أَنَّ أَبَاهُ وَالْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، اجْتَمَعَا مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ابْنُهُ ، مَعَ الْعَبَّاسِ الْفَضْلُ ، وَمَعَ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ ابْنُهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فَقَالَا : مَا يَمْنَعُنَا أَنْ نَبْعَثَ هَذَيْنِ الْفَتَيَيْنِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَسْتَعْمِلُهُمَا عَلَى بَعْضِ مَا يَسْتَعْمِلُ عَلَيْهِ هَؤُلَاءِ النَّاسَ ، فَأَمَّا مَا يُؤَدِّي إِلَيْهِ النَّاسُ فَيُؤَدِّيَانِ ، وَأَمَّا مَا يُصِيبُ النَّاسُ مِنْ نَفْعِهِ ذَلِكَ فَيُصِيبُنَا ؟ قَالَ : فَبَيْنَمَا هُمَا كَذَلِكَ إِذْ أَتَى عَلَيْهِمَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ : مَا يَقُولُ الشَّيْخَانِ ؟ فَقَالَا : نَقُولُ لَوْ بَعَثْنَا هَذَيْنِ الْفَتَيَيْنِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَعْمَلَهُمَا عَلَى بَعْضِ مَا يَسْتَعْمِلُ عَلَيْهِ هَؤُلَاءِ النَّاسَ ؟ فَقَالَ : لَا عَلَيْكُمَا أَنْ لَا تَفْعَلَا ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ بِفَاعِلٍ فَقَالَا : يَا أَبَا عَلِيٍّ ، أَوْ يَا أَبَا حَسَنٍ : مَا نَفِسْنَا عَلَيْكَ قَرَابَتَكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَصِهْرَكَ إِيَّاهُ ، فَتَنْفُسَ عَلَيْنَا أَنْ يَسْتَعْمِلَ هَذَيْنِ الْفَتَيَيْنِ قَالَ : فَأَيُّ نَفَاسَةٍ عَلَيْكُمَا ، وَلَكِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ فَاعِلٍ ، ثُمَّ جَمَعَ رِدَاءَهُ فَجَلَسَ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ حَزَنًا : أَنَا أَبُو حُسَيْنٍ ، أَوْ أَنَا أَبُو حَسَنٍ الْقَرْمُ . قَالَ : فَانْطَلَقْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّيْنَا مَعَهُ الظُّهْرَ ، ثُمَّ انْصَرَفْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا مَعَهُ إِلَى الْبَابِ ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ يَوْمُ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ ، فَدَخَلَ وَأَذِنَ لَنَا فَقَالَ : " أَخْرِجَا مَا تُصَرِّرَانِ " ، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بَعَثَنَا أَبَوَانَا لِتَسْتَعْمِلَنَا عَلَى بَعْضِ مَا تَسْتَعْمِلُ عَلَيْهِ النَّاسَ ، فَأَمَّا مَا يُؤَدِّي النَّاسُ فَنُؤَدِّي ، وَأَمَّا مَا يُصِيبُ النَّاسُ مِنْ مَنْفَعَةٍ فَنُصِيبُ ، فَاسْتَلْقَى مَلِيًّا وَرَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَذَهَبْنَا نُكَلِّمُهُ فَأَوْمَتْ إِلَيْنَا زَيْنَبُ أَنِ امْضِيَا ؛ فَإِنَّهُ فِي شَأْنِكُمَا ، فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ : " إِنَّ هَذِهِ الصَّدَقَاتِ أَوْسَاخُ أَيْدِي النَّاسِ ، وَإِنَّهَا لَا تَحِلُّ لِمُحَمَّدٍ وَلَا آلِ مُحَمَّدٍ " ، ثُمَّ قَالَ : ادْعُ لِي أَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ وَمَحْمِيَةَ بْنَ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْمَعُ إِلَيْهِ الشَّيْءَ إِذَا كَانَ عِنْدَهُ فَقَالَ : " يَا مَحْمِيَةُ ، زَوِّجْ أَحَدَ هَذَيْنِ " ، وَقَالَ لِأَبِي سُفْيَانَ : " زَوِّجِ ابْنَتَكَ مِنَ الْآخَرِ " ، وَقَالَ لِمَحْمِيَةَ : " سُقْ عَنْهَا مَا عِنْدَكَ "
