عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ : خَرَجَ صُهَيْبٌ مُهَاجِرًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاتَّبَعَهُ نَفَرٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، فَنَثَرَ كِنَانَتَهُ وَقَالَ لَهُمْ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، قَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي مِنْ أَرْمَاكُمْ ، وَاللَّهِ لَا تَصِلُونَ إِلَيَّ حَتَّى أَرْمِيَكُمْ بِكُلِّ سَهْمٍ مَعِي ، ثُمَّ أَضْرِبَكُمْ بِسَيْفِي مَا بَقِيَ مِنْهُ فِي يَدِي شَيْءٌ ، فَإِنْ كُنْتُمْ تُرِيدُونَ مَالِي دَلَلْتُكُمْ عَلَيْهِ . قَالُوا : فَدُلَّنَا عَلَى مَالِكَ وَنُخْلِي عَنْكَ . فَتَعَاهَدُوا عَلَى ذَلِكَ ، فَدَلَّهُمْ وَلَحِقَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " رَبِحَ الْبَيْعُ أَبَا يَحْيَى " ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِ : {{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ }} الْآيَةَ "
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أُصْبُعٍ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَا : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ : خَرَجَ صُهَيْبٌ مُهَاجِرًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَاتَّبَعَهُ نَفَرٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، فَنَثَرَ كِنَانَتَهُ وَقَالَ لَهُمْ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، قَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي مِنْ أَرْمَاكُمْ ، وَاللَّهِ لَا تَصِلُونَ إِلَيَّ حَتَّى أَرْمِيَكُمْ بِكُلِّ سَهْمٍ مَعِي ، ثُمَّ أَضْرِبَكُمْ بِسَيْفِي مَا بَقِيَ مِنْهُ فِي يَدِي شَيْءٌ ، فَإِنْ كُنْتُمْ تُرِيدُونَ مَالِي دَلَلْتُكُمْ عَلَيْهِ . قَالُوا : فَدُلَّنَا عَلَى مَالِكَ وَنُخْلِي عَنْكَ . فَتَعَاهَدُوا عَلَى ذَلِكَ ، فَدَلَّهُمْ وَلَحِقَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : رَبِحَ الْبَيْعُ أَبَا يَحْيَى ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِ : {{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ }} الْآيَةَ قَالَ أَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ : نَزَلَتْ فِي صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ الرُّومِيِّ حِينَ أَخَذَهُ الْمُشْرِكُونَ فِي رَهْطٍ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَعَذَّبُوهُ فَقَالَ لَهُمْ صُهَيْبٌ : إِنِّي شَيْخٌ ضَعِيفٌ ، لَا يَضُرُّكُمُ أَمِنْكُمْ كُنْتُ أَمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ ، قَالُوا : صَدَقْتَ قَالَ : فَتَأْخُذُونَ أَهْلِي وَمَالِي وَتَدَعُونِي وَدِينِي ، فَفَعَلُوا ، فَنَزَلَتْ فِيهِ هَذِهِ الْآيَةُ ، فَلَقِيَهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْدَمَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَقَالَ : رَبِحَ الْبَيْعُ يَا صُهَيْبُ قَالَ : وَبَيْعُكَ فَلَا يَخْسَرُ . فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْآيَةَ فَفَرِحَ بِهَا . وَأَمَّا بِلَالٌ وَخَبَّابٌ وَجَبْرٌ وَعَمَّارٌ فَعُذِّبُوا حَتَّى قَالُوا : نُمْضِي مَا أَرَادَ الْمُشْرِكُونَ ، ثُمَّ أَرْسَلُوهُمْ ، فَفِيهِمْ نَزَلَتْ : {{ وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }}