يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَفَقِيهٌ وَاحِدٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ "
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ السَّرَّاجُ قَالَ : ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ رَوْحِ بْنِ جَنَاحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا - أَصْحَابَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فَذَكَرَ عِكْرِمَةَ وَعَطَاءً - وَابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يُصَلِّي إِلَى الْكَعْبَةِ فَجَاءَنِي جَاءٍ فَقَالَ : هَلْ مِنْ مُفْتٍ ؟ قَالَ : إِنِّي إِذَا بُلْتُ حَذَفْتُ الْمَاءَ الدَّافِقَ ، قُلْنَا : الْأَبْيَضَ الثَّخِينَ الَّذِي يَكُونُ مِنْهُ الْوَلَدُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قُلْنَا : عَلَيْكَ الْغُسْلُ قَوْلًا ، وَهُوَ يُرَجِّعُ ، وَعَجِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي صَلَاتِهِ ، ثُمَّ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : يَا عِكْرِمَةُ عَلَيَّ الرَّجُلَ ، فَلَمَّا جَاءَ قَالَ : أَخْبِرُونِي عَمَّا أَفْتَيْتُمْ بِهِ هَذَا الرَّجُلَ : عَنْ كِتَابِ اللَّهِ ؟ قُلْنَا : لَا ، قَالَ : فَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ قُلْنَا : لَا ، قَالَ فَعَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ قُلْنَا : لَا ، قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : فَعَمَّ ؟ قُلْنَا : عَنْ رَأْيِنَا ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : لِذَلِكَ يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لَفَقِيهٌ وَاحِدٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ ثُمَّ أَقْبَلَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الرَّجُلِ فَقَالَ : أَخْبِرْنِي ، إِذَا كَانَ ذَا مِنْكَ تَجِدُ شَهْوَةً فِي قَلْبِكَ ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : فَإِذَا حَذَفْتَهُ تَجِدُ خَدَرًا فِي جَسَدِكَ ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : فَهَذِهِ إِبْرَدَةٌ عَلَيْكَ مِنْهَا الْوُضُوءُ وَقَالَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ : إِنَّ الْمَوْضِعَ الَّذِي صَلَّى فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنْ وَجْهِ الْكَعْبَةِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُطْلَى عَلَى الشَّاذَرْوَانِ الَّذِي تَحْتَ إِزَارِ الْكَعْبَةِ الْجَصُّ وَالْمَرْمَرُ عِنْدَ الْحَجَرِ السَّابِعِ مِنْ بَابِ الْحِجْرِ الشَّرْقِيِّ ، فَإِنَّ السَّابِعَ حَجَرٌ طَوِيلٌ ، هُوَ أَطْوَلُ السَّبْعَةِ ، وَفِيهِ عَلَامَةٌ قَدْ عُلِّمَتْ شِبْهُ النَّقْرِ أَوْ شِبْهُ الْحُفْرَةِ ، فَهُوَ الْمَوْضِعُ ، وَكَذَلِكَ رَأَيْتُهُ أَنَا فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ لَمَّا قَرَفَ الْجَصُّ وَالْمَرْمَرُ عَنِ الشَّاذَرْوَانِ وَرَأَيْتُ الْكِسْوَةَ الَّتِي جُرِّدَتْ عَنِ الْكَعْبَةِ أَثَرَ خَلُوقٍ قَدْ جُعِلَ فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ بِالطُّولِ عَلَامَةً لِهَذَا الْمَوْضِعِ ، وَقَدْ زَعَمُوا أَنَّهُ الْمَوْضِعُ الَّذِي جَعَلَ فِيهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْمَقَامَ حِينَ ذَهَبَ بِهِ سَيْلُ أُمِّ نَهْشَلٍ