لَمَّا حَضَرَتْ حَاطِبًا الْوَفَاةُ أَوْصَى بِأَنْ يُعْتَقَ كُلُّ مَمْلُوكٍ لَهُ قَدْ صَلَّى وَصَامَ ، وَكَانَتْ جَارِيَةٌ لَهُ سَوْدَاءُ فَزَنَتْ وَكَانَتْ ثَيِّبًا ، فَأَتَيْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ : مِثْلُكَ الرَّجُلُ لَا يَأْتِي بِخَيْرٍ ، فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حَقُّ اللَّهِ وَقَعَ فِي أَهْلِي ، وَأَنْتَ مَحَلُّ ذَلِكَ فَأَتَيْتُكَ لِذَلِكَ ، فَقَالَ : ائْتِنِي بِهَا ، فَأَتَيْتُ بِهَا ، فَقَالَ : زَنَيْتِ وَيْحَكِ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ رَفَشْ دِرْهَمَيْنِ بِالْحَبَشِيَّةِ ، تَقُولُ أَجْرِي بِدِرْهَمَيْنِ وَعِنْدَهُ عُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، فَقَالَ : مَا تَرَوْنَ ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : نَرَى أَنْ تُقِيمَ عَلَيْهَا الْحَدَّ ، وَعُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَاكِتٌ ، فَقَالَ : مَا تَقُولُ أَنْتَ ؟ فَاسْتَوَى جَالِسًا وَكَانَ مُتَّكِئًا فَقَالَ : أُرَاهَا مُسْتَهِلَّةً بِفِعْلِهَا ، كَأَنَّهَا لَا تَرَى بِهِ بَأْسًا ، وَإِنَّمَا الْحَدُّ عَلَى مَنْ عَرَفَهُ فَقَالَ : " صَدَقْتَ وَاللَّهِ مَا الْحَدُّ إِلَّا عَلَى مَنْ عَرَفَهُ "
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَمَّا حَضَرَتْ حَاطِبًا الْوَفَاةُ أَوْصَى بِأَنْ يُعْتَقَ كُلُّ مَمْلُوكٍ لَهُ قَدْ صَلَّى وَصَامَ ، وَكَانَتْ جَارِيَةٌ لَهُ سَوْدَاءُ فَزَنَتْ وَكَانَتْ ثَيِّبًا ، فَأَتَيْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ : مِثْلُكَ الرَّجُلُ لَا يَأْتِي بِخَيْرٍ ، فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حَقُّ اللَّهِ وَقَعَ فِي أَهْلِي ، وَأَنْتَ مَحَلُّ ذَلِكَ فَأَتَيْتُكَ لِذَلِكَ ، فَقَالَ : ائْتِنِي بِهَا ، فَأَتَيْتُ بِهَا ، فَقَالَ : زَنَيْتِ وَيْحَكِ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ رَفَشْ دِرْهَمَيْنِ بِالْحَبَشِيَّةِ ، تَقُولُ أَجْرِي بِدِرْهَمَيْنِ وَعِنْدَهُ عُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، فَقَالَ : مَا تَرَوْنَ ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : نَرَى أَنْ تُقِيمَ عَلَيْهَا الْحَدَّ ، وَعُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَاكِتٌ ، فَقَالَ : مَا تَقُولُ أَنْتَ ؟ فَاسْتَوَى جَالِسًا وَكَانَ مُتَّكِئًا فَقَالَ : أُرَاهَا مُسْتَهِلَّةً بِفِعْلِهَا ، كَأَنَّهَا لَا تَرَى بِهِ بَأْسًا ، وَإِنَّمَا الْحَدُّ عَلَى مَنْ عَرَفَهُ فَقَالَ : صَدَقْتَ وَاللَّهِ مَا الْحَدُّ إِلَّا عَلَى مَنْ عَرَفَهُ ، فَضَرَبَهَا أَدْنَى الْحَدِّ مِنْ مِائَةِ جَلْدَةٍ وَغَرَّبَهَا عَامًا