الْحَسَنَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ ، مَرَّ عَلَى مَجْلِسٍ لِثَقِيفٍ ، فَقَالُوا لَهُ : يَا أَبَا سَعِيدٍ لَوْ وَعَظْتَنَا بِكَلِمَاتٍ ، لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنَا بِهِنَّ ؟ فَتَكَلَّمَ وَهُوَ قَائِمٌ ، فَقَالَ : إِنَّ رَبَّنَا لَا شَرِيكَ لَهُ ، جَعَلَ الدُّنْيَا دَارَ مَرْحَلَةٍ ، وَجَعَلَ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ فِيهَا فِتْنَةً لِأَهْلِهَا لِيَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ، فَهُمْ يَتَقَلَّبُونَ فِيهَا بِسَعْيٍ مُخْتَلِفٍ فِي مُدَّةٍ مِنْ آجَالٍ مُنْقَطِعَةٍ ، تَجْرِي عَلَيْهِمْ فِيهَا أَرْزَاقُهُمْ ، وَيَأْكُلُونَهَا مَا صَحِبُوهَا ، وَيَتْرُكُونَهَا عَنْ قَلِيلٍ لِمَنْ بَعْدَهُمْ ، كَمَا وَرِثُوهَا عَمَّنْ كَانَ قَبْلَهُمْ ، كَذَلِكَ حَتَّى تَلْفِظَ الدُّنْيَا أَهْلَهَا ، وَتَبْلُغَ مَدَاهَا ، وَتَفْنَى كَمَا فَنُوا ، وَجَعَلَ الْآخِرَةَ دَارَ حَيَوَانٍ فِي جَنَّةٍ وَنَارٍ نَزَلَتَا بِخَتْمٍ مِنْ فَضَاءِ رَبِّهِمَا ، الْخَيْرُ مِنَ الشَّرِّ بَعِيدٌ ، وَالشَّرُّ مِنَ الْخَيْرِ بَعِيدٌ ، فَنَسْأَلُ الَّذِي خَلَقَنَا لِمَا شَاءَ أَنْ يَجْعَلَ مُنْقَلَبَنَا وَمُنْقَلَبَكُمْ إِلَى دَارِهِ ، دَارِ السَّلَامِ "
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو الْخَطَّابِ زِيَادُ بْنُ يَحْيَى الْحَسَّانِيُّ ، قَالَ ، حَدَّثَنِي ابْنٌ لِمُحَمَّدِ بْنِ حُصَيْنٍ ، أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ ، مَرَّ عَلَى مَجْلِسٍ لِثَقِيفٍ ، فَقَالُوا لَهُ : يَا أَبَا سَعِيدٍ لَوْ وَعَظْتَنَا بِكَلِمَاتٍ ، لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنَا بِهِنَّ ؟ فَتَكَلَّمَ وَهُوَ قَائِمٌ ، فَقَالَ : إِنَّ رَبَّنَا لَا شَرِيكَ لَهُ ، جَعَلَ الدُّنْيَا دَارَ مَرْحَلَةٍ ، وَجَعَلَ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ فِيهَا فِتْنَةً لِأَهْلِهَا لِيَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ، فَهُمْ يَتَقَلَّبُونَ فِيهَا بِسَعْيٍ مُخْتَلِفٍ فِي مُدَّةٍ مِنْ آجَالٍ مُنْقَطِعَةٍ ، تَجْرِي عَلَيْهِمْ فِيهَا أَرْزَاقُهُمْ ، وَيَأْكُلُونَهَا مَا صَحِبُوهَا ، وَيَتْرُكُونَهَا عَنْ قَلِيلٍ لِمَنْ بَعْدَهُمْ ، كَمَا وَرِثُوهَا عَمَّنْ كَانَ قَبْلَهُمْ ، كَذَلِكَ حَتَّى تَلْفِظَ الدُّنْيَا أَهْلَهَا ، وَتَبْلُغَ مَدَاهَا ، وَتَفْنَى كَمَا فَنُوا ، وَجَعَلَ الْآخِرَةَ دَارَ حَيَوَانٍ فِي جَنَّةٍ وَنَارٍ نَزَلَتَا بِخَتْمٍ مِنْ فَضَاءِ رَبِّهِمَا ، الْخَيْرُ مِنَ الشَّرِّ بَعِيدٌ ، وَالشَّرُّ مِنَ الْخَيْرِ بَعِيدٌ ، فَنَسْأَلُ الَّذِي خَلَقَنَا لِمَا شَاءَ أَنْ يَجْعَلَ مُنْقَلَبَنَا وَمُنْقَلَبَكُمْ إِلَى دَارِهِ ، دَارِ السَّلَامِ