سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ ، يَخْطُبُ يومًا وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ : " يَا ابْنَ آدَمَ بَيْنَمَا أَنْتَ فِي دَارِكَ وَقَرَارِكَ ، إِذْ تَسَوَّرَ عَلَيْكَ عَبْدٌ يُدْعَى مَلَكَ الْمَوْتِ ، فَوَضَعَ يَدَهُ مِنْ جَسَدِكَ مَوضِعًا ، فَذَلَّ لَهُ ، فَاخْتَلَسَ رُوحَكَ ، فَأَخَذَهُ ، فَذَهَبَ بِهِ . ثُمَّ قَامَ إِلَيْكَ أَهْلُكَ ، فَغَسَّلُوكَ وَكَفَّنُوكَ ، ثُمَّ حَمَلُوكَ إِلَى قَبْرِكَ فَدَفَنُوكَ ، ثُمَّ رَجَعُوا ، فَاخْتَصَمَ فِيكَ حَبِيبَاكَ : حَبِيبُكَ مِنْ أَهْلِكَ , وَحَبِيبُكَ مِنْ مَالِكَ فَاتَّقِ اللَّهَ ؛ فَإِنَّكَ الْيَوْمَ تَأْكُلُ , وَغَدًا تُؤْكَلُ " . قَالَ أَبُو سَعْدٍ : ثُمَّ نَعَرَ نَعْرَةً ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ الْمَوْتُ بِهِ . ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى عَيْنَيْهِ تَسْكُبَانِ ، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَيْهِ يَتَلَقَّى دُمُوعَهُ بِعِمَامَتِهِ ، ثُمَّ يَنْزِلُ ، فَيَفْتُلُ قَالَ : وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ ، فَاسْتَسْقَى ، وَقَدِ اسْتَسْقَى قَبْلُ , قَالَ : فَلَمَّا كَانَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ اسْتَسْقَى ، فَلَا وَاللَّهِ مَا نَزَلَ عَنَ الْمِنْبَرِ حَتَّى مُطِرَ . فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَصَلَّى ، وَسَقَطَ رِدَاؤُهُ . قَالَ : وَبَكَى لَمَّا أُجِيبَ ، ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ فَقَالَ : " أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ الْعَبْدَ يَسْأَلُ رَبَّهُ الْحَاجَةَ , وَطَلَبُهَا إِلَيْهِ ، وَمَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَنْ يُجِيبَهُ فِيهَا ، فَيَطُوِّلُ اللَّهُ عَلَيْهِ ؛ لِيَكُونَ إِذَا أَعْطَاهَا إِيَّاهُ أَشَدَّ لِشُكْرِهِ ، وَإِنِّي أَقْسَمْتُ عَلَيْكُمْ بِاللَّهِ لَمَا صُمْتُمْ شُكْرًا " ثَلَاثًا ، ثُمَّ خَرَجَ
قَالَ أَبُو بَكْرِ وَأَمَّا أَبُو كُرَيْبٍ فَقَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ ، يَخْطُبُ يومًا وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ بَيْنَمَا أَنْتَ فِي دَارِكَ وَقَرَارِكَ ، إِذْ تَسَوَّرَ عَلَيْكَ عَبْدٌ يُدْعَى مَلَكَ الْمَوْتِ ، فَوَضَعَ يَدَهُ مِنْ جَسَدِكَ مَوضِعًا ، فَذَلَّ لَهُ ، فَاخْتَلَسَ رُوحَكَ ، فَأَخَذَهُ ، فَذَهَبَ بِهِ . ثُمَّ قَامَ إِلَيْكَ أَهْلُكَ ، فَغَسَّلُوكَ وَكَفَّنُوكَ ، ثُمَّ حَمَلُوكَ إِلَى قَبْرِكَ فَدَفَنُوكَ ، ثُمَّ رَجَعُوا ، فَاخْتَصَمَ فِيكَ حَبِيبَاكَ : حَبِيبُكَ مِنْ أَهْلِكَ , وَحَبِيبُكَ مِنْ مَالِكَ فَاتَّقِ اللَّهَ ؛ فَإِنَّكَ الْيَوْمَ تَأْكُلُ , وَغَدًا تُؤْكَلُ . قَالَ أَبُو سَعْدٍ : ثُمَّ نَعَرَ نَعْرَةً ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ الْمَوْتُ بِهِ . ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى عَيْنَيْهِ تَسْكُبَانِ ، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَيْهِ يَتَلَقَّى دُمُوعَهُ بِعِمَامَتِهِ ، ثُمَّ يَنْزِلُ ، فَيَفْتُلُ قَالَ : وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ ، فَاسْتَسْقَى ، وَقَدِ اسْتَسْقَى قَبْلُ , قَالَ : فَلَمَّا كَانَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ اسْتَسْقَى ، فَلَا وَاللَّهِ مَا نَزَلَ عَنَ الْمِنْبَرِ حَتَّى مُطِرَ . فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَصَلَّى ، وَسَقَطَ رِدَاؤُهُ . قَالَ : وَبَكَى لَمَّا أُجِيبَ ، ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ الْعَبْدَ يَسْأَلُ رَبَّهُ الْحَاجَةَ , وَطَلَبُهَا إِلَيْهِ ، وَمَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَنْ يُجِيبَهُ فِيهَا ، فَيَطُوِّلُ اللَّهُ عَلَيْهِ ؛ لِيَكُونَ إِذَا أَعْطَاهَا إِيَّاهُ أَشَدَّ لِشُكْرِهِ ، وَإِنِّي أَقْسَمْتُ عَلَيْكُمْ بِاللَّهِ لَمَا صُمْتُمْ شُكْرًا ثَلَاثًا ، ثُمَّ خَرَجَ