خَرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَسْجُوحٌ وَحُطَيْطٌ الزَّيَّاتُ إِلَى مَكَّةَ ، فَلَمَّا انْتَهَيَا إِلَى ذَاتِ عِرْقٍ قَالَ سَعِيدُ بْنُ مَسْجُوحٍ لِحُطَيْطٍ : يَا حُطَيْطُ ، إِنِّي أَظُنُّ هَؤُلَاءِ قَدْ وَضَعُوا لَنَا الْمَرَاصِدَ ، فَهَلْ لَكَ أَنْ نَمِيلَ إِلَى الْبَصْرَةِ ؟ فَقَالَ لَهُ حُطَيْطٌ : " أَمَّا أَنَا فَأَمْضَى " ، فَمَضَى سَعِيدٌ إِلَى الْبَصْرَةِ ، وَرَجَعَ حُطَيْطٌ فَأَخَذَتْهُ الْمَرَاصِدُ . فَقَالَ : هِيهِ ؟ قَالَ : " عَاهَدْتُ رَبِّي عَلَى ثَلَاثٍ عِنْدَ الْكَعْبَةِ : لَئِنْ سُئِلْتُ لَأَصْدُقَنَّ ، وَلَئِنِ ابْتُلِيتُ لَأَصْبِرَنَّ ، وَلَئِنْ عُوفِيتُ لَأَشْكُرَنَّ " . قَالَ : حَدِّثْنِي عَنِّي . قَالَ : " أُحَدِّثُكَ أَنَّكَ مِنْ أَعْدَاءِ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ ، تُجَهِّزُ الْبُعُوثَ وَتُقْتَلُ النُّفُوسَ عَلَى الظِّنَّةِ ، فَذَكَرَ مَسَاوِئَهُ " . قَالَ : حَدِّثْنِي عَنِ الْخَلِيفَةِ . قَالَ : " أُحَدِّثُكَ أَنَّهُ أَعْظَمُ جُرْمًا مِنْكَ ، وَإِنَّمَا أَنْتَ شَرَرَةٌ مِنْهُ " . ثُمَّ ذَكَرَ مِنْ مَسَاوِئَهُ مَا شَاءَ أَنْ يَذْكُرَ . قَالَ : قَطِّعُوا عَلَيْهِ الْعَذَابَ ، فَقَطَّعُوا عَلَيْهِ الْعَذَابَ ، حَتَّى كَانَ فِي آخِرِ ذَلِكَ قَالَ : شَقِّقُوا لَهُ الْقَصَبَ فَجَعَلُوا يُلْزِمُونَهَا ظَهْرَهُ ، ثُمَّ يَمْتَرِخُونَ لَحْمَهُ ، حَتَّى تَرَكُوهُ بِآخِرِ رَمَقٍ ، فَقَالُوا لِلْحَجَّاجِ : إِنَّ هَذَا بِآخِرِ رَمَقٍ . قَالَ : اطْرَحُوهُ ، فَطَرَحُوهُ فِي الرَّحَبَةِ . قَالَ جَعْفَرٌ : فَانْتَهَتُ إِلَيْهِ ، فَإِذَا نَاسٌ - أَظُنُّهُمْ - كَانُوا إِخْوَانًا لَهُ أَوْ مَعْرِفَةً . فَقَالَ لَهُ بَعْضُهُمْ : يَا حُطَيْطُ أَلَكَ حَاجَةٌ ، أَوَ تَشْتَهِي شَيْئًا ؟ قَالَ : " شَرْبَةً " ، فَأُتِيَ بِشَرْبَةٍ ، لَا أَدْرِي أَسَوِيقَ حَبِّ الرُّمَّانِ كَانَتْ أَمْ مَاءً ؟ فَشَرِبَهَا ، ثُمَّ طُفِئَ
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ ، عَنْ جَعْفَرٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْمُغِيرَةِ قَالَ : خَرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَسْجُوحٌ وَحُطَيْطٌ الزَّيَّاتُ إِلَى مَكَّةَ ، فَلَمَّا انْتَهَيَا إِلَى ذَاتِ عِرْقٍ قَالَ سَعِيدُ بْنُ مَسْجُوحٍ لِحُطَيْطٍ : يَا حُطَيْطُ ، إِنِّي أَظُنُّ هَؤُلَاءِ قَدْ وَضَعُوا لَنَا الْمَرَاصِدَ ، فَهَلْ لَكَ أَنْ نَمِيلَ إِلَى الْبَصْرَةِ ؟ فَقَالَ لَهُ حُطَيْطٌ : أَمَّا أَنَا فَأَمْضَى ، فَمَضَى سَعِيدٌ إِلَى الْبَصْرَةِ ، وَرَجَعَ حُطَيْطٌ فَأَخَذَتْهُ الْمَرَاصِدُ . فَقَالَ : هِيهِ ؟ قَالَ : عَاهَدْتُ رَبِّي عَلَى ثَلَاثٍ عِنْدَ الْكَعْبَةِ : لَئِنْ سُئِلْتُ لَأَصْدُقَنَّ ، وَلَئِنِ ابْتُلِيتُ لَأَصْبِرَنَّ ، وَلَئِنْ عُوفِيتُ لَأَشْكُرَنَّ . قَالَ : حَدِّثْنِي عَنِّي . قَالَ : أُحَدِّثُكَ أَنَّكَ مِنْ أَعْدَاءِ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ ، تُجَهِّزُ الْبُعُوثَ وَتُقْتَلُ النُّفُوسَ عَلَى الظِّنَّةِ ، فَذَكَرَ مَسَاوِئَهُ . قَالَ : حَدِّثْنِي عَنِ الْخَلِيفَةِ . قَالَ : أُحَدِّثُكَ أَنَّهُ أَعْظَمُ جُرْمًا مِنْكَ ، وَإِنَّمَا أَنْتَ شَرَرَةٌ مِنْهُ . ثُمَّ ذَكَرَ مِنْ مَسَاوِئَهُ مَا شَاءَ أَنْ يَذْكُرَ . قَالَ : قَطِّعُوا عَلَيْهِ الْعَذَابَ ، فَقَطَّعُوا عَلَيْهِ الْعَذَابَ ، حَتَّى كَانَ فِي آخِرِ ذَلِكَ قَالَ : شَقِّقُوا لَهُ الْقَصَبَ فَجَعَلُوا يُلْزِمُونَهَا ظَهْرَهُ ، ثُمَّ يَمْتَرِخُونَ لَحْمَهُ ، حَتَّى تَرَكُوهُ بِآخِرِ رَمَقٍ ، فَقَالُوا لِلْحَجَّاجِ : إِنَّ هَذَا بِآخِرِ رَمَقٍ . قَالَ : اطْرَحُوهُ ، فَطَرَحُوهُ فِي الرَّحَبَةِ . قَالَ جَعْفَرٌ : فَانْتَهَتُ إِلَيْهِ ، فَإِذَا نَاسٌ - أَظُنُّهُمْ - كَانُوا إِخْوَانًا لَهُ أَوْ مَعْرِفَةً . فَقَالَ لَهُ بَعْضُهُمْ : يَا حُطَيْطُ أَلَكَ حَاجَةٌ ، أَوَ تَشْتَهِي شَيْئًا ؟ قَالَ : شَرْبَةً ، فَأُتِيَ بِشَرْبَةٍ ، لَا أَدْرِي أَسَوِيقَ حَبِّ الرُّمَّانِ كَانَتْ أَمْ مَاءً ؟ فَشَرِبَهَا ، ثُمَّ طُفِئَ