" كَانَ رَجُلٌ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ لَا يَفْتُرُ بُكَاءً وَنَحِيبًا ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : إِنِّي لَأَرَى أَنَّ عِنْدَهُ خَيْرًا ، فَجَعَلْتُ أَرْصُدُهُ ، قُلْتُ : يَخْرُجُ مِنَ الْمَسْجِدِ فَأَتْبَعُهُ ، فَكَانَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا فِي نَحْوٍ مِنْ نِصْفِ اللَّيْلِ ، قَالَ : فَخَرَجَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَاتَّبَعْتُهُ ، فَأَتَى الثَّنِيَّةَ ثُمَّ جَازَهَا ، حَتَّى خَرَجَ عَنِ الْأَبْيَاتِ وَأَصْحَرَ وَأَنَا خَلْفَهُ لَا يَشْعُرُ بِمَكَانِي ، قَالَ : فَاسْتَقْبَلَ الْبَيْتَ ، ثُمَّ قَالَ : إِلَهِي وَخَالِقِي وَسَيِّدِي ، قَدْ سَئِمْتُ لِطُولِ النَّظَرِ إِلَى أَهْلِ مَعْصِيَتِكَ ، فَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَجْعَلَ لِي مِنْ ذَلِكَ فَرَجًا فَعَجِّلْهُ سَرِيعًا يَا كَرِيمُ ، ثُمَّ جَلَسَ فَاحْتَبَى بِكِسَاءٍ كَانَ عَلَيْهِ ثُمَّ اسْتَقْبَلَ الْكَعْبَةَ ، فَإِذَا رَجُلٌ قَدْ أَتَاهُ بِطَبَقٍ فِيهِ طَعَامٌ وَدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ ، فَوَضَعَ الطَّبَقَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنْهُ ثُمَّ أَخَذَ الدَّلْوَ فَشَرِبَ مِنْهُ ، قَالَ : وَلَمْ يَقْعُدِ الرَّجُلُ الَّذِي بِيَدِهِ الدَّلْوُ وَلَمْ يَزَلْ قَائِمًا حَتَّى تَنَاوَلَ الدَّلْوَ مِنْهُ ، فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ فَتَبِعْتُهُ ، قُلْتُ : أَسْأَلُهُ عَنْ هَذَا الرَّجُلِ وَحَالِهِ ، قَالَ : فَكَأَنَّ الْأَرْضَ انْشَقَّتْ فَدَخَلَ فِيهَا فَلَمْ أَرَ لَهُ أَثَرًا ، قَالَ : فَحَرَصْتُ بَعْدُ عَلَى أَنْ أَرَى الرَّجُلَ فِي الطَّوَافِ فَلَمْ أَرَهُ "
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، ذَكَرَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَعْفَرٍ ، ذَكَرَ ابْنُ أَبِي نُوحٍ ، ذَكَرَ رَجُلٌ بِمَكَّةَ قَالَ : كَانَ رَجُلٌ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ لَا يَفْتُرُ بُكَاءً وَنَحِيبًا ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : إِنِّي لَأَرَى أَنَّ عِنْدَهُ خَيْرًا ، فَجَعَلْتُ أَرْصُدُهُ ، قُلْتُ : يَخْرُجُ مِنَ الْمَسْجِدِ فَأَتْبَعُهُ ، فَكَانَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا فِي نَحْوٍ مِنْ نِصْفِ اللَّيْلِ ، قَالَ : فَخَرَجَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَاتَّبَعْتُهُ ، فَأَتَى الثَّنِيَّةَ ثُمَّ جَازَهَا ، حَتَّى خَرَجَ عَنِ الْأَبْيَاتِ وَأَصْحَرَ وَأَنَا خَلْفَهُ لَا يَشْعُرُ بِمَكَانِي ، قَالَ : فَاسْتَقْبَلَ الْبَيْتَ ، ثُمَّ قَالَ : إِلَهِي وَخَالِقِي وَسَيِّدِي ، قَدْ سَئِمْتُ لِطُولِ النَّظَرِ إِلَى أَهْلِ مَعْصِيَتِكَ ، فَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَجْعَلَ لِي مِنْ ذَلِكَ فَرَجًا فَعَجِّلْهُ سَرِيعًا يَا كَرِيمُ ، ثُمَّ جَلَسَ فَاحْتَبَى بِكِسَاءٍ كَانَ عَلَيْهِ ثُمَّ اسْتَقْبَلَ الْكَعْبَةَ ، فَإِذَا رَجُلٌ قَدْ أَتَاهُ بِطَبَقٍ فِيهِ طَعَامٌ وَدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ ، فَوَضَعَ الطَّبَقَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنْهُ ثُمَّ أَخَذَ الدَّلْوَ فَشَرِبَ مِنْهُ ، قَالَ : وَلَمْ يَقْعُدِ الرَّجُلُ الَّذِي بِيَدِهِ الدَّلْوُ وَلَمْ يَزَلْ قَائِمًا حَتَّى تَنَاوَلَ الدَّلْوَ مِنْهُ ، فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ فَتَبِعْتُهُ ، قُلْتُ : أَسْأَلُهُ عَنْ هَذَا الرَّجُلِ وَحَالِهِ ، قَالَ : فَكَأَنَّ الْأَرْضَ انْشَقَّتْ فَدَخَلَ فِيهَا فَلَمْ أَرَ لَهُ أَثَرًا ، قَالَ : فَحَرَصْتُ بَعْدُ عَلَى أَنْ أَرَى الرَّجُلَ فِي الطَّوَافِ فَلَمْ أَرَهُ