• 2267
  • سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا يَكُونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ "

    حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ ، بَعَثَ إِلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ بِأَنْجَادٍ مِنْ عِنْدِهِ ، فَلَمَّا أَنْ كَانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ ، قَامَ عَبْدُ الْمَلِكِ مِنَ اللَّيْلِ ، فَدَعَا خَادِمَهُ ، فَكَأَنَّهُ أَبْطَأَ عَلَيْهِ ، فَلَعَنَهُ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَتْ لَهُ أُمُّ الدَّرْدَاءِ : سَمِعْتُكَ اللَّيْلَةَ ، لَعَنْتَ خَادِمَكَ حِينَ دَعَوْتَهُ ، فَقَالَتْ : سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لَا يَكُونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو غَسَّانَ الْمِسْمَعِيُّ ، وَعَاصِمُ بْنُ النَّضْرِ التَّيْمِيُّ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، ح وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، كِلَاهُمَا عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي هَذَا الْإِسْنَادِ ، بِمِثْلِ مَعْنَى حَدِيثِ حَفْصِ بْنِ مَيْسَرَةَ

    لا توجد بيانات
    لَا يَكُونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ
    حديث رقم: 4809 في صحيح مسلم كتاب الْبِرِّ وَالصِّلَةِ وَالْآدَابِ بَابُ النَّهْيِ عَنْ لَعْنِ الدَّوَابِّ وَغَيْرِهَا
    حديث رقم: 4324 في سنن أبي داوود كِتَاب الْأَدَبِ بَابٌ فِي اللَّعْنِ
    حديث رقم: 26928 في مسند أحمد ابن حنبل مِنْ مُسْنَدِ الْقَبَائِلِ بَقِيَّةُ حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 5840 في صحيح ابن حبان كِتَابُ الْحَظْرِ وَالْإِبَاحَةِ بَابُ الْكَذِبِ
    حديث رقم: 139 في المستدرك على الصحيحين كِتَابُ الْإِيمَانِ وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي الدَّرْدَاءِ
    حديث رقم: 19371 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ الشَّهَادَاتِ بَابُ : بَيَانُ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ وَمَعَالِيهَا الَّتِي مَنْ كَانَ مُتَخَلِّقًا بِهَا
    حديث رقم: 122 في الجامع لمعمّر بن راشد بَابُ اللَّعْنِ
    حديث رقم: 122 في الجامع لمعمّر بن راشد مَنْ دَعَا عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    حديث رقم: 347 في الجامع لعبد الله بن وهب كِتَابُ الصَّمْتِ فِي الْكَلَامِ لِمَا لَا يَنْبَغِي وَلَا يَحْسُنُ
    حديث رقم: 39 في مسند ابن أبي شيبة مَا رَوَاهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
    حديث رقم: 39 في مسند ابن أبي شيبة ابْنُ سِيلَانَ
    حديث رقم: 205 في المنتخب من مسند عبد بن حميد المنتخب من مسند عبد بن حميد مُسْنَدُ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 325 في الأدب المفرد للبخاري
    حديث رقم: 382 في الصمت لابن أبي الدنيا الصمت لابن أبي الدنيا بَابُ ذَمِّ اللَّعَّانَيْنِ
    حديث رقم: 4057 في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء حلية الأولياء وطبقات الأصفياء سَلَمَةُ بْنُ دِينَارٍ

    [2598] (بَعَثَ إِلَى أُمِّ الدَّرْدَاءَ بِأَنْجَادٍ مِنْ عِنْدِهِ) بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَبَعْدَهَا نُونٌ ثُمَّ جِيمٌ وَهُوَ جَمْعُ نَجَدٍ بِفَتْحِ النُّونِ وَالْجِيمِ وهومتاع الْبَيْتِ الَّذِي يُزَيِّنُهُ مِنْ فُرُشٍ وَنَمَارِقَ وَسُتُورٍ وَقَالَهُ الْجَوْهَرِيُّ بِإِسْكَانِ الْجِيمِ قَالَ وَجَمْعُهُ نُجُودٌحَكَاهُ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ فَهُمَا لُغَتَانِ وَوَقَعَ في رواية بن ماهان بخادم بالخاء المعجمة والمشهور الاول (باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه أو دعا عليه) أو ليس هو اهلا لذلك كان له زكاة واجرا ورحمة قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

