• 743
  • وَشَكَا النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجُوعَ ، فَقَالَ : " عَسَى اللَّهُ أَنْ يُطْعِمَكُمْ " فَأَتَيْنَا سِيفَ الْبَحْرِ فَزَخَرَ الْبَحْرُ زَخْرَةً ، فَأَلْقَى دَابَّةً ، فَأَوْرَيْنَا عَلَى شِقِّهَا النَّارَ ، فَاطَّبَخْنَا وَاشْتَوَيْنَا ، وَأَكَلْنَا حَتَّى شَبِعْنَا ، قَالَ جَابِرٌ : فَدَخَلْتُ أَنَا وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ ، حَتَّى عَدَّ خَمْسَةً ، فِي حِجَاجِ عَيْنِهَا مَا يَرَانَا أَحَدٌ ، حَتَّى خَرَجْنَا ، فَأَخَذْنَا ضِلَعًا مِنْ أَضْلَاعِهِ فَقَوَّسْنَاهُ ، ثُمَّ دَعَوْنَا بِأَعْظَمِ رَجُلٍ فِي الرَّكْبِ ، وَأَعْظَمِ جَمَلٍ فِي الرَّكْبِ ، وَأَعْظَمِ كِفْلٍ فِي الرَّكْبِ ، فَدَخَلَ تَحْتَهُ مَا يُطَأْطِئُ رَأْسَهُ

    وَشَكَا النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجُوعَ ، فَقَالَ : عَسَى اللَّهُ أَنْ يُطْعِمَكُمْ فَأَتَيْنَا سِيفَ الْبَحْرِ فَزَخَرَ الْبَحْرُ زَخْرَةً ، فَأَلْقَى دَابَّةً ، فَأَوْرَيْنَا عَلَى شِقِّهَا النَّارَ ، فَاطَّبَخْنَا وَاشْتَوَيْنَا ، وَأَكَلْنَا حَتَّى شَبِعْنَا ، قَالَ جَابِرٌ : فَدَخَلْتُ أَنَا وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ ، حَتَّى عَدَّ خَمْسَةً ، فِي حِجَاجِ عَيْنِهَا مَا يَرَانَا أَحَدٌ ، حَتَّى خَرَجْنَا ، فَأَخَذْنَا ضِلَعًا مِنْ أَضْلَاعِهِ فَقَوَّسْنَاهُ ، ثُمَّ دَعَوْنَا بِأَعْظَمِ رَجُلٍ فِي الرَّكْبِ ، وَأَعْظَمِ جَمَلٍ فِي الرَّكْبِ ، وَأَعْظَمِ كِفْلٍ فِي الرَّكْبِ ، فَدَخَلَ تَحْتَهُ مَا يُطَأْطِئُ رَأْسَهُ

    عسى: عسى : ظن وحسب
    سيف: سيف البحر : ساحل البحر
    فزخر: زخَر البحر : أي مدَّ وكثُر مَاؤُه وارتفعتْ أمواجُه.
    فأورينا: أورى : أشعل
    شقها: الشق : الجانب
    حجاج: الحِجَاج بالكسر والفتح : العَظْم الْمستَدِير حَوْلَ العَيْن
    الركب: الرَّكْبُ : الراكبون للسفر وغيره
    كفل: الكفل : الحظ والنصيب
    يطأطئ: طأطأ : خفض
    " عَسَى اللَّهُ أَنْ يُطْعِمَكُمْ " فَأَتَيْنَا سِيفَ الْبَحْرِ فَزَخَرَ الْبَحْرُ
    لا يوجد رواة

    [3014].
    قَوْلُهُ (فَأَتَيْنَا سِيفَ الْبَحْرِ فَزَخَرَ الْبَحْرُ زَخْرَةً فَأَلْقَى دَابَّةً فَأَوْرَيْنَا عَلَى شِقِّهَا النَّارَ) سِيفُ الْبَحْرِ بِكَسْرِ السِّينِ وَإِسْكَانِ الْمُثَنَّاةِ تَحْتُ هُوَ سَاحِلُهُ وَزَخَرَ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِأَيْ عَلَا مَوْجُهُ وَأَوْرَيْنَا أَوْقَدْنَا.
    قَوْلُهُ (حِجَاجُ عَيْنِهَا) هُوَ بِكَسْرِ الْحَاءِ وَفَتْحِهَا وَهُوَ عَظْمُهَا الْمُسْتَدِيرُ بِهَا.
    قَوْلُهُ (ثُمَّ دَعَوْنَا بِأَعْظَمِ رَجُلٍ فِي الرَّكْبِ وَأَعْظَمِ جَمَلٍ فِي الرَّكْبِ وَأَعْظَمِ كفل فى الركب فدخل تحته ما يطأطىء رَأْسَهُ) الْكِفْلُ هُنَا بِكَسْرِ الْكَافِ وَإِسْكَانِ الْفَاءِ قَالَ الْجُمْهُورُ وَالْمُرَادُ بِالْكِفْلِ هُنَا الْكِسَاءُ الَّذِي يَحْوِيهِ رَاكِبُ الْبَعِيرِ عَلَى سَنَامِهِ لِئَلَّا يَسْقُطَ فَيَحْفَظُ الكِفلُ الرَّاكِبَ قَالَ الْهَرَوِيُّ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَمِنْهُ اشْتِقَاقُ قَوْلِهِ تَعَالَى يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رحمته أَيْ نَصِيبَيْنِ يَحْفَظَانِكُمْ مِنَ الْهَلَكَةِ كَمَا يَحْفَظُ الْكِفْلُ الرَّاكِبَ يُقَالُ مِنْهُ تَكَفَّلْتَ الْبَعِيرَ وَأَكْفَلْتُهُ إِذَا أَدَرْتُ ذَلِكَ الْكِسَاءَ حَوْلَ سَنَامِهِ ثُمَّ رَكِبْتَهُ وَهَذَا الْكِسَاءُ كِفْلٌ بِكَسْرِ الْكَافِ وَسُكُونِ الْفَاءِ وَقَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ وَضَبَطَهُ بَعْضُ الرُّوَاةِ بِفَتْحِ الْكَافِ وَالْفَاءِ وَالصَّحِيحُ الْأَوَّلُ وَأَمَّا.
    قَوْلُهُ بِأَعْظَمِ رَجُلٍ فَهُوَ بِالْجِيمِ فِي رِوَايَةِ الْأَكْثَرِينَ وَهُوَ الْأَصَحُّ وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ بِالْحَاءِ وَكَذَا وَقَعَ لِرُوَاةِ الْبُخَارِيِّ بِالْوَجْهَيْنِ وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ مُعْجِزَاتٌ ظَاهِرَاتٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاللَّهُ أَعْلَمُبَاب فِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ وَيُقَالُ لَهُ حَدِيثُ الرحل الحاء

    [3014] أَبَا حزرة بحاء مُهْملَة مَفْتُوحَة ثمَّ زَاي ثمَّ رَاء ثمَّ هَاء أَبَا الْيُسْر بِفَتْح الْمُثَنَّاة تَحت وَالسِّين الْمُهْملَة ضمامة بِكَسْر الضَّاد الْمُعْجَمَة أَي رزمة يضم بَعْضهَا إِلَى بعض وَهِي لُغَة فِي إضمامة بردة أَي شملة مخططة ومعافري بِفَتْح الْمِيم نوع من الثِّيَاب يعْمل بقرية اسْمهَا معافر سفعة بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة وَضمّهَا وَسُكُون الْفَاء أَي تغير الحرامي بِفَتْح الْحَاء وَالرَّاء نِسْبَة إِلَى بني حرَام وَرُوِيَ بِكَسْر الْحَاء وَالزَّاي وَرُوِيَ الجذامي بِضَم الْجِيم وذال مُعْجمَة جفر قيل هُوَ الَّذِي قَارب الْبلُوغ وَقيل الَّذِي قوي على الْأكل وَقيل بن خمس سِنِين أريكة السرير الَّذِي فِي الحجلة قلت آللَّهُ قَالَ الله الأول بِهَمْزَة ممدودة على الِاسْتِفْهَام وَالثَّانِي بِلَا مد وَالْهَاء فيهمَا مَكْسُورَة بصر عَيْني هَاتين وَسمع أُذُنِي هَاتين بِفَتْح الصَّاد وَرفع الرَّاء وَسُكُون الْمِيم وَرفع الْعين وَرُوِيَ بصر عَيْنَايَ هَاتَانِ بِضَم الصَّاد وَفتح الرَّاء وَسمع أذناي هَاتَانِ بِكَسْر الْمِيم وَفتح الْعين منَاط بِالْمِيم وَرُوِيَ نِيَاط وَهُوَ عرق مُعَلّق بِالْقَلْبِ فخشعنا بالخاءالمعجمة من الْخُشُوع وَهُوَ الخضوع والتذلل والسكون وَرُوِيَ بِالْجِيم أَي فزعنا فَإِن الله قبل وَجهه تَأْوِيله أَي الْجِهَة الَّتِي عظمها وَهِي الْقبْلَة أَو الْكَعْبَة فَإِن عجلت بِهِ بادرة أَي غلبته بصقة أَو نخامة بدرت مِنْهُ عبيرا بِفَتْح الْعين وَكسر الْمُوَحدَة هُوَ الزَّعْفَرَان يشْتَد أَي يسْعَى ويعدو عدوا شَدِيدا بواط بِضَم الْمُوَحدَة وَقيل بِفَتْحِهَا وَاو مُخَفّفَة وطاء مُهْملَة جبل من جبال جُهَيْنَة المجدي بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْجِيم وَفِي نُسْخَة النجدي بالنُّون يعقبه بِفَتْح الْيَاء وَضم الْقَاف وَفِي نُسْخَة يعتقبه عقبه بِضَم الْعين وَهِي ركُوب هَذَا نوبَة قَالَ صَاحب الْعين هِيَ ركُوب مِقْدَار فرسخين فلتدن أَي تلكأ وَتوقف شأ بشين مُعْجمَة بعْدهَا همزَة عشيشية مخفف الْيَاء الْأَخِيرَة سَاكن الأولى تَصْغِير عَشِيَّة على غير قِيَاس فيمدر الْحَوْض أَي يطينه ويصلحه أفهقناه فِي نُسْخَة أصفقناه بالصَّاد ومعناهما ملأناه فأشرع نَاقَته أَي أرسل رَأسهَا فِي المَاء فشنق لَهَا أَي جذب زمامها حَتَّى قَارب رَأسهَا قادمة الرحل فشجت فتح الْفَاء وَهِي أَصْلِيَّة والشين الْمُعْجَمَة وَالْجِيم المخففة يُقَال فشج الْبَعِير إِذا فرج بَين رجلَيْهِ للبول وَرُوِيَ بشتديد الْجِيم وَالْفَاء عاطفة أَي قطعت الشّرْب وَرُوِيَ بِالْحَاء الْمُهْملَة من قَوْلهم شحافاه إِذا فَتحه فَيكون بِمَعْنى تفاجت وَرُوِيَ فثجت بِالْمُثَلثَةِ وَالْجِيم قَالَ القَاضِي وَلَا معنى لَهُ ذباذب أَي أَطْرَاف وأهداب فنكسها بتَخْفِيف الْكَاف وتشديدها تواقصت أَي أَمْسَكت عَلَيْهَا بعنقي وجنبي لِئَلَّا تسْقط يرمقني أَي ينظر إِلَى نظرا مُتَتَابِعًا نختبط أَي نضرب الشّجر ليتحات ورقه فنأكله فأقسم أَي أَحْلف أخطأها رجل أَي فَاتَتْهُ التمرة نِسْيَانا من الْقَاسِم الَّذِي يقسم التَّمْر بَينهم ننعشه أَي نرفعه ونقيمه من شدَّة الضعْف والجهد وَقَالَ القَاضِي الْأَشْبَه أَن مَعْنَاهُ نَشد جَانِبه فِي دَعْوَاهُ ونشهد لَهُ فَشَهِدْنَا لَهُ أَنه لم يُعْطهَا فِيهِ جَوَاز الشَّهَادَة على النَّفْي المحصور الَّذِي يحاط بِهِ أفيح أَي وَاسِعًا بشاطئ الْوَادي أَي جَانِبه كالبعير المخشوش بمعجمات وَهُوَ الَّذِي يَجْعَل فِي أَنفه خشَاش بِكَسْر الْخَاء وَهُوَ عود يَجْعَل فِي انفه إِذا كَانَ صعبا ويشد فِيهِ حَبل ليذل وينقاد بالمنصف بِفَتْح الْمِيم وَالصَّاد وَهُوَ نصف الْمسَافَة لأم بِهَمْزَة مَقْصُورَة وممدودة أَي جمع وَفِي نُسْخَة ألام بِالْألف من غير همزَة هُوَ تَصْحِيف أحضر بِضَم الْهمزَة وَسُكُون الْحَاء وَكسر الضَّاد الْمُعْجَمَة أَي اعدو فحانت رُوِيَ فحالت وهما بِمَعْنى فالحين وَالْحَال الْوَقْت وَقعت وَكَانَت لفتة بِفَتْح اللَّام وَهِي النظرة إِلَى جَانب وَأَشَارَ أَبُو إِسْمَاعِيل فِي نُسْخَة بن إِسْمَاعِيل وَهُوَ أَبُو إِسْمَاعِيل حَاتِم بن إِسْمَاعِيل وحسرته بحاء وسين مهملتين السِّين خَفِيفَة أَي جحدته ونحيت عَنهُ مَا يمْنَع حِدته فانذلق بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة أَي صَار حادا يرفه أَي يُخَفف أشجاب جمع شجب بِسُكُون الْجِيم وَهُوَ السقاء الْخلق الْبَالِي حِمَاره بِكَسْر الْحَاء وَتَخْفِيف الْمِيم وَالرَّاء وَهِي أَعْوَاد يعلق عَلَيْهَا أسقية المَاء عزلاء شجب أَي فَم سقاء ويغمره أَي يعصره بِجَفْنَة بِفَتْح الْجِيم يَا جَفْنَة الرَّاكِب أَي من كَانَت عِنْده جَفْنَة فليحضرها سيف الْبَحْر بِكَسْر السِّين أَي ساحله فزخر الْبَحْر بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة أَي علا موجه فأورينا أَي أوقدنا حجاج عينهَا بِكَسْر الْحَاء وَفتحهَا وَهُوَ عظمها المستدير بهَا بأعظم رجل بِالْجِيم وَرُوِيَ بِالْحَاء كفل بِكَسْر الْكَاف وَسُكُون الْفَاء وَهُوَ الكساء الَّذِي يحويه رَاكب الْبَعِير على سنامه لِئَلَّا يسْقط

    عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال خرجت أنا وأبي نطلب العلم في هذا الحي من الأنصار قبل أن يهلكوا فكان أول من لقينا أبا اليسر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه غلام له معه ضمامة من صحف وعلى أبي اليسر بردة ومعافري وعلى غلامه بردة ومعافري فقال له أبي يا عم إني أرى في وجهك سفعة من غضب قال أجل كان لي على فلان ابن فلان الحرامي مال فأتيت أهله فسلمت فقلت ثم هو قالوا لا فخرج علي ابن له جفر فقلت له أين أبوك قال سمع صوتك فدخل أريكة أمي فقلت اخرج إلي فقد علمت أين أنت فخرج فقلت ما حملك على أن اختبأت مني قال أنا والله أحدثك ثم لا أكذبك خشيت والله أن أحدثك فأكذبك وأن أعدك فأخلفك وكنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت والله معسرا قال قلت آلله قال الله قلت آلله قال الله قلت آلله قال الله قال فأتى بصحيفته فمحاها بيده فقال إن وجدت قضاء فاقضني وإلا أنت في حل فأشهد بصر عيني هاتين (ووضع إصبعيه على عينيه) وسمع أذني هاتين ووعاه قلبي هذا (وأشار إلى مناط قلبه) رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول من أنظر معسرا أو وضع عنه أظله الله في ظله قال فقلت له أنا يا عم لو أنك أخذت بردة غلامك وأعطيته معافريك وأخذت معافريه وأعطيته بردتك فكانت عليك حلة وعليه حلة فمسح رأسي وقال اللهم بارك فيه يا ابن أخي بصر عيني هاتين وسمع أذني هاتين ووعاه قلبي هذا (وأشار إلى مناط قلبه) رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول أطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون وكان أن أعطيته من متاع الدنيا أهون علي من أن يأخذ من حسناتي يوم القيامة ثم مضينا حتى أتينا جابر بن عبد الله في مسجده وهو يصلي في ثوب واحد مشتملا به فتخطيت القوم حتى جلست بينه وبين القبلة فقلت يرحمك الله أتصلي في ثوب واحد ورداؤك إلى جنبك قال فقال بيده في صدري هكذا وفرق بين أصابعه وقوسها أردت أن يدخل علي الأحمق مثلك فيراني كيف أصنع فيصنع مثله أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجدنا هذا وفي يده عرجون ابن طاب فرأى في قبلة المسجد نخامة فحكها بالعرجون ثم أقبل علينا فقال أيكم يحب أن يعرض الله عنه قال فخشعنا ثم قال أيكم يحب أن يعرض الله عنه قال فخشعنا ثم قال أيكم يحب أن يعرض الله عنه قلنا لا أينا يا رسول الله قال فإن أحدكم إذا قام يصلي فإن الله تبارك وتعالى قبل وجهه فلا يبصقن قبل وجهه ولا عن يمينه وليبصق عن يساره تحت رجله اليسرى فإن عجلت به بادرة فليقل بثوبه هكذا ثم طوى ثوبه بعضه على بعض فقال أروني عبيرا فقام فتى من الحي يشتد إلى أهله فجاء بخلوق في راحته فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعله على رأس العرجون ثم لطخ به على أثر النخامة فقال جابر فمن هناك جعلتم الخلوق في مساجدكم سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بطن بواط وهو يطلب المجدي بن عمرو الجهني وكان الناضح يعقبه منا الخمسة والستة والسبعة فدارت عقبة رجل من الأنصار على ناضح له فأناخه فركبه ثم بعثه فتلدن عليه بعض التلدن فقال له شأ لعنك الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا اللاعن بعيره قال أنا يا رسول الله قال انزل عنه فلا تصحبنا بملعون لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كانت عشيشية ودنونا ماء من مياه العرب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رجل يتقدمنا فيمدر الحوض فيشرب ويسقينا قال جابر فقمت فقلت هذا رجل يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي رجل مع جابر فقام جبار بن صخر فانطلقنا إلى البئر فنزعنا في الحوض سجلا أو سجلين ثم مدرناه ثم نزعنا فيه حتى أفهقناه فكان أول طالع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أتأذنان قلنا نعم يا رسول الله فأشرع ناقته فشربت شنق لها فشجت فبالت ثم عدل بها فأناخها ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحوض فتوضأ منه ثم قمت فتوضأت من متوضإ رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب جبار بن صخر يقضي حاجته فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي وكانت علي بردة ذهبت أن أخالف بين طرفيها فلم تبلغ لي وكانت لها ذباذب فنكستها ثم خالفت بين طرفيها ثم تواقصت عليها ثم جئت حتى قمت عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيدي فأدارني حتى أقامني عن يمينه ثم جاء جبار بن صخر فتوضأ ثم جاء فقام عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدينا جميعا فدفعنا حتى أقامنا خلفه فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمقني وأنا لا أشعر ثم فطنت به فقال هكذا بيده يعني شد وسطك فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا جابر قلت لبيك يا رسول الله قال إذا كان واسعا فخالف بين طرفيه وإذا كان ضيقا فاشدده على حقوك سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قوت كل رجل منا في كل يوم تمرة فكان يمصها ثم يصرها في ثوبه وكنا نختبط بقسينا ونأكل حتى قرحت أشداقنا فأقسم أخطئها رجل منا يوما فانطلقنا به ننعشه فشهدنا أنه لم يعطها فأعطيها فقام فأخذها سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلنا واديا أفيح فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته فاتبعته بإداوة من ماء فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ير شيئا يستتر به فإذا شجرتان بشاطئ الوادي فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إحداهما فأخذ بغصن من أغصانها فقال انقادي علي بإذن الله فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يصانع قائده حتى أتى الشجرة الأخرى فأخذ بغصن من أغصانها فقال انقادي علي بإذن الله فانقادت معه كذلك حتى إذا كان بالمنصف مما بينهما لأم بينهما (يعني جمعهما) فقال التئما علي بإذن الله فالتأمتا قال جابر فخرجت أحضر مخافة أن يحس رسول الله صلى الله عليه وسلم بقربي فيبتعد (وقال محمد بن عباد فيتبعد) فجلست أحدث نفسي فحانت مني لفتة فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلا وإذا الشجرتان قد افترقتا فقامت كل واحدة منهما على ساق فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف وقفة فقال برأسه هكذا (وأشار أبو إسمعيل برأسه يمينا وشمالا) ثم أقبل فلما انتهى إلي قال يا جابر هل رأيت مقامي قلت نعم يا رسول الله قال فانطلق إلى الشجرتين فاقطع من كل واحدة منهما غصنا فأقبل بهما حتى إذا قمت مقامي فأرسل غصنا عن يمينك وغصنا عن يسارك قال جابر فقمت فأخذت حجرا فكسرته وحسرته فانذلق لي فأتيت الشجرتين فقطعت من كل واحدة منهما غصنا ثم أقبلت أجرهما حتى قمت مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلت غصنا عن يميني وغصنا عن يساري ثم لحقته فقلت قد فعلت يا رسول الله فعم ذاك قال إني مررت بقبرين يعذبان فأحببت بشفاعتي أن يرفه عنهما مادام الغصنان رطبين قال فأتينا العسكر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا جابر ناد بوضوء فقلت ألا وضوء ألا وضوء ألا وضوء قال قلت يا رسول الله ما وجدت في الركب من قطرة وكان رجل من الأنصار يبرد لرسول الله صلى الله عليه وسلم الماء في أشجاب له على حمارة من جريد قال فقال لي انطلق إلى فلان ابن فلان الأنصاري فانظر هل في أشجابه من شيء قال فانطلقت إليه فنظرت فيها فلم أجد فيها إلا قطرة في عزلاء شجب منها لو أني أفرغه لشربه يابسه فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إني لم أجد فيها إلا قطرة في عزلاء شجب منها لو أني أفرغه لشربه يابسه قال اذهب فأتني به فأتيته به فأخذه بيده فجعل يتكلم بشيء لا أدري ما هو ويغمزه بيديه ثم أعطانيه فقال يا جابر ناد بجفنة فقلت يا جفنة الركب فأتيت بها تحمل فوضعتها بين يديه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده في الجفنة هكذا فبسطها وفرق بين أصابعه ثم وضعها في قعر الجفنة وقال خذ يا جابر فصب علي وقل باسم الله فصببت عليه وقلت باسم الله فرأيت الماء يفور من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم فارت الجفنة ودارت حتى امتلأت فقال يا جابر ناد من كان له حاجة بماء قال فأتى الناس فاستقوا حتى رووا قال فقلت هل بقي أحد له حاجة فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده من الجفنة وهي ملأى وشكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع فقال عسى الله أن يطعمكم فأتينا سيف البحر فزخر البحر زخرة فألقى دابة فأورينا على شقها النار فاطبخنا واشتوينا وأكلنا حتى شبعنا قال جابر فدخلت أنا وفلان وفلان حتى عد خمسة في حجاج عينها ما يرانا أحد حتى خرجنا فأخذنا ضلعا من أضلاعه فقوسناه ثم دعونا بأعظم رجل في الركب وأعظم جمل في الركب وأعظم كفل في الركب فدخل تحته ما يطأطئ رأسه.
    المعنى العام:
