• 2222
  • وَأَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " يُنَادِي مُنَادٍ : إِنَّ لَكُمْ أَنْ تَصِحُّوا فَلَا تَسْقَمُوا أَبَدًا ، وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَحْيَوْا فَلَا تَمُوتُوا أَبَدًا ، وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَشِبُّوا فَلَا تَهْرَمُوا أَبَدًا ، وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَنْعَمُوا فَلَا تَبْأَسُوا أَبَدًا " فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : {{ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }}

    حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ - وَاللَّفْظُ لِإِسْحَاقَ - قَالَا : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : قَالَ الثَّوْرِيُّ : فَحَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ ، أَنَّ الْأَغَرَّ ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : يُنَادِي مُنَادٍ : إِنَّ لَكُمْ أَنْ تَصِحُّوا فَلَا تَسْقَمُوا أَبَدًا ، وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَحْيَوْا فَلَا تَمُوتُوا أَبَدًا ، وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَشِبُّوا فَلَا تَهْرَمُوا أَبَدًا ، وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَنْعَمُوا فَلَا تَبْأَسُوا أَبَدًا فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : {{ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }}

    تسقموا: السقم : المرض
    تشبوا: شب : كبر فأدرك الشباب
    تهرموا: الهرم : كِبر السّن وضعفه
    " يُنَادِي مُنَادٍ : إِنَّ لَكُمْ أَنْ تَصِحُّوا فَلَا تَسْقَمُوا أَبَدًا
    حديث رقم: 3316 في جامع الترمذي أبواب تفسير القرآن باب: ومن سورة الزمر
    حديث رقم: 8074 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 11119 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 11698 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 10743 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ التَّفْسِيرِ قَوْلُهُ تَعَالَى : وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
    حديث رقم: 668 في سنن الدارمي وَمِنْ كِتَابِ الرِّقَاقِ بَابُ : مَا يُقَالُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ إِذَا دَخَلُوهَا
    حديث رقم: 212 في المعجم الصغير للطبراني بَابُ الْأَلِفِ بَابُ مَنِ اسْمُهُ إِبْرَاهِيمُ
    حديث رقم: 2043 في الزهد و الرقائق لابن المبارك مَا رَوَاهُ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ فِي نُسْخَتِهِ زَائِدًا عَلَى مَا رَوَاهُ الْمَرْوَزِيُّ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ فِي كِتَابِ الزُّهْدِ
    حديث رقم: 172 في الزهد لهناد بن السري الزهد لهناد بن السري بَابُ دُخُولِ الْجَنَّةِ
    حديث رقم: 945 في المنتخب من مسند عبد بن حميد المنتخب من مسند عبد بن حميد مِنْ مُسْنَدِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ
    حديث رقم: 34 في جزء محمد بن عاصم الثقفي جزء محمد بن عاصم الثقفي أَبُو يَحْيَى عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيُّ
    حديث رقم: 2330 في معجم ابن الأعرابي بَابُ ( ن ) بَابُ ( ن )

    [2837] لَا يبأس أَي لَا يُصِيبهُ بَأْس وَهُوَ شدَّة الْحَال

    عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ينادي مناد إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا فذلك قوله عز وجل {ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون} [الأعراف 43]
