أَتَيْتُ أَبَا ذَرِّ وَهُوَ بِجَبَلِ الْخَمْرِ لِأَسْأَلَهُ ، فَرَأَيْتُهُ عَلَى ضُوَيْرَةٍ يُعَالِجُهَا هُوَ وَامْرَأَتُهُ قَدْ سَالَتْ دُمُوعُهُ عَلَى لِحْيَتِهِ ، فَلَمَّا غَشِيتُهُ دَخَلَتْ خِدْرِهَا ، فَقُلْتُ : لَوِ اشْتَرَيْتَ خُوَيْدِمًا كَفَيْتَ عَنْكَ الْمَؤُونَةَ وَعَنْ أَهْلِكَ ، فَاشْتَهَتِ الْمَرْأَةُ قَوْلِي لَهُ ، فَقَالَتْ : لَقَدْ أَمَرْتُهُ بِذَلِكَ ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ : اللَّهُمَّ غُفْرًا ، هَذَا عَيْشِي إِنْ تَصْبِرْ فَهِيَ قَدْ عَرَفَتْ ، وَإِلَّا فَتَحْتَ كَنَفِ اللَّهِ . قُلْتُ : إِنِّي رَجُلٌ لَيْسَ لِي مَالٌ ، إِنَّمَا هُوَ عَطَائِي أَجُودُ بِهِ عَلَى نَفْسِي ، فَتَتَخَوَّفُ عَلَيَّ إِنْ أَدْرَكَنِي أَجْلِي وَعِنْدِي مِنْهُ شَيْءٌ ؟ قَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَئِنْ أَدْرَكَكَ أَجَلُكَ وَعِنْدَكَ مِنْهُ قَدْرَ خُرَيْصِيصَةٍ لَتُكْوَيَنَّ بِهَا . فَقُلْتُ : يَا أَبَا ذَرٍّ أَنْتَ فِي أَرْبَعِ مِائَةِ دِينَارٍ فَأَيْنَ تَضَعُهَا ؟ قَالَ : تَرَى هَذِهِ الْقَرْيَةَ ؟ فَإِنَّ لِي فِيهَا ثَلَاثِينَ فَرَسًا ، أَحْمِلُ عَلَى خَمْسَةَ عَشَرَ فِي كُلِّ عَامٍ فَإِذَا رَجَعْتُ أَعْقَبْتُهَا بِالْأُخْرَى ، ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى مَا يُصْلِحُهَا وَأَجْرَ أُجَرَائِهَا ، وَمَا نَفَقَ مِنْهَا أَبْدَلْتُ مَكَانَهُ ، ونَظَرْتُ إِلَى قُوتِي وَقُوتِ أَهْلِي فَحَبَسْتُ وَتَصَدَّقْتُ بِالْفَضْلِ
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُصْعَبٍ الصُّورِيُّ ، قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ ، قَالَ : نا صَدَقَةُ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ قَالَ : أَتَيْتُ أَبَا ذَرِّ وَهُوَ بِجَبَلِ الْخَمْرِ لِأَسْأَلَهُ ، فَرَأَيْتُهُ عَلَى ضُوَيْرَةٍ يُعَالِجُهَا هُوَ وَامْرَأَتُهُ قَدْ سَالَتْ دُمُوعُهُ عَلَى لِحْيَتِهِ ، فَلَمَّا غَشِيتُهُ دَخَلَتْ خِدْرِهَا ، فَقُلْتُ : لَوِ اشْتَرَيْتَ خُوَيْدِمًا كَفَيْتَ عَنْكَ الْمَؤُونَةَ وَعَنْ أَهْلِكَ ، فَاشْتَهَتِ الْمَرْأَةُ قَوْلِي لَهُ ، فَقَالَتْ : لَقَدْ أَمَرْتُهُ بِذَلِكَ ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ : اللَّهُمَّ غُفْرًا ، هَذَا عَيْشِي إِنْ تَصْبِرْ فَهِيَ قَدْ عَرَفَتْ ، وَإِلَّا فَتَحْتَ كَنَفِ اللَّهِ . قُلْتُ : إِنِّي رَجُلٌ لَيْسَ لِي مَالٌ ، إِنَّمَا هُوَ عَطَائِي أَجُودُ بِهِ عَلَى نَفْسِي ، فَتَتَخَوَّفُ عَلَيَّ إِنْ أَدْرَكَنِي أَجْلِي وَعِنْدِي مِنْهُ شَيْءٌ ؟ قَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَئِنْ أَدْرَكَكَ أَجَلُكَ وَعِنْدَكَ مِنْهُ قَدْرَ خُرَيْصِيصَةٍ لَتُكْوَيَنَّ بِهَا . فَقُلْتُ : يَا أَبَا ذَرٍّ أَنْتَ فِي أَرْبَعِ مِائَةِ دِينَارٍ فَأَيْنَ تَضَعُهَا ؟ قَالَ : تَرَى هَذِهِ الْقَرْيَةَ ؟ فَإِنَّ لِي فِيهَا ثَلَاثِينَ فَرَسًا ، أَحْمِلُ عَلَى خَمْسَةَ عَشَرَ فِي كُلِّ عَامٍ فَإِذَا رَجَعْتُ أَعْقَبْتُهَا بِالْأُخْرَى ، ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى مَا يُصْلِحُهَا وَأَجْرَ أُجَرَائِهَا ، وَمَا نَفَقَ مِنْهَا أَبْدَلْتُ مَكَانَهُ ، ونَظَرْتُ إِلَى قُوتِي وَقُوتِ أَهْلِي فَحَبَسْتُ وَتَصَدَّقْتُ بِالْفَضْلِ