دَخَلْتُ عَلَى عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَهُوَ أَمِيرُ الْكُوفَةِ ، وَفِي يَدِهِ صَحِيفَةٌ فَرَمَى بِهَا إِلَيَّ وَقَالَ : هَذِهِ مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَإِذَا فِيهَا : أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ عَامِلَ كُورَةِ كَذَا وَكَذَا مِنَ الشَّامِ كَتَبَ إِلَيَّ أَنْ كَرِهَ لِلْمُسْلِمِينَ مُبَاحَتَهُ الْمَاءَ وَغَلَّا عَلَيْهِمُ الْعَسَلَ ، وَأَنَّ بَعْضَ أَهْلِ الْأَرْضِ ذَكَرَ لَهُ أَنَّهُمْ يَصْنَعُونَ مِنَ الْعَصِيرِ شَرَابًا يُطْبَخُ حَتَّى يَذْهَبَ الثُّلُثَانِ وَيَبْقَى ثُلُثُ الثُّلُثِ فَيَذْهَبُ غُثَاؤُهُ وَأَذَاهُ وَيَبْقَى صَفْوُهُ وَطَيِّبُهُ ، فَإِذَا أَتَاكَ كِتَابِي هَذَا فَاشْرَبْهُ وَصِفْهُ لِمَنْ قِبَلَكَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَابْعَثْ إِلَى صَاحِبِ السَّيْلَحِينَ ، فَأَقْرِئْهُ كِتَابِي هَذَا وَكَتَبَ مَعِي كِتَابًا ، فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ جَالِسٌ فِي ظِلِّ جَوْسَقَةٍ ، فَأَقْرَأْتُهُ الْكِتَابَ ، فَقَالَ : كُلُّ هَذَا عِنْدَنَا ، الْعَصِيرُ وَالْقُدُورُ وَالْحَطَبُ ، وَسَأُرِيكُمْ مِقْدَارَهُ ، ثُمَّ نَصَبَ قُدُورَهُ ، وَصَبَّ فِيهِ الْعَصِيرَ ، وَأَوْقَدَ عَلَيْهِ حَتَّى آلَ إِلَى مِقْدَارِهِ ، فَجَعَلْنَاهُ فِي الزِّقَاقِ ، ثُمَّ حَمَلْنَاهُ فَأَتَيْنَاهُ بِهِ فَشَرِبَ وَسَقَى مَنْ حَوْلَهُ
وَعَنْ ، أَشْعَثَ ، عَنْ ، عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ ، حَيَّانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَهُوَ أَمِيرُ الْكُوفَةِ ، وَفِي يَدِهِ صَحِيفَةٌ فَرَمَى بِهَا إِلَيَّ وَقَالَ : هَذِهِ مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَإِذَا فِيهَا : أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ عَامِلَ كُورَةِ كَذَا وَكَذَا مِنَ الشَّامِ كَتَبَ إِلَيَّ أَنْ كَرِهَ لِلْمُسْلِمِينَ مُبَاحَتَهُ الْمَاءَ وَغَلَّا عَلَيْهِمُ الْعَسَلَ ، وَأَنَّ بَعْضَ أَهْلِ الْأَرْضِ ذَكَرَ لَهُ أَنَّهُمْ يَصْنَعُونَ مِنَ الْعَصِيرِ شَرَابًا يُطْبَخُ حَتَّى يَذْهَبَ الثُّلُثَانِ وَيَبْقَى ثُلُثُ الثُّلُثِ فَيَذْهَبُ غُثَاؤُهُ وَأَذَاهُ وَيَبْقَى صَفْوُهُ وَطَيِّبُهُ ، فَإِذَا أَتَاكَ كِتَابِي هَذَا فَاشْرَبْهُ وَصِفْهُ لِمَنْ قِبَلَكَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَابْعَثْ إِلَى صَاحِبِ السَّيْلَحِينَ ، فَأَقْرِئْهُ كِتَابِي هَذَا وَكَتَبَ مَعِي كِتَابًا ، فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ جَالِسٌ فِي ظِلِّ جَوْسَقَةٍ ، فَأَقْرَأْتُهُ الْكِتَابَ ، فَقَالَ : كُلُّ هَذَا عِنْدَنَا ، الْعَصِيرُ وَالْقُدُورُ وَالْحَطَبُ ، وَسَأُرِيكُمْ مِقْدَارَهُ ، ثُمَّ نَصَبَ قُدُورَهُ ، وَصَبَّ فِيهِ الْعَصِيرَ ، وَأَوْقَدَ عَلَيْهِ حَتَّى آلَ إِلَى مِقْدَارِهِ ، فَجَعَلْنَاهُ فِي الزِّقَاقِ ، ثُمَّ حَمَلْنَاهُ فَأَتَيْنَاهُ بِهِ فَشَرِبَ وَسَقَى مَنْ حَوْلَهُ