    يجمع هذا الحديث تلميذين يتعلمان على يدي شيخين التلميذان عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت وأبوه والشيخان أبو اليسر الصحابي الجليل وجابر بن عبد الله رضي الله عنهما أما الشيخ الأول فدرس للتلميذين حديث إنظار المعسر وحديث أطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون وأما الشيخ الثاني فبسط للتلميذين حديثا طويلا عن أحداث ووقائع عايشها في غزوة بطن بواط بعد أن شرح حديثا في التحذير من البصاق في قبلة المصلي والأحداث التي تناولها جابر بن عبد الله في تلك الغزوة تصور الشدة والضنك والمشقة التي صادفت رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين فقد كان السبعة منهم يتعاقبون على البعير الواحد وتعب منهم بعير فلعنه صاحبه فأطلق سراحه وقل أو ندر الماء فنبع من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم حتى رووا وكانت التمرة الواحدة نصيب الرجل يوما كاملا يمصها ثم يحفظها ليمصها ثانية بعد ساعات حتى أكلوا أوراق الشجر وتشققت أشداقهم وجاعوا ونفد ما عندهم من تمر فأخرج البحر لهم دابة عظيمة أشبعتهم وحملوا معهم نصفها وهكذا يعطينا جابر بن عبد الله رضي الله عنه وعن أبيه صورة حية للإسلام وكيف أقامه ونشره صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع نبي الإسلام رضي الله عنهم أجمعين المباحث العربية (فكان أول من لقينا أبا اليسر) بفتح الياء والسين واسمه كعب بن عمر مشهور باسمه وكنيته شهد العقبة وبدرا وهو ابن عشرين سنة وتوفي بالمدينة سنة خمس وخمسين (ومعه غلام له معه ضمامة من صحف) ضمامة بكسر الضاد قال القاضي وقال بعض شيوخنا صوابه إضمامة بكسر الهمزة قبل الضاد قال القاضي ولا يبعد عندي صحة ما جاءت به الرواية هنا وقال صاحب نهاية الغريب إن الضمامة لغة في الإضمامة والمشهور في اللغة الإضمامة بالألف (وعلى أبي اليسر بردة) وهي شملة مخططة وقيل كساء مربع يلبسه الأعراب وجمعه برد بضم الباء وفتح الراء (ومعافري) بفتح الميم وهو نوع من الثياب يعمل بقرية تسمى معافر وقيل هي نسبة إلى قبيلة نزلت تلك القرية (إني أرى في وجهك سفعة من غضب قال أجل) سفعة بفتح السين وضمها لغتان وبإسكان الفاء أي علامة غضب وتغير في الوجه (كان لي على فلان ابن فلان الحرامي مال) قال القاضي رواه الأكثرون الحرامي بفتح الحاء وبالراء نسبة إلى بني حرام ورواه الطبري وغيره الحزامي بالزاي مع كسر الحاء ورواه ابن ماهان الجذامي بضم الجيم وفتح الذال (فأتيت أهله فسلمت فقلت ثم هو قالوا لا) ثم بفتح الثاء بمعنى هنا (فخرج علي ابن له جفر) أي قارب البلوغ وقيل هو الذي قوى على الأكل وقيل ابن خمس سنين (فقلت له أين أبوك قال سمع صوتك فدخل أريكة أمي) قيل هي السرير الذي في الحجلة أي في قبة من الثياب قال ثعلب ولا يكون السرير المفرد أريكة وقال الأزهري كل ما اتكأت عليه فهو أريكة (فقلت اخرج إلي فقد علمت أين أنت فخرج فقلت ما حملك على أن اختبأت مني قال أنا والله أحدثك ثم لا أكذبك خشيت والله أن أحدثك فأكذبك وأن أعدك فأخلفك وكنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت والله معسرا قال قلت آلله قال الله قلت آلله قال الله قلت آلله قال الله) قال النووي الأول بهمزة ممدودة على الاستفهام أي أتحلف بالله والثاني بلا مد والهاء فيهما مكسورة هذا هو المشهور قال القاضي رويناه بكسرها وفتحها معا وأكثر أهل العربية لا يجيزون غير كسرها مجرورة بحرف قسم محذوف (قال فأتى بصحيفته فمحاها بيده فقال إن وجدت قضاء فاقضني) أي محا أبو اليسر الوثيقة التي تثبت الدين وقال للمدين لا تثريب عليك إن تيسرت وأردت قضاء ديني في أي وقت فاقضه وإلا فأنت في حل من ديني (فأشهد بصر عيني هاتين ووضع إصبعيه على عينيه وسمع أذني هاتين ووعاه قلبي هذا وأشار إلى مناط قلبه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول...) قال النووي بصر بفتح الصاد ورفع الراء وسمع بإسكان الميم ورفع العين أي هذا الحديث الذي سأذكره لك هو سمع أذني وبصر عيني ووعي قلبي أي هو مؤكد تأكد اليقين ورواه جماعة بضم الصاد وفتح الراء وعيناي هاتان فعل وفاعل وسمع بكسر الميم وأذناي هاتان فعل وفاعل وكلاهما صحيح فالمفعول محذوف أي بصر عيناي وسمع أذناي ووعي قلبي الحديث الآتي ومناط القلب بفتح الميم عرق القلب وفي بعض النسخ نياط بكسر النون وهو بمعناه (فقلت له أنا) كان الكلام الأول بين أبي اليسر وبين الوليد بن عبادة والكلام الجديد بين عبادة بن الوليد وبين أبي اليسر (يا عم لو أنك أخذت بردة غلامك وأعطيته معافريك وأخذت معافريه وأعطيته بردتك فكانت عليك حلة وعليه حلة) قال النووي هكذا هو في جميع النسخ وأخذت بالواو وكذا نقله القاضي عن جميع النسخ والروايات ووجه الكلام وصوابه أن يقول أو أخذت بأو لأن المقصود أن يكون على أحدهما بردتان وعلى الآخر معافريان أما الحلة فهي ثوبان إزار ورداء قال أهل اللغة لا تكون إلا ثوبين سميت بذلك لأن أحدهما يحل على الآخر وقيل لا تكون إلا الثوب الجديد الذي يحل من طيه (وكان أن أعطيته من متاع الدنيا أهون علي) أي وكان إعطائي له شيئا من متاع الدنيا أهون علي (وهو يصلي في ثوب واحد مشتملا به) أي ملتحفا به مشتملا به اشتمالا ليس باشتمال الصماء المنهي عنه (فقال بيده في صدري هكذا) أطلق القول على الفعل أي فضرب بيده في صدري (أردت أن يدخل علي الأحمق مثلك) المراد بالأحمق هنا الجاهل وحقيقة الأحمق من يعمل ما يضره مع علمه بقبحه (وفي يده عرجون ابن طاب) العرجون الغصن وابن طاب نوع من النخيل معروف (فخشعنا) قال النووي بالخاء كذا رواية الجمهور ورواه جماعة بالجيم وكلاهما صحيح والأول من الخشوع وهو الخضوع والتذلل والسكون وأيضا غض البصر وأيضا الخوف وأما الثاني فمعناه الفزع (فإن الله قبل وجهه) قال العلماء أي الجهة التي عظمها أو الكعبة التي عظمها قبل وجهه ففي الكلام مضاف محذوف أي كعبة الله (فإن عجلت به بادرة) أي غلبته بصقة أو نخامة (فليقل بثوبه هكذا) فيه استخدام القول بدل الفعل (أروني عبيرا) بفتح العين وكسر الباء وهو الزعفران وقيل أخلاط من الطيب تجمع بالزعفران قيل العبير هو الخلوق وقيل غيره (فقام فتى من الحي يشتد إلى أهله) أي يسعى ويعدو عدوا شديدا (في غزوة بطن بواط) بضم الباء وفتحها والواو مخففة وهو جبل من جبال جهينة (وهو يطلب المجدي بن عمرو الجهني) قال النووي المجدي بفتح الميم وإسكان الجيم هكذا في جميع النسخ عندنا قال القاضي وفي بعضها النجدي بالنون بدل الميم قال والمعروف الأول (وكان الناضح يعتقبه منا الخمسة والستة والسبعة) الناضح البعير يستقي عليه أما العقبة فهي ركوب هذا نوبة وهذا نوبة قال النووي ورواية أكثرهم يعقبه بفتح الياء وضم القاف وفي بعضها يعتقبه بزيادة التاء وكسر القاف وكلاهما صحيح (فتلدن عليه بعض التلدن) أي تلكأ عليه وتمرد عليه بعض التمرد (فقال له شأ لعنك الله) شأ بفتح الشين بعدها همزة قال النووي هكذا هو في نسخ بلادنا وذكر القاضي رحمه الله أن الرواة اختلفوا فيه فرواه بعضهم بالسين قالوا وكلاهما صحيح وهي كلمة زجر للبعير يقال منهما شأ شأت البعير وسأسأت البعير إذا زجرته (حتى إذا كانت عشيشية) قال النووي هكذا الرواية فيها على التصغير مخففة الياء الأخيرة ساكنة الأولى (من رجل يتقدمنا فيمدر الحوض) أي يطينه لئلا يخرج منه الماء ويصلحه وينظفه (فنزعنا في الحوض سجلا أو سجلين) السجل بفتح السين وسكون الجيم الدلو المملوءة أي غسلاه ونظفاه بدلو أو دلوين (ثم مدرناه) أي سددا ثقوبه ومنافذه حتى لا يسيل منه الماء (ثم نزعنا فيه حتى أفهقناه) قال النووي هكذا في جميع نسخنا وكذا ذكره القاضي عن الجمهور قال وفي رواية السمرقندي أصفقناه بالصاد ومعناهما ملأناه (فأشرع ناقته فشربت شنق لها فشجت فبالت) أشرع لها يعني أرسل لها رأسها في الماء لتشرب ويقال شنقها وأشنقها أي كفها بزمامها وهو راكبها قال ابن دريد هو أن تجذب زمامها حتى تقارب رأسها قادمة الرحل وقوله فشجت بفاء وشين وجيم مفتوحات والجيم مخففة والفاء هنا أصلية يقال فشج البعير إذا فرج بين رجليه للبول وفشج بالتشديد أشد من فشج بالتخفيف قال النووي هذا الذي ذكرناه من ضبطه هو الصحيح الموجود في عامة النسخ وهو الذي ذكره الخطابي والهروي وغيرهما من أهل الغريب وذكره الحميدي في الجمع بين الصحيحين فشجت بتشديد الجيم وتكون الفاء زائدة للعطف وفسره الحميدي في غريب الجمع بين الصحيحين قال معناه قطعت الشرب من قولهم شججت المفازة إذا قطعتها بالسير وأنكر بعضهم اجتماع الشين والجيم وادعى أن صوابه فشحت بالحاء من قولهم شحا فاه إذا فتحه فيكون بمعنى تفاجت والصحيح ما قدمناه عن عامة النسخ (وكانت لها ذباذب فنكستها) ذباذب أي أهداب وأطراف واحدها ذبذب بكسر الذالين سميت بذلك لأنها تتذبذب على صاحبها إذا مشى أي تتحرك وتضطرب ونكستها بتخفيف الكاف وتشديدها (ثم تواقصت عليها) أي أمسكت عليها بعنقي وأملته عليها لئلا تسقط (فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمقني وأنا لا أشعر) أي ينظر إلي نظرا متتابعا (وإذا كان ضيقا فاشدده على حقوك) بفتح الحاء وكسرها وهو معقد الإزار والمراد هنا أن يبلغ السرة (وكان قوت كل رجل منا كل يوم تمرة فكان يمصها) بفتح الميم