بَعَثَ إِلَيَّ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَأَتَيْتُهُ فَوَجَدْتُهُ جَالِسًا عَلَى رِمَالٍ فَقَالَ : يَا مَالِكُ ، " إِنَّهُ قَدْ دَفَّ عَلَيَّ دَوَافٌّ مِنْ قَوْمِكَ ، فَخُذْ هَذَا الْمَالَ فَاقْسِمْهُ بَيْنَهُمْ ، فَقُلْتُ : لَوْ أَمَرْتَ بِذَلِكَ غَيْرِي فَقَالَ : خُذْهُ أَيُّهَا الرَّجُلُ فَقَالَ : فَبَيْنَمَا أَنَا عِنْدَهُ إِذَا يَرْفَأُ فَقَالَ : هَلْ لَكَ فِي عُثْمَانَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَسَعْدٍ - قَالَ سُفْيَانُ خَمْسَةً أَوْ أَرْبَعَةً - فَقَالَ : ائْذَنْ لَهُمْ . فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ أَتَاهُ فَقَالَ : هَلْ لَكَ فِي عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ ؟ فَقَالَ : ائْذَنْ لَهُمَا ، فَدَخَلَا فَقَالَ الْقَوْمُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، افْصِلْ بَيْنَهُمَا وَارْحَمْهُمَا فَقَالَ : إِنَّ أَمْوَالَ بَنِي النَّضِيرِ كَانَتْ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِمَّا لَمْ يُوجِفِ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ بِخَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ ، فَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِهِ مِنْهُ نَفَقَةَ سَنَتِهِ ، وَمَا بَقِيَ مِنْهُ جَعَلَهُ عُدَّةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، فِي السِّلَاحِ وَالْكُرَاعِ "
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْوَزِيرِ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ قَالَ : بَعَثَ إِلَيَّ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَأَتَيْتُهُ فَوَجَدْتُهُ جَالِسًا عَلَى رِمَالٍ فَقَالَ : يَا مَالِكُ ، إِنَّهُ قَدْ دَفَّ عَلَيَّ دَوَافٌّ مِنْ قَوْمِكَ ، فَخُذْ هَذَا الْمَالَ فَاقْسِمْهُ بَيْنَهُمْ ، فَقُلْتُ : لَوْ أَمَرْتَ بِذَلِكَ غَيْرِي فَقَالَ : خُذْهُ أَيُّهَا الرَّجُلُ فَقَالَ : فَبَيْنَمَا أَنَا عِنْدَهُ إِذَا يَرْفَأُ فَقَالَ : هَلْ لَكَ فِي عُثْمَانَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَسَعْدٍ - قَالَ سُفْيَانُ خَمْسَةً أَوْ أَرْبَعَةً - فَقَالَ : ائْذَنْ لَهُمْ . فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ أَتَاهُ فَقَالَ : هَلْ لَكَ فِي عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ ؟ فَقَالَ : ائْذَنْ لَهُمَا ، فَدَخَلَا فَقَالَ الْقَوْمُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، افْصِلْ بَيْنَهُمَا وَارْحَمْهُمَا فَقَالَ : إِنَّ أَمْوَالَ بَنِي النَّضِيرِ كَانَتْ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِمَّا لَمْ يُوجِفِ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ بِخَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ ، فَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِهِ مِنْهُ نَفَقَةَ سَنَتِهِ ، وَمَا بَقِيَ مِنْهُ جَعَلَهُ عُدَّةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، فِي السِّلَاحِ وَالْكُرَاعِ