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ قَالَ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ أَبَاهُ وَالْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، اجْتَمَعَا مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ابْنُهُ ، مَعَ الْعَبَّاسِ الْفَضْلُ ، وَمَعَ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ ابْنُهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فَقَالَا : مَا يَمْنَعُنَا أَنْ نَبْعَثَ هَذَيْنِ الْفَتَيَيْنِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَيَسْتَعْمِلُهُمَا عَلَى بَعْضِ مَا يَسْتَعْمِلُ عَلَيْهِ هَؤُلَاءِ النَّاسَ ، فَأَمَّا مَا يُؤَدِّي إِلَيْهِ النَّاسُ فَيُؤَدِّيَانِ ، وَأَمَّا مَا يُصِيبُ النَّاسُ مِنْ نَفْعِهِ ذَلِكَ فَيُصِيبُنَا ؟ قَالَ : فَبَيْنَمَا هُمَا كَذَلِكَ إِذْ أَتَى عَلَيْهِمَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ : مَا يَقُولُ الشَّيْخَانِ ؟ فَقَالَا : نَقُولُ لَوْ بَعَثْنَا هَذَيْنِ الْفَتَيَيْنِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَاسْتَعْمَلَهُمَا عَلَى بَعْضِ مَا يَسْتَعْمِلُ عَلَيْهِ هَؤُلَاءِ النَّاسَ ؟ فَقَالَ : لَا عَلَيْكُمَا أَنْ لَا تَفْعَلَا ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ بِفَاعِلٍ فَقَالَا : يَا أَبَا عَلِيٍّ ، أَوْ يَا أَبَا حَسَنٍ : مَا نَفِسْنَا عَلَيْكَ قَرَابَتَكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَصِهْرَكَ إِيَّاهُ ، فَتَنْفُسَ عَلَيْنَا أَنْ يَسْتَعْمِلَ هَذَيْنِ الْفَتَيَيْنِ قَالَ : فَأَيُّ نَفَاسَةٍ عَلَيْكُمَا ، وَلَكِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ فَاعِلٍ ، ثُمَّ جَمَعَ رِدَاءَهُ فَجَلَسَ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ حَزَنًا : أَنَا أَبُو حُسَيْنٍ ، أَوْ أَنَا أَبُو حَسَنٍ الْقَرْمُ . قَالَ : فَانْطَلَقْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَصَلَّيْنَا مَعَهُ الظُّهْرَ ، ثُمَّ انْصَرَفْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا مَعَهُ إِلَى الْبَابِ ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ يَوْمُ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ ، فَدَخَلَ وَأَذِنَ لَنَا فَقَالَ : أَخْرِجَا مَا تُصَرِّرَانِ ، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بَعَثَنَا أَبَوَانَا لِتَسْتَعْمِلَنَا عَلَى بَعْضِ مَا تَسْتَعْمِلُ عَلَيْهِ النَّاسَ ، فَأَمَّا مَا يُؤَدِّي النَّاسُ فَنُؤَدِّي ، وَأَمَّا مَا يُصِيبُ النَّاسُ مِنْ مَنْفَعَةٍ فَنُصِيبُ ، فَاسْتَلْقَى مَلِيًّا وَرَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَذَهَبْنَا نُكَلِّمُهُ فَأَوْمَتْ إِلَيْنَا زَيْنَبُ أَنِ امْضِيَا ؛ فَإِنَّهُ فِي شَأْنِكُمَا ، فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ : إِنَّ هَذِهِ الصَّدَقَاتِ أَوْسَاخُ أَيْدِي النَّاسِ ، وَإِنَّهَا لَا تَحِلُّ لِمُحَمَّدٍ وَلَا آلِ مُحَمَّدٍ ، ثُمَّ قَالَ : ادْعُ لِي أَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ وَمَحْمِيَةَ بْنَ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَجْمَعُ إِلَيْهِ الشَّيْءَ إِذَا كَانَ عِنْدَهُ فَقَالَ : يَا مَحْمِيَةُ ، زَوِّجْ أَحَدَ هَذَيْنِ ، وَقَالَ لِأَبِي سُفْيَانَ : زَوِّجِ ابْنَتَكَ مِنَ الْآخَرِ ، وَقَالَ لِمَحْمِيَةَ : سُقْ عَنْهَا مَا عِنْدَكَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَوْفَلٍ ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ ، بِنَحْوِهِ ، وَقَالَ فِيهِ : فَقَالَا لِعَلِيٍّ : وَاللَّهِ مَا نَفِسْنَا عَلَيْكَ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ مِنْ صِهْرِهِ وَصُحْبَتِهِ ، وَقَالَ فِيهِ : وَكَانَ مَحْمِيَةُ عَلَى خُمُسِ الْمُسْلِمِينَ ، وَقَالَ فِيهِ : وَقَالَ لِأَبِي سُفْيَانَ : زَوِّجِ ابْنَتَكَ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ قَالَ : قَدْ فَعَلْتُ ، وَقَالَ لِمَحْمِيَةَ : يَا مَحْمِيَةُ ، زَوِّجِ الْفَضْلَ ابْنَتَكَ قَالَ : قَدْ فَعَلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