على اللغة المشهورة وحكى ضمها (وكنا نختبط بقسينا) بكسر القاف والسين والياء المشددة جمع قوس أي نضرب الشجر بالقسي ليسقط ورقه فنأكله (حتى قرحت أشداقنا) قرحت بكسر الراء أي تجرحت من خشونة الورق وحرارته (فأقسم أخطئها رجل منا يوما فانطلقنا به ننعشه فشهدنا أنه لم يعطها فأعطيها) أي أحلف أن رجلا منا أخطئ توزيع التمر وفاتته تمرته وظن القاسم أنه أعطاه فتنازعا في ذلك وشهدنا له أنه لم يعطها فأعطيها بعد الشهادة ومعنى ننعشه بفتح النون الأولى وسكون الثانية وفتح العين أي نرفعه ونقيمه من شدة الضعف والجهد وقال القاضي الأشبه عندي أن معناه نشد جانبه في دعواه ونشهد له (حتى نزلنا واديا أفيح) هو بالفاء أي واسعا (فإذا شجرتان بشاطئ الوادي) أي بجانبه. (فانقادت معه كالبعير المخشوش) بالخاء والشين وهو الذي يجعل في أنفه خشاش بكسر الخاء وهو عود يجعل في أنف البعير إذا كان صعبا ويشد فيه حبل ليذل وينقاد (حتى إذا كان بالمنصف مما بينهما لأم بينهما يعني جمعهما) المنصف بفتح الميم والصاد وهو نصف المسافة ومعنى لأم بهمزة مقصورة وممدودة أي جمع بينهما ووقع في بعض النسخ الام بالألف من غير همزة (فخرجت أحضر) بضم الهمزة وسكون الحاء وكسر الضاد أي أعدو وأسعى سعيا شديدا (فحانت مني لفتة) أي نظرة إلى الجنب وهي بفتح اللام ووقع لبعض الرواة فحالت باللام والمشهور بالنون وهما بمعنى فالحين والحال الوقت أي وقعت واتفقت وكانت (فأخذت حجرا فكسرته وحسرته فانذلق لي) حسرته بحاء وسين مفتوحة مخففة أي حددته ونحيت عنه ما يمنع حدته بحيث صار صالحا لقطع الأغصان به وهو معنى قوله فانذلق بالذال أي صار حادا وقال الهروي ومن تابعه الضمير في حسرته عائد على الغصن أي حسرت غصنا من أغصان الشجرة أي قشرته بالحجر وأنكر القاضي عياض هذا على الهروي ومتابعيه وقال سياق الكلام يأبى هذا لأنه حسره ثم أتى الشجرة فقطع الغصنين ولأنه قال حسرته فانذلق والذي يوصف بالانذلاق الحجر لا الغضن وصوب النووي عود الضمير على الحجر ثم قال واعلم أن قوله فحسرته بالسين هو في جميع النسخ وكذا هو في الجمع بين الصحيحين وفي كتاب الخطابي والهروي وجميع كتب الغريب وادعى القاضي روايته عن جميع شيوخهم لهذا الحرف بالشين وادعى أنه أصح وليس كما قال (فقلت قد فعلت فعم ذاك) أي فعن أي شيء هذا العمل وما فائدته (أن يرفه عنهما) أي يخفف العذاب عن صاحبي القبرين (وكان رجل من الأنصار يبرد لرسول الله صلى الله عليه وسلم الماء في أشجاب له على حمارة من جريد) الأشجاب هنا جمع شجب بسكون الجيم وهو السقاء الذي قد أخلق وبلى وصار شنا يقال شاجب أي يابس وهو من الشجب الذي هو الهلاك ومثله قوله صلى الله عليه وسلم قام إلى شجب فصب منه الماء وتوضأ ومثله قوله صلى الله عليه وسلم لجابر هنا فانظر هل في أشجابه من شيء قال النووي وأما قول المازري وغيره إن المراد بالأشجاب هنا الأعواد التي تعلق عليها القربة فغلط لقوله يبرد فيها على حمارة من جريد وأما الحمارة بكسر الحاء وتخفيف الميم ممدودة فهي أعواد تعلق عليها أسقية الماء قال القاضي ووقع لبعض الرواة حمار بحذف الهاء ورواية الجمهور حمارة وكلاهما صحيح (فلم أجد فيها إلا قطرة في عزلاء شجب منها لو أني أفرغه لشربه يابسه) المراد بقطرة أي قدرا يسيرا والعزلاء فم القربة ومعنى شربه يابسه أنه قليل جدا لقلته مع شدة يبس باقي الشجب وهو السقاء لو أفرغه لشربه اليابس من القربة ولم ينزل منه شيء (فأتيته به فجعل يتكلم بشيء لا أدري ما هو ويغمزه بيديه ثم أعطانيه) وفي بعض النسخ ويغمزه بيده أي يعصره (ناد بجفنة فقلت يا جفنة الركب فأتيت بها تحمل) في الكلام مضاف محذوف أي يا صاحب جفنة الركب والجفنة بفتح الجيم إناء كبير (فأتينا سيف البحر فزخر البحر زخرة فألقى دابة فأورينا على شقها النار) سيف البحر بكسر السين هو ساحله وزخر علا موجه وأورينا أوقدنا (فاطبخنا واشتوينا وأكلنا حتى شبعنا) اطبخنا بتشديد الطاء أي طبخنا من لحمها كثيرا (فدخلت أنا وفلان ... في حجاج عينها) بكسر الحاء وفتحها وهو عظمها المستدير (وأعظم كفل في الركب) بكسر الكاف وإسكان الفاء قال الجمهور المراد بالكفل هنا الكساء الذي يحويه راكب البعير على سنامه لئلا يسقط فيحفظ الراكب قال الأزهري ومنه اشتقاق قوله تعالى {يؤتكم كفلين من رحمته} [الحديد 28] أي نصيبين يحفظانكم من الهلكة كما يحفظ الكفل الراكب وقال القاضي عياض وضبط بعض الرواة بفتح الكاف والفاء والصحيح الأول ووقع لرواة البخاري أعظم رجل بالجيم وأعظم رحل بالحاء فقه الحديث ويؤخذ من الحديث فوق ما تقدم

