قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ : يَا جَابِرُ إِنِّي لَمَحْزُونٌ ، وَإِنِّي لَمُشْتَغِلُ الْقَلْبِ ، قُلْتُ : وَمَا حُزْنُكَ وَشُغْلُ قَلْبِكَ ؟ قَالَ : يَا جَابِرُ إِنَّهُ مَنْ دَخَلَ قَلْبَهُ صَافِي خَالِصُ دِينِ اللَّهِ شَغَلَهُ عَمَّا سِوَاهُ ، يَا جَابِرُ مَا الدُّنْيَا ؟ وَمَا عَسَى أَنْ تَكُونَ ؟ هَلْ هُوَ إِلَّا مَرْكِبٌ رَكِبْتَهُ ، أَوْ ثَوْبٌ لَبِسْتَهُ ، أَوِ امْرَأَةٌ أَصَبْتَهَا ؟ يَا جَابِرُ إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ لَمْ يَطْمَئِنُّوا إِلَى الدُّنْيَا لِبَقَاءٍ فِيهَا ، وَلَمْ يَأْمَنُوا قُدُومَ الْآخِرَةِ ، لَمْ يُصِمُّهُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ مَا سَمِعُوا بِآذَانِهِمْ مِنَ الْفِتْنَةِ ، وَلَمْ يُعْمِهِمْ عَنْ نُورِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا رَأَوْا بِأَعْيُنِهِمْ مِنَ الزِّينَةِ ، فَفَازُوا بِثَوَابِ الْأَبْرَارِ ، إِنَّ أَهْلَ التَّقْوَى أَيْسَرُ أَهْلِ الدُّنْيَا مَؤُونَةً ، وَأَكْثَرُهُمْ لَكَ مَعُونَةً ، إِنْ نَسِيتَ ذَكَّرُوكَ ، وَإِنْ ذَكَرْتَ أَعَانُوكَ ، قَوَّالِينَ بِحَقِّ اللَّهِ ، قَوَّامِينَ بِأَمْرِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ ، قَطَعُوا مَحَبَّتَهُمْ لِمَحَبَّةِ رَبِّهِمْ ، وَنَظَرُوا إِلَى اللَّهِ وَإِلَى مَحَبَّتِهِ بِقُلُوبِهِمْ ، وَأَوْحَشُوا مِنَ الدُّنْيَا لِطَاعَةِ مَلِيكِهِمْ ، وَعَلِمُوا أَنَّ ذَلِكَ مَنْظُورٌ إِلَيْهِ مِنْ شَأْنِهِمْ ، فَأَنْزِلِ الدُّنْيَا بِمَنْزِلَةِ مَنْزِلٍ نَزَلْتَ بِهِ وَارْتَحَلْتَ عَنْهُ ، أَوْ كَمَالٍ أَصَبْتَهُ فِي مَنَامِكَ ، فَاسْتَيْقَظْتَ وَلَيْسَ مِنْهُ شَيْءٌ ، وَاحْفَظِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مَا اسْتَرْعَاكَ مِنْ دِينِهِ وَحِكْمَتِهِ
حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْوَاسِطِيِّ ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ الْأَعْرَجِ ، عَنْ شَرِيكٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ : يَا جَابِرُ إِنِّي لَمَحْزُونٌ ، وَإِنِّي لَمُشْتَغِلُ الْقَلْبِ ، قُلْتُ : وَمَا حُزْنُكَ وَشُغْلُ قَلْبِكَ ؟ قَالَ : يَا جَابِرُ إِنَّهُ مَنْ دَخَلَ قَلْبَهُ صَافِي خَالِصُ دِينِ اللَّهِ شَغَلَهُ عَمَّا سِوَاهُ ، يَا جَابِرُ مَا الدُّنْيَا ؟ وَمَا عَسَى أَنْ تَكُونَ ؟ هَلْ هُوَ إِلَّا مَرْكِبٌ رَكِبْتَهُ ، أَوْ ثَوْبٌ لَبِسْتَهُ ، أَوِ امْرَأَةٌ أَصَبْتَهَا ؟ يَا جَابِرُ إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ لَمْ يَطْمَئِنُّوا إِلَى الدُّنْيَا لِبَقَاءٍ فِيهَا ، وَلَمْ يَأْمَنُوا قُدُومَ الْآخِرَةِ ، لَمْ يُصِمُّهُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ مَا سَمِعُوا بِآذَانِهِمْ مِنَ الْفِتْنَةِ ، وَلَمْ يُعْمِهِمْ عَنْ نُورِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا رَأَوْا بِأَعْيُنِهِمْ مِنَ الزِّينَةِ ، فَفَازُوا بِثَوَابِ الْأَبْرَارِ ، إِنَّ أَهْلَ التَّقْوَى أَيْسَرُ أَهْلِ الدُّنْيَا مَؤُونَةً ، وَأَكْثَرُهُمْ لَكَ مَعُونَةً ، إِنْ نَسِيتَ ذَكَّرُوكَ ، وَإِنْ ذَكَرْتَ أَعَانُوكَ ، قَوَّالِينَ بِحَقِّ اللَّهِ ، قَوَّامِينَ بِأَمْرِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ ، قَطَعُوا مَحَبَّتَهُمْ لِمَحَبَّةِ رَبِّهِمْ ، وَنَظَرُوا إِلَى اللَّهِ وَإِلَى مَحَبَّتِهِ بِقُلُوبِهِمْ ، وَأَوْحَشُوا مِنَ الدُّنْيَا لِطَاعَةِ مَلِيكِهِمْ ، وَعَلِمُوا أَنَّ ذَلِكَ مَنْظُورٌ إِلَيْهِ مِنْ شَأْنِهِمْ ، فَأَنْزِلِ الدُّنْيَا بِمَنْزِلَةِ مَنْزِلٍ نَزَلْتَ بِهِ وَارْتَحَلْتَ عَنْهُ ، أَوْ كَمَالٍ أَصَبْتَهُ فِي مَنَامِكَ ، فَاسْتَيْقَظْتَ وَلَيْسَ مِنْهُ شَيْءٌ ، وَاحْفَظِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مَا اسْتَرْعَاكَ مِنْ دِينِهِ وَحِكْمَتِهِ