عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : فَاتَنِي الْعَشَاءُ ذَاتَ لَيْلَةٍ ، فَرَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي ، فَقُلْتُ : أَمَا عِنْدَكُمْ عَشَاءٌ ؟ قَالُوا : لَا ، فَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِي ، فَجَعَلْتُ أَتَقَلَّبُ وَلَا يَأْتِينِي النَّوْمُ مِنَ الْجُوعِ ، فَقُلْتُ : لَوْ أَنِّي خَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلَّيْتُ وَتَعَلَّلْتُ حَتَّى أُصْبِحَ ، قَالَ : فَخَرَجْتُ فَصَلَّيْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ تَسَانَدْتُ فِي نَاحِيَةٍ مِنْهُ ، إِذْ طَلَعَ عَلَيَّ عُمَرُ ، فَقَالَ : مَا أَخْرَجَنِي إِلَّا الَّذِي أَخْرَجَكَ ، فَبَيْنَا نَحْنُ ، إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " مَا أَخْرَجَنِي إِلَّا الَّذِي أَخْرَجَكُمَا ، فَانْطَلِقُوا بِنَا إِلَى الْوَاقِمِيِّ " ، فَانْطَلَقْنَا فِي الْقَمَرِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِامْرَأَتِهِ : " أَيْنَ زَوْجُكِ ؟ " ، قَالَتْ : ذَهَبَ يُسْتَعْذَبُ لَنَا مِنْ حِسْيِ بَنِي حَارِثَةَ ، فَجَاءَ حَامِلًا قِرْبَتَهُ ، فَعَلَّقَهَا فِي نَخْلَةٍ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا ، فَقَالَ : مَرْحَبًا وَأَهْلًا ، مَا زَارَ النَّاسَ قَطُّ مِثْلَ مَا زَارَنَا اللَّيْلَةَ ، ثُمَّ انْطَلَقَ إِلَى عِذْقٍ فَقَطَعَهُ ، ثُمَّ أَخَذَ الشَّفْرَةَ ، فَجَالَ فِي الْغَنَمِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِيَّاكَ وَالْحَلُوبَ " ، أَوْ قَالَ : " ذَاتُ الدَّرِّ " ، فَذَبَحَ وَسَلَخَ ، وَأَمَرَ امْرَأَتَهُ فَعَجَنَتْ وَخَبَزَتْ ، وَقَطَعَ فِي الْقُدُورِ وَأَوْقَدَ تَحْتَهَا ، ثُمَّ ثَرَّدَ ، وَغَرَفَ مِنَ الْمَرَقِ وَاللَّحْمِ ، ثُمَّ وَضَعَهُ بَيْنَ أَيْدِينَا ، فَأَكَلْنَا حَتَّى شَبِعْنَا ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الْقِرْبَةِ وَقَدْ سَفَقَتْهَا الرِّيحُ ، فَبُرِّدَتْ فَأَسْقَانَا فِي إِنَاءٍ ، ثُمَّ نَاوَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَرِبَ ، ثُمَّ أَبَا بَكْرٍ ، ثُمَّ عُمَرَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَخْرَجْنَا وَلَمْ يُخرِجْنَا إِلَّا الْجُوعُ ، ثُمَّ لَمْ نَرْجِعْ حَتَّى أَصَبْنَا هَذَا ، لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا فِي الْقِيَامَةِ ، فَإِنَّ هَذَا مِنَ النَّعِيمِ "
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الْعَتَكِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : فَاتَنِي الْعَشَاءُ ذَاتَ لَيْلَةٍ ، فَرَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي ، فَقُلْتُ : أَمَا عِنْدَكُمْ عَشَاءٌ ؟ قَالُوا : لَا ، فَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِي ، فَجَعَلْتُ أَتَقَلَّبُ وَلَا يَأْتِينِي النَّوْمُ مِنَ الْجُوعِ ، فَقُلْتُ : لَوْ أَنِّي خَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلَّيْتُ وَتَعَلَّلْتُ حَتَّى أُصْبِحَ ، قَالَ : فَخَرَجْتُ فَصَلَّيْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ تَسَانَدْتُ فِي نَاحِيَةٍ مِنْهُ ، إِذْ طَلَعَ عَلَيَّ عُمَرُ ، فَقَالَ : مَا أَخْرَجَنِي إِلَّا الَّذِي أَخْرَجَكَ ، فَبَيْنَا نَحْنُ ، إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ : مَا أَخْرَجَنِي إِلَّا الَّذِي أَخْرَجَكُمَا ، فَانْطَلِقُوا بِنَا إِلَى الْوَاقِمِيِّ ، فَانْطَلَقْنَا فِي الْقَمَرِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِامْرَأَتِهِ : أَيْنَ زَوْجُكِ ؟ ، قَالَتْ : ذَهَبَ يُسْتَعْذَبُ لَنَا مِنْ حِسْيِ بَنِي حَارِثَةَ ، فَجَاءَ حَامِلًا قِرْبَتَهُ ، فَعَلَّقَهَا فِي نَخْلَةٍ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا ، فَقَالَ : مَرْحَبًا وَأَهْلًا ، مَا زَارَ النَّاسَ قَطُّ مِثْلَ مَا زَارَنَا اللَّيْلَةَ ، ثُمَّ انْطَلَقَ إِلَى عِذْقٍ فَقَطَعَهُ ، ثُمَّ أَخَذَ الشَّفْرَةَ ، فَجَالَ فِي الْغَنَمِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِيَّاكَ وَالْحَلُوبَ ، أَوْ قَالَ : ذَاتُ الدَّرِّ ، فَذَبَحَ وَسَلَخَ ، وَأَمَرَ امْرَأَتَهُ فَعَجَنَتْ وَخَبَزَتْ ، وَقَطَعَ فِي الْقُدُورِ وَأَوْقَدَ تَحْتَهَا ، ثُمَّ ثَرَّدَ ، وَغَرَفَ مِنَ الْمَرَقِ وَاللَّحْمِ ، ثُمَّ وَضَعَهُ بَيْنَ أَيْدِينَا ، فَأَكَلْنَا حَتَّى شَبِعْنَا ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الْقِرْبَةِ وَقَدْ سَفَقَتْهَا الرِّيحُ ، فَبُرِّدَتْ فَأَسْقَانَا فِي إِنَاءٍ ، ثُمَّ نَاوَلَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَشَرِبَ ، ثُمَّ أَبَا بَكْرٍ ، ثُمَّ عُمَرَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَخْرَجْنَا وَلَمْ يُخرِجْنَا إِلَّا الْجُوعُ ، ثُمَّ لَمْ نَرْجِعْ حَتَّى أَصَبْنَا هَذَا ، لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا فِي الْقِيَامَةِ ، فَإِنَّ هَذَا مِنَ النَّعِيمِ