    1- الرحلة في طلب العلم من الابن وأبيه

    2- والحرص على الإفادة من كبار العلماء قبل أن يرحلوا

    3- وطلب الإسناد العالي
    4- وسؤال التلميذ الشيخ عن حاله الخاص
    5- واستصحاب الشيخ غلاما يحمل له الكتب
    6- ذهاب الدائن إلى بيت المدين وسؤال أهله عنه وتسليم الرجال على النساء
    7- كشف ستر المدين وإحراجه إذا استخفى من الدائن
    8- صدق المدين وحسن اعتذاره خير له من الكذب
    9- توثيق راوي الحديث بروايته 10- جزاء من أنظر معسرا أو وضع عنه 1

    1- سؤال التلميذ الشيخ عما يشكل عليه ولو في أمور الدنيا كالملبس 1

    2- رفق العالم بالمتعلم وتأنيسه والمسح على رأسه ورفع إشكاله بالدليل 1

    3- دقة الاستجابة الحرفية لمطالب الشرع في معاملة الخدم والأتباع 1
    4- من حديث جابر اتخاذ الإنسان مسجدا يعرف به 1
    5- فعل المعلم فعلا يثير تساؤل التلاميذ ليعلمهم جواز الفعل وإن كان غيره أولى 1
    6- جواز الصلاة في ثوب واحد مع وجود ثياب غيره 1
    7- جواز الاشتمال بالثوب الواحد في الصلاة مادام ساترا لما بين السرة والركبة وإن كانت عورته ترى من أسفله لو كان على سطح ونحوه فإن هذا لا يضره قاله النووي 1
    8- جواز تخطي الناس في المسجد للوصول للشيخ مع عدم الإيذاء 1
    9- جواز جلوس التلميذ بين الشيخ والقبلة ولا يعد ذلك إساءة أدب 20- الدعاء للمرء كالتماس للعذر قبل اللوم 2

    1- شدة جابر رضي الله عنه في تأديب تلاميذه إذا أحس منهم قسوة في سؤالهم 2

    2- تحمل التلميذ لتأديب شيخه له 2

    3- ذهاب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مساجد أصحابه للاطمئنان على سير عباداتهم 2
    4- استحباب الإمساك بعصا ونحوها ولو بعرجون نخل في البيئة التي تحتاج ذلك 2
    5- تواضع الكبير ومحوه الأذى بنفسه وعدم استخدام التابع في ذلك 2
    6- حسن خلقه صلى الله عليه وسلم وتطبيقه النظريات بالعمل 2
    7- حرمة البصق والنخامة في قبلة المسجد 2
    8- استحباب البصق تحت الرجل اليسرى في الأرض الرملية في المسجد إذا استدعت الضرورة البصق 2
    9- جواز البصق في الثوب ونحوه عند الضرورة وطي بعضه على بعض هذا إذا لم يكن معه منديل ونحوه وغلبه البصاق أو رشح الأنف 30- تعظيم المساجد وتنزيهها من الأوساخ ونحوها 3

    1- استحباب تطييب المساجد بالزعفران والخلوق ونحوها 3

    2- إزالة المنكر باليد لمن قدر عليه 3

    3- ما لاقى الصحابة من الجهد والمشقة في غزوة بواط 3
    4- اعتقاب البعير متواليا بشرط طاقته 3
    5- تحريم لعن الدواب 3
    6- النهي عن الدعاء على النفس أو المال أو الأولاد خشية الإجابة 3
    7- الندب لخدمة القوم من يتطوع بها 3
    8- فضيلة لجابر بن عبد الله وصاحبه جبار بن صخر 3
    9- من قوله صلى الله عليه وسلم أتأذنان تعليمه لأمته الآداب الشرعية 40- والورع والاحتياط والاستئذان في مثل هذا وإن كان يعلم أنهما راضيان وقد أرصدا ذلك له صلى الله عليه وسلم ثم لمن بعده 4

    1- جواز الوضوء من الحوض الذي شربت منه الإبل ونحوها من الحيوان الطاهر وأنه لا كراهة فيه وإن كان الماء دون القلتين قال النووي وهذا مذهبنا 4

    2- وأن المأموم إذا كان واحدا وقف عن يمين الإمام وإذا كانا اثنين فأكثر وقفوا خلف الإمام ولم يخالف في ذلك إلا ابن مسعود وصاحبيه فإنهم قالوا يقف الاثنان عن جانبيه 4

    3- وجواز العمل اليسير في الصلاة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخذ بيد جابر وأداره إلى اليمين 4
    4- من كون قوت الرجل تمرة واحدة في اليوم ما كانوا عليه من ضيق العيش والصبر عليه في سبيل طاعة الله وكذا ما يتعلق بالماء 4
    5- وفي الشهادة مع الرجل الذي لم يأخذ تمرته جواز الشهادة على النفي في المحصور الذي يحاط به 4
    6- معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم في الشجرتين وصاحبي القبرين ووضع الأخضر على القبر 4
    7- ومعجزة الرسول صلى الله عليه وسلم في تكثير الماء وفي قذف البحر ما أطعمهم 4
    8- وفيه تحديث المرء عن نفسه بما فيه ثناء عليه مادام يأمن العجب والزهو والله أعلم.

    لا توجد بيانات