    [2598] بأنجاد بِفَتْح الْهمزَة وَنون وجيم جمع نجد بِفَتْح النُّون وَالْجِيم وَحكي سكونها وَهُوَ مَتَاع الْبَيْت الَّذِي يزين بِهِ من فرش ونمارق وستور لَا يكون اللعانون أَي يكثر اللَّعْن الْمحرم شرعا وَلَا شُهَدَاء يَوْم الْقِيَامَة أَي على الْأُمَم بتبليغ رسلهم إِلَيْهِم الرسالات وَقيل مَعْنَاهُ لَا يرْزقُونَ الشَّهَادَة وَهِي الْقَتْل فِي سَبِيل الله

    أن عبد الملك بن مروان بعث إلى أم الدرداء بأنجاد من عنده فلما أن كان ذات ليلة قام عبد الملك من الليل فدعا خادمه فكأنه أبطأ عليه فلعنه فلما أصبح قالت له أم الدرداء سمعتك الليلة لعنت خادمك حين دعوته فقالت سمعت أبا الدرداء يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة
    المعنى العام:
    طهارة لسان المؤمن هدف إسلامي فالمؤمن من سلم المسلمون من لسانه وقد تناولنا في أحاديث سابقة الحث على طهارة اللسان من السب والفحش واللعن نوع من الفحش أفرد بالذكر في هذا الباب لمزيد عناية به لكثرة جريانه على الألسنة وتساهل الناس فيه ولزيادة المبالغة والتحذير من اللعن نهى عن لعن الدواب مع أن لعنها لا يبعدها عن رحمة الله ولا يترتب عليه حقدها وتباغضها وتدابرها وكأنه من قبيل إياك أعني واسمعي يا جارة نعم إنها خلقة الله وصنعته ولعن المصنوع إساءة للصنعة وإساءة للصانع وهذا وإن لم يقصد من اللاعن ينبغي البعد عنه وإكثار اللعن كان سببا من أسباب كثرة دخول النساء جهنم وكثرة اللعن في أحاديث الباب سبب للحرمان من الشفاعة والشهادة فلا يكون اللاعنون شفعاء يوم يكثر الشفعاء ولا شهداء يوم يتقدم الشهداء المباحث العربية (بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وامرأة من الأنصار على ناقة) كانت هذه الناقة تحمل أمتعة للقوم الراجلين وكانت المرأة صغيرة جارية ففي الرواية الثانية بينما جارية على ناقة عليها بعض متاع القوم وجاء في الرواية الثانية لون الناقة بأنها ورقاء أي يخالط بياضها سواد ويقال للذكر أورق وقيل هي التي لونها كلون الرماد (فضجرت فلعنتها فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم) الضمير في فضجرت للناقة أي تبرمت ونفرت وتذمرت وعاندت وحرنت ويحتمل أن يكون للجارية والعطف على محذوف أي فنفرت الناقة فضجرت الجارية بها أي ضاقت بها وتبرمت منها ولعنتها وأوضحت الرواية الثانية عبارة اللعن فقالت حل اللهم العنها وحل كلمة زجر واستحثاث يقال حل حل بفتح الحاء وسكون اللام فيهما عند التكرار ويقال أيضا حل حل بكسر اللام فيهما وبالتنوين وبغير تنوين كما بينت الرواية الثانية الظروف التي جعلت الرسول صلى الله عليه وسلم يسمعها ففيها إذ بصرت بالنبي صلى الله عليه وسلم وتضايق بهم الجبل أي فكانت قريبة من الرسول صلى الله عليه وسلم بدون قصد وبحكم ضيق الطريق ولعلها خشيت مزاحمته صلى الله عليه وسلم فأرادت من الناقة جهة فلم تطاوعها (فقال خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة) أي خذوا ما عليها من متاع ورحال وآلات ودعوها واتركوها في الصحراء ترعى دون صاحب فلا يليق أن تصاحبنا لعنة في سفرنا بمصاحبة شيء ملعون وفي الرواية الثانية لا تصاحبنا ناقة عليها لعنة وفي ملحقها لا ايم الله لا تصاحبنا راحلة عليها لعنة من الله أي قسمي ويميني ألا تصاحبنا وفي ملحق الرواية الأولى خذوا ما عليها وأعروها بهمزة قطع وضم الراء يقال أعريته وعريته إعراء وتعرية فتعرى أي اتركوها عارية لا شيء عليها (قال عمران فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد) حدث عمران بهذا الحديث بعد زمن من واقعته وكان ساعتها قد رأى الناقة وقد جردت ثم أطلقت