    المعنى العام:
    في الترغيب في الطاعة والأعمال الصالحة تذكر الجنة وما فيها من نعيم مقيم وفي الترهيب من المعاصي تذكر النار وجهنم وما تفعله من عذاب أليم وفي القرآن الكريم كثير من الآيات وفي الأحاديث النبوية كثير من الأحاديث التي هي وحي دون شك فلا يعلم ما في يوم القيامة وما بعده إلا الله تعالى نذكر من آيات القرآن في الجنة قوله تعالى {ولمن خاف مقام ربه جنتان فبأي ءالاء ربكما تكذبان ذواتا أفنان فبأي ءالاء ربكما تكذبان فيهما عينان تجريان فبأي ءالاء ربكما تكذبان فيهما من كل فاكهة زوجان فبأي ءالاء ربكما تكذبان متكئين على فرش بطائنها من إستبرق وجنى الجنتين دان فبأي ءالاء ربكما تكذبان فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان فبأي ءالاء ربكما تكذبان كأنهن الياقوت والمرجان فبأي ءالاء ربكما تكذبان هل جزاء الإحسان إلا الإحسان فبأي ءالاء ربكما تكذبان ومن دونهما جنتان فبأي ءالاء ربكما تكذبان مدهامتان فبأي ءالاء ربكما تكذبان فيهما عينان نضاختان فبأي ءالاء ربكما تكذبان فيهما فاكهة ونخل ورمان فبأي ءالاء ربكما تكذبان فيهن خيرات حسان فبأي ءالاء ربكما تكذبان حور مقصورات في الخيام فبأي ءالاء ربكما تكذبان لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان فبأي ءالاء ربكما تكذبان متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان فبأي ءالاء ربكما تكذبان تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام} [الرحمن 4
    6- 78]
    وقوله تعالى {يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينزفون وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون جزاء بما كانوا يعملون لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما إلا قيلا سلاما سلاما وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة وفرش مرفوعة إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا} [الواقعة 1
    7- 37]
    وقوله تعالى {ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا} [الإنسان 1
    9- 21]
    ويكفينا في هذا المقام قوله تعالى {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون} [السجدة 17] المباحث العربية (حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات) قال النووي هكذا رواه مسلم حفت اهـ بضم الحاء وفتح الفاء المشددة من الحفاف وهو ما يحيط بالشيء حتى لا يتوصل إليه إلا بتخطيه فالجنة لا يتوصل إليها إلا بقطع مفاوز المكاره والنار لا ينجى منها إلا ترك الشهوات والبعد عنها وفي البخاري حجبت النار بالشهوات وحجبت الجنة بالمكاره والمعنى أنهما محجوبتان بهما فمن هتك الحجاب وصل إلى المحجوب فهتك حجاب الجنة باقتحام المكاره ويدخل فيها الاجتهاد في العبادات والمواظبة عليها والصبر على مشاقها وكظم الغيظ والعفو والحلم والصدقة والإحسان إلى المسيء والصبر عن الشهوات ونحو ذلك وهتك حجاب النار بارتكاب الشهوات والظاهر أن المراد هنا بالشهوات الشهوات المحرمة كالخمر والزنا والغيبة أما الشهوات المباحة فلا تدخل في هذه لكن يكره الإكثار منها مخافة أن يجر إلى المحرمة أو يقسي القلب أو يشغل عن الطاعات ونحو ذلك قاله النووي قال العلماء وهو من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم وبديع بلاغته في ذم الشهوات وإن مالت إليها النفس والحض على الطاعات وإن كرهتها النفوس وشق عليها وقد ورد إيضاح ذلك من وجه آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه رفعه لما خلق الله الجنة والنار أرسل جبريل إلى الجنة فقال انظر إليها قال فرجع إليه فقال وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها فأمر بها فحفت بالمكاره فقال ارجع إليها فرجع فقال وعزتك لقد خفت أن لا يدخلها أحد قال اذهب إلى النار فانظر إليها فرجع فقال وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها فأمر بها فحفت بالشهوات فقال ارجع إليها فرجع فقال وعزتك لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر مصداق ذلك في كتاب الله {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون} زاد في الرواية الثالثة ذخرا بله ما أطلعكم الله عليه وفي بعض النسخ ذخرا بله ما أطلعتكم عليه وذخرا أي مدخرا محفوظا وروى بالدال المهملة وبله بفتح الباء وسكون اللام بعدها هاء قال ابن هشام في مغني اللبيب بله على ثلاثة أوجه اسم لدع ومصدر بمعنى الترك واسم مرادف لكيف وما بعدها منصوب على الأول ومخفوض على الثاني ومرفوع على الثالث وفتحها بناء على الأول والثالث وإعراب على الثاني قال واستعملت معربة مجرورة بمن خارجة عن المعاني الثلاثة وفسرها بعضهم بغير اهـ والمعنى هنا دعوا عنكم الذي أطلعكم الله عليه فالذي لم يطلعكم عليه أعظم ووقع في رواية أن سبب هذا الحديث أن موسى عليه السلام سأل ربه من أعظم أهل الجنة منزلة فقال غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر زاد في رواية ولا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل وقرأ الجمهور ما أخفي لهم بكسر الفاء وفتح الياء مبني للمفعول وقرأ حمزة بالإسكان فعلا مضارعا مسندا للمتكلم وقرأ محمد بن كعب أخفي بفتح الهمزة والفاء على البناء للفاعل وهو الله سبحانه وتعالى وقرئ قرة بالإفراد وقرات بالجمع (إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة) زاد في ملحق الرواية السادسة لا يقطعها وفي الرواية الثامنة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها وفي الرواية التاسعة يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة عام ما يقطعها والمراد من ظلها كنفها وما يستره أغصانها وقيل في نعيمها وراحتها ومنه قولهم عيش ظليل قال القرطبي والمحوج إلى هذا التأويل أن الظل في عرف أهل الدنيا ما يقي من حر الشمس وأذاها وليس في الجنة شمس ولا أذى والمضمر بضم الميم الأولى وفتح الضاد وفتح الميم الثانية مشددة أي الذي ضمر ليشتد جريه قال القاضي ورواه بعضهم بكسر الميم الثانية صفة الراكب المضمر لفرسه قال والمعروف الأول (أحل عليكم رضواني) قال القاضي أنزله بكم والرضوان بكسر الراء وضمها وقرئ بهما في السبع (إن أهل الجنة ليتراءون الغرفة في الجنة كما تراءون الكوكب في السماء) كما تراءون بحذف إحدى التاءين وأصله كما تتراءون زاد في آخر الرواية كما تراءون الكوكب الدري في الأفق الشرقي أو الغربي وفي الرواية الثانية عشرة إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر من الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم قال النووي دري بضم الدال وتشديد الياء بلا همز ومثلها مهموز ممدود والثالثة بكسر الدال مهموز ممدود ثلاث قراءات في السبع وهو الكوكب العظيم وقيل سمي دريا لبياضه كالدر وقيل لإضاءته وقيل لشبهه بالدر في كونه أرفع من باقي النجوم كالدر أرفع الجواهر وقال وقوله كما تراءون الكوكب الدري الغابر من الأفق من المشرق أو المغرب هكذا هو في عامة النسخ من الأفق قال القاضي لفظة من لابتداء الغاية ووقع في رواية البخاري في الأفق قال بعضهم وهو الصواب قال وذكر بعضهم أن من في رواية مسلم لانتهاء الغاية وقد جاءت كذلك كقولهم رأيت