قَالَ أَبُو سَعْدٍ : لَمَّا قَدِمَ الْحَجَّاجُ الْكُوفَةَ دَخَلَتْ عَلَيْهِ ثَقِيفٌ فَلَمْ يَرَ فِيهِمْ مِثْلَ مُطَرِّفِ بْنِ الْمُغِيرَةِ , فَقَالَ : أَنْتَ سَيِّدُ قَوْمِي يَا مُطَرِّفُ ادْخُلْ مَتَى أَحْبَبْتَ وَمَعَكَ سَيْفُكَ حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمٌ دَخَلَ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ لَجَالِسٌ إِذْ جَاءَ الْحَاجِبُ ، فَقَالَ : أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ بَرِيدٌ عَلَى الْبَابِ ، قَالَ : اخْرُجْ فَخُذْ كِتَابَهُ فَخَرَجَ , فَقَالَ أَبِي : أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ . قَالَ : أَدْخِلْهُ ، فَدَخَلَ فَأَعْطَاهُ الْكِتَابَ فَجَعَلَ يَقْرَأْهُ وَيَنْظُرُ إِلَى الرَّجُلِ وَمُطَرِّفٌ جَالِسٌ حَتَّى إِذَا قَرَأَهُ وَفَرَغَ مِنْهُ قَالَ : يَا مُطَرِّفُ أَلَا تَعْجَبُ إِلَى هَذَا وَمَا جَاءَ بِهِ ؟ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ شَبِيهٌ بِبَرِيدٍ يُرِيدُ أَنْ يَقْضِيَ لِلَّهِ مَا فِي عُنُقِهِ . قَالَ : يَا مُطَرِّفُ أَلَا تَعْجَبُ إِلَى ذَا ؟ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ : يَاهَذَا إِنِّي قَدْ نَصَحْتُكَ فَإِنْ تَقْبَلْ فَذَاكَ وَإِنْ تَأْبَى فَمَا فِي كِتَابِي مَا يَحِلُّ بِهِ دَمِي . قَالَ : ائْتِنِي بِنَطْعٍ وَحَرْبَةٍ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِمَا الرَّجُلُ ، قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ بِلَا دَمٍ وَلَا فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ . قَالَ مُطَرِّفٌ : وَقُلْتُ بِيَدِي إِلَى قَائِمِ سَيْفِي لِأَضْرِبَهُ بِهِ فَكَأَنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْتَخْرِجَهُ مِنْ صَخْرَةٍ . فَقَالَ لِي : مَا شِئْتَ يَا مُطَرِّفُ ؟ , فَقَالَ مُطَرِّفٌ عِنْدَ ذَلِكَ : اللَّهُمَّ , إِنَّ لَكَ عَلَيَّ إِنْ أَمْكَنْتَنِي مِنْ أَرْبَعِينَ عَنَاقًا أَنْ أَخْرُجَ عَلَى هَذَا فَاسْتَمْكَنَ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ رَجُلًا مِنْ إِيَادٍ فَقَتَلَهُ وَجَاءَ بِرَأْسِهِ . قَالَ : فَقَالَ أَبُو وَائِلٍ : مَا أَجِدُ فِي نَفْسِي إِلَّا أَنِّي لَمْ أَخْرُجْ مَعَ مُطَرِّفٍ
حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْوَلِيدِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، قَالَ : قَالَ أَبُو سَعْدٍ : لَمَّا قَدِمَ الْحَجَّاجُ الْكُوفَةَ دَخَلَتْ عَلَيْهِ ثَقِيفٌ فَلَمْ يَرَ فِيهِمْ مِثْلَ مُطَرِّفِ بْنِ الْمُغِيرَةِ , فَقَالَ : أَنْتَ سَيِّدُ قَوْمِي يَا مُطَرِّفُ ادْخُلْ مَتَى أَحْبَبْتَ وَمَعَكَ سَيْفُكَ حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمٌ دَخَلَ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ لَجَالِسٌ إِذْ جَاءَ الْحَاجِبُ ، فَقَالَ : أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ بَرِيدٌ عَلَى الْبَابِ ، قَالَ : اخْرُجْ فَخُذْ كِتَابَهُ فَخَرَجَ , فَقَالَ أَبِي : أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ . قَالَ : أَدْخِلْهُ ، فَدَخَلَ فَأَعْطَاهُ الْكِتَابَ فَجَعَلَ يَقْرَأْهُ وَيَنْظُرُ إِلَى الرَّجُلِ وَمُطَرِّفٌ جَالِسٌ حَتَّى إِذَا قَرَأَهُ وَفَرَغَ مِنْهُ قَالَ : يَا مُطَرِّفُ أَلَا تَعْجَبُ إِلَى هَذَا وَمَا جَاءَ بِهِ ؟ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ شَبِيهٌ بِبَرِيدٍ يُرِيدُ أَنْ يَقْضِيَ لِلَّهِ مَا فِي عُنُقِهِ . قَالَ : يَا مُطَرِّفُ أَلَا تَعْجَبُ إِلَى ذَا ؟ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ : يَاهَذَا إِنِّي قَدْ نَصَحْتُكَ فَإِنْ تَقْبَلْ فَذَاكَ وَإِنْ تَأْبَى فَمَا فِي كِتَابِي مَا يَحِلُّ بِهِ دَمِي . قَالَ : ائْتِنِي بِنَطْعٍ وَحَرْبَةٍ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِمَا الرَّجُلُ ، قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ بِلَا دَمٍ وَلَا فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ . قَالَ مُطَرِّفٌ : وَقُلْتُ بِيَدِي إِلَى قَائِمِ سَيْفِي لِأَضْرِبَهُ بِهِ فَكَأَنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْتَخْرِجَهُ مِنْ صَخْرَةٍ . فَقَالَ لِي : مَا شِئْتَ يَا مُطَرِّفُ ؟ , فَقَالَ مُطَرِّفٌ عِنْدَ ذَلِكَ : اللَّهُمَّ , إِنَّ لَكَ عَلَيَّ إِنْ أَمْكَنْتَنِي مِنْ أَرْبَعِينَ عَنَاقًا أَنْ أَخْرُجَ عَلَى هَذَا فَاسْتَمْكَنَ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ رَجُلًا مِنْ إِيَادٍ فَقَتَلَهُ وَجَاءَ بِرَأْسِهِ . قَالَ : فَقَالَ أَبُو وَائِلٍ : مَا أَجِدُ فِي نَفْسِي إِلَّا أَنِّي لَمْ أَخْرُجْ مَعَ مُطَرِّفٍ