• 3014
  • عَنْ عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ : لَمَّا أُتِيَ الْحَجَّاجُ بِحُطَيْطٍ الزَّيَّاتِ قَالَ لَهُ : أَحَرُورِيُّ أَنْتَ ؟ قَالَ : " مَا أَنَا بِحَرُورِيٍّ ، وَلَكِنِّي عَاهَدْتُ اللَّهَ أَنْ أُجَاهِدَكَ بِيَدِي وَبِلِسَانِي وَبِقَلْبِي ، فَأَمَّا يَدِي فَقَدْ فُتَّهَا ، وَأَمَّا لِسَانِي فَهَذَا تَسْمَعُ مَا تَقُولُ ، وَأَمَّا قَلْبِي فَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِيهِ " . قَالَ : فَوَثَبَ حَوْشَبٌ - صَاحِبُ شُرَطِهِ - فَسَارَّهُ بِشَيْءٍ . قَالَ : يَقُولُ لَهُ حُطَيْطٌ : " لَا تَسْمَعْ مِنْهُ ، فَإِنَّهُ غَاشٌّ لَكَ " . قَالَ : فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ : مَا تَقُولُ فِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَحِمَهُمَا اللَّهُ ؟ فَقَالَ : " أَقُولُ فِيهِمَا خَيْرًا " . قَالَ : مَا تَقُولُ فِي عُثْمَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ ؟ قَالَ : " مَا وُلِدْتُ إِذْ ذَاكَ " . فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ : يَا ابْنَ اللَّخْنَاءِ ، وُلِدْتَ فِي زَمَنِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَلَمْ تُولَدْ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ ؟ فَقَالَ لَهُ حُطَيْطٌ : " يَا ابْنَ اللَّخْنَاءِ لَا تَعْجَلْ ، إِنِّي وَجَدْتُ النَّاسَ اجْتَمَعُوا عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقُلْتُ بِقَوْلِهِمْ ، وَاخْتَلَفُوا فِي عُثْمَانَ فَوَسِعَنِي السُّكُوتُ " . فَوَثَبَ مَعَدٌّ - صَاحِبُ عَذَابِ الْحَجَّاجِ - فَقَالَ : إِنْ رَأَى الْأَمِيرُ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَيَّ ، فَوَاللَّهِ لَأُسْمِعَنَّكَ صِيَاحَهُ . قَالَ : خُذْهُ إِلَيْكَ . قَالَ : فَحَمَلَهُ ، فَمَكَثَ يُعَذِّبُهُ لَيْلَتَهُ جَمْعَاءَ وَلَا يُكَلِّمُهُ حُطَيْطٌ ، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ الصُّبْحِ دَعَا بِدَهْقٍ ، وَاعْتَمَدَ عَلَى سَاقِهِ فَكَسَرَهَا وَاكْتَبَى عَلَيْهَا . قَالَ : فَقَالَ لَهُ حُطَيْطٌ : " يَا أَفْسَدَ النَّاسِ وَأَلْأَمَهُمْ ، تَكْتَبِي عَلَى سَاقِي بَعْدَ أَنْ كَسَرْتَهَا ؟ وَاللَّهِ لَا كَلَّمْتُكَ " ، فَلَمَّا أَصْبَحَ دَخَلَ عَلَى الْحَجَّاجِ . فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ : مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ ؟ قَالَ : إِنْ رَأَى الْأَمِيرُ أَنْ يَأْخُذَهُ ، فَقَدْ أَفْسَدَ عَلَيَّ أَهْلَ سِجْنِي ، يَسْتَحْيُونَ أَنْ لَا يَصْبِرُوا . قَالَ : عَلَيَّ بِهِ فَأُتِيَ بِهِ ، فَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ . قَالَ : وَإِلَى جَنْبِ الْحَجَّاجِ شَيْخٌ مِنْ مَشْيَخَةِ أَهْلِ الشَّامِ قَالَ : فَقَالَ حُطَيْطٌ لِلْحَجَّاجِ : " كَيْفَ رَأَيْتَ ؟ " قَالَ إِسْحَاقُ : يَعْنِي قَوْلَ مَعَدٍّ لَهُ : وَاللَّهِ لَأُسْمِعَنَّكَ صِيَاحَهُ قَالَ : فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ : أَتَقْرَأُ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْئًا ؟ قَالَ : " نَعَمْ " . قَالَ : فَاقْرَأْ . قَالَ بِهِ حُطَيْطٌ : " لَا ، بَلِ اقْرَأْ أَنْتَ " . قَالَ : فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ : اقْرَأْ . قَالَ حُطَيْطٌ : " لَا ، بَلِ اقْرَأْ أَنْتَ " . كُلُّ ذَلِكَ يَرُدُّ عَلَيْهِ . قَالَ : فَقَرَأَ الْحَجَّاجُ : {{ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا }} حَتَّى بَلَغَ إِلَى قَوْلِهِ : {{ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا }} قَالَ : فَقَالَ لَهُ حُطَيْطٌ : " قِفْ " . قَالَ : فَوَقَفَ الْحَجَّاجُ ، فَقَالَ لَهُ حُطَيْطٌ : " هُوَ ذَا أَنْتَ تُعَذِّبُهُمْ " . قَالَ : فَقَالَ : عَلَيَّ بِالْعَذَابِ . قَالَ : فَأُتِيَ بِمُسَالٍ أَوْ سِلَاءٍ ، فَأَمَرَ بِهَا فَغُرِزَتْ فِي أَنَامِلِهِ ، فَقَالَ الشَّيْخُ الَّذِي إِلَى جَنْبِ الْحَجَّاجِ : تَالَلَّهِ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ رَجُلًا أَصْبَرَ مِنْهُ . قَالَ : فَقَالُ لَهُ حُطَيْطٌ : " إِنَّ اللَّهَ يُفْرِغُ الصَّبْرَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِفْرَاغًا " . قَالَ : فَقَالَ الْحَجَّاجُ لِمَعْدٍ : وَيْحَكَ ، أَرِحْنِي مِنْهُ . قَالَ : فَحَمَلَهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ . قَالَ بَعْضُ أَعْوَانِ الْحَجَّاجِ : فَرَحِمْتُهُ ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَقُلْتُ : هَلْ لَكَ مِنْ حَاجَةٍ ؟ قَالَ : " لَا إِلَّا أَنَّ لِسَانِيَ قَدْ يَبِسَ فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَذْكُرَ اللَّهَ " .

    حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ طُعْمَةَ الْجَعْفَرِيِّ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ : لَمَّا أُتِيَ الْحَجَّاجُ بِحُطَيْطٍ الزَّيَّاتِ قَالَ لَهُ : أَحَرُورِيُّ أَنْتَ ؟ قَالَ : مَا أَنَا بِحَرُورِيٍّ ، وَلَكِنِّي عَاهَدْتُ اللَّهَ أَنْ أُجَاهِدَكَ بِيَدِي وَبِلِسَانِي وَبِقَلْبِي ، فَأَمَّا يَدِي فَقَدْ فُتَّهَا ، وَأَمَّا لِسَانِي فَهَذَا تَسْمَعُ مَا تَقُولُ ، وَأَمَّا قَلْبِي فَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِيهِ . قَالَ : فَوَثَبَ حَوْشَبٌ - صَاحِبُ شُرَطِهِ - فَسَارَّهُ بِشَيْءٍ . قَالَ : يَقُولُ لَهُ حُطَيْطٌ : لَا تَسْمَعْ مِنْهُ ، فَإِنَّهُ غَاشٌّ لَكَ . قَالَ : فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ : مَا تَقُولُ فِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَحِمَهُمَا اللَّهُ ؟ فَقَالَ : أَقُولُ فِيهِمَا خَيْرًا . قَالَ : مَا تَقُولُ فِي عُثْمَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ ؟ قَالَ : مَا وُلِدْتُ إِذْ ذَاكَ . فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ : يَا ابْنَ اللَّخْنَاءِ ، وُلِدْتَ فِي زَمَنِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَلَمْ تُولَدْ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ ؟ فَقَالَ لَهُ حُطَيْطٌ : يَا ابْنَ اللَّخْنَاءِ لَا تَعْجَلْ ، إِنِّي وَجَدْتُ النَّاسَ اجْتَمَعُوا عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقُلْتُ بِقَوْلِهِمْ ، وَاخْتَلَفُوا فِي عُثْمَانَ فَوَسِعَنِي السُّكُوتُ . فَوَثَبَ مَعَدٌّ - صَاحِبُ عَذَابِ الْحَجَّاجِ - فَقَالَ : إِنْ رَأَى الْأَمِيرُ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَيَّ ، فَوَاللَّهِ لَأُسْمِعَنَّكَ صِيَاحَهُ . قَالَ : خُذْهُ إِلَيْكَ . قَالَ : فَحَمَلَهُ ، فَمَكَثَ يُعَذِّبُهُ لَيْلَتَهُ جَمْعَاءَ وَلَا يُكَلِّمُهُ حُطَيْطٌ ، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ الصُّبْحِ دَعَا بِدَهْقٍ ، وَاعْتَمَدَ عَلَى سَاقِهِ فَكَسَرَهَا وَاكْتَبَى عَلَيْهَا . قَالَ : فَقَالَ لَهُ حُطَيْطٌ : يَا أَفْسَدَ النَّاسِ وَأَلْأَمَهُمْ ، تَكْتَبِي عَلَى سَاقِي بَعْدَ أَنْ كَسَرْتَهَا ؟ وَاللَّهِ لَا كَلَّمْتُكَ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ دَخَلَ عَلَى الْحَجَّاجِ . فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ : مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ ؟ قَالَ : إِنْ رَأَى الْأَمِيرُ أَنْ يَأْخُذَهُ ، فَقَدْ أَفْسَدَ عَلَيَّ أَهْلَ سِجْنِي ، يَسْتَحْيُونَ أَنْ لَا يَصْبِرُوا . قَالَ : عَلَيَّ بِهِ فَأُتِيَ بِهِ ، فَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ . قَالَ : وَإِلَى جَنْبِ الْحَجَّاجِ شَيْخٌ مِنْ مَشْيَخَةِ أَهْلِ الشَّامِ قَالَ : فَقَالَ حُطَيْطٌ لِلْحَجَّاجِ : كَيْفَ رَأَيْتَ ؟ قَالَ إِسْحَاقُ : يَعْنِي قَوْلَ مَعَدٍّ لَهُ : وَاللَّهِ لَأُسْمِعَنَّكَ صِيَاحَهُ قَالَ : فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ : أَتَقْرَأُ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْئًا ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : فَاقْرَأْ . قَالَ بِهِ حُطَيْطٌ : لَا ، بَلِ اقْرَأْ أَنْتَ . قَالَ : فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ : اقْرَأْ . قَالَ حُطَيْطٌ : لَا ، بَلِ اقْرَأْ أَنْتَ . كُلُّ ذَلِكَ يَرُدُّ عَلَيْهِ . قَالَ : فَقَرَأَ الْحَجَّاجُ : {{ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا }} حَتَّى بَلَغَ إِلَى قَوْلِهِ : {{ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا }} قَالَ : فَقَالَ لَهُ حُطَيْطٌ : قِفْ . قَالَ : فَوَقَفَ الْحَجَّاجُ ، فَقَالَ لَهُ حُطَيْطٌ : هُوَ ذَا أَنْتَ تُعَذِّبُهُمْ . قَالَ : فَقَالَ : عَلَيَّ بِالْعَذَابِ . قَالَ : فَأُتِيَ بِمُسَالٍ أَوْ سِلَاءٍ ، فَأَمَرَ بِهَا فَغُرِزَتْ فِي أَنَامِلِهِ ، فَقَالَ الشَّيْخُ الَّذِي إِلَى جَنْبِ الْحَجَّاجِ : تَالَلَّهِ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ رَجُلًا أَصْبَرَ مِنْهُ . قَالَ : فَقَالُ لَهُ حُطَيْطٌ : إِنَّ اللَّهَ يُفْرِغُ الصَّبْرَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِفْرَاغًا . قَالَ : فَقَالَ الْحَجَّاجُ لِمَعْدٍ : وَيْحَكَ ، أَرِحْنِي مِنْهُ . قَالَ : فَحَمَلَهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ . قَالَ بَعْضُ أَعْوَانِ الْحَجَّاجِ : فَرَحِمْتُهُ ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَقُلْتُ : هَلْ لَكَ مِنْ حَاجَةٍ ؟ قَالَ : لَا إِلَّا أَنَّ لِسَانِيَ قَدْ يَبِسَ فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَذْكُرَ اللَّهَ . حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ الْحَجَّاجَ قَالَ : أَلَهُ حَمِيمٌ ؟ قَالُوا : أُمٌّ وَأَخٌ . قَالَ : فَوَضَعَ عَلَى أُمِّهِ الدَّهْقَ ، فَقَالَ حُطَيْطٌ : يَا أُمَّهِ اصْبِرِي . فَقَتَلَهَا

    بحروري: الحرورية : طائفة من الخوارج نسبوا إلى حروراء
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات