قِيلَ لِلْحَسَنِ : " هَاهُنَا رَجُلٌ لَمْ نَرَهْ قَطُّ جَالِسًا إِلَى أَحَدٍ ، وَلَا رَأَيْنَا أَحَدًا جَالِسًا إِلَيْهِ ، إِنَّمَا هُوَ أَبَدًا خَلْفَ سَارِيَةٍ وَحْدَهُ ، قَالَ الْحَسَنُ : إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَخْبِرُونِي بِهِ ، فَمَرُّوا بِهِ ذَاتَ يَوْمٍ وَمَعَهُمُ الْحَسَنُ ، فَأَشَارُوا إِلَيْهِ فَقَالُوا : ذَاكَ الرَّجُلُ الَّذِي أَخْبَرْنَاكَ بِهِ ، فَقَالَ : امْضُوا حَتَّى آتِيَهُ ، فَلَمَّا جَاءَهُ قَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، أَرَاكَ حُبِّبَتْ إِلَيْكَ الْعُزْلَةُ ، فَمَا يَمْنَعُكَ مِنْ مُخَالَطَةِ النَّاسِ ؟ فَقَالَ : مَا أَشْغَلَنِي عَنِ النَّاسِ ، قَالَ : فَأْتِ ذَا الرَّجُلَ الْحَسَنَ لِتَجْلِسَ إِلَيْهِ ، قَالَ : مَا أَشْغَلَنِي عَنِ الْحَسَنِ وَعَنِ النَّاسِ ، قَالَ لَهُ الْحَسَنُ : فَمَا الَّذِي يَشْغَلُكَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ ؟ قَالَ : إِنِّي أُصْبِحُ وَأُمْسِي بَيْنَ ذَنْبٍ وَنِعْمَةٍ ، فَرَأَيْتُ أَنْ أَشْغَلَ نَفْسِي عَنِ النَّاسِ بِالِاسْتِغْفَارِ مِنَ الذَّنْبِ ، وَشُكْرِ اللَّهِ عَلَى النِّعْمَةِ ، فَقَالَ الْحَسَنُ : أَنْتَ عِنْدِي يَا عَبْدَ اللَّهِ أَفْقَهُ مِنَ الْحَسَنِ ، فَالْزَمْ مَا أَنْتَ عَلَيْهِ "
حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيِّ قِيلَ هُوَ ابْنُ مَيْمُونٍ ؟ ، قَالَ : نَعَمْ ، فَهَلْ قَالَ : نَعَمْ ؟ ، قَالَ : قِيلَ لِلْحَسَنِ : هَاهُنَا رَجُلٌ لَمْ نَرَهْ قَطُّ جَالِسًا إِلَى أَحَدٍ ، وَلَا رَأَيْنَا أَحَدًا جَالِسًا إِلَيْهِ ، إِنَّمَا هُوَ أَبَدًا خَلْفَ سَارِيَةٍ وَحْدَهُ ، قَالَ الْحَسَنُ : إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَخْبِرُونِي بِهِ ، فَمَرُّوا بِهِ ذَاتَ يَوْمٍ وَمَعَهُمُ الْحَسَنُ ، فَأَشَارُوا إِلَيْهِ فَقَالُوا : ذَاكَ الرَّجُلُ الَّذِي أَخْبَرْنَاكَ بِهِ ، فَقَالَ : امْضُوا حَتَّى آتِيَهُ ، فَلَمَّا جَاءَهُ قَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، أَرَاكَ حُبِّبَتْ إِلَيْكَ الْعُزْلَةُ ، فَمَا يَمْنَعُكَ مِنْ مُخَالَطَةِ النَّاسِ ؟ فَقَالَ : مَا أَشْغَلَنِي عَنِ النَّاسِ ، قَالَ : فَأْتِ ذَا الرَّجُلَ الْحَسَنَ لِتَجْلِسَ إِلَيْهِ ، قَالَ : مَا أَشْغَلَنِي عَنِ الْحَسَنِ وَعَنِ النَّاسِ ، قَالَ لَهُ الْحَسَنُ : فَمَا الَّذِي يَشْغَلُكَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ ؟ قَالَ : إِنِّي أُصْبِحُ وَأُمْسِي بَيْنَ ذَنْبٍ وَنِعْمَةٍ ، فَرَأَيْتُ أَنْ أَشْغَلَ نَفْسِي عَنِ النَّاسِ بِالِاسْتِغْفَارِ مِنَ الذَّنْبِ ، وَشُكْرِ اللَّهِ عَلَى النِّعْمَةِ ، فَقَالَ الْحَسَنُ : أَنْتَ عِنْدِي يَا عَبْدَ اللَّهِ أَفْقَهُ مِنَ الْحَسَنِ ، فَالْزَمْ مَا أَنْتَ عَلَيْهِ