تنفيذا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عند التحديث يستحضر تلك الصورة وكأنها حادثة أمامه الآن (لا ينبغي لصديق أن يكون لعانا) أي لا ينبغي لمؤمن قوي الإيمان بلغ فيه مبلغ الصديق أن يكون كثير اللعن فلعان صيغة مبالغة تدل على الكثرة فكثرة اللعن من صفات ضعيف الإيمان ولا يضر قوي الإيمان أن يصدر منه اللعن مرة ونحوها لمن يستحق اللعن كما سيأتي في فقه الحديث واللعن الإبعاد من رحمة الله فهو نهاية المقاطعة والتدابر وهذا غاية ما يوده المسلم للكافر فلا يدعى به على من لا يستحق وإن كان حيوانا (أن عبد الملك بن مروان بعث إلى أم الدرداء بأنجاد من عنده) بفتح الهمزة وسكون النون جمع نجد بفتح النون والجيم وهو متاع البيت الذي يزين به البيت من فرش ونمارق وستور وقال الجوهري بسكون الجيم وجمعه نجود فهما لغتان ووقع في رواية بخادم بدل بأنجاد قال النووي والمشهور الأول (فلما أن كان ذات ليلة قام عبد الملك من الليل فدعا خادمه فأبطأ عليه فلعنه فلما أصبح قالت له أم الدرداء سمعتك الليلة لعنت خادمك حين دعوته) أي فقال نعم وهذه الواقعة حصلت في بيت عبد الملك بن مروان في الشام والخادم يطلق على الذكر والأنثى وكان هنا أنثى فعند أحمد كان عبد الملك بن مروان يرسل إلى أم الدرداء فتبيت عند نسائه ويسألها عن النبي صلى الله عليه وسلم فقام ليلة فدعا خادمته فأبطأت عليه فلعنها والمعنى أنه أرسل إليها الهدية ودعاها أن تبيت عنده مع نسائه وكانت قد بلغت من الكبر عتيا فقد ماتت في خلافة عثمان (لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة) قال النووي معناه لا يشفعون يوم القيامة حين يشفع المؤمنون في إخوانهم الذين استوجبوا النار ولا شهداء فيه ثلاثة أقوال أصحها وأشهرها لا يكونون شهداء يوم القيامة على الأمم بتبليغ رسلهم إليهم الرسالات والثاني لا يكونون شهداء في الدنيا أي لا تقبل شهادتهم لفسقهم والثالث لا يرزقون الشهادة وهي القتل في سبيل الله فقه الحديث إنما منعت الناقة الملعونة من المصاحبة زجرا لصاحبتها ولغيرها فقد ثبت أنه قد سبق نهيها ونهي غيرها عن لعن الحيوان فعوقبت بإرسال الناقة والمراد النهي عن مصاحبة هذه الناقة في الطريق وأما بيعها وذبحها وركوبها في غير مصاحبته صلى الله عليه وسلم وغير ذلك من التصرفات التي كانت جائزة قبل هذا فهي باقية على الجواز لأن الشرع إنما ورد بالنهي عن المصاحبة فبقي الباقي كما كان قاله النووي وقال عن حديث لا ينبغي لصديق أن يكون لعانا فيه الزجر عن اللعن وأن من تخلق به لا يكون فيه هذه الصفات الجميلة لأن اللعنة في الدعاء يراد بها الإبعاد عن رحمة الله تعالى وليس الدعاء بهذا من أخلاق المؤمنين الذين وصفهم الله تعالى بالرحمة بينهم والتعاون على البر والتقوى وجعلهم كالبنيان يشد بعضه بعضا وكالجسد الواحد وأن المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه فمن دعا علي أخيه المسلم باللعنة وهي الإبعاد من رحمة الله تعالى فهو من نهاية المقاطعة والتدابر وهذه غاية ما يوده المسلم للكافر ولهذا جاء في الحديث الصحيح لعن المؤمن كقتله لأن القاتل يقطعه عن منافع الدنيا وهذا يقطعه عن نعيم الآخرة وعن رحمة الله تعالى ثم قال وهذا الذم في الحديث إنما هو لمن كثر من اللعن لا لمرة ونحوها ولأنه يخرج عنه أيضا اللعن المباح وهو الذي ورد الشرع به وهو لعنة الله على الظالمين لعن الله اليهود والنصارى لعن الله الواصلة والمستوصلة لعن الله شارب الخمر وآكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه لعن الله المصورين لعن الله من انتمى إلى غير أبيه وتولى غير مواليه وغير منار الأرض وغيرها مما هو مشهور في الأحاديث الصحيحة.

    لا توجد بيانات