَلَاثَةٌ وَثَلَاثُونَ ، أَتَانِي خَادِمٌ فَقَالَ : أَدْرِكْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَائْتِ بِالدَّوَاءِ مَعَكَ . وَكَانَ دَوَاءُ الذُّبْحَةِ يَكُونُ مَعَهُ . فَذَهَبْتُ بِالدَّوَاءِ إِلَيْهِ ، فَجَعَلَ يَتَغَرْغَرُ بِهِ وَمَا يَسْكُنُ عَنْهُ مَا يَجِدُ ، حَتَّى مَضَى مِنَ اللَّيْلِ شَيْءٌ ، ثُمَّ قَالَ : يَا سَالِمُ ، انْصَرِفْ وَدَعِ الدَّوَاءَ عِنْدِي ، فَكَأَنِّي وَجَدْتُ بَعْضَ الرَّاحَةِ . فَانْصَرَفْتُ إِلَى مَنْزِلِي ، فَلَمْ أَنَمْ حَتَّى سَمِعْتُ الصُّرَاخَ عَلَيْهِ "
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي مُعَاذٍ النُّمَيْرِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ كُلَيْبٍ ، عَنْ سَالِمٍ كَاتَبِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا هِشَامٌ يَوْمًا ، فَأَدْنَى عُنُقَهُ ، مُرْخِيًا عَنَانَ دَابَّتِهِ ، مُسْتَرْخِيَةٌ ثِيَابُهُ عَلَيْهِ . فَسَارَ قَلِيلًا ، ثُمَّ كأنه انْتَبَهَ ، فَجَذَبَ عَنَانَ بَرْذُونِهِ ، وَسَوَّى عَلَيْهِ ثِيَابَهُ ، ثُمَّ قَالَ لِلرَّبِيعِ - وَكَانَ عَلَى حَرَسِهِ - : ادْعُ الْأَبْرَشَ بْنَ الْوَلِيدِ الْكَلْبِيَّ ، قَالَ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ - مَوْلَى هِشَامٍ - : فَاكْتَنَفَاهُ ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ الْأَبْرَشُ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، لَقَدْ رَأَيْتُ الْيَوْمَ مِنْكَ شَيْئًا قَالَ : وَمَا هُوَ ؟ فَأَخْبَرَهُ بِحَالِهِ الَّتِي خَرَجَ عَلَيْهِمْ فِيهَا قَالَ : وَيْحَكَ يَا أَبْرَشُ كَأَنْ لَا يَكُونُ ذَاكَ ؟ وَزَعَمَ أَهْلُ الْعِلْمِ وَالنُّجُومِ أَنِّي أَمُوتُ إِلَى ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ يَوْمًا ، فَلَمَّا سَمِعْتُ ذَاكَ جَذَبْتُ عَنَانَ بَغْلَتِي ، وَدَعَوْتُ بَعْضَ كُتَّابِي ، فَأَتَانِي بِدَوَاةٍ وَقِرْطَاسٍ ، فَكَتَبْتُ : ذَكَرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهُ يُسَافِرُ إِلَى ثَلَاثَةٍ وَثَلَاثِينَ يَوْمًا مِنْ يَوْمِي هَذَا . وَأَدْرَجَتُ الْكِتَابَ وَخَتَمْتُهُ . فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي صَبِيحَتُهَا ثَلَاثَةٌ وَثَلَاثُونَ ، أَتَانِي خَادِمٌ فَقَالَ : أَدْرِكْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَائْتِ بِالدَّوَاءِ مَعَكَ . وَكَانَ دَوَاءُ الذُّبْحَةِ يَكُونُ مَعَهُ . فَذَهَبْتُ بِالدَّوَاءِ إِلَيْهِ ، فَجَعَلَ يَتَغَرْغَرُ بِهِ وَمَا يَسْكُنُ عَنْهُ مَا يَجِدُ ، حَتَّى مَضَى مِنَ اللَّيْلِ شَيْءٌ ، ثُمَّ قَالَ : يَا سَالِمُ ، انْصَرِفْ وَدَعِ الدَّوَاءَ عِنْدِي ، فَكَأَنِّي وَجَدْتُ بَعْضَ الرَّاحَةِ . فَانْصَرَفْتُ إِلَى مَنْزِلِي ، فَلَمْ أَنَمْ حَتَّى سَمِعْتُ الصُّرَاخَ عَلَيْهِ