أَنَّ الْجَارُودَ ضَرَبَ قُدَامَةَ بْنَ مَظْعُونٍ الْجُمَحِيَّ بِالْبَحْرَيْنِ فِي الْخَمْرِ الْحَدَّ ، وَهُوَ أَمِيرُهُمْ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ ، فَقَامُوا ، فَقَالَ لِلْجَارُودِ : " هِيهِ ، اجْتَرَأْتَ عَلَى صِهْرِي وَخَالِ وَلَدِي ؟ فَقَالَ الْجَارُودُ : لَا أَجْتَرِئُ عَلَى قُرَشِيٍّ بَعْدَكَ ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : لَأُوجِعَنَّ خَتَنَكَ يَعْنِي أَبَا هُرَيْرَةَ فَقَالَ الْجَارُودُ : أَيَشْرَبُ خَتَنُكَ وَيُضْرَبُ خَتَنِي ؟ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : مَا ذَاكَ بِالْعَدْلِ ، ثُمَّ قَالَ : هَاتِ بَيِّنَتَكَ ، فَجَاءَ بِأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَشَهِدَ ، وَجَاءَ بِعَلْقَمَةَ الْخَصِيِّ فَشَهِدَ أَنَّهُ رَآهُ قَاءَهَا ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : " مَا قَاءَهَا حَتَّى شَرِبَهَا " ، فَأَخَّرَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قُدَامَةَ بَعْضَ التَّأْخِيرِ لِوَجَعٍ كَانَ بِهِ ، ثُمَّ دَعَاهُ فَضَرَبَهُ الْحَدَّ ، وَقَالَ : وَاللَّهِ لَا أُكَلِّمُكَ أَبَدًا ، فَرَأَى رُؤْيَا فَأَتَاهُ فَكَلَّمَهُ ، وَقَالَ : مَا حَابَيْتُ مُذْ وُلِّيتُ رَجُلًا غَيْرَهُ ، فَمَا بُورِكَ لِي فِيهِ "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى الْعُكْلِيُّ ، عَنْ هُشَيْمٍ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، وَغَيْرِهِ : أَنَّ الْجَارُودَ ضَرَبَ قُدَامَةَ بْنَ مَظْعُونٍ الْجُمَحِيَّ بِالْبَحْرَيْنِ فِي الْخَمْرِ الْحَدَّ ، وَهُوَ أَمِيرُهُمْ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ ، فَقَامُوا ، فَقَالَ لِلْجَارُودِ : هِيهِ ، اجْتَرَأْتَ عَلَى صِهْرِي وَخَالِ وَلَدِي ؟ فَقَالَ الْجَارُودُ : لَا أَجْتَرِئُ عَلَى قُرَشِيٍّ بَعْدَكَ ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : لَأُوجِعَنَّ خَتَنَكَ يَعْنِي أَبَا هُرَيْرَةَ فَقَالَ الْجَارُودُ : أَيَشْرَبُ خَتَنُكَ وَيُضْرَبُ خَتَنِي ؟ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : مَا ذَاكَ بِالْعَدْلِ ، ثُمَّ قَالَ : هَاتِ بَيِّنَتَكَ ، فَجَاءَ بِأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَشَهِدَ ، وَجَاءَ بِعَلْقَمَةَ الْخَصِيِّ فَشَهِدَ أَنَّهُ رَآهُ قَاءَهَا ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : مَا قَاءَهَا حَتَّى شَرِبَهَا ، فَأَخَّرَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قُدَامَةَ بَعْضَ التَّأْخِيرِ لِوَجَعٍ كَانَ بِهِ ، ثُمَّ دَعَاهُ فَضَرَبَهُ الْحَدَّ ، وَقَالَ : وَاللَّهِ لَا أُكَلِّمُكَ أَبَدًا ، فَرَأَى رُؤْيَا فَأَتَاهُ فَكَلَّمَهُ ، وَقَالَ : مَا حَابَيْتُ مُذْ وُلِّيتُ رَجُلًا غَيْرَهُ ، فَمَا بُورِكَ لِي فِيهِ