الهلال من خلال السحاب قال القاضي وهذا صحيح لكن حملهم لفظة من هنا على انتهاء الغاية غير مسلم بل هي على بابها أي كان ابتداء رؤيته إياه رؤيته من خلل السحاب ومن الأفق قال وقد جاء في رواية على الأفق الغربي ومعنى الغابر الذاهب الماشي أي الذي تدلى للغروب وبعد عن العيون وروى في غير مسلم الغارب وهو بمعنى ما ذكرنا وروى العازب بالعين والزاي ومعناه البعيد في الأفق وكلها راجعة إلى معنى واحد اهـ والمعنى أن أهل الجنة تتفاوت منازلهم بحسب درجاتهم في الفضل حتى إن أهل الدرجات العليا ليراهم من هو أسفل منهم كالنجوم لتفاضل ما بينهم (قالوا يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم قال بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين) قال القرطبي بلى حرف جواب وتصديق والسياق يقتضي أن يكون الجواب بالإضراب عن الأول وإيجاب الثاني فلعلها كانت بل وقوله رجال خبر مبتدأ محذوف تقديره هم رجال أي تلك المنازل منازل رجال آمنوا وقوله وصدقوا المرسلين أي حق تصديقهم وإلا لكان كل من آمن بالله وصدق رسله وصل إلى تلك الدرجة وليس كذلك وعند الترمذي إن في الجنة لغرفا ترى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها فقال أعرابي لمن هي يا رسول الله قال هي لمن آلان الكلام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام (إن في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة) قال النووي المراد بالسوق مجمع لهم يجتمعون فيه كما يجتمع الناس في الدنيا في السوق ومعنى يأتونها كل جمعة أي في مقدار كل جمعة أي أسبوع وليس هناك حقيقة أسبوع لفقد الشمس والليل والنهار والسوق يذكر ويؤنث وهو أفصح (فتهب ريح الشمال) قال صاحب العين الشمال والشمأل والشأملة بهمزة قبل الميم والشمل بفتح الميم من غير ألف والشمول بفتح الشين وضم الميم وهي التي تأتي من دبر القبلة قال القاضي وخص ريح الجنة بالشمال لأنها ريح المطر عند العرب كانت تهب من جهة الشام وبها يأتي سحاب المطر وكانوا يرجون السحابة الشامية وجاءت في الحديث تسمية هذه الريح المثيرة أي المحركة لأنها تثير في وجوههم ما تثيره من مسك أرض الجنة وغيره من نعيمها (إن أول زمرة) الزمرة الجماعة (لكل امرئ منهم زوجتان اثنتان) قال النووي هكذا في الروايات بالثاء وهي لغة متكررة في الأحاديث وكلام العرب والأشهر حذف التاء وبه جاء القرآن وأكثر الأحاديث زوجان والزوجتان من نساء الدنيا أما الحور العين فعدد كثير في الأحاديث قال الحافظ ابن حجر والذي يظهر أن أقل ما لكل واحد منهم زوجتان (يرى مخ سوقهما من وراء اللحم) والعظم وهو كناية عن الصفاء البالغ (وما في الجنة أعزب) بالألف وهي لغة والمشهور في اللغة عزب بغير ألف ونقل القاضي أن جميع رواتهم رووه وما في الجنة عزب بغير ألف إلا العذرى فرواه بالألف قال القاضي وليس بشيء والعزب من لا زوجة له والعزوب البعد وسمي عزبا لبعده عن النساء (ورشحهم المسك) أي عرقهم المسك (ومجامرهم الألوة) بفتح الهمزة وضم اللام أي العود الهندي الذي يبخر به قيل جعلت مجامرهم نفس العود وقيل في الكلام مضاف محذوف أي وقود مجامرهم والمجامر جمع مجمرة وهي المبخرة سميت مجمرة لأنها يوضع فيها الجمر ليفوح به ما يوضع فيها من البخور وليس في الجنة نار وإنما سميت مجمرة باعتبار ما كان والحكمة في ذلك أنهم ينعمون بنوع ما كانوا ينعمون به في الدنيا (أخلاقهم على خلق رجل واحد) قال النووي يرويه ابن أبي شيبة بضم الخاء واللام ويرويه أبو كريب بفتح الخاء وإسكان اللام وكلاهما صحيح وقد اختلف فيه رواة البخاري ويرجح الضم بقوله في الرواية الثامنة عشرة لا اختلاف بينهم ولا تباغض قلوبهم قلب واحد يسبحون الله بكرة وعشيا وقد يرجح الفتح بقوله صلى الله عليه وسلم على صورة أبيهم آدم أو على طوله (قالوا فما بال الطعام قال جشاء ورشح كرشح المسك) الجشاء بضم الجيم تنفس المعدة وقيل صوت مع ريح يخرج من الفم عند الشبع (من يدخل الجنة ينعم لا يبأس) ينعم بفتح الياء وسكون النون وفتح العين أي يدوم ويتجدد نعيمه والبأس والبؤس والبأساء والبؤساء بمعنى وهو شدة الحال (إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة) قال النووي هكذا هو في عامة النسخ مجوفة بالفاء قال القاضي وفي رواية السمرقندي مجوبة بالباء وهي المثقوبة وهي بمعنى المجوفة وأما الخيمة فبيت مربع من بيوت الأعراب معروف (طولها ستون ميلا للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا) في الرواية الرابعة والعشرين في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة أي لكل مؤمن عرضها ستون ميلا فهي مربعة في كل زاوية منها أي في كل جانب وناحية منها أهل أي أزواج للمؤمن ما يرون الأخرين يطوف عليهم المؤمن وفي الرواية الخامسة والعشرين طولها في السماء أي ارتفاعها ستون ميلا فهي مكعبة طولها يساوي عرضها وعرضها يساوي ارتفاعها (سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة) قال النووي اعلم أن سيحان وجيحان غير سيحون وجيحون فأما سيحان وجيحان المذكوران في هذا الحديث اللذان هما من أنهار الجنة في بلاد الأرمن فسيحان نهر المصيصة وجيحان نهر إذنه وهما نهران عظيمان جدا أكبرهما جيحان هذا هو الصواب في موضعهما وأما قول الجوهري في صحاحه جيحان نهر بالشام فغلط أو أنه أراد المجاز من حيث إنه ببلاد الأرمن وهي مجاورة للشام قال الحازمي سيحان نهر عند المصيصة قال وهو غير سيحون وقال صاحب نهاية الغريب سيحان وجيحان نهران بالعواصم عند المصيصة وطرسوس واتفقوا كلهم على أن جيحون بالواو نهر وراء خراسان عند بلخ واتفقوا على أنه غير جيحان وكذلك سيحون غير سيحان وأما قول القاضي عياض هذه الأنهار الأربعة أكبر أنهار بلاد الإسلام فالنيل بمصر والفرات بالعراق وسيحان وجيحان ويقال سيحون وجيحون ببلاد خراسان ففي كلامه إنكار من أوجه أحدها قوله الفرات بالعراق وليس بالعراق بل هو فاصل بين الشام والجزيرة والثاني قوله سيحان وجيحان ويقال سيحون وجيحون فجعل الأسماء مترادفة وليس كذلك بل سيحان غير سيحون وجيحان غير جيحون باتفاق الناس كما سبق الثالث أنه ببلاد خراسان وأما سيحان وجيحان فهما ببلاد الأرمن بقرب الشام والله أعلم وأما كون هذه الأنهار من ماء الجنة ففيه تأويلان ذكرهما القاضي عياض أحدهما أن الإيمان عم بلادها أو الأجسام المتغذية بمائها صائرة إلى الجنة والثاني وهو الأصح أنها على ظاهرها وأن له مادة من الجنة والجنة مخلوقة موجودة اليوم عند أهل السنة وقد ذكر مسلم في كتاب الإيمان في حديث الإسراء أن الفرات والنيل يخرجان من الجنة وفي البخاري من أصل سدرة المنتهى وعندي أن كلا من القولين بعيد والأولى أن يكون ذلك تعبيرا عن مستقبل وأن هذه الأنهار وغيرها من أنهار الدنيا المعتز بها ستكون في الجنة مع التغاير في الصفات كما في بقية نعيم الجنة والله أعلم (يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير) قيل مثلها في رقتها وضعفها كما في حديث أهل اليمن أرق قلوبا وأضعف أفئدة وقيل في الخوف والهيبة والطير أكثر الحيوان خوفا وفزعا وكأن المراد قوم غلب عليهم الخوف كما جاء عن جماعات من السلف في شدة خوفهم وقيل المراد متوكلون كالطير (خلق الله عز وجل آدم على صورته) سبق شرح هذا الحديث قريبا والله أعلم فقه الحديث قال النووي مذهب أهل السنة وعامة المسلمين أن أهل الجنة يأكلون ويشربون فيها يتنعمون بما ذكر وبغيره من ملاذ وأنواع نعيمها تنعما دائما لا آخر له ولا انقطاع أبدا وأن تنعمهم بذلك على هيئة تنعم أهل الدنيا إلا ما بينهما من التفاضل في اللذة والنفاسة التي لا يشارك نعيم الدنيا فيها إلا في التسمية وأصل الهيئة وإلا في أنهم لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتمخطون ولا يبصقون وقد دلت دلائل القرآن والسنة في هذه الأحاديث أن نعيم الجنة دائم لا انقطاع له أبدا اهـ وفي هذه الأحاديث أن نعيم الجنة فوق الخيال ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر كخيمة الدر واللؤلؤ وحجمها وأطوال البشر والزوجات والحور العين ورشح المسك وقد أخرج البخاري غير أحاديثنا أحاديث كثيرة كحديث منديل سعد وأبواب الجنة والمرأة التي تتوضأ بجوار القصر وأخرج الإمام أحمد في صفة أدنى أهل الجنة منزلة أن له من الحور العين اثنين وسبعين زوجة سوى أزواجه من الدنيا وأخرج الترمذي إن أدنى أهل الجنة الذي له ثمانون ألف خادم وثنتان وسبعون زوجة وظاهر الرواية الخامسة عشرة والثانية والعشرين والثالثة والعشرين والرابعة والعشرين والخامسة والعشرين أن النساء في الجنة أكثر من الرجال لكن يعارضه الحديث الصحيح رأيتكن أكثر أهل النار وأجيب بأنه لا يلزم من أكثريتهن في النار نفي أكثريتهن في الجنة فيخرج على أن النساء أكثر ولد آدم لكن يشكل عليه قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر اطلعت في الجنة فرأيت أقل ساكنها النساء قال المحققون يحتمل أن يكون الراوي رواه بالمعنى الذي فهمه من أن كونهن أكثر ساكني النار يلزم منه أن يكن أقل ساكني الجنة وليس ذلك بلازم قال الحافظ ابن حجر ويحتمل أن يكون ذلك في أول الأمر قبل خروج العصاة من النار بالشفاعة اهـ وهذا الاحتمال لا يدفع الإيراد فالنساء كذلك يخرجن من النار بالشفاعة وغيرها ولا ضير في أكثرية النساء في الجنة والله أعلم.

    حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، - وَاللَّفْظُ لإِسْحَاقَ - قَالاَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ قَالَ الثَّوْرِيُّ فَحَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، أَنَّ الأَغَرَّ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ ‏"‏ يُنَادِي مُنَادٍ إِنَّ لَكُمْ أَنْ تَصِحُّوا فَلاَ تَسْقَمُوا أَبَدًا وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَحْيَوْا فَلاَ تَمُوتُوا أَبَدًا وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَشِبُّوا فَلاَ تَهْرَمُوا أَبَدًا وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَنْعَمُوا فَلاَ تَبْتَئِسُوا أَبَدًا ‏"‏ ‏.‏ فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ ‏{‏ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ‏}‏

    Abu Sa'id al-Khudri and Abu Huraira both reported Allah's Messenger (ﷺ) as saying:There would be an announcer (in Paradise) who would make this announcement: Verily I there is in store for you (everlasting) health and that you should never fall ill and that you live (for ever) and do not die at all. And that you would remain young and never grow old. And that you would always live in affluent circumstances and never become destitute, as words of Allah, the Exalted and Glorious, are:" And it would be announced to them: This is the Paradise. You have been made to inherit it for what you used to do". (VII;)

    Telah menceritakan kepada kami [Ishaq bin Ibrahim] dan [Abdu bin Humaid], teks milik Ishaq, keduanya berkata: telah mengkhabarkan kepada kami [Abdurrazzaq] berkata: Berkata [Ats Tsauri] telah menceritakan kepadaku [Abu Ishaq] bahwa [Al Aghar] telah menceritakan kepadanya dari [Abu Sa'id Al Khudri] dan [Abu Hurairah] dari nabi Shallallahu 'alaihi wa Salam bersabda: "Penyeru menyerukan: Sesungguhnya kalian hidup dan tidak mati selamanya, kalian sehat dan tidak sakit selamanya, kalian muda dan tidak tua selamanya, kalian bersenang-senang dan tidak akan bersedih selamanya. Itulah firmanNya 'azza wajalla:; Dan Itulah surga yang diwariskan kepada kamu disebabkan amal-amal yang dahulu kamu kerjakan." (Az Zukhruuf:)

    Bize îshak b. İbrahim ile Abd b. Humeyd rivayet ettiler. Lâfız İshak'ındır. (Dedilerki); Bize Abdürrezzâk haber verdi. (Dediki): Sevrî şunu söyledi: Bana da Ebû îshak rivayet etti ki, kendisine Egar, Ebû Saîd-i Hudrî ile Ebû Hureyre'den, onlar da Nebi (Sallallahu Aleyhi ve Sellem)'den naklen rivayet etmişler. Resûlullah (Sallallahu Aleyhi ve Sellem) şöyle buyurmuşlar : «Bir dellal: Gerçekten sizin için sağlamlık vardır. Artık ebediyyen hasta olmayacaksınız. Sizin için hayat vardır. Artık ebediyen ölmeyeceksiniz. Sizin için gençlik vardsr. Artık ebediyyen ihtiyarlamıyacaksınız. Sizin için nimetpezîr olmak vardır. Artık ebediyen fakirlemeyeceksiniz diye nida edecektir.» Allah (Azze ve Celle)'nin : «Kendilerine, İşte size cennet! Siz ona amellerinizle mirasçı oldunuz.» [A'raf 43] âyet-i kerîmesinin mânâsı budur

    ثوری نے کہا : مجھے ابو اسحٰق نے حدیث بیان کی ، ( ابو ہریرہ رضی اللہ تعالیٰ عنہ کے آزاد کردہ غلام ) اغر ( ابن عبد اللہ ) نے انھیں حضرت ابو سعید خدری اور حضرت ابو ہریرہ رضی اللہ تعالیٰ عنہ سےروایت کی ، انھوں نے نبی صلی اللہ علیہ وسلم سے روایت کی کہ آپ صلی اللہ علیہ وسلم نے فرمایا : " ایک اعلان کرنے والااعلان کرے گا ۔ یقیناًتمھارے لیے یہ ( انعام بھی ) ہے کہ تم ہمیشہ صحت مند رہو گے ۔ کبھی بیمار نہ پڑوگے ، اور یہ بھی تمھارے لیے ہے کہ زندہ رہوگے ۔ کبھی موت کا شکار نہیں ہو گے ۔ اور یہ بھی تمھارے لیے ہے کہ جوان رہو گے ۔ کبھی بوڑھے نہ ہوگے ۔ اور یہ بھی تمھارے لیے ہے کہ ہمیشہ ناز و نعم میں رہوگے ۔ کبھی زحمت نہ دیکھو گے ۔ " یہی اللہ عزوجل کا فرمان ( واضح کرتا ) ہے : " اور انھیں ندادے کرکہاجائے گاکہ یہی تمھاری جنت ہے جس کے تم ان اعمال کی وجہ سے سے جو تم کرتے رہے وارث بنا دیے گئے ہو ۔

    ইসহাক ইবনু ইবরাহীম ও আবদ ইবনু হুমায়দ (রহঃ) ..... আবু সাঈদ আল খুদরী ও আবু হুরাইরাহ (রাযিঃ) এর সূত্রে নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম থেকে বর্ণিত। তিনি বলেন, কোন আহবানকারী জান্নাতী লোকেদেরকে আহ্বান করে বলবে, এখানে সর্বদা তোমরা সুস্থ থাকবে, কক্ষনো অসুস্থ হবে না। তোমরা স্থায়ী জীবন লাভ করবে, কখনো তোমরা মরবে না। তোমরা যুবক থাকবে, কক্ষনে তোমরা বৃদ্ধ হবে না। তোমরা সর্বদা সুখস্বাচ্ছন্দ্যে থাকবে, কক্ষনে আর তোমরা কষ্ট-ক্লেশে পতিত হবে না। এটাই মহা মহিম আল্লাহর বাণীঃ "আর তাদেরকে সম্বোধন করে বলা হবে, তোমরা যে ‘আমল করতে তারই বিনিময়ে তোমাদেরকে এ জান্নাতের উত্তরাধিকারী করা হয়েছে"- (সূরা আল আ’রাফ ৭ঃ ৪৩) এর ব্যাখ্যা। (ইসলামিক ফাউন্ডেশন ৬৮৯৪, ইসলামিক